وتشير قائمة أغرب ألقاب خلفاء وسلاطين المسلمين ليس فقط إلى مظالمهم أو عيوبهم، ولكن تعبر عن روح السخرية التي طُبع عليها العرب منذ القدم.
وهي الروح التي لم تستطع أن توقفها قوة هؤلاء الحكام بسيوفهم المهيبة، وهو أمر ما زالنا نشهده في عصرنا الحالي.
إذ لا يكاد يخلو بلد عربي من لقب غير رسمي يطلقه الناس للسخرية من حكامهم.
وكانت هناك أسباب مختلفة أدت إلى ظاهرة الألقاب للحُكام المسلمين.
فبعض الألقاب كانت نابعة من طبيعة مناصبهم أو على الأقل الصورة التي يريد الحاكم أن يقدمها للناس عن نفسه.
ومن هذه الألقاب، القاهر بالله والمعتصم بالله وشمس الملوك والملك الصالح، حسبما أورد الدكتور فؤاد صالح في كتابه معجم ألقاب السياسيين في التاريخ العربي والإسلامي.
وبعض الألقاب ارتبط بحادثة كان لها أثر جسدي أو نفسي على الحاكم، كالصديق والمخلوع. وأحياناً يكون اللقب على سبيل التشبيه والمحاكاة بمشاهير سبقوه زمنياً، فنجد من بين حكام المسلمين من أطلق عليه لقب الإسكندر الثاني والسفاح الثاني (نسبة لعبد الله السفاح مؤسس الدولة العباسية).
وأحياناً أطلق على بعض حكام المسلمين ألقاب بسبب عاهة جسدية وُلد بها كالأخرس والأعرج، أو لُقب باسم أمه كابن شكلة وابن هند».
وفي أحيانٍ ليست قليلة كان الناس يطلقون بعض الألقاب المثيرة للدهشة والسخرية وحتى المسيئة على بعض الحُكام المعاصرين لهم، من باب الاستخفاف والاستهزاء؛ وذلك بسبب أفعال هؤلاء الحًكام.
فكأنهم لم يستطعوا التصدي لظلمهم بالفعل، فقاوموا ذلك بمنابذتهم بالألقاب.
في هذا التقرير سنستعرض قائمة تضم أغرب ألقاب خلفاء وسلاطين المسلمين.
حمل هذا اللقب مؤسس الخلافة الأموية معاوية بن أبي سفيان الأموي (41-60 هجرية).
وصفه الناس بأكثر من لقب، منها أحياناً «ابن هند» نسبة إلى أمه هي هند بنت عتبة.
وبالفعل كان أغرب الألقاب التي ارتبطت باسمه كان بسبب أمه.
فقد أُطلق عليه أحياناً لقب «ابن آكلة الأكباد» نسبة إلى قيام أمه هند بقطع كبد حمزة بن المطلب عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في معركة أحد، ومحاولتها أن تأكل قطعة منه فلم تستطع أن تستسيغها، فلفظتها.
ولكن البعض يشكك في هذه الرواية ويقول إنها ضعيفة. ولكن الثابت أنها حرضت على قتل حمزة (رضي الله عنه) في غزوة أُحد.
والسبب في هذه الضغينة التي كانت لدى هند أم معاوية أن حمزة قتل ابن أخيها واثنين من إخوتها في غزوة بدر.
ولذا قبل غزوة أحد وعدت عبداً لديها يُدعى وحشيّ بن حرب، وكان ماهراً في رمي الحراب، بأن تعتقه إذا قتل حمزة، وقد قام هذا العبد بمهمته.
ويقال إنها كانت من النسوة الأربع اللواتي أهدر الرسول دماءهن يوم فتح مكة، لكنه عفا وصفح عنها حينما جاءته مسلمة تائبة، حيث أسلمت يوم فتح مكة بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة.
واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبدالله بن الزبير بن العوام على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
وقد استؤنفت في عهده حركة الفتوحات بعد تغلبه على الثورات الداخلية، فأتم فتح المغرب العربي، وقضى على بقايا الوجود البيزنظي في المنطقة.
كما فُتحت في عهد أجزاء من بلاد ما وراء النهر (جمهورية آسيا الوسطى حالياً)، والسند (باكستان حالياً).
