وكالة الأنباء اللبنانية قالت إن عدد الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على جنوب البلاد منذ التاسعة من مساء الخميس تجاوز الـ52- ايه ايه
ادعت إسرائيل، مساء الخميس، تدمير 100 منصة صواريخ لـ"حزب الله" عبر سلسلة غارات جوية مكثفة على عدة بلدات جنوبي لبنان.
يأتي ذلك في ظل تصعيد متبادل مع "حزب الله" عقب سلسلة تفجيرات واسعة لأجهزة اتصال لاسلكية في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، خلفت 37 قتيلا وآلاف الجرحى.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن موجتين واسعتين من الغارات مساء الخميس على مناطق في جنوب لبنان.
فيما قالت وكالة الأنباء اللبنانية (رسمية) إن عدد الغارات الجوية التي شنها الطيران الإسرائيلي على جنوب البلاد منذ التاسعة من مساء الخميس (18:00 ت.غ) تجاوز الـ52.
وأوضحت أن هذه الغارات استهدفت المناطق الحرجية (كثيفة الأشجار) في بلدة المحمودية وأطراف بلدة العيشية ومرتفعات الريحان ومحيط نهر برغز، دون حديث عن حصيلة تلك الغارات وما إذا أسفرت عن سقوط ضحايا من عدمه.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن مقاتلاته "هاجمت، منذ ظهر الخميس، حوالي 100 منصة إطلاق صواريخ وبنى تحتية عسكرية إضافية لحزب الله، كانت تضم حوالي 100 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري".
وأضاف أن ذلك جاء بـ"توجيه من شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية"، بهدف تقليص قدرات "حزب الله" وتدمير بنيته التحتية"، فيما لم يرد الحزب على بيان الجيش حتى اللحظة.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان بوقت سابق من مساء الخميس، أن قواته استهدفت "30 منصة صاروخية شملت نحو 150 فوهة إطلاق، كانت جاهزة لتنفيذ عمليات قذائف نحو إسرائيل على المدى الزمني الفوري".
وعادة ما يدعي الجيش الإسرائيلي أن هجماته في لبنان تطول أهدافا أو كوادر عسكرية لـ"حزب الله"، لكن الجانب اللبناني يقول إن كثيرا منها تستهدف مدنيين أبرياء.
يأتي ذلك فيما أعلن "حزب الله"، الخميس، شن 17 هجوما على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل.
وهذا أكبر عدد هجمات يشنه الحزب ضد إسرائيل منذ 98 يوما، ورابع أكبر معدل هجمات يومي منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين قبل نحو عام.
وزادت حدة التوتر بين إسرائيل و"حزب الله" خلال اليومين الأخيرين، بعد مقتل 25 شخصًا، وإصابة 450 آخرين جراء موجة تفجيرات ضربت الأربعاء، أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "أيكوم" في أنحاء لبنان.
وجاءت هذه التفجيرات غداة تفجيرات مماثلة ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية "بيجر"، وأدت إلى مقتل 12 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين، منهم 300 بحالة حرجة.
ودون إيضاحات عن الكيفية، حمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات "بيجر"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير".
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس وزرائها نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن" وموقع "أكسيوس"، بأن إسرائيل وضعت شحنات متفجرة صغيرة داخل أجهزة اتصال "بيجر" مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.
وأدانت دول عديدة تفجير أجهزة الاتصال وأعربت عن تضامنها مع لبنان، فيما أكدت منظمات حقوقية دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش"، أن مثل هذه التفجيرات تعرض حياة المدنيين للخطر وتنتهك قوانين الحرب.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.