بينهم سامي مبيض وثائر دريد لحام.. كيف يبيع السماسرة المقنّعون أراضي دمشق لصالح إيران؟

 
لم تنته قصة أبي سليم مع تهديدات الأمن العسكري، فأولاده الثلاثة بحاجة إلى تسوية وضعهم “أمنيا” حتى يتسنى لهم زيارة سوريا، وهنا تدخل أحد جيرانه والذي يعمل لدى مكتب تحت مسمى “شركة ديناميك لخدمات المغتربين”، إلا أن المقابل كان غريباً جداً وعلى غير العادة، وهو التنازل عن ملكية 200 متر من عقار مساحته 450 مترا لصالح شركة ديناميك، ورغم أن أبا سليم عرض أن يدفع المقابل بالقطع الأجنبي إلا أن جاره تذرّع بأن الشركة تعتزم افتتاح فرع لها في المزة وبالتالي سترتفع قيمة عقاره تلقائيا ويعوض سعر قطعة الأرض من باقي العقار.
ثائر دريد لحام وابنة بثينة شعبان في الواجهة
وتمكّن موقع تلفزيون سوريا من الوصول إلى قرار ترخيص شركة ديناميك لخدمات المغتربين، وغايتها تقديم أنشطة الخدمات الإدارية المتكاملة للمكاتب وتمثيل الشركات والوكالات المحلية والعربية والأجنبية وتملك واستئجار واستثمار المكاتب والعقارات ووسائل النقل، وتعود ملكيتها لثائر دريد لحام وعماد يوسف الحلاق وموسى خليل متري.
وحول مؤسسة ديناميك يقول الخبير الاقتصادي نصر الجابري لموقع تلفزيون سوريا إن ثائر دريد لحام أحد ملاك مؤسسة ديناميك موظف لدى مؤسسة “تاريخ دمشق” والتي تهدف بشكل رئيس لوضع يدها على مواقع جغرافية حساسة في دمشق وخصوصا في المزة إضافة إلى الوصول إلى المخطوطات التاريخية والمنحوتات الأثرية.
وأضاف الجابري أن اللحام إضافة إلى زميلته ناهد جواد ابنة بثينة شعبان، رغم أنها لا تحمل الجنسية السورية تتبوأ منصبا رفيعا في مؤسسة حيوية، وثائر لحام يشغل منصب أمين صندوق المؤسسة.
شركة ديناميك تضغط بأمن الدولة
وفي بلدة الذيابية في ريف دمشق والمجاورة للسيدة زينب يقول أبو أركان إن شركة ديناميك حاولت شراء عقاره والواقع بين نادي الغيث الرياضي ومسجد العباس، إلا أنه رفض السعر المطروح مقارنة بارتفاع أسعار العقارات الجنوني في سوريا فما كان من الشركة إلا أن دفعت رجل دين من حسينية الإمام زين العابدين في البحدلية واسمه صادق الروماني للضغط عليه لارتباطه المباشر بمفرزة أمن الدولة الموجودة قرب الحسينية.
يقول أبو أركان (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) لموقع تلفزيون سوريا “الأسلم لي ولأولادي أن أبيعهم العقار حتى لو بسعر أقل من السوق، بدلا من الامتناع عن بيعه وبالتالي سوف نتعرض للاعتقال ودفع رشوة تفوق سعر العقار للخلاص”.
وتتشكل منطقة المزة بساتين من ثلاثة أحياء (الإخلاص والفاروق والمصطفى)، وتشكل 15 في المئة من إجمالي مساحة منطقة المزة البالغ إجمالي مساحتها نحو 8 كيلومترات مربعة، وصدر المرسوم 66 لعام 2012 على مجتمع متوسط الدخل وما دون، وسندات الملكية التي فاقت الـ18 ألفا، أدرجت ووزعت محافظة دمشق إنذارات الإخلاء بتاريخ 13 من يونيو/حزيران 2015، وسلمت للسكان بالقوة.
في حين وضعت إنذارات للعائلات التي رفضت استلامها لدى مختار الحي، ليكون في حكم المُبلّغ للرحيل، تزامناً مع إصدار قرار من محافظ دمشق، بشر الصبان، بأهمية المشروع وعودة ريعه للأهالي تارة، ومن مدير التنظيم والتخطيط العمراني في محافظة دمشق، عبد الفتاح إياسو تارة أخرى، إن التنفيذ لن يكون قبيل تأمين السكن البديل أو مصروف بدل السكن المقدر بما يقارب مئة دولار للعائلة.
ومنذ انقلاب حافظ الأسد عام 1970 والتغيير في محيط دمشق مستمرّ، ليأتي الآن مشروع بساتين المزة الذي سيشرد نحو 200 ألف شخص في حال لم يتم تأمين سكن بديل في المنطقة ذاتها، ولم يقتصر التغيير الديموغرافي في دمشق كمحافظة على حي المزة، وإنما تعرضت عدة أحياء للتغيير ذاته وخصوصا المناطق المحيطة بالسيدة زينب.
جدير بالذكر أن أبرز رجال الأعمال في دمشق والذين يعملون لصالح المخابرات الإيرانية هم سامي مبيض رئيس مؤسسة تاريخ دمشق وثائر دريد لحام ويعملون مادي وإعلامي من بنك الشام وصحيفة الوطن الموالية