ولُقب عبدالملك بأبوالذُّبان الأموي لأن أسنانه مشبكة بالذهب، لذا كان فمه مفتوحاً يدخل أحياناً الذُباب فيه، هذا إلى جانب رائحة فمه الكريهة، حسبما قيل.
ولُقب بالمخلوع لأن مروان الثاني ثار عليه وخلعه عن العرش، وذلك لأن إبراهيم كان ضعيف الرأي ومغلوباً على أمره، وانتشر في عهده الهرج والاختلاط.
وقد حمل هذا اللقب من بعده عبدالواحد الأول بن يوسف الأول الموحدي، سادس ملوك دولة الموحدين في المغرب الأقصى (620-621هـ).
وقد قُتل عبدالواحد خنقاً في قصره وتولي الحكم من بعده العادل في أحكام الله عبدالله بن يعقوب.
اشتهر بين الناس بالحمار؛ لأنه كان محارباً قوياً جريئاً لا يخاف من الأعداء، وشديد الصبر في معاركه.
لذلك لُقب بالحمار لأنه: «أصبر في الحرب من حمار».
كما أنه حمل هذا اللقب لأن العرب كانت تسمي كل 100 عام حماراً، وشهدت فترة حُكم مروان الثاني مرور نحو 100 عام على حُكم بني أمية.
وارتبط عصره بنهاية الدولة الأموية وصعود الدولة العباسية، حيث واجه مروان العباسيين في الزاب قرب مدينة الموصل، ولما انهزم هرب إلى مصر، وفيها قُتل.
وتضاربت التفسيرات حول لقب السفاح، فقال البعض إنه كان، حسن المعاشرة، كريماً، معطاء، ولقب بالسفاح أي بمعنى الكثير العطاء، وليس بمعنى السفاك للدم.
وفي المقابل، قيل إنه لقب بالسفاح لأنه وبعد انهيار الخلافة الأموية ومبايعته كأول خليفة عباسي دعا كل أمراء بني أمية إلى قصره وأعطاهم الأمان ثم ذبحهم فلقب بالسفاح ولم ينجو منه سوى قلة أشهرهم عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى المغرب ومنها إلى الأندلس حيث أسس الدولة الأموية بالأندلس.
كما قيل أنه لقب نفسه بالسفاح حينما ركب منبر الكوفة قائلاً: «أنا سفاح بني أمية«، ووصف نفسه في خطبة تولي الخلافة بالسفاح المبين.
وتولى الخلافة بعد أخيه أبي العباس السفاح. ولُقب بـ»أبي الدوانق» لشدة بُخله وحبه للمال أثناء محاسبة العمال والصناع القائمين على بناء مدينة بغداد.
والدوانق مفردها الدانق، وهي كلمة فارسية تعني سدس الدرهم، وعُرف عنه الهيبة والشجاعة والحزم والجبروت والميل لجمع المال.
إنه الخليفة العباسي الرابع موسى الهادي بن محمد المهدي بن عبدالله العباسي (169-170هجرية)، وأمه كانت أصلها جارية فارسية تدعى الخيزران.
عندما تولى الخلافة، أخذ البيعة للخليفة موسى الهادي أخاه هارون الرشيد، وذلك لنقص في شفته العليا، فكان يجد صعوبة في إطباق فمه عند الحديث.
ولذلك وظف والده محمد المهدي خادماً يلزم ولده موسى المهدي منذ كان صغيراً حتى يقول للخادم كل ساعة «موسى أطبق فمك»، وبهذا اللقب عرفه الناس.
وأول من حمله، هو يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر (569-589هـ).
عُرف بالشهامة والشجاعة والتسامح، كما أنه حارب الصليبيين وحرر المسجد الأقصى منهم.
لقبه أهل المدينة والناس من بعدهم بـ«خادم الحرمين الشريفين».
وكان السبب في ذلك اهتمامه بتأمين وتيسير طريق الحج من مصر إلى مكة المكرمة براً وبحراً، خاصة عندما أسر حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول المصري في جيش صلاح الدين الأيوبي، جنود أحد الحملات الصليبية في البحر الأحمر، وأرسل جزءاً منها للقاهرة وجزءاً للمدينة المنورة.
كما أن صلاح الدين أقام بعض الأوقاف الخيرية للصرف على الحجاج والحرمين.
