لكن ظهرت مؤخرًا نسخة من الكتاب تضمنت الفصل المحذوف، وبِيعت في السوق بسعر 65000 باوند.
عمل لورانس جاسوسًا بعد إكمال تعليمه في جامعة أكسفورد، وساعد العرب في تلك الفترة على التخلص من الحكم العثماني بعد إعلان الثورة العربية الكبرى، وأصبح بطلًا بريطانيًّا؛ لدوره في التحريض على الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد جسَّد الممثل بيتر أوتول دور لورانس في فيلم لورانس العرب الذي أُنتِج عام 1962.
وكانت الثورة العربية الكبرى قد بدأت عام 1916 عندما صد الجيش العربي تقدم القوات التركية الزاحفة.
وعمل لورانس في وقتها جنبًا إلى جنب مع فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي؛ لمساعدته في إلحاق الهزيمة بالحكم العثماني.
وأوهم لورانس العرب بأن إسقاط الإمبراطورية العثمانية سيُمهِّد الطريق أمامهم لإقامة دولة عربية موحدة، لكن الأمر انتهى بتقسيم الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا، وتراجعت الدول الغربية عن وعودها للعرب!
نشر لورانس تجربته مع الثورة العربية في كتاب “أعمدة الحكمة السبعة” في عام 1926، وكان قد أصدر 100 نسخة مبدئية من الفصول الافتتاحية للكتاب عام 1924؛ بغرض إيجاد المستثمرين المحتملين لتمويل طباعته كاملًا.
وكان لورانس قد أكد في كتابه أن وجوده في الشرق الأوسط كان يستهدف مساعدة العرب على تأسيس دولتهم الخاصة.
وكتب لورانس في كتابه: “كان العرب يقودون الثورة العربية في سبيل تأسيس دولتهم الخاصة”، وأشار إلى أنه كان يساعدهم على إعادة إحياء أمتهم مرة أخرى، واستعادة نفوذهم الضائع وتحويل أحلامهم الوطنية إلى حقيقة.
وأشار لورانس في كتابه إلى أنه شعر بالارتياح عندما لم تَسِر الأمور في مصلحة الدول الغربية التي حاولت فرض سيطرتها على الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وكتب لورانس بهذا الصدد: “عندما انتصرنا، اتُّهِمتُ بتحريض شركات النفط البريطانية في بلاد ما بين النهرين على عدم دفع الرسوم المترتبة عليها، بينما تدهور الحكم الاستعماري الفرنسي في بلاد الشام، وكنت آمل أن يحصل ذلك كله”.
وفي السيرة الذاتية التي نشرها سكوت أندرسون عام 2014 بعنوان: «لورانس في جزيرة العرب»، أشار إلى اختلاف وجهات النظر حول لورانس، فقد رآه بعض الناس صديقًا للعرب ومتعاطفًا مع قضاياهم، واعتقدوا أنه تعرض للخيانة من قبل البريطانيين أيضًا، لكن وجهة النظر الأخرى ترى أن لورانس كان متواطئًا مع السلطات البريطانية التي كانت تنوي استعمار الشرق الأوسط، وأنه خان تحالفه مع العرب.
وبحسَب جلين ميتشل صاحب دار نشر بيتر هارينغتون التي حصلت على النسخ الأولية من كتاب أعمدة الحكمة السبعة، فإن لورانس كان يتبنى نظرة متعاطفة مع العرب.
وقال ميتشل في هذا السياق: “كان مفترضًا أن يفتتح كتابه بالفصل الأول الذي تحدث فيه عن رؤيته للعرب، وقد اعتقد لورانس أن الثورة العربية الكبرى هي حرب خاضها العرب من أجل استقلالهم، ومن أجل التخلص من الحكم العثماني والقوى العظمى الأخرى، لكن جورج برنارد شو نصح لورانس بعدم افتتاح الكتاب بهذا الفصل؛ لأنه كان صريحًا وجريئًا للغاية في ذلك الوقت”.
