وتقول ندى ناشف، المديرة الاقليمية لمنظمة العمل الدولية التي تمول هذه السلسلة جزئيا، ان المشروع "هو جزء من حملة توعية وطنية" حول قضية العمال الاجانب.
وهذه السلسلة موجهة الى المدارس الابتدائية الرسمية والخاصة لتروج لاحترام العمال الاجانب الذين يشكلون عنصرا اساسيا في القوة العاملة في لبنان، وان كانت حقوقهم الاساسية مهدورة.
وتقول كاتبة هذه السلسلة، ليلى زاهد، "من خلال هذه الكتب، اردت ان اعلم الاطفال ان النساء اللواتي يعتنين بهم لسن مجرد خادمات، بل يأتين من بلدان لها ثقافتها وتاريخها".
تضيف "الخادمات يتأقلمن مع ثقافتنا هنا، لكن احدا لم يسألهن من اين اتين، هذا فضلا عن سوء المعاملة التي يتعرض الكثير منهن لها في بعض البيوت".
يتضمن كل كتاب في هذه السلسلة رسومات وخرائط وجداول وايضا اطباقا محلية تتعلق بالبلد المعني، فضلا عن كلمات اساسية من اللغة المحكية.
في اثيوبيا مثلا، تتعلم ميمي ان حبوب القهوة تم اكتشافها هناك، وتزور حقول الارز في الفيليبين حيث تتناول طبقا وطنيا من القريدس (الجمبري). وفي سريلانكا، تركب ميمي الفيلة وتتعلم ان هذا البلد هو منتج رئيسي للشاي.
المبادرة لقيت ترحيبا من منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت. واكد المسؤول فيها نديم حوري انه لا يزال هناك المزيد لفعله من اجل توعية الناس حول هذه المسألة. ولفت الى ان 90 % من الخدم في المنازل في لبنان هم عرضة لاشكال من سوء المعاملة، تتراوح بين حجز جوازات السفر او الرواتب الى الالزام بالعمل لسبعة ايام في الاسبوع.
في العام 2008، توفي 90 شخصا من خدم المنازل الاجانب ونقلت جثامينهم الى اوطانهم، اي بمعدل شخصين في الاسبوع، بحسب تقرير صدر عن "هيومن رايتس ووتش".
بين هؤلاء 40 حالة انتحار و24 حالة سقوط من مكان عال واكثرهم كانوا من اثيوبيا.
وقال حوري لوكالة فرانس برس ان "اكثر العمال الذين اجريت مقابلات معهم وهم على اسرة المستشفيات، قالوا لي انهم لم يحاولوا الانتحار قط، وانما كانوا يسعون للهرب من بيوت حبسهم مخدوموهم فيها".
في العام 2006، حظرت اثيوبيا والفيليبين مواطنيهما من السفر الى لبنان، في اعقاب الحرب بين حزب الله واسرائيل، وفي ضوء روايات عن حالات سوء معاملة.
لكن ثمة مؤشرات، ولو طفيفة، على ان الدولة والمجتمع اللبنانيين يزدادان وعيا بهذه المشكلة. واصدرت الحكومة اللبنانية العام الحالي، مرسوما يفرض على المستخدمين التقيد بلائحة من القواعد، تتضمن دفع الراتب كاملا للاجير في نهاية كل شهر، ومنحه يوم اجازة اسبوعي.
ومن المزمع تنظيم نشاطات عدة بمناسبة عيد العمال في نهاية الاسبوع، بما في ذلك مهرجان لتذوق الطعام وحفلات ومعرض صور. وتقول زاهد انها تدرك ان مبادرتها ليست سوى قطرة في محيط، لكنها تأمل ان تؤدي الى تحسن رغم ذلك.
وتوضح زاهد، "اذا تعلم الاطفال الذين يقرأون ميمي ان يقولوا على الاقل شكرا لخادمتهم التي تعتني بهم يوميا، فهذه خطوة الى الامام". تضيف "كلمة صغيرة مثل شكرا في لغة التاغالوغ المحكية في الفيليبين، يمكن ان تشكل فارقا كبيرا".
