نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


الديموقراطية التائهة بين بايدن وبدر





منذ أيام والعالم منشغل بمايحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث المعركة الانتخابية حامية الوطيس بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب.
إذ أظهرت استطلاعات الرأي تقدماً واضحاً للمرشح الجمهوري على مرشح الحزب الديموقراطي، ويعود السبب في ذلك إلى الحالة الصحية للرئيس الأمريكي الحالي، والذي بدا واضحاً خلال المناظرة التلفزيونية بينهما، وأيضاً التخوف من الحالة الذهنية لبايدن والذي وقع في أكثر من هفوة خلال تصريحاته الأخيرة، الأمر الذي دق ناقوس الخطر في صفوف الديموقراطيين وداعميهم ومؤيديهم، وذلك خوفاً من خسارة البيت الأبيض وتوقع خسارة أكبر في الكونغرس،


  لذلك واحتراماً لتاريخ الحزب وخوفاً على مستقبله دفعت هذه العوامل المحيطين ببايدن إلى نصحه بالتنحي لصالح نائبته كامالا هاريس، والتي بدأت على الفور متابعة الحملة الانتخابية حيث أظهر أول استطلاع للرأي تقدمها على المرشحين ترمب وكيندي، وذلك قبيل اختيار نائبها والذي سيكون له دور في دعم حملتها وبالتالي استعادة التوازن وزخم المنافسة الانتخابية.
بالمقابل وبذات التوقيت ومع تراجع زخم مؤسسات الثورة والثقة بها من قبل جمهور الثورة والمعارضة على السواء، ووسط الجمود الحاصل في العملية السياسية، بما يخص الشأن السوري، حيث توقفت اللجنة الدستورية عن متابعة نقاشاتها منذ أشهر، وكذلك لم تعقد هيئة التفاوض أي لقاءات تفاوضية منذ سنوات، ووسط فشل المبعوث الأممي في أداء مهامه، وبدل من أن تضغط المعارضة على المجتمع الدولي بتجميد العملية السياسية كنوع من المناورة السياسية، والتي يمارسها نظام الأسد بشكل واضح إذ عمل على تعطيلها بمايناسب مصالحه فيما بدت معارضتنا لاهثة خلفه، وبدل المطالبة بإستقالة غوتيرش واعادة صياغة مؤسسات المعارضة على اسس جديدة وفق تداول انتخابي وتمثيلي واضح.
في ظل هذا الفشل السياسي والذي أعقب فشلاً في إدارة الملف السياسي من قبل المعارضة والتي بدأت بتقديم التنازلات منذ العام 2016، حين قبلت بسلال ديمستورا وتجزئة الحل السياسي والقرار 2254، ومن ثم التنازل عن تراتبية القرار الذي يبدأ ببيئة آمنة ومن ثم هيئة حكم ذات مصداقية ثم إعداد دستور ومن ثم انتخابات، لتكتفي المعارضة عبر موافقتها على اللجنة الدستورية بالقفز على هذه التراتبية وبالتالي التخلي عن بندي البيئة الآمنة وهيئة الحكم، لاحقاً تنازلت أيضاً عن كتابة الدستور للاكتفاء بتعديل دستوري، وهذا يتوافق مع الرؤية الروسية والتفسير للقرار 2254 والذي يقول بدستور ومن ثم الذهاب لانتخابات بوجود بشار الاسد.
على الرغم من هذا الفشل والرفض الشعبي لمؤسسات المعارضة، وفي ظل انعدام أي شكل من أشكال الشفافية والديموقراطية في الاختيار، تذهب هيئة التفاوض وبخطوة مفاجئة إلى تعديل نظامها الداخلي وذلك من أجل التمديد لرئيسها الحالي، عام إضافي قابل للتجديد عامين آخرين، وذلك في انقلاب واضح على رغبة السوريين من جهة وفي محاولة لتكريس سياسة الأمر الواقع التي تنتهجها مؤسسات المعارضة منذ سنوات إضافة لسياسة تبادل الطرابيش التي دأبت المعارضة عليها.
المبررات التي ساقها مؤيدوا القرار غير مقنعة بل وتدل على ضحالة سياسية، فمدة بقاء الرئيس في أي هيئة أو دولة لاتتعلق بشخص رئيسها وإنما بالاستراتيجيات التي تقوم عليها هذه الهيئة، ولايلعب اسم أو هيئة أو شخص الرئيس أي دور في ذلك، فالدول عندما تلتقي بممثلين لدول أو هيئات هي تلتقي بالشخصيات بشكلها الاعتباري وليس الشخصي، الموضوع ليس زواجاً أو حفل تعارف شخصي، هو علاقات دولية ترتبط باتفاقات وقوانين عمرها عشرات السنين، معظم من كتبها فارق الحياة، فالتذرع بقصر الوقت هو قصور سياسي، وعدم معرفة بالعلاقات الدولية.
فرق كبير بين أن يقوم رئيس دولة كبرى بالتنحي عن متابعة السباق الرئاسي لانقاذ حزبه ومؤيديه، وأن يقوم رئيس هيئة سياسية مرفوضة أساساً من كثير من جمهور المعارضة والثورة بشكلهاالحالي، بالتمديد لنفسه رغم الانتقادات التي تتعرض لها الهيئة، وسط سوق تبريرات لاترقى سوى لكونها عدم معرفة بالعلاقات الدولية وكيفية صياغة القرارات فيها.
ماحدث في الحالتين يبين الفرق في فهم سياقات العمل المؤسسي والديموقراطي وكيف أن الثورة التي كان أحد أسبابها هو نظام التوريث وتعديل الدستور، لم تنتج حتى اللحظة مفاهيمها الخاصة رغم مرور أكثر من عقد من الزمن، ويعود السبب في ذلك إلى وجود طبقة سياسية خطفت دور الثورة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
--------------
الشرق نيوز

فراس علاوي
الاربعاء 24 يوليوز 2024