أنشأ لورانس دار نشر خاصة به لطباعة كتاب أعمدة الحكمة السبعة، وأصدر نحو 100 نسخة من الكتاب؛ لجمع التمويل الكافي من أجل طباعة مزيد من النسخ، وحصل جورج برناد شو على نسخة من الكتاب بغرض إخضاع العمل للنقد الأدبي، وإضافة إلى إلغاء الفصل الأول من الكتاب، أزال شو العديد من التعليقات التي حملت طابعًا تشهيريًّا.
وقال لورانس في الفصل المحذوف من الكتاب: “كنت مصممًا فيما يتعلق بمشاركتي في الجبهة العربية على رفض أي مكافأة مقابل عملي. لقد حرضت الحكومة البريطانية العرب على القتال لمصلحة بريطانيا، ومنحتهم وعدًا بإقامة حكم مستقل”.
“إن العرب يؤمنون بالأشخاص لا المؤسسات، وقد رأوني ممثلًا عن الحكومة البريطانية، فطلبوا مني المصادقة على وعود الحكومة، فاضطررت أن أصبح جزءًا من المؤامرة التي حِيكت لهم، ووعدتهم بالحصول على ما يريدونه مقابل القتال معنا، وقد صدَّقوا كلامي!”.
لقد قاتلنا معًا مدة عامين، واعتقد العرب -كما اعتقدت شخصيًّا- بأن حكومة بلادي ستفي بالتزاماتها تجاههم، بعد أن قدموا كثيرًا من التضحيات في سبيل نيل استقلالهم، ولكن بدلًا من الشعور بالفخر بما قدمناه معًا، أشعر بالخجل والعار!”.
وقال ميتشل: “كانت شخصية لورانس معقدة؛ لقد تجنب الترويج لنفسه، لكنه كان توَّاقًا للاهتمام، وبطبيعة الحال لن يقول بصراحة إنه خان العرب، لكن يبدو أن المقدمة المحذوفة من طبعة كتابه أعمدة الحكمة السبعة قد تضمنت هذا الأمر، وقد برر لورنس حذف المقدمة بنصيحة جورج برنارد شو الذي رأى أن المقدمة لم تكن في مستوى بقية الفصول من حيث الجودة”.
“إن الفصل الأول المحذوف من الكتاب يعكس غموض موقف لورانس من الثورة العربية الكبرى؛ لقد اعتقد لورانس أنه لا بد من رواية ما حدث معه، لكنه لم يستطع مشاركة تلك التفاصيل الخاصة”.
كتاب أعمدة الحكمة السبعة يلخص تجربة لورانس بعد خيانته للعرب
عمل لورانس جاسوسًا بعد إكمال تعليمه في جامعة أكسفورد، وساعد العرب في تلك الفترة على التخلص من الحكم العثماني بعد إعلان الثورة العربية الكبرى، وأصبح بطلًا بريطانيًّا؛ لدوره في التحريض على الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد جسَّد الممثل بيتر أوتول دور لورانس في فيلم لورانس العرب الذي أُنتِج عام 1962.
وكانت الثورة العربية الكبرى قد بدأت عام 1916 عندما صد الجيش العربي تقدم القوات التركية الزاحفة.
وعمل لورانس في وقتها جنبًا إلى جنب مع فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي؛ لمساعدته في إلحاق الهزيمة بالحكم العثماني.
وأوهم لورانس العرب بأن إسقاط الإمبراطورية العثمانية سيُمهِّد الطريق أمامهم لإقامة دولة عربية موحدة، لكن الأمر انتهى بتقسيم الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا، وتراجعت الدول الغربية عن وعودها للعرب!
لماذا حذف لورانس الفصل الأول من كتابه الشهير؟
نشر لورانس تجربته مع الثورة العربية في كتاب “أعمدة الحكمة السبعة” في عام 1926، وكان قد أصدر 100 نسخة مبدئية من الفصول الافتتاحية للكتاب عام 1924؛ بغرض إيجاد المستثمرين المحتملين لتمويل طباعته كاملًا.
وكان لورانس قد أكد في كتابه أن وجوده في الشرق الأوسط كان يستهدف مساعدة العرب على تأسيس دولتهم الخاصة.