------------------------------
الصورة : ندى الناشف المدير الاقليمي لمنظمة العمل الدولية
وهذه السلسلة موجهة الى المدارس الابتدائية الرسمية والخاصة لتروج لاحترام العمال الاجانب الذين يشكلون عنصرا اساسيا في القوة العاملة في لبنان، وان كانت حقوقهم الاساسية مهدورة.
وتقول كاتبة هذه السلسلة، ليلى زاهد، "من خلال هذه الكتب، اردت ان اعلم الاطفال ان النساء اللواتي يعتنين بهم لسن مجرد خادمات، بل يأتين من بلدان لها ثقافتها وتاريخها".
تضيف "الخادمات يتأقلمن مع ثقافتنا هنا، لكن احدا لم يسألهن من اين اتين، هذا فضلا عن سوء المعاملة التي يتعرض الكثير منهن لها في بعض البيوت".
يتضمن كل كتاب في هذه السلسلة رسومات وخرائط وجداول وايضا اطباقا محلية تتعلق بالبلد المعني، فضلا عن كلمات اساسية من اللغة المحكية.
في اثيوبيا مثلا، تتعلم ميمي ان حبوب القهوة تم اكتشافها هناك، وتزور حقول الارز في الفيليبين حيث تتناول طبقا وطنيا من القريدس (الجمبري). وفي سريلانكا، تركب ميمي الفيلة وتتعلم ان هذا البلد هو منتج رئيسي للشاي.
المبادرة لقيت ترحيبا من منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت. واكد المسؤول فيها نديم حوري انه لا يزال هناك المزيد لفعله من اجل توعية الناس حول هذه المسألة. ولفت الى ان 90 % من الخدم في المنازل في لبنان هم عرضة لاشكال من سوء المعاملة، تتراوح بين حجز جوازات السفر او الرواتب الى الالزام بالعمل لسبعة ايام في الاسبوع.
في العام 2008، توفي 90 شخصا من خدم المنازل الاجانب ونقلت جثامينهم الى اوطانهم، اي بمعدل شخصين في الاسبوع، بحسب تقرير صدر عن "هيومن رايتس ووتش".
بين هؤلاء 40 حالة انتحار و24 حالة سقوط من مكان عال واكثرهم كانوا من اثيوبيا.
وقال حوري لوكالة فرانس برس ان "اكثر العمال الذين اجريت مقابلات معهم وهم على اسرة المستشفيات، قالوا لي انهم لم يحاولوا الانتحار قط، وانما كانوا يسعون للهرب من بيوت حبسهم مخدوموهم فيها".
في العام 2006، حظرت اثيوبيا والفيليبين مواطنيهما من السفر الى لبنان، في اعقاب الحرب بين حزب الله واسرائيل، وفي ضوء روايات عن حالات سوء معاملة.
لكن ثمة مؤشرات، ولو طفيفة، على ان الدولة والمجتمع اللبنانيين يزدادان وعيا بهذه المشكلة. واصدرت الحكومة اللبنانية العام الحالي، مرسوما يفرض على المستخدمين التقيد بلائحة من القواعد، تتضمن دفع الراتب كاملا للاجير في نهاية كل شهر، ومنحه يوم اجازة اسبوعي.
ومن المزمع تنظيم نشاطات عدة بمناسبة عيد العمال في نهاية الاسبوع، بما في ذلك مهرجان لتذوق الطعام وحفلات ومعرض صور. وتقول زاهد انها تدرك ان مبادرتها ليست سوى قطرة في محيط، لكنها تأمل ان تؤدي الى تحسن رغم ذلك.
وتوضح زاهد، "اذا تعلم الاطفال الذين يقرأون ميمي ان يقولوا على الاقل شكرا لخادمتهم التي تعتني بهم يوميا، فهذه خطوة الى الامام". تضيف "كلمة صغيرة مثل شكرا في لغة التاغالوغ المحكية في الفيليبين، يمكن ان تشكل فارقا كبيرا".
------------------------------
الصورة : ندى الناشف المدير الاقليمي لمنظمة العمل الدولية