لكن مصر ربما تحتوى على العدد الأكبر من القصور التى تتزين بالتحف الخزفية، وبخاصة التحف الخزفية العثمانية فى المنطقة العربية.
والخزف فن يضرب بجذوره فى أعمال التاريخ، كما حظى باهتمام واسع من قبل الباحثين الذين انشغلوا بالتأريخ لأول ظهور للخزف وأماكن صناعته وأهم القصور التى تتزين به، وأكثر الدول إنتاجا للتحف الخزفية، وهو الفن الذى لا زال باقيا حتى اليوم فى كثير من البلدان، مثل مصر التى تحتفظ بعدد من المراكز التاريخية التى تنتج التحف والأوانى الخزفية منذ زمن طويل وحتى اليوم، مثل قرية جراجوس جنوبى محافظة قنا، التى تحتفظ بعدد من الصناعات والحرف الفنية التاريخية، ومن بينها صناعة وفن الخزف.
وقد اكتسب الخزف أهمية كبرى فى الحضارة الإسلامية، وكان فى المقدمة بين الصناعات والحرف والفنون الأخرى، مدفوعا بتطور الحياة الاجتماعية التى احتاج تطورها إلى تطور صناعة الخزف لتلبية احتياجات التطور الدائم للمجتمعات، فتعددت أنواع الخزف، وتنوعت أشكاله وطرق زخرفته وصناعته بتطور المجتمعات الإسلامية .
خزف طشقند وسمرقند وسامراء وسلطان آباد وقاشان
وبحسب الباحثة الموسوعية المصرية الدكتورة سعاد ماهر، فى حديثها عن الفنون الإسلامية، فقد اختلف علماء الآثار فى تصنيف الأوانى الخزفية والتأريخ لظهورها، وقسم البعض صناعة وفن الخزف إلى ثلاث مراحل تاريخية ، الأولى وتبدا من فجر الغسلام وحتى القرن الخامس الهجرى- القرن الحادى عشر الميلادى - والثانية هى ظهور الخزف السلجوقى والمغولى، والثالثة تبدا من القرن التاسع الهجرى – الوافق للقرن الخامس عشر الميلادى - وتمتد حتى القرن الثانى عشر الهجرى – الموافق للقرن الثامن عشر الميلادى ، ومن المعروف أن إيران تعد من البلدان الأولى التى عرفت الخزف الإسلامى، كما انتشرت صناعته مبكرا فى مدن تاريخية ، مثل طشقند وسمرقند وسامراء وسلطان آباد وقاشان، ومدن مصر الفاطمية.
الخزف التركى :
وتعد تركيا أحد مدارس فن الخزف الإسلامى، وكان أحد رواد صناعته فى القرن السادس عشر الميلادى، وقد ورث الاتراك – أو العثمانيين آنذاك –أسرار الفنون الخزفية عن أجدادهم، واضافوا إليها وعملوا على تطويرها حتى صارت تحمل أشكالا والوانا وزخارف ، لم تعرفها التحف الخزفية التركية – العثمانية من قبل.
وبحسب دراسة أكاديمية للباحث المصرى حسام هزاع ، حول " التحف الخزفية التركية والمدافى فى القصور العثمانية بمصر " فان السلاطين العثمانيين، اهتموا بتشجيع الفنانين واصحاب الحرف، وخاصة فن وصناعة الخزف.
ويعد عهد السلطان سليم الأول، نقطة مهمة فى تطور فن الخزف العثمانى، فبعد انتصاره على الإيرانيين فى المعركة الحربية الشهيرة فى عهده، استولى سليم الأول على مدينة تبريز التى كانت تشتهر بصناعة الخزف، وجلب السلطان العثمانى من تلك المدينة مئات الأسر والخزافين المهرة، وتم الإستعانة بهم فى زخرفة العديد من العمائر العثمانية فى المدن التركية التاريخية، كما ساهموا فى تطوير فنون وصناعات الخزف بتركيا.