وكتب لورانس في كتابه: “كان العرب يقودون الثورة العربية في سبيل تأسيس دولتهم الخاصة”، وأشار إلى أنه كان يساعدهم على إعادة إحياء أمتهم مرة أخرى، واستعادة نفوذهم الضائع وتحويل أحلامهم الوطنية إلى حقيقة.
وأشار لورانس في كتابه إلى أنه شعر بالارتياح عندما لم تَسِر الأمور في مصلحة الدول الغربية التي حاولت فرض سيطرتها على الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وكتب لورانس بهذا الصدد: “عندما انتصرنا، اتُّهِمتُ بتحريض شركات النفط البريطانية في بلاد ما بين النهرين على عدم دفع الرسوم المترتبة عليها، بينما تدهور الحكم الاستعماري الفرنسي في بلاد الشام، وكنت آمل أن يحصل ذلك كله”.
بين متعاطف مع العرب ومتواطئ مع الاستعمار كيف يرى المؤرخون لورانس؟
وفي السيرة الذاتية التي نشرها سكوت أندرسون عام 2014 بعنوان: «لورانس في جزيرة العرب»، أشار إلى اختلاف وجهات النظر حول لورانس، فقد رآه بعض الناس صديقًا للعرب ومتعاطفًا مع قضاياهم، واعتقدوا أنه تعرض للخيانة من قبل البريطانيين أيضًا، لكن وجهة النظر الأخرى ترى أن لورانس كان متواطئًا مع السلطات البريطانية التي كانت تنوي استعمار الشرق الأوسط، وأنه خان تحالفه مع العرب.
وبحسَب جلين ميتشل صاحب دار نشر بيتر هارينغتون التي حصلت على النسخ الأولية من كتاب أعمدة الحكمة السبعة، فإن لورانس كان يتبنى نظرة متعاطفة مع العرب.
وقال ميتشل في هذا السياق: “كان مفترضًا أن يفتتح كتابه بالفصل الأول الذي تحدث فيه عن رؤيته للعرب، وقد اعتقد لورانس أن الثورة العربية الكبرى هي حرب خاضها العرب من أجل استقلالهم، ومن أجل التخلص من الحكم العثماني والقوى العظمى الأخرى، لكن جورج برنارد شو نصح لورانس بعدم افتتاح الكتاب بهذا الفصل؛ لأنه كان صريحًا وجريئًا للغاية في ذلك الوقت”.
أنشأ لورانس دار نشر خاصة به لطباعة كتاب أعمدة الحكمة السبعة، وأصدر نحو 100 نسخة من الكتاب؛ لجمع التمويل الكافي من أجل طباعة مزيد من النسخ، وحصل جورج برناد شو على نسخة من الكتاب بغرض إخضاع العمل للنقد الأدبي، وإضافة إلى إلغاء الفصل الأول من الكتاب، أزال شو العديد من التعليقات التي حملت طابعًا تشهيريًّا.
وقال لورانس في الفصل المحذوف من الكتاب: “كنت مصممًا فيما يتعلق بمشاركتي في الجبهة العربية على رفض أي مكافأة مقابل عملي. لقد حرضت الحكومة البريطانية العرب على القتال لمصلحة بريطانيا، ومنحتهم وعدًا بإقامة حكم مستقل”.
“إن العرب يؤمنون بالأشخاص لا المؤسسات، وقد رأوني ممثلًا عن الحكومة البريطانية، فطلبوا مني المصادقة على وعود الحكومة، فاضطررت أن أصبح جزءًا من المؤامرة التي حِيكت لهم، ووعدتهم بالحصول على ما يريدونه مقابل القتال معنا، وقد صدَّقوا كلامي!”.
لقد قاتلنا معًا مدة عامين، واعتقد العرب -كما اعتقدت شخصيًّا- بأن حكومة بلادي ستفي بالتزاماتها تجاههم، بعد أن قدموا كثيرًا من التضحيات في سبيل نيل استقلالهم، ولكن بدلًا من الشعور بالفخر بما قدمناه معًا، أشعر بالخجل والعار!”.