وورث اللقب من بعده المماليك في مصر، وظلوا قائمين على خدمة الحجيج والحرمين وأقاموا الكثير من الوقفيات من أجل ذلك.
وأتى من بعدهم السلاطين العثمانيون فحملوا اللقب ذاته، ثم بعدهم ملوك السعودية.
بداية اللقب مع آل سعود، جاءت مع الملك فيصل حين كُتب اللقب على أستار الكعبة المشرفة.
وفي عام 1986 قرر الملك فهد بن عبدالعزيز التخلي عن لقب «صاحب الجلالة» ولقب نفسه بـ»خادم الحرمين الشريفين»، ثم سار على نهجه أخواه اللذان توليا السلطة من بعده، الملك عبدالله، ثم الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
------------
عربي بوست
وهي الروح التي لم تستطع أن توقفها قوة هؤلاء الحكام بسيوفهم المهيبة، وهو أمر ما زالنا نشهده في عصرنا الحالي.
إذ لا يكاد يخلو بلد عربي من لقب غير رسمي يطلقه الناس للسخرية من حكامهم.
لم يكتفوا أبداً بالأسماء الرسمية.. لماذا كُثرت ألقاب الحكام المسلمين؟
قبل الخوض في الأحداث التاريخية التي أفضت إلى ظهور أغرب ألقاب خلفاء وسلاطين المسلمين، تجدر الإشارة إلى أن إطلاق الألقاب سواء كانت غريبة أو عادية يكاد يكون عرفاً في تاريخ الحضارة الإسلامية.وكانت هناك أسباب مختلفة أدت إلى ظاهرة الألقاب للحُكام المسلمين.
فبعض الألقاب كانت نابعة من طبيعة مناصبهم أو على الأقل الصورة التي يريد الحاكم أن يقدمها للناس عن نفسه.
ومن هذه الألقاب، القاهر بالله والمعتصم بالله وشمس الملوك والملك الصالح، حسبما أورد الدكتور فؤاد صالح في كتابه معجم ألقاب السياسيين في التاريخ العربي والإسلامي.
وبعض الألقاب ارتبط بحادثة كان لها أثر جسدي أو نفسي على الحاكم، كالصديق والمخلوع. وأحياناً يكون اللقب على سبيل التشبيه والمحاكاة بمشاهير سبقوه زمنياً، فنجد من بين حكام المسلمين من أطلق عليه لقب الإسكندر الثاني والسفاح الثاني (نسبة لعبد الله السفاح مؤسس الدولة العباسية).
وأحياناً أطلق على بعض حكام المسلمين ألقاب بسبب عاهة جسدية وُلد بها كالأخرس والأعرج، أو لُقب باسم أمه كابن شكلة وابن هند».
وفي أحيانٍ ليست قليلة كان الناس يطلقون بعض الألقاب المثيرة للدهشة والسخرية وحتى المسيئة على بعض الحُكام المعاصرين لهم، من باب الاستخفاف والاستهزاء؛ وذلك بسبب أفعال هؤلاء الحًكام.
فكأنهم لم يستطعوا التصدي لظلمهم بالفعل، فقاوموا ذلك بمنابذتهم بالألقاب.
في هذا التقرير سنستعرض قائمة تضم أغرب ألقاب خلفاء وسلاطين المسلمين.
إليك أغرب ألقاب خلفاء وسلاطين المسلمين وأسباب هذه التسميات الصادمة أحياناً
– ابن آكلة الأكباد: الخليفة معاوية بن أبي سفيان الذي حمل وزر قصة اختلف حولها الرواة
إنه واحد من أقسى الألقاب التي حملها أحد خلفاء المسلمين، رغم أن الرواية التي يستند إليها اللقب غير مؤكدة.حمل هذا اللقب مؤسس الخلافة الأموية معاوية بن أبي سفيان الأموي (41-60 هجرية).
وصفه الناس بأكثر من لقب، منها أحياناً «ابن هند» نسبة إلى أمه هي هند بنت عتبة.
وبالفعل كان أغرب الألقاب التي ارتبطت باسمه كان بسبب أمه.