مقتنيات خزفية اثرية بالقصور المصرية التاريخية :
الدراسة الأكاديمية للباحث المصرى حسام هزاع ، والتى اجراها بكلية السياحة والفنادق فى جامعة حلوانن حول " التحف الخزفية التركية والمدافى فى القصور العثمانية بمصر " ذهبت إلى أن المقتنيات الخزفية بالقصور العثمانية فى مصر، جاءت من اهتمام السلاطين العثمانيين باستخدام الخزف والأوانى المصنوعة منه كتحف فنية تزين قصورهم بما يتناسب وأثاث تلك القصور، مثل قصر الأمير محمد على – ابن الخديوى توفيق وشقيق الخديوى عباس حلمى الثانى - فى ضاحية المنيل بالقاهرة، وقد نقلت كثير من تلك التحف لتستقر بمتحف الفن الإسلامى بالعاصمة المصرية.
مشكاوات وزهريات :
وتنتشر بالقصور العثمانية فى مصر، ما يسمى بالمشكوات والزهريات الخزفية، وأما المشكاة فهى كلمة تطلق على الزجاجة أو القنديل الذى كان يوضع بداخله المصباح، وكان الغرض من وضعها بالقصور العثمانية فى مصر، هو غرض جمالى ، كما انتشرت بالقصور العثمانية فى مصر، الزهريات الخزفية الملونة.
ولم يقتصر انتشار القطع الفنية الخزفية داخل القصور العثمانية بمصر، على المشكاوات و الزهريات، والدوارق واالأباريق والقنينات والأطباق والسلطانيات، بل امتد ليشمل " المدافىء الخزفية " .
وقد ارتبط ظهور المدفأة ، أو المدافىء الخزفية فى القصور العثمانية بمصر، بظهورها فى تركيا العثمانية، فقد أدى اتساع القاعات والغرف بالقصور العثمانية، فى ظل برد الستاء القارص إلى صنع تلك المدفئات الخزفية، والتى يقال بأن أول ظهور لها بالقصور العثمانية فى تركيا – قبيل دوخلوها لقصور العثمانيين بمصر – كان فى القرن السادس عشر الميلادى.
وفى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى، ازداد استخدام تلك المدافىء الخزفية فى القصور الثمانية بتركيا، أما ظهورها فى بقصور العثمانيين فى مصر، فقد كان ربما فى القرن الثامن عشر الميلادى.
ويستطيع الزائر لمتحف الخزف الإسلامى بضاحية الزمالك فى القاهرة، ومتحف الفن الإسلامى ، وقصر الأمير عمرو إبراهيم، وقصر الأمير محمد على، والكثير من القصور العثمانية بمصر، رؤية تلك المدافىء الخزفية التى تعددت وظائفها، فكانت تستخدم فى التدفئة، كما كانت تستخدم فى صنع القهوة، وكان لها استخدام جمالى، وهو جعلها جزءا من الديكور الجمالى الذى يزين تلك القصور التاريخية، حيث كانت توضع كما فى قصر الأمير عمرو ابراهيم، الذى ينتسب لأسرة محمد على باشا، مؤسس الأسرة العلوية – 1815 – 1952 – حيث حرص المعماريون على أن توضع المدفأة بشكل يجعل لها دور التكوين الزخرفى للقاعات التى توضع بها، وأن تكون بصورة بديعة تتناسب وألوان القاعات وزخارفها، لتضيف مزيدا من التناسق الجمالى للقاعات.
وجميع المقتنيات الأثرية الخزفية بالقصور العثمانية فى مصر، زينت بزخارف نباتية بعضها زخارف واقعية، وأخرى أطلق عليها أسم " الزخارف المحورة " وهى كلمة اطلقها الأتراك على الزخارف النباتية والحيوانية، والتى تعرف لدى الأوربيين بإسم الأرابيسك ، وهو نمط زخرفى معروف بين طرز الفن العثمانى.
وقد أتقن الفنانون الأتراك رسم العناصر النباتية من أوراق وأزهار وثمار على القطع الخزفية من أوران ومدفئات ومشاكوات وزهريات، باسلوب واقعى يمثل الطبيعة، متأثرين فى ذلك ببعض الفنون الصينية التى تسربت إلى بعض الفنون الإسلامية.
كما أجاد الفنانون الأتراك فى رسم الزهور التركية على القطع الخزفية ، وخاصة زهرة القرنفل ، التى عشقها الأتراك وحرصوا على رسمها فوق قطعهم الفنية من الخزف، وحرصوا على زراعة الكثير من أنواعها، وزهرة شقائق النعمان، التى تعد من أحب الزهور لقلوب الأتراك، وذلك لجمالها وارتباطها ببعض المعتقدات الشعبية والدينية فى تركيا.