وقال ميتشل: “كانت شخصية لورانس معقدة؛ لقد تجنب الترويج لنفسه، لكنه كان توَّاقًا للاهتمام، وبطبيعة الحال لن يقول بصراحة إنه خان العرب، لكن يبدو أن المقدمة المحذوفة من طبعة كتابه أعمدة الحكمة السبعة قد تضمنت هذا الأمر، وقد برر لورنس حذف المقدمة بنصيحة جورج برنارد شو الذي رأى أن المقدمة لم تكن في مستوى بقية الفصول من حيث الجودة”.
“إن الفصل الأول المحذوف من الكتاب يعكس غموض موقف لورانس من الثورة العربية الكبرى؛ لقد اعتقد لورانس أنه لا بد من رواية ما حدث معه، لكنه لم يستطع مشاركة تلك التفاصيل الخاصة”.
إجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة مجرّد خطة خادعة فوراين بوليسي print email whatsapp twitter facebook decrease increase نشر في 02-11-2022 , فوراين بوليسي في نهاية عام 2021، بلغ عدد المهاجرين من حاملي التأشيرات المؤقتة والعاملين داخل الولايات المتحدة 1.4 مليون شخص. ينتظر هؤلاء أن تُصدِر لهم الحكومة الأميركية تأشيرات إقامة وعمل كي يتمكنوا أخيراً من نيل إقامة دائمة تمهيداً للحصول على الجنسية الأميركية، ويأتي أكثر من 80% من العالقين في هذا المأزق من الهند. يجب أن يُعاد تسليط الضوء على القصص المرتبطة بتكاليف وشوائب نظام الهجرة السخيف في الولايات المتحدة، حيث يتّكل هذا البلد على المواهب في مجال الهندسة والعلوم لمتابعة التفوق على الصين في خضم الصراع الوجودي المستمر لفرض السيطرة على قطاعات المستقبل، بدءاً من الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الطاقة الخضراء والهندسة الحيوية. في الجامعات الأميركية، يشكّل الطلاب الدوليون 74% من طلاب الدراسات العليا في مجال الهندسة الكهربائية، و72% من طلاب علوم الكمبيوتر والمعلومات، ونصف طلاب العلوم الصيدلانية والرياضيات والإحصاءات أو أكثر. اليوم يرأس الطلاب الأجانب الذين استقروا في الولايات المتحدة أهم شركات التكنولوجيا، لذا تطرح العوائق المستمرة في نظام الهجرة مخاطر اقتصادية متزايدة وتهديدات على الأمن القومي الأميركي. الهجرة إلى الولايات المتحدة أصبحت أشبه بخطة خادعة حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور ترسّخت أزمة الهجرة الراهنة لأن الكونغرس الأميركي لم يراجع حصة المهاجرين منذ عام 1965 بسبب الخلافات المستمرة بين الحزبَين الجمهوري والديموقراطي في ملف الهجرة، كذلك، لم يراجع الكونغرس القواعد المرتبطة بالمهاجرين المتعلمين منذ عام 1990، كان إصلاح إجراءات الهجرة صعباً بما يكفي، لكن من المتوقع أن تتراجع فرص إصلاحها بدرجة إضافية خلال السنتين المقبلتَين، نظراً إلى احتمال أن يسترجع الجمهوريون سيطرتهم على مجلس النواب على الأقل خلال الانتخابات النصفية في الشهر المقبل، علماً أن الحزب الجمهوري بدأ يُعبّر عن معاداته للمهاجرين صراحةً تحت تأثير الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. على صعيد آخر، تتعدد القصص الشخصية عن الأهوال التي ترافق سوء تعامل الولايات المتحدة مع المهاجرين، لا سيما الفئة التي تطبّق جميع القوانين المفروضة عليها وتتصرف بالشكل الذي تطلبه الحكومة الأميركية. يكون معظم هؤلاء المهاجرين طلاباً أجانب ويتوقعون أن يواجهوا نظاماً بيروقراطياً بالغ التعقيد منذ وصولهم، حتى أن عقاب أبسط خطأ قد يصل إلى حد خسارة فرص التعليم والعمل والعائلة والأصدقاء، أو يمكن نقلهم