نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


نصوص اثرية تكشف النقاب عن تفاصيل أول أبجدية فى التاريخ




الأقصر - كان ظهور الأبجديات بين شعوب العالم، يمثل نقطة تحول عظيمة فى تاريخ البشرية، وكان الشعب المصرى الذى وضع أول عناصر أولية للأبجدية، من أكثر الشعوب نشاطا فى العالم القديم.


 
ومن الواضح أننا اصبحنا قريبين من الإعلان عن تاريخ جديد لظهور الكتابة، وابجدياتها، فقد كانت كتب المصريات تروى لنا أنه منذ ثلاثة ألاف عام قبيل الميلاد، كان لدى قدماء المصريين لغة مكونة من 24 حرفا، تعبر عن علامات وكلمات كانت تشكل نوعا من التنسيق بالغ البدائية، وكانت تلك الحروف الـ 24 هى أول ابجدية عرفها الإنسان على مر التاريخ.
كشف أثرى يكشف معلومات جديدة :
لكن كشفا أثريا جديدا توصلت إليه بعثة أثرية مصرية بالتعاون مع بعثة من جامعة بيل الأمريكية، جاء ليؤكد بأن اول ظهور للابجدية فى مصر، جرى قبل ما بين 4000 و3500 سنة قبيل الميلاد؛ حيث عثرت البعثتان خلال أعمال المسح الأثري لصحراء الكاب، قرب مدينة ادفو بصعيد مصر، على ثلاث لوحات بها نقوش ورسومات بارزة يمتد تاريخها إلى بداية عصر ما قبل الأسرات ، وتحديدا حضارة نقادة الأولى - نحو 4000 – 3500 قبل الميلاد – وهى نقوش تمثل أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة قبل الكتابة الهيروغليفية ، وصور عليها أقدم وأكبر علامات من المراحل التكوينية المبكرة والبدائية للنص الهيروغليفي، وتقدم دليلا لكيفية اختراع المصريين القدماء نظام الكتابة المتفرد.
معجزة لغوية :
ويقول المدير العام لمنطقة آثار الأقصر، الدكتور محمد يحيى عويضة، إن قدماء المصريين حققوا معجزة لغوية، وحدثا خارقا فى تاريخ اللغات، حين حافظوا على لغتهم حية مزدهرة طوال خمسة آلاف عام.
وقد تأثرت اللغة المصرية القديمة بالموقع الجغرافى للبلاد، حيث احتوت تلك اللغة على حوالى 300 اصل مشترك بينها وبين اللغات فى آسيا، واللهجات الافريقية، وذلك لوقوع مصر فى مفترق الطرق الواصل بين قارتى آسيا وافريقيا.
حيث احتوت اللغة المصرية القديمة على ألفاظ تظهر فيها التاثيرات الآسيوية والافريقية، لكن بعد ذلك بقيت تلك اللغة تتمتع بطرافة التركيب اللغوى وفرديته، وكانت لغة دائمة التطور.
وجاءت اللغة الديموطيقية كمرحلة ثانية من مراحل اللغة المصرية القديمة، التى كانت لغة غنية بالألفاظ مثل أسماء الحيوانات والأحجار والنباتات، ومكونات الجسد والخبز بأنواعة والأوانى المختلفة، وكثيرا ما كانت ألفاظ تلك اللغة مرآة لحياة الريف.
ومع مرور الزمن استعيرت ألفاظ أجنبية ودخلت اللغة المصرية، مثل كلمات الحصان والعربة والطرز المعمارية والفنية للمبانى.
ومن الطريف أن اللغة الإنجليزية دخلتها بعض الكلمات المصرية القديمة، مثل " ايجبت وفرعون وواحة وأبنوس والنطرون والبازلت والكيمياء والعنقاء والورق".
سبعمئة رمز هيروغليفى :
فرنسيس أمين الباحث فى علوم المصريات، قال إن أكثر ما آثار المؤرخين الذين اشتغلوا بالكتابة عن مصر القديمة، هو ذلك المزيج من الغرابة والإعجاب الذى يخامر كل من رأى الآثار المصرية القديمة، وماحوته من نقوش ورسوم لرجال وحيوانات وأشياء من كل نوع وصنف، مثلت فى حقيقتها رموز اللغة الهيروغليفية، المصرية القديمة، والتى احتوت على قرابة 700 رمز.
وقد ابتكر قدماء المصريين كتابة قادرة على تمثيل جميع الكلمات الموجودة فى لغتهم بواسطة الرموز الممثلة للاشياء الواقعية، وبهذا فقد كان لدى قدماء المصريين مجموعة كبيرة من الرموز التى تعبر عن الأفعال والأشياء المادية التى تدل عليها صورها بسهولة.
أوراق البردى وأعواد الغاب :
على أوراق البردى التى كانت معروفة فى مصر القديمة، وباستخدام أعواد من الغاب والمداد الأسود، استطاع قدماء المصريين تدوين نصوصهم الدينية والأدبية والمستندات الرسمية من جلسات للمحاكم وحسابات يومية.
وذلك بعد أن استحدثوا ما سمى باللغة الهيراطيقية، أو الهيروغليفية المبسطة، لأن الهيروغليفية لم تكن لغة صالحة للكتابة السريعة.
وهذه الكتابة – أى الهيراطيقية – عبارة عن رموز مبسطة للرموز الهيروغليفية الأصلية، وهى لغة ظللت مستعملة طوال 2000 سنة.
وكانت الهيراطيقية، تكتب بطريقة سطور عمودية، حتى عصر الدولة الوسطى، ثم أخذت تكتب فى سطور افقية من اليمين إلى اليسار، وقد تطورت تلك اللغة فى طريقة كتابتها، فتغيرت كتابة العلامات، وظلت تتطور تلك اللغة إلى أن فقدت قوتها سنة 800 قبيل الميلاد.
وقد استخدم قدماء المصريين، لغة شعبية للكتابة ، هى الديمو طيقية، وهى لغة شعبية ظهرت فى القرن السابع قبيل الميلاد، وظلت الديموطيقية، لغة للكتابة الشعبية طوال ألف عام، أما الهيوغليفية فكانت تستخدم فى النقش على جدران المعابد والأحجار أما الهيراطيقية فقد اشتهرت بأنها لغة النصوص الدينية.