والخزف فن يضرب بجذوره فى أعمال التاريخ، كما حظى باهتمام واسع من قبل الباحثين الذين انشغلوا بالتأريخ لأول ظهور للخزف وأماكن صناعته وأهم القصور التى تتزين به، وأكثر الدول إنتاجا للتحف الخزفية، وهو الفن الذى لا زال باقيا حتى اليوم فى كثير من البلدان، مثل مصر التى تحتفظ بعدد من المراكز التاريخية التى تنتج التحف والأوانى الخزفية منذ زمن طويل وحتى اليوم، مثل قرية جراجوس جنوبى محافظة قنا، التى تحتفظ بعدد من الصناعات والحرف الفنية التاريخية، ومن بينها صناعة وفن الخزف.
وقد اكتسب الخزف أهمية كبرى فى الحضارة الإسلامية، وكان فى المقدمة بين الصناعات والحرف والفنون الأخرى، مدفوعا بتطور الحياة الاجتماعية التى احتاج تطورها إلى تطور صناعة الخزف لتلبية احتياجات التطور الدائم للمجتمعات، فتعددت أنواع الخزف، وتنوعت أشكاله وطرق زخرفته وصناعته بتطور المجتمعات الإسلامية .
خزف طشقند وسمرقند وسامراء وسلطان آباد وقاشان
وبحسب الباحثة الموسوعية المصرية الدكتورة سعاد ماهر، فى حديثها عن الفنون الإسلامية، فقد اختلف علماء الآثار فى تصنيف الأوانى الخزفية والتأريخ لظهورها، وقسم البعض صناعة وفن الخزف إلى ثلاث مراحل تاريخية ، الأولى وتبدا من فجر الغسلام وحتى القرن الخامس الهجرى- القرن الحادى عشر الميلادى - والثانية هى ظهور الخزف السلجوقى والمغولى، والثالثة تبدا من القرن التاسع الهجرى – الوافق للقرن الخامس عشر الميلادى - وتمتد حتى القرن الثانى عشر الهجرى – الموافق للقرن الثامن عشر الميلادى ، ومن المعروف أن إيران تعد من البلدان الأولى التى عرفت الخزف الإسلامى، كما انتشرت صناعته مبكرا فى مدن تاريخية ، مثل طشقند وسمرقند وسامراء وسلطان آباد وقاشان، ومدن مصر الفاطمية.
الخزف التركى :
وتعد تركيا أحد مدارس فن الخزف الإسلامى، وكان أحد رواد صناعته فى القرن السادس عشر الميلادى، وقد ورث الاتراك – أو العثمانيين آنذاك –أسرار الفنون الخزفية عن أجدادهم، واضافوا إليها وعملوا على تطويرها حتى صارت تحمل أشكالا والوانا وزخارف ، لم تعرفها التحف الخزفية التركية – العثمانية من قبل.
وبحسب دراسة أكاديمية للباحث المصرى حسام هزاع ، حول " التحف الخزفية التركية والمدافى فى القصور العثمانية بمصر " فان السلاطين العثمانيين، اهتموا بتشجيع الفنانين واصحاب الحرف، وخاصة فن وصناعة الخزف.
ويعد عهد السلطان سليم الأول، نقطة مهمة فى تطور فن الخزف العثمانى، فبعد انتصاره على الإيرانيين فى المعركة الحربية الشهيرة فى عهده، استولى سليم الأول على مدينة تبريز التى كانت تشتهر بصناعة الخزف، وجلب السلطان العثمانى من تلك المدينة مئات الأسر والخزافين المهرة، وتم الإستعانة بهم فى زخرفة العديد من العمائر العثمانية فى المدن التركية التاريخية، كما ساهموا فى تطوير فنون وصناعات الخزف بتركيا.
مقتنيات خزفية اثرية بالقصور المصرية التاريخية :
الدراسة الأكاديمية للباحث المصرى حسام هزاع ، والتى اجراها بكلية السياحة والفنادق فى جامعة حلوانن حول " التحف الخزفية التركية والمدافى فى القصور العثمانية بمصر " ذهبت إلى أن المقتنيات الخزفية بالقصور العثمانية فى مصر، جاءت من اهتمام السلاطين العثمانيين باستخدام الخزف والأوانى المصنوعة منه كتحف فنية تزين قصورهم بما يتناسب وأثاث تلك القصور، مثل قصر الأمير محمد على – ابن الخديوى توفيق وشقيق الخديوى عباس حلمى الثانى - فى ضاحية المنيل بالقاهرة، وقد نقلت كثير من تلك التحف لتستقر بمتحف الفن الإسلامى بالعاصمة المصرية.