إلى بلدٍ غادروه منذ سنوات أو عقود طويلة. يضطر المهاجرون الذين ينتظرون تأشيرة الإقامة لاتخاذ قرارات شخصية حول الزواج، أو الوظائف التي يتسلمونها، أو العقارات التي يشترونها، لكن يلازمهم خوف دائم من احتمال أن تدمّر الحكومة الأميركية جميع خططهم في لحظة واحدة، ويصعب أن يترك أحد وظيفة مزعجة أو قليلة الأجر، إذ يجازف الفرد في هذه الحالة بخسارة مكانته في قائمة المرشحين لنيل تأشيرة إقامة، ويبدو تعامل الحكومة مع المهاجرين وحشياً جداً، لا سيما مع من يرغبون بكل بساطة في عيش حياة كريمة في الولايات المتحدة ويحرصون على تطبيق القوانين المفروضة عليهم. على مستويات عدة، أصبحت الهجرة إلى الولايات المتحدة أشبه بخطة خادعة، حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور، إذ يأتي معظمهم من عائلات غنية أو لا يكونون مؤهلين لنيل المساعدات المالية. تحبّذ الشركات الأميركية توظيفهم وهم يحملون تأشيرات عمل مؤقتة، لكن تُصعّب الحكومة على معظمهم عيش حياة طبيعية بعد استضافتهم، وفي هذا السياق، تكتب عالِمة الاجتماع الهندية الأميركية، راجيكا بهانداري، في كتابها الجديد America Calling: A Foreign Student in a Country of Possibility (أميركا تدعوكم: طالب أجنبي في بلد الاحتمالات): «حين يختار الطلاب الدوليون البقاء، هم يَعْلَقون في معظم الحالات داخل دوامة عميقة ومظلمة من القواعد، والتأشيرات، والتأجيلات، والمخاوف، والأسوأ من ذلك هو تشكيكهم الدائم بمستقبلهم». * إدوارد ألدين
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595
إجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة مجرّد خطة خادعة فوراين بوليسي print email whatsapp twitter facebook decrease increase نشر في 02-11-2022 , فوراين بوليسي في نهاية عام 2021، بلغ عدد المهاجرين من حاملي التأشيرات المؤقتة والعاملين داخل الولايات المتحدة 1.4 مليون شخص. ينتظر هؤلاء أن تُصدِر لهم الحكومة الأميركية تأشيرات إقامة وعمل كي يتمكنوا أخيراً من نيل إقامة دائمة تمهيداً للحصول على الجنسية الأميركية، ويأتي أكثر من 80% من العالقين في هذا المأزق من الهند. يجب أن يُعاد تسليط الضوء على القصص المرتبطة بتكاليف وشوائب نظام الهجرة السخيف في الولايات المتحدة، حيث يتّكل هذا البلد على المواهب في مجال الهندسة والعلوم لمتابعة التفوق على الصين في خضم الصراع الوجودي المستمر لفرض السيطرة على قطاعات المستقبل، بدءاً من الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الطاقة الخضراء والهندسة الحيوية. في الجامعات الأميركية، يشكّل الطلاب الدوليون 74% من طلاب الدراسات العليا في مجال الهندسة الكهربائية، و72% من طلاب علوم الكمبيوتر والمعلومات، ونصف طلاب العلوم الصيدلانية والرياضيات والإحصاءات أو أكثر. اليوم يرأس الطلاب الأجانب الذين استقروا في الولايات المتحدة أهم شركات التكنولوجيا، لذا تطرح العوائق المستمرة في نظام الهجرة مخاطر اقتصادية متزايدة وتهديدات على الأمن القومي الأميركي. الهجرة إلى الولايات المتحدة أصبحت أشبه بخطة خادعة حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور ترسّخت أزمة الهجرة الراهنة لأن الكونغرس الأميركي لم يراجع حصة المهاجرين منذ عام 1965 بسبب الخلافات المستمرة بين الحزبَين الجمهوري والديموقراطي في ملف الهجرة، كذلك، لم يراجع