ووفقاً للتقرير فإن أسماء المناطق الروسية سيضاف بجانبها بين قوسين الاسم بالصينية، مثل: أوسورييسك (شوانغتشنغزي)، خاباروفسك (بوري)، بلاغوفيشتشينسك (هايلانبولو)، سخالين (كوبان)، نيرشينسك (نيبتشو)، نيكولايفسك (تيمبل ستريت)، جبال ستارنوف (وايهيونغانلينغ).
ولأكثر من 100 عام، ظلت الحدود الروسية الصينية في نزاع مستمر، حتى أن اشتباكاً اندلع حولها في الستينيّات من القرن الماضي، إلى أن وصل "جيانغ زيمين" إلى السلطة في بكين عام 1993 حتى 2003 ووقّع بروتوكولاً بين حكومتي جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن الحدود الشرقية الغربية للبلدين.
وبموجب هذه الوثيقة، حصلت روسيا على أكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي الصينية، بما في ذلك المناطق الثماني المذكورة أعلاه، بجرّة قلم واحدة، كما أعطى زيمين روسيا مصب نهر تومين، ما منع الوصول إلى بحر اليابان من شمال شرق الصين.
الخارجية الروسية تحسم الجدل
ولأكثر من 100 عام، ظلت الحدود الروسية الصينية في نزاع مستمر، حتى أن اشتباكاً اندلع حولها في الستينيّات من القرن الماضي، إلى أن وصل "جيانغ زيمين" إلى السلطة في بكين عام 1993 حتى 2003 ووقّع بروتوكولاً بين حكومتي جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن الحدود الشرقية الغربية للبلدين.
وبموجب هذه الوثيقة، حصلت روسيا على أكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي الصينية، بما في ذلك المناطق الثماني المذكورة أعلاه، بجرّة قلم واحدة، كما أعطى زيمين روسيا مصب نهر تومين، ما منع الوصول إلى بحر اليابان من شمال شرق الصين.
الخارجية الروسية تحسم الجدل
تعليقاً على الجدل المثار حول الحدود الروسية الصينية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقتٍ سابق أنّ " حكومتي البلدين في روسيا والصين مواقفهما موحدة حول مسألة الحدود التي تم حلها بشكل نهائي، وتوّجت بالاتفاق عام 2005 على المصادقة على الاتفاقية الإضافية حول الحدود الروسية الصينية في الجزء الشرقي منها، والتي تنصّ على تقسيم جزيرة بولشوي أوسوريسكي بين البلدين". زاخاروفا بينت أنه في عام 2008 "أُنجز ترسيم كامل الحدود البالغة نحو (4.3 ألف كلم)، بما فيها جزيرة بولشوي أوسوريسكي" وأردفت المتحدثة الروسية أن "الطرفين ليس لهما أي مطالب عند بعضهما في ما يخص الأراضي، وهناك مادة بهذا الشأن في الاتفاقية الأساسية بالنسبة للعلاقات الثنائية، وهي اتفاقية حسن الجوار والصداقة والتعاون الموقّعة في 16 يوليو عام 2001".
لكن البعض يعتقد أن بيان الخارجية الروسية، ما هو إلا لسدّ الذرائع بوجه الصينيين وتذكيرهم بالاتفاق المبرم بين سلطات البلدين، حيث تطرّقت زاخاروفا لتفاصيل دقيقة، لتجنّب الخوض بالموضوع وعدم إثارته مجدداً.
فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة عام 1991، تقوم العلاقات بين روسيا والصين على العداء العميق والمعارضة للولايات المتحدة، إلى جانب المصلحة والرؤية المشتركة للحد من الهيمنة الأمريكية ونفوذها العالمي، بالتوازي مع تعزيز مكانتهما وقوتهما ومشاركتهما في آسيا والساحة الدولية.