فقد أُطلق عليه أحياناً لقب «ابن آكلة الأكباد» نسبة إلى قيام أمه هند بقطع كبد حمزة بن المطلب عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في معركة أحد، ومحاولتها أن تأكل قطعة منه فلم تستطع أن تستسيغها، فلفظتها.
ولكن البعض يشكك في هذه الرواية ويقول إنها ضعيفة. ولكن الثابت أنها حرضت على قتل حمزة (رضي الله عنه) في غزوة أُحد.
والسبب في هذه الضغينة التي كانت لدى هند أم معاوية أن حمزة قتل ابن أخيها واثنين من إخوتها في غزوة بدر.
ولذا قبل غزوة أحد وعدت عبداً لديها يُدعى وحشيّ بن حرب، وكان ماهراً في رمي الحراب، بأن تعتقه إذا قتل حمزة، وقد قام هذا العبد بمهمته.
ويقال إنها كانت من النسوة الأربع اللواتي أهدر الرسول دماءهن يوم فتح مكة، لكنه عفا وصفح عنها حينما جاءته مسلمة تائبة، حيث أسلمت يوم فتح مكة بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة.
– أبو الذُبان: الخليفة عبدالملك بن مروان الذي أساءت له أسنانه الذهبية
هو عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموي، وأمه عائشة بنت معاوية الأموية، وهو خامس خلفاء بني أمية (65-86هـ)، وأحد أقوى خلفاء المسلمين.واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبدالله بن الزبير بن العوام على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
وقد استؤنفت في عهده حركة الفتوحات بعد تغلبه على الثورات الداخلية، فأتم فتح المغرب العربي، وقضى على بقايا الوجود البيزنظي في المنطقة.
كما فُتحت في عهد أجزاء من بلاد ما وراء النهر (جمهورية آسيا الوسطى حالياً)، والسند (باكستان حالياً).
ولُقب عبدالملك بأبوالذُّبان الأموي لأن أسنانه مشبكة بالذهب، لذا كان فمه مفتوحاً يدخل أحياناً الذُباب فيه، هذا إلى جانب رائحة فمه الكريهة، حسبما قيل.
– المخلوع الأموي: الخليفة إبراهيم بن الوليد الذي افتتح اللقب الذي سيحمله الكثيرون
هو إبراهيم بن الوليد الأول بن عبدالملك الأموي، هو ثالث عشر خلفاء الدولة الأموية (126-127هجرية).ولُقب بالمخلوع لأن مروان الثاني ثار عليه وخلعه عن العرش، وذلك لأن إبراهيم كان ضعيف الرأي ومغلوباً على أمره، وانتشر في عهده الهرج والاختلاط.
وقد حمل هذا اللقب من بعده عبدالواحد الأول بن يوسف الأول الموحدي، سادس ملوك دولة الموحدين في المغرب الأقصى (620-621هـ).
وقد قُتل عبدالواحد خنقاً في قصره وتولي الحكم من بعده العادل في أحكام الله عبدالله بن يعقوب.
– الحمار الأموي: الخليفة مروان الثاني بن محمد حمل هذا اللقب لشجاعته التي لم تنفعه
هو مروان الثاني بن محمد بن مروان الأموي، وهو آخر خلفاء بني أمية (72-132هـ).اشتهر بين الناس بالحمار؛ لأنه كان محارباً قوياً جريئاً لا يخاف من الأعداء، وشديد الصبر في معاركه.
لذلك لُقب بالحمار لأنه: «أصبر في الحرب من حمار».
كما أنه حمل هذا اللقب لأن العرب كانت تسمي كل 100 عام حماراً، وشهدت فترة حُكم مروان الثاني مرور نحو 100 عام على حُكم بني أمية.
وارتبط عصره بنهاية الدولة الأموية وصعود الدولة العباسية، حيث واجه مروان العباسيين في الزاب قرب مدينة الموصل، ولما انهزم هرب إلى مصر، وفيها قُتل.
السفاح: الخليفة العباسي الأول الذي لقب نفسه
أبو العباس عبد الله السّفاح (108-134 هجرية) يرجع إليه الفضل في قيام الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية، فهو أول خليفة عباسي، ودام حكمه أربع سنوات فقط.وتضاربت التفسيرات حول لقب السفاح، فقال البعض إنه كان، حسن المعاشرة، كريماً، معطاء، ولقب بالسفاح أي بمعنى الكثير العطاء، وليس بمعنى السفاك للدم.