الكونغرس القواعد المرتبطة بالمهاجرين المتعلمين منذ عام 1990، كان إصلاح إجراءات الهجرة صعباً بما يكفي، لكن من المتوقع أن تتراجع فرص إصلاحها بدرجة إضافية خلال السنتين المقبلتَين، نظراً إلى احتمال أن يسترجع الجمهوريون سيطرتهم على مجلس النواب على الأقل خلال الانتخابات النصفية في الشهر المقبل، علماً أن الحزب الجمهوري بدأ يُعبّر عن معاداته للمهاجرين صراحةً تحت تأثير الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. على صعيد آخر، تتعدد القصص الشخصية عن الأهوال التي ترافق سوء تعامل الولايات المتحدة مع المهاجرين، لا سيما الفئة التي تطبّق جميع القوانين المفروضة عليها وتتصرف بالشكل الذي تطلبه الحكومة الأميركية. يكون معظم هؤلاء المهاجرين طلاباً أجانب ويتوقعون أن يواجهوا نظاماً بيروقراطياً بالغ التعقيد منذ وصولهم، حتى أن عقاب أبسط خطأ قد يصل إلى حد خسارة فرص التعليم والعمل والعائلة والأصدقاء، أو يمكن نقلهم إلى بلدٍ غادروه منذ سنوات أو عقود طويلة. يضطر المهاجرون الذين ينتظرون تأشيرة الإقامة لاتخاذ قرارات شخصية حول الزواج، أو الوظائف التي يتسلمونها، أو العقارات التي يشترونها، لكن يلازمهم خوف دائم من احتمال أن تدمّر الحكومة الأميركية جميع خططهم في لحظة واحدة، ويصعب أن يترك أحد وظيفة مزعجة أو قليلة الأجر، إذ يجازف الفرد في هذه الحالة بخسارة مكانته في قائمة المرشحين لنيل تأشيرة إقامة، ويبدو تعامل الحكومة مع المهاجرين وحشياً جداً، لا سيما مع من يرغبون بكل بساطة في عيش حياة كريمة في الولايات المتحدة ويحرصون على تطبيق القوانين المفروضة عليهم. على مستويات عدة، أصبحت الهجرة إلى الولايات المتحدة أشبه بخطة خادعة، حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور، إذ يأتي معظمهم من عائلات غنية أو لا يكونون مؤهلين لنيل المساعدات المالية. تحبّذ الشركات الأميركية توظيفهم وهم يحملون تأشيرات عمل مؤقتة، لكن تُصعّب الحكومة على معظمهم عيش حياة طبيعية بعد استضافتهم، وفي هذا السياق، تكتب عالِمة الاجتماع الهندية الأميركية، راجيكا بهانداري، في كتابها الجديد America Calling: A Foreign Student in a Country of Possibility (أميركا تدعوكم: طالب أجنبي في بلد الاحتمالات): «حين يختار الطلاب الدوليون البقاء، هم يَعْلَقون في معظم الحالات داخل دوامة عميقة ومظلمة من القواعد، والتأشيرات، والتأجيلات، والمخاوف، والأسوأ من ذلك هو تشكيكهم الدائم بمستقبلهم». * إدوارد ألدين
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595
إجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة مجرّد خطة خادعة فوراين بوليسي print email whatsapp twitter facebook decrease increase نشر في 02-11-2022 , فوراين بوليسي في نهاية عام 2021، بلغ عدد المهاجرين من حاملي التأشيرات المؤقتة والعاملين داخل الولايات المتحدة 1.4 مليون شخص. ينتظر هؤلاء أن تُصدِر لهم الحكومة الأميركية تأشيرات إقامة وعمل كي يتمكنوا أخيراً من نيل إقامة دائمة تمهيداً للحصول على الجنسية الأميركية، ويأتي أكثر من 80% من العالقين في هذا المأزق من الهند. يجب أن يُعاد تسليط الضوء على القصص المرتبطة بتكاليف وشوائب نظام الهجرة السخيف في الولايات المتحدة، حيث يتّكل هذا البلد على المواهب في مجال الهندسة والعلوم لمتابعة التفوق على الصين في خضم الصراