وتحظى المدينة العتيقة بمكانة حضارية مميزة، لتمتعها بتاريخ يعود إلى عام 698 ميلادية، وهي تقع فوق ربوة تطل على البحر الأبيض المتوسط وتمتدّ على نحو ثلاث كيلومترات.
والاحتفالية التنشيطية جمعت بين العروض الضوئية والموسيقى والرقص، وهدفت إلى تنشيط الحركة التجارية والتعريف بمعالم المدينة العتيقة.
وبدأ العرض الضوئي على حائط قوس "باب بحر" أو "قوس النصر" و"الباب الكبير " الفاصل بين الجهة الجنوبية للمدينة العتيقة ونظيرتها الجديدة بالعاصمة، وتحول الخارج إلى شاشة عرض تجتذب الزوار والساهرين.
مقاطع مصورة جرى عرضها سلطت الأضواء على عراقة المعالم التاريخية والأثرية داخل مدينة "العربي" كما يسميها التونسيون، وبينها مقاطع مصورة وصور لجامع الزيتونة وقصور البايات والمراكز الثقافية والمساجد الأثرية وغيرها من المعالم.
على طول مسار الاحتفالية من الشارع الرئيس في العاصمة حتى جامع الزيتونة، مروراً بكنيسة الصليب المقدس (سانت كروا)، تجمع مئات من التونسيين والتونسيات لمشاهدة عرض "الإسطمبالي" الراقص، وهو يجمع بين عزف على آلات موسيقىة وارتداء ملابس ورقص إفريقي.
ورقصة "بوسعدية" على أنغام "الإسطمبالي" تروي قصة رجل تعرضت ابنته للسبي، فرحل يبحث عنها بإطلاق إنشاد موجع وهو متخفٍ بقناع وملابس خاصة، وباتت فيما بعد موسيقى فولكلورية تسجل حضورها في مختلف المهرجانات التونسية.
و"سانت كروا" هي كنيسة كاثوليكية تم بناؤها عام 1662، وجرى ترميمها وتوسعتها في 1848 بأمر من أحمد باي بن مصطفى قبل وصول الاستعمار الفرنسي إلى تونس (1881-1956).
ومرت الجولة الاحتفالية، خلال مسارها بسوق الصناعات التقليدية والمقاهي القديمة وهي وجهة لسكان العاصمة وضواحيها ومئات السائحين، بخاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي ترافقه حركة كبيرة في نحو أربعين سوقاً لأنشطة تجارية مختلفة.
الجولة اكتملت في ساحة المحكمة القديمة (التريبينال باللغة الفرنسية) أمام قصر خير الدين باشا، الذي شيّد بين 1860 و1870، حيث قدم المنظمون عرضاً راقصاً قصيراً لاقى استحسان المتابعين في جنبات الساحة.
وقال ممثل اللجنة المنظمة للاحتفالية كريم الرمادي للأناضول: "للسنة الثانية اخترنا شهر رمضان لتنظيم التظاهرة الثقافية والفنية التي ساهمت في حركة تجارية وسياحية في أسواق المدينة العتيقة وللتعريف بمعالم المدينة الحضارية والثقافية".
الرمادي تابع بأن "وزارة السياحة حريصة على تقديم كل الدعم من خلال هذه التظاهرة وتظاهرات مشابهة لترسيخ العلاقة بين التونسيين وزوار البلاد مع الموروث الثقافي ببلدنا، فضلاً عن خلق أجواء مميزة ترافق شهر رمضان الكريم كل سنة".