نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


العصر البربري الحديث






مصير هند رجب لم يعد مجهولا، هكذا كتبت الصحافة بعد الإعلان عن وفاة هند ذات السنوات الست، استمع العالم لتسجيلات مأخوذة من ثلاث ساعات كانت خلالها هند تخبر طواقم الهلال الأحمر عبر الهاتف، عن خوفها وهي بين جثث أقاربها الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، تستغيث لينقذوها، ولكن ما هي إلا أيام بعد الاتصال حتى عثر على هند مقتولة، كذلك تم العثور على جثماني المسعفين اللذين خرجا لإنقاذها.


 
قصة هند ورحلة محاولات إنقاذها التي فشلت بل أدت إلى مقتل المسعفين في الهلال الأحمر الفلسطيني الذي توجه لإنقاذها، هزت الرأي العام العربي وبعضا من الرأي العام العالمي، وطالبت الولايات المتحدة الأميركية السلطات الإسرائيلية بـ"التحقيق" في هذا الحادث بشكل عاجل.
على بُعد آلاف الكيلومترات من موقع اغتيال هند وعائلتها ومن حاول إسعافها، أعلن عن وفاة المعارض الروسي ألكسي نافالني، وفقا لمصلحة السجون في منطقة يامالو-نينيتس بالقطب الشمالي، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن. وأكد الكرملين أنه لا يملك معلومات بشأن سبب الوفاة. فيما أعلنت السلطات الروسية عن بدء "تحقيق" في ملابسات الوفاة
وقبل الإعلان عن وفاة نافالني بيومين، أحيا لبنان الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير/شباط 2005، ذكرى اغتيال الحريري التي تأتي بعد أيام من إحياء السوريين لذكرى مجزرة حماة الشهيرة والتي راح ضحيتها عشرات آلاف المدنيين على يد رئيس النظام السوري الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت وشركائه في الحكم.
 
قاتل هند رجب معروف، وقاتل نافالني معروف، وقاتل رفيق الحريري معروف، وكذلك مرتكب مجزرة حماة معروف
 
 
قاتل هند رجب معروف، وقاتل نافالني معروف، وقاتل رفيق الحريري معروف، وكذلك مرتكب مجزرة حماة معروف. وبين هذه الجرائم مئات آلاف الضحايا، في فلسطين وسوريا ولبنان وروسيا وأوكرانيا، يذكر من هم في جيلي وأكبر صورة محمد الدرة وهو يحاول الاختباء في حضن والده لكن رصاص الاحتلال الإسرائيلي يصر على قتله فيسقط جثة بين ذراعي والده، نذكر جميعا عشرات عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي وقعت في لبنان بعد زلزال اغتيال الحريري وراح ضحيتها العشرات، ونتهكم على أساليب الاغتيال في روسيا: وجد منتحرا، مات مسموما، سقطت طائرته، نذكر حمزة الخطيب وإيلان، في سوريا وفلسطين حدث ولا حرج، نقل مباشر لجرائم القتل، كيماوي، براميل متفجرة، صواريخ ذكية أو غبية لا فرق، حصار وتجويع، والنتيجة عشرات آلاف الضحايا لآلات قتل لا تتوقف عن العمل.
 
القاسم المشترك بين كل هذه الجرائم أن القاتل معروف، وأن المحاسبة مفقودة والعدالة غائبة
 
 

القاسم المشترك بين كل هذه الجرائم أن القاتل معروف، وأن المحاسبة مفقودة والعدالة غائبة، بيانات التنديد والشجب والصدمة التي تعترينا والغضب الذي نشعر به مع كل جريمة لم يغير شيئا ولن يغير، فمن يملك السلطة لوقف مسلسل جرائم القتل المتسلسلة غير معني بوقفها، بل إنه يعطي المبررات للقتلة بالاستمرار، تارة تحت اسم الدفاع عن النفس، وتارة أخرى تحت ذريعة أنه يحاول احتواء القتلة عبر التحاور معهم، وفي الحالتين يستمر القتل وكأن البشرية دخلت القرن الواحد والعشرين وهي تتغنى بالإنجازات التقنية والذكاء الصناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنها نسيت السكاكين في أيدي الملتاثين بالقتل الذين يصرون على إعادتنا للعصور البربرية
------------
مجلة المجلة.


عالية منصور
الخميس 22 فبراير 2024