وفي المقابل، قيل إنه لقب بالسفاح لأنه وبعد انهيار الخلافة الأموية ومبايعته كأول خليفة عباسي دعا كل أمراء بني أمية إلى قصره وأعطاهم الأمان ثم ذبحهم فلقب بالسفاح ولم ينجو منه سوى قلة أشهرهم عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى المغرب ومنها إلى الأندلس حيث أسس الدولة الأموية بالأندلس.
كما قيل أنه لقب نفسه بالسفاح حينما ركب منبر الكوفة قائلاً: «أنا سفاح بني أمية«، ووصف نفسه في خطبة تولي الخلافة بالسفاح المبين.
– أبوالدوانق العباسي: أبوجعفر المنصور الذي شيد بغداد بتقتيره
هو أبوجعفر المنصور عبدالله بن محمد بن علي العباسي، وهو ثاني خلفاء الدولة العباسية ومؤسسها في العراق (136-158هجرية).وتولى الخلافة بعد أخيه أبي العباس السفاح. ولُقب بـ»أبي الدوانق» لشدة بُخله وحبه للمال أثناء محاسبة العمال والصناع القائمين على بناء مدينة بغداد.
والدوانق مفردها الدانق، وهي كلمة فارسية تعني سدس الدرهم، وعُرف عنه الهيبة والشجاعة والحزم والجبروت والميل لجمع المال.
– «أطبق العباسي»: الخليفة موسي بن محمد الذي لم يأخذ البيعة لنفسه بسبب فمه
«أطبق فمك»، هذه الكلمات تحولت إلى لقب لواحد من خلفاء الدولة العباسية في ذروة قوتها.إنه الخليفة العباسي الرابع موسى الهادي بن محمد المهدي بن عبدالله العباسي (169-170هجرية)، وأمه كانت أصلها جارية فارسية تدعى الخيزران.
عندما تولى الخلافة، أخذ البيعة للخليفة موسى الهادي أخاه هارون الرشيد، وذلك لنقص في شفته العليا، فكان يجد صعوبة في إطباق فمه عند الحديث.
ولذلك وظف والده محمد المهدي خادماً يلزم ولده موسى المهدي منذ كان صغيراً حتى يقول للخادم كل ساعة «موسى أطبق فمك»، وبهذا اللقب عرفه الناس.
– خادم الحرمين الشريفين: اللقب الذي وُلد مصر واشتهر بالسعودية، هل تعرف أول من حمله؟
يعتبر هذا اللقب أشهر ألقاب سلاطين وملوك المسلمين، وأكثر مدعاة للفخر حتى اليوم.وأول من حمله، هو يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر (569-589هـ).
عُرف بالشهامة والشجاعة والتسامح، كما أنه حارب الصليبيين وحرر المسجد الأقصى منهم.
لقبه أهل المدينة والناس من بعدهم بـ«خادم الحرمين الشريفين».
وكان السبب في ذلك اهتمامه بتأمين وتيسير طريق الحج من مصر إلى مكة المكرمة براً وبحراً، خاصة عندما أسر حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول المصري في جيش صلاح الدين الأيوبي، جنود أحد الحملات الصليبية في البحر الأحمر، وأرسل جزءاً منها للقاهرة وجزءاً للمدينة المنورة.
كما أن صلاح الدين أقام بعض الأوقاف الخيرية للصرف على الحجاج والحرمين.
وورث اللقب من بعده المماليك في مصر، وظلوا قائمين على خدمة الحجيج والحرمين وأقاموا الكثير من الوقفيات من أجل ذلك.
وأتى من بعدهم السلاطين العثمانيون فحملوا اللقب ذاته، ثم بعدهم ملوك السعودية.
بداية اللقب مع آل سعود، جاءت مع الملك فيصل حين كُتب اللقب على أستار الكعبة المشرفة.
وفي عام 1986 قرر الملك فهد بن عبدالعزيز التخلي عن لقب «صاحب الجلالة» ولقب نفسه بـ»خادم الحرمين الشريفين»، ثم سار على نهجه أخواه اللذان توليا السلطة من بعده، الملك عبدالله، ثم الملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز.
------------
عربي بوست