وكان المحامون وموظفو الدولة هم اشهر من استخدموا الكتابة الديموطيقية، لأنها كانت كتابة سهلة واضحة، وتطورت سريعا وتضمنت مختصرات وروابط لكثير من العلامات والمجموعات السطحية التى كانت عسيرة القراءة، ومع مرور الزمن توقفت الديموطيقية عن التطور واكتسبت صورة ثابتة.
مكتبات وكتب :
وقد ساهمت أول ابجدية فى التاريخ، فى تمكن قدماء المصريين، من تدوين علومهم ونصوصهم الأدبية والدينية، والقصص العادية والحكم والأمثال والأساطير القومية ونصوص التنبؤ والسحر وطقوس الجنازات، فى كتب من ورق البردى، وكانت تلك الكتب تحفظ فى جرار وصناديق، وكانوا يحفظونها بعناية فائقة.
وقد سجلت نقوش معبد ادفو قائمة كبيرة بأسماء الكتب التى كانت بعهدة كهنة المعبد، وكان مسموحا لمن يرغب فى قراءة تلك الكتب أن يقتنيها من مكتبة المعبد.
وتسجل رسوم ونقوش ونصوص المعابد والمقابر التى شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات الفراعنة، الكثير من العلوم والفنون، التى جرى توثيقها باستخدام اللغة المصرية القديمة.
وقد كان لقدماء المصريين كتب ونصوص أدبية متفردة، وجدت مكتوبة بالمداد بنوعين من الكتابة التى عرفتها مصر القديمة، وهما الخط الهيراطيقى، والخط الديموطيقى.

وقد وجدت تلك الآداب والنصوص مكتوبة على أوراق البردى، وقطع الأوستراكا، وقد تنوعت تلك النصوص ما بين أدب الحكمة، والقصص الخيالية، وقصائد الغرام التى كتبت بلغة زخرفية رشيقة.
وكانت القصص فى الأدب المصرى القديم، أكثر عددا من النصوص الأسطورية، حيث خلق الأدباء فى مصر الفرعونية ادبا يتناول الحياة البشرية والقضايا الإنسانية المتداولة فى كل عصر.
وقد رسمت لنا تلك النصوص الأدبية، صورة شعب مصر القديمة ، كشعب حى ملىء بالأفراح والأحزان والمخاوف ، مرح يحب الحياة ويطرب للنكتة ويميل للفصاحة.

د ب ا
الاربعاء 19 سبتمبر 2018