تحولت العلاقات بين الصين وروسيا مع مرور السنين إلى سلسلة طويلة من اتفاقيات التعاون الإقليمي والشراكات الإستراتيجية المتعددة الأطراف، والتي بدأت بتوقيعهما على اتفاقية عسكرية عام 1993 وامتدادها إلى اتفاقية صداقة 2001، فعلى سبيل المثال لدينا (منظمة شنغهاي للتعاون) التي لا تزال تستخدم حتى اليوم كمحور جيوسياسي مهم يربط روسيا بالصين والهند وباكستان ودول آسيا الوسطى.
ولا يخفى أن الجانبين يحتفظان بعلاقات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية مختلفة، كل هذه الأمور تتحرك عبر مجموعة واسعة من العلاقات التي توصف بالشراكة الإستراتيجية إلى جانب المنافسة والسباق نحو الثنائية القطبية، لكن مع ذلك لابدّ من الإشارة إلى أن العلاقة المعقدة بين الطرفين تتأثر بالتهديدات والفرص، إلى جانب الثقافة السياسية ووجهات النظر العالمية والأيديولوجيات المختلفة التي تملي مصالحهم وأهدافهم، فضلاً عن السياسات التي يتخذونها معاً أو بشكل منفصل تجاه آسيا والعالم بشكل عام وتجاه الولايات المتحدة على وجه الخصوص.
ومن ناحية أخرى، تعمل روسيا بدور تخريبي على منافسيها، وهي تسلّط قوتها العسكرية في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط ضد الغرب ومصالحه، وتتخذ مواقف عدوانية واضحة من أوروبا وأمريكا على المستوى الأمني والسياسي، هدفه إثارة الفوضى وعدم الاستقرار، وأحدث مثال على ذلك هو الحرب في أوكرانيا، وقبلها التدخل في سوريا ودعمها لنظام أسد، وإثارة الفوضى في أفريقيا بدعمها الانقلابات العسكرية وترسيخ حكم العسكر في عدة دول كانت فرنسا تتولى أمرها، مثل النيجر ومالي وغيرها، وهو ما لا ينسجم وعمل بكين الشاق للتهدئة والاستقرار وإطفاء الحرائق في كل مكان تسعى للوصول إليه.
لكن في الوقت نفسه لا يمكن للصين أن تتخلى عن روسيا، فالأخيرة تُعتبر أكبر مصدر في العالم لموارد الطاقة والمنتجات الزراعية (مثل القمح والحبوب والأسمدة)، بل وتبيع النفط والفحم والغاز إلى الصين بكميات كبيرة وبأسعار مخفّضة. وجديراً بالذكر هنا أن روسيا تفوقت على المملكة العربية السعودية كمورد رئيسي للنفط للصين، من خلال خط أنابيب النفط الذي يمر عبر شرق سيبيريا بواقع 1.68 مليون برميل يومياً - بزيادة قدرها 7.6% مقارنة بعام 2021.
تتفاقم المشكلة الصينية فيما يتعلق بتوجهها الإستراتيجي في مواجهة الغرب، فمن ناحية، الصين هي الحليف الرئيسي لروسيا وشريكها التجاري، ومن ناحية أخرى، تخوض حرباً تجارية ضد الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلى عن تجارتها الضخمة معها ومع دول الاتحاد الأوروبي، والتي بلغت العام الماضي 690 و856 مليار دولار على التوالي.
وفي إشارة إلى صراع روسيا في أوكرانيا وتحدي الصين للولايات المتحدة فيما يتعلق بتايوان، صرّح بينغ في وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن بكين مستعدة للتعاون مع موسكو "للعب دور مركزي في إظهار مسؤولية القوى العظمى وتحقيق الاستقرار والطاقة الإيجابية لعالم فوضوي".