مشكاوات وزهريات :
وتنتشر بالقصور العثمانية فى مصر، ما يسمى بالمشكوات والزهريات الخزفية، وأما المشكاة فهى كلمة تطلق على الزجاجة أو القنديل الذى كان يوضع بداخله المصباح، وكان الغرض من وضعها بالقصور العثمانية فى مصر، هو غرض جمالى ، كما انتشرت بالقصور العثمانية فى مصر، الزهريات الخزفية الملونة.
ولم يقتصر انتشار القطع الفنية الخزفية داخل القصور العثمانية بمصر، على المشكاوات و الزهريات، والدوارق واالأباريق والقنينات والأطباق والسلطانيات، بل امتد ليشمل " المدافىء الخزفية " .
وقد ارتبط ظهور المدفأة ، أو المدافىء الخزفية فى القصور العثمانية بمصر، بظهورها فى تركيا العثمانية، فقد أدى اتساع القاعات والغرف بالقصور العثمانية، فى ظل برد الستاء القارص إلى صنع تلك المدفئات الخزفية، والتى يقال بأن أول ظهور لها بالقصور العثمانية فى تركيا – قبيل دوخلوها لقصور العثمانيين بمصر – كان فى القرن السادس عشر الميلادى.
وفى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى، ازداد استخدام تلك المدافىء الخزفية فى القصور الثمانية بتركيا، أما ظهورها فى بقصور العثمانيين فى مصر، فقد كان ربما فى القرن الثامن عشر الميلادى.
ويستطيع الزائر لمتحف الخزف الإسلامى بضاحية الزمالك فى القاهرة، ومتحف الفن الإسلامى ، وقصر الأمير عمرو إبراهيم، وقصر الأمير محمد على، والكثير من القصور العثمانية بمصر، رؤية تلك المدافىء الخزفية التى تعددت وظائفها، فكانت تستخدم فى التدفئة، كما كانت تستخدم فى صنع القهوة، وكان لها استخدام جمالى، وهو جعلها جزءا من الديكور الجمالى الذى يزين تلك القصور التاريخية، حيث كانت توضع كما فى قصر الأمير عمرو ابراهيم، الذى ينتسب لأسرة محمد على باشا، مؤسس الأسرة العلوية – 1815 – 1952 – حيث حرص المعماريون على أن توضع المدفأة بشكل يجعل لها دور التكوين الزخرفى للقاعات التى توضع بها، وأن تكون بصورة بديعة تتناسب وألوان القاعات وزخارفها، لتضيف مزيدا من التناسق الجمالى للقاعات.
وجميع المقتنيات الأثرية الخزفية بالقصور العثمانية فى مصر، زينت بزخارف نباتية بعضها زخارف واقعية، وأخرى أطلق عليها أسم " الزخارف المحورة " وهى كلمة اطلقها الأتراك على الزخارف النباتية والحيوانية، والتى تعرف لدى الأوربيين بإسم الأرابيسك ، وهو نمط زخرفى معروف بين طرز الفن العثمانى.
وقد أتقن الفنانون الأتراك رسم العناصر النباتية من أوراق وأزهار وثمار على القطع الخزفية من أوران ومدفئات ومشاكوات وزهريات، باسلوب واقعى يمثل الطبيعة، متأثرين فى ذلك ببعض الفنون الصينية التى تسربت إلى بعض الفنون الإسلامية.
كما أجاد الفنانون الأتراك فى رسم الزهور التركية على القطع الخزفية ، وخاصة زهرة القرنفل ، التى عشقها الأتراك وحرصوا على رسمها فوق قطعهم الفنية من الخزف، وحرصوا على زراعة الكثير من أنواعها، وزهرة شقائق النعمان، التى تعد من أحب الزهور لقلوب الأتراك، وذلك لجمالها وارتباطها ببعض المعتقدات الشعبية والدينية فى تركيا.