.
واعتبر ابن فرحان أن التطورات الحالية في سوريا ولبنان وقطاع غزة "تبدو إيجابية وتدعو إلى التفاؤل".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، وسعتها إلى الضفة الغربية ثم لبنان.
وجراء تلك الحروب، جرت هجمات متبادلة بين إسرائيل من جانب وكل من إيران وجماعة "الحوثي" في اليمن من جانب آخر.
لكن منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، والذي تبعه اتفاق آخر لوقف إطلاق النار بغزة اعتبارا من 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وفي سوريا، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.
وفيما يتعلق بهذا التطور في سوريا، اعتبر ابن فرحان أن الشعب السوري "يتمتع بقدرات كبيرة وموارد هائلة، مما يتيح فرصة حقيقية لدفع سوريا نحو مسار إيجابي للغاية".
وشدد على أهمية مشاركة المجتمع الدولي في تعزيز ذلك ودعم الشعب السوري لتحقيق رؤية مستقبلية أفضل.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المملكة "لاحظت رغبة قوية من الحكومة السورية الجديدة للتواصل مع الشركاء في المنطقة والمجتمع الدولي".
واستشهد في هذا الصدد باللقاء الذي جمعه في الرياض مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ومشاركة الأخير كذلك في اجتماعات الرياض بشأن سوريا.
وأوائل يناير الجاري، أجرى الشيباني زيارة إلى السعودية كأول محطة خارجية له عقب الإطاحة بنظام الأسد، حيث التقى في الـ2 من هذا الشهر مع ابن فرحان.
كما شارك الشيباني في 12 يناير في اجتماعين بالرياض بشأن سوريا.
وأكد ابن فرحان، في تصريحاته خلال منتدى دافوس، على "أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتمكين الجميع من تقديم المساعدة للشعب السوري الشقيق".
ولفت في هذا السياق إلى أن المملكة بادرت بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية مبكرة ضمن جهودها للتخفيف من المعاناة الإنسانية في سوريا.
وعلى خلفية انتهاكات نظام الأسد ومجازره في قمع الثورة بسوريا منذ عام 2011، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على هذا البلد العربي، شملت تجميد أصول، ووقف التحويلات المالية، وحرمانه من التكنولوجيا، وحظر التعامل مع نظامه.
وفيما يخص الشأن اللبناني، اعتبر ابن فرحان أن انتخاب رئيس جديد للبنان بعد فترة طويلة من الفراغ السياسي "أمر إيجابي للغاية".
وشدد على ضرورة أن يواصل لبنان "تنفيذ إصلاحات جادة تعكس تطلعه نحو مستقبل أفضل".
كما أعرب عن أمله بأن يتولى اللبنانيون بأنفسهم "مسؤولية اتخاذ القرارات التي تدفع بلادهم نحو مسار مختلف وأكثر استقرارا".
وبعد شغور رئاسي تجاوز عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري، جوزاف عون رئيسا للبلاد.
وعقب 4 أيام من انتخابه، كلف عون القاضي نواف سلام، بتشكيل حكومة جديدة.
وتواجه القيادة الجديدة للبنان تحديات كبيرة، أبرزها الأزمة الاقتصادية الحادة، وملف إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها بالجنوب.
وبين يومي 20 إلى 24 يناير/ كانون الثاني الجاري، ينعقد "منتدى دافوس" هذا العام تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي".
المنتدى، الذي يعد منصة للقاءات وتعزيز العلاقات بين الدول، يستضيف 3 آلاف مشارك، بينهم رجال أعمال وسياسيون وأكاديميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني من أكثر من 130 دولة.
وسيتحدث أمام المشاركين به أيضا 60 رئيس دولة وحكومة.