وحتى لو لم يحقق بوتين نجاحاً كاملاً في أوكرانيا، فإن زيارة بينغ لموسكو بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، والاتفاقيات الموقعة خلال تلك الزيارة، أنقذته من بعض الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب والعقوبات، ومن المتوقع أن تصل التجارة بين روسيا والصين إلى 200 مليار دولار في 2023، حيث تعدّ الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وتتم ما نسبته 65 بالمئة من التبادلات التجارية بعملتَي البلدين وليس بالعملة الأجنبية، لذا فهي أقل عرضة للعقوبات .
وكانت أرمينيا قد أجرت مناورات عسكرية مع الجيش الأمريكي، ما أثار حفيظة الروس، وأوضح خروج رئيس الوزراء الأرميني عن خط تحالفات بلاده مع روسيا، وبذلك تخسر موسكو حليفاً أساسياً لها في آسيا الوسطى.
ما سبق يؤكد بالنسبة للكثيرين أن الروس، وبعد إحرازهم قدراً وفيراً من النفوذ خارج مجالهم الحيوي بعد تدخلهم في سوريا ومساندة نظام أسد، بدؤوا يخسرون الكثير وصاروا عرضة للابتزاز حتى من أقرب حلفائهم بعد الحرب الأوكرانية. ويضع هؤلاء تجرؤ أرمينيا على التلويح بالانسحاب من حلفها مع موسكو، وكذلك من(اتفاقية الأمن الجماعي) التي تربط روسيا ببيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا، في إطار المؤشرات على التضعضع الروسي بآسيا الوسطى نتيجة تأثرها بالحرب في أوكرانيا.
لكن أن تصل الأمور إلى حد تغيير الصين أسماء مدن ومناطق حدودية روسية على الخرائط، فإن ذلك لم يكن ليحدث بالطبع لولا ثقة بكين أن موسكو ليس لديها ما تردّ به على خطوتها، التي لو كانت روسيا في وضع صحي جيد لما ترددت بمنع ذلك واتخاذ كل ما يلزم ضد هذه الخطوة، وكل ما سبق يبدو أنه يشير إلى بدء نهاية حقبة روسية بوتينية أو بداية لنهاية عهد العافية الروسي الذي استمر عقدين تقريباً.
------------------
لكن البعض يعتقد أن بيان الخارجية الروسية، ما هو إلا لسدّ الذرائع بوجه الصينيين وتذكيرهم بالاتفاق المبرم بين سلطات البلدين، حيث تطرّقت زاخاروفا لتفاصيل دقيقة، لتجنّب الخوض بالموضوع وعدم إثارته مجدداً.
العداء للولايات المتحدة الأمريكية
اجتذب اللقاء الذي جمع رئيسَي الصين وروسيا مطلع فبراير/ شباط 2022 اهتماماً دولياً هائلاً، فقد أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "ليس هناك حدود لشراكتهما"، مضيفاً "أن عصراً جديداً قد بدأ في العلاقات الدولية بين البلدين". ولطالما تشارك زعيما البلدين، على نفورهما من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فضلاً عن تصميمهما على تغيير الوضع الراهن والنظام العالمي القائم.فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة عام 1991، تقوم العلاقات بين روسيا والصين على العداء العميق والمعارضة للولايات المتحدة، إلى جانب المصلحة والرؤية المشتركة للحد من الهيمنة الأمريكية ونفوذها العالمي، بالتوازي مع تعزيز مكانتهما وقوتهما ومشاركتهما في آسيا والساحة الدولية.
تحولت العلاقات بين الصين وروسيا مع مرور السنين إلى سلسلة طويلة من اتفاقيات التعاون الإقليمي والشراكات الإستراتيجية المتعددة الأطراف، والتي بدأت بتوقيعهما على اتفاقية عسكرية عام 1993 وامتدادها إلى اتفاقية صداقة 2001، فعلى سبيل المثال لدينا (منظمة شنغهاي للتعاون) التي لا تزال تستخدم حتى اليوم كمحور جيوسياسي مهم يربط روسيا بالصين والهند وباكستان ودول آسيا الوسطى.
