وأضاف الجهاز أنه أطفأ النيران في تسعة منازل ومقر حسينية وسيارتين ومحل استديو في كل من جويا، سلعا، أرزون، دردغيا، مدينة صور جنوبي لبنان، ومنزلين في الضهيرة والناقورة، ومنزلين في الكرك، وسيارة على طريق الفرزل، ومحلاً لبيع الأجهزة الخلوية في الفرزل في محافظة البقاع، ومنزلاً في بعلبك ومستودعات في النبي شيت.
أما في الضاحية الجنوبية، فأعلن الجهاز أنه أطفأ منزلين في الغبيري، ومنزلين في حارة حريك، ومنزلاً في شارع بعجور، ومنزلاً في برج البراجنة، ومنزلاً في الرويس، ومنزلاً في حي السلم، ومنزلاً في خلدة، مشيراً إلى استمرار عمليات الإطفاء في عدة مناطق أخرى.
ماذا حدث؟
وفي وقت سابق اليوم أفادت مراسلة بي بي سي في الضاحية الجنوبية ببيروت، بسماع دوي انفجارات جديدة، تبين أنها لأجهزة لاسلكية، تزامناً مع تشييع جنازات قتلى تفجيرات الأمس، مشيرة إلى نشوب عدة حرائق في عدد من الشقق السكنية والسيارات نتيجة الانفجارات الأخيرة في الأجهزة التي يستخدمها عناصر حزب الله.
وأوضح الصحفي في العاصمة اللبنانية إبراهيم ريحان لبي بي سي، أن جنازة نجل النائب علي عمار انطلقت من الضاحية الجنوبية ببيروت عند الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينيتش)، وسُمع صوت أول انفجار في الخامسة والربع، وكان ذلك بالتزامن مع جنازات أخرى في الجنوب والبقاع.
وقال مصدر مقرب من حزب الله - بحسب وكالة فرانس برس - إن "عدداً من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن انفجار لأجهزة "بيجر" جديدة، وأجهزة اتصال لاسلكية في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع في شرق لبنان، بالإضافة إلى انفجار داخل سيارة في مرجعيون - مقابل المدافن.
وأوضح مندوب الوكالة اللبنانية أن عدداً من الجرحى في بعلبك "نقلوا إلى مستشفيات المنطقة نتيجة عدوان سيبراني جديد استهدف، إضافة إلى أجهزة البيجر، وسائل اتصالات لا سلكية".
وطالبت قيادة الجيش اللبناني المواطنين بعدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثاً أمنية لإفساح المجال أمام وصول الطواقم الطبية.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مصدرين مطلعين - لم يكشف عن هويتهما - أن إسرائيل فجرت "آلافاً" من أجهزة الاتصال الشخصي "ووكي توكي" التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان، في سياق موجة ثانية من عملية استخباراتية، بدأت أمس الثلاثاء بتفجير أجهزة "بيجر" تُستخدم من جانب عناصر الحزب.
وأشار المصدران إلى أن الأجهزة التي تم تفخيخها مسبقاً من جانب الاستخبارات الإسرائيلية وسُلِمَت لعناصر حزب الله، كانت جزءً من منظومة الاتصال الطارئة التي يُفترض أن يستخدمها الحزب خلال أي حرب مع إسرائيل.
هل إسرائيل مسؤولة عن الانفجارات؟
ولم تعلّق إسرائيل حتى الآن على الانفجارات في لبنان، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد خلال فيديو قصير عقب الانفجارات الأربعاء، أن إسرائيل "ستضمن عودة عشرات الآلاف من سكان مناطق الحدود الشمالية إلى ديارهم".
وأضاف نتنياهو: "قلت ذلك من قبل، سنعيد مواطني الشمال إلى ديارهم بأمان وهذا بالضبط ما سنفعله".
من جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن إسرائيل "مصممة على تهيئة الظروف الأمنية التي ستعيد سكان الشمال إلى ديارهم".
وقال هليفي إن إسرائيل على استعداد تام للقيام بكل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك، مشيراً إلى موافقته على خطط الدفاع والهجوم على الساحة الشمالية، مؤكداً أنه "يجب أن يكون الثمن الذي يدفعه حزب الله في كل مرحلة أكبر"، ومضيفاً "لدينا المزيد من القدرات التي لم نفعّلها ورأينا جزءً منها فقط".
جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل "تبدأ مرحلة جديدة في الحرب" من خلال تحويل "مركز الثقل إلى الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات".
وأضاف غالانت خلال جولة في قاعدة رامات ديفيد التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في شمال إسرائيل، أن المرحلة الجديدة من الحرب "تتطلب الشجاعة والتصميم والمثابرة منا".
وينظر المراقبون إلى هذه التصريحات على أنها بمثابة إشارة إلى أن إسرائيل تنقل تركيزها إلى الشمال مع حزب الله والصراع على الحدود مع لبنان
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الأجهزة التي انفجرت اليوم كانت من نوع أيكوم (Icom)، وهي أجهزة اتصالات تستخدم تقنيات مختلفة للاتصال عبر الراديو.
وتم تصنيع الأجهزة في شركة تحمل نفس الاسم (Icom) وهي شركة متخصصة في معدات الاتصالات المتقدمة، بما في ذلك أنظمة الراديو ثنائية الاتجاه، وإلكترونيات الطيران، وأنظمة الملاحة البحرية، والشبكات القائمة على بروتوكول الإنترنت.
وتشير المصادر إلى أن أجهزة الأيكوم تم شراؤها مع أجهزة الـ"بيجر" التي استهدفت يوم أمس.
وقال عامر الطبش، مستشار شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لبي بي سي، إن الاختلاف بين التفجيرات على مدى اليومين المتتالين، هو أن الأجهزة التي انفجرت الأربعاء هي أجهزة استقبال وإرسال "ووكي توكي"، على عكس أجهزة البيجر التي انفجرت الثلاثاء والتي كانت أجهزة استقبال فقط.
وأضاف الطبش لبي بي سي أن "أكبر ضرر" كان يمكن تحقيقه كان خلال الجنازات التي خرجت لتشييع قتلى الثلاثاء وهو ما دفع من يقف وراء الاستهدافات، إلى تفجير "ما تبقى لديه من معدات مفخخة مسبقاً"، مرجحاً أن تكون قد فُخخت من المصدر بنفس سيناريو تفخيخ أجهزة البيجر.
ماذا يقول المجتمع الدولي عن الانفجارات؟
وفور حدوث الانفجارات الجديدة، أعلنت رئاسة مجلس الأمن عن جلسة طارئة الجمعة لمناقشة الهجمات الأخيرة في لبنان.
وقال متحدث باسم الرئاسة السلوفينية لمجلس الأمن إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا الجمعة لمناقشة موجة الانفجارات القاتلة في أنحاء لبنان والتي استهدفت أجهزة يستخدمها حزب الله.
وقال المتحدث يوم الأربعاء إن الاجتماع الذي طلبته الجزائر العضو في المجلس سيعقد في الساعة الثالثة مساء (1900 بتوقيت غرينتش).
من جانبه، علق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على تفجيرات لبنان قائلاً إن المجتمع الدولي ينبغي أن يتوصل إلى إجماع بشأن حماية أرواح المدنيين في الحروب والصراعات.
وحث في تصريح إعلامي في نيويورك، على أهمية أن تكون هناك "سيطرة فعالة" على المناطق المدنية وعدم استهدافها، قائلاً إن "هذه قاعدة ينبغي للحكومات في كل مكان في العالم أن تكون قادرة على تنفيذها".
وأضاف أن الارتباط بين ما يحدث في لبنان وما يحدث في غزة "جلي منذ البداية"، موضحاً أن "حزب الله كان في غاية الوضوح عندما قال إنه بدأ عملياته بسبب ما يحدث في غزة، وإنه سيتوقف عندما يتحقق وقف لإطلاق النار في غزة".
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من خطر التصعيد في الشرق الأوسط، بعد أن هدد تفجير آلاف الأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله بعرقلة مساعيه الدبلوماسية الإقليمية الأخيرة.
وعلق على الانفجارات قائلاً إن الولايات المتحدة لا تزال تجمع الحقائق، لكن ليس من مصلحة أحد أن يتوسع الصراع.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إلى جانب نظيره المصري بدر عبد العاطي: "من الضروري أن تمتنع جميع الأطراف عن أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع".
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الانفجارات بالـ"مروعة"، وتسببت في خوف ورعب "عميقان" على المدنيين، مؤكداً أن المسؤولين عن موجة الانفجارات القاتلة في مختلف أنحاء لبنان "يجب محاسبتهم".
وشدد المفوض السامي على أن "الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة، دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها وقت الهجوم، ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، إلى الحد الذي ينطبق عليه القانون الإنساني الدولي"، داعياً لضرورة "إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف بشأن ظروف هذه الانفجارات الجماعية، ويجب محاسبة من أمروا ونفذوا هجوماً بهذا الشكل".
وشدد تورك على ضرورة أن تكون حماية المدنيين "هي الأولوية القصوى"، معتبراً أن "خفض التصعيد اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى".
هذا ويستعد دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا للاجتماع يوم الخميس في العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر متطابقة.
ويأتي هذا الاجتماع في وقا تتزايد فيه المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، مع احتدام الصراع في غزة وبعد التطورات الأخيرة في لبنان.