ولا يخفى أن الجانبين يحتفظان بعلاقات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية مختلفة، كل هذه الأمور تتحرك عبر مجموعة واسعة من العلاقات التي توصف بالشراكة الإستراتيجية إلى جانب المنافسة والسباق نحو الثنائية القطبية، لكن مع ذلك لابدّ من الإشارة إلى أن العلاقة المعقدة بين الطرفين تتأثر بالتهديدات والفرص، إلى جانب الثقافة السياسية ووجهات النظر العالمية والأيديولوجيات المختلفة التي تملي مصالحهم وأهدافهم، فضلاً عن السياسات التي يتخذونها معاً أو بشكل منفصل تجاه آسيا والعالم بشكل عام وتجاه الولايات المتحدة على وجه الخصوص.
اختلاف الإستراتيجيات
كل من يتابع علاقات البلدين وفي مواقع عديدة يجد اختلافاً ونهجاً متابيناً، فمن ناحية تحاول الصين الخروج من أسوارها المغلقة إلى فضاء واسع عبر مشروعها الاقتصادي التنموي (الحزام والطريق) الذي يربط آسيا وأوروبا وأفريقيا ودول الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، في محاولة لترسيخ قوتها الاقتصادية عالمياً، مدّعية أن هذه العملية تعزز الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم.ومن ناحية أخرى، تعمل روسيا بدور تخريبي على منافسيها، وهي تسلّط قوتها العسكرية في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط ضد الغرب ومصالحه، وتتخذ مواقف عدوانية واضحة من أوروبا وأمريكا على المستوى الأمني والسياسي، هدفه إثارة الفوضى وعدم الاستقرار، وأحدث مثال على ذلك هو الحرب في أوكرانيا، وقبلها التدخل في سوريا ودعمها لنظام أسد، وإثارة الفوضى في أفريقيا بدعمها الانقلابات العسكرية وترسيخ حكم العسكر في عدة دول كانت فرنسا تتولى أمرها، مثل النيجر ومالي وغيرها، وهو ما لا ينسجم وعمل بكين الشاق للتهدئة والاستقرار وإطفاء الحرائق في كل مكان تسعى للوصول إليه.
لكن في الوقت نفسه لا يمكن للصين أن تتخلى عن روسيا، فالأخيرة تُعتبر أكبر مصدر في العالم لموارد الطاقة والمنتجات الزراعية (مثل القمح والحبوب والأسمدة)، بل وتبيع النفط والفحم والغاز إلى الصين بكميات كبيرة وبأسعار مخفّضة. وجديراً بالذكر هنا أن روسيا تفوقت على المملكة العربية السعودية كمورد رئيسي للنفط للصين، من خلال خط أنابيب النفط الذي يمر عبر شرق سيبيريا بواقع 1.68 مليون برميل يومياً - بزيادة قدرها 7.6% مقارنة بعام 2021.
تتفاقم المشكلة الصينية فيما يتعلق بتوجهها الإستراتيجي في مواجهة الغرب، فمن ناحية، الصين هي الحليف الرئيسي لروسيا وشريكها التجاري، ومن ناحية أخرى، تخوض حرباً تجارية ضد الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تتخلى عن تجارتها الضخمة معها ومع دول الاتحاد الأوروبي، والتي بلغت العام الماضي 690 و856 مليار دولار على التوالي.
الحرب الأوكرانية
لا يمكن التنبؤ بالموقف الصيني حيال غزو روسيا لأوكرانيا، فمن جهة لم يكن هناك موقف صيني حازم كما هو الحال بالنسبة للغرب، لكن بعد مرور عام على الحرب هناك، نشرت الصين خطة سلام لأوكرانيا، ومن غير المتوقع أن تكون قد تمت مناقشتها في موسكو من قبل. البند الأول من الخطة الصينية يشير إلى سيادة جميع البلدان وسلامتها الإقليمية، وعليه علّق بوتين، وهو يقف بجوار الرئيس الصيني، إن "العديد من بنود الخطة تتوافق مع النهج الروسي ويمكن قبولها كأساس للتسوية، لكن الغرب وكييف يرفضان ذلك"، ولم يعرب تشي جين بينغ عن أي دعم للمواقف الروسية.وفي إشارة إلى صراع روسيا في أوكرانيا وتحدي الصين للولايات المتحدة فيما يتعلق بتايوان، صرّح بينغ في وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن بكين مستعدة للتعاون مع موسكو "للعب دور مركزي في إظهار مسؤولية القوى العظمى وتحقيق الاستقرار والطاقة الإيجابية لعالم فوضوي".
وحتى لو لم يحقق بوتين نجاحاً كاملاً في أوكرانيا، فإن زيارة بينغ لموسكو بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، والاتفاقيات الموقعة خلال تلك الزيارة، أنقذته من بعض الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب والعقوبات، ومن المتوقع أن تصل التجارة بين روسيا والصين إلى 200 مليار دولار في 2023، حيث تعدّ الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وتتم ما نسبته 65 بالمئة من التبادلات التجارية بعملتَي البلدين وليس بالعملة الأجنبية، لذا فهي أقل عرضة للعقوبات .
أرمينيا كتجلٍّ للتراجع الروسي
تبادل الأرمن والروس اللوم، على ما آلات إليه الأمور في إقليم ناغروني كراباخ الأذري، واعتبر رئيس الوزراء الأرمني باشينيان أن القوات الروسية أخفقت ولم تؤدِّ الدور المناط بها في الإقليم المتنازع عليه بين بلاده وأذربيجان، بينما ردّ الكرملين أن توقيع باشينيان على وقف إطلاق النار مع الجانب الأذري عام 2020، كان بمثابة اعتراف واضح بخضوع الإقليم لسيادة أذربيجان. وقال توماس دي وال، الباحث في مركز كارنيجي الأوروبي، في تعليق نشر مؤخراً، "هناك لعبة جيوسياسية". مشيراً إلى أن قوات حفظ السلام الروسي في كاراباخ، "لطالما ترددت وتلاعبت بالجانبين". وبيّن أن الهجوم الأخير لأذربيجان "يعزز الانطباع بوجود اتفاق بين موسكو وباكو".وكانت أرمينيا قد أجرت مناورات عسكرية مع الجيش الأمريكي، ما أثار حفيظة الروس، وأوضح خروج رئيس الوزراء الأرميني عن خط تحالفات بلاده مع روسيا، وبذلك تخسر موسكو حليفاً أساسياً لها في آسيا الوسطى.
ما سبق يؤكد بالنسبة للكثيرين أن الروس، وبعد إحرازهم قدراً وفيراً من النفوذ خارج مجالهم الحيوي بعد تدخلهم في سوريا ومساندة نظام أسد، بدؤوا يخسرون الكثير وصاروا عرضة للابتزاز حتى من أقرب حلفائهم بعد الحرب الأوكرانية. ويضع هؤلاء تجرؤ أرمينيا على التلويح بالانسحاب من حلفها مع موسكو، وكذلك من(اتفاقية الأمن الجماعي) التي تربط روسيا ببيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا، في إطار المؤشرات على التضعضع الروسي بآسيا الوسطى نتيجة تأثرها بالحرب في أوكرانيا.
لكن أن تصل الأمور إلى حد تغيير الصين أسماء مدن ومناطق حدودية روسية على الخرائط، فإن ذلك لم يكن ليحدث بالطبع لولا ثقة بكين أن موسكو ليس لديها ما تردّ به على خطوتها، التي لو كانت روسيا في وضع صحي جيد لما ترددت بمنع ذلك واتخاذ كل ما يلزم ضد هذه الخطوة، وكل ما سبق يبدو أنه يشير إلى بدء نهاية حقبة روسية بوتينية أو بداية لنهاية عهد العافية الروسي الذي استمر عقدين تقريباً.
------------------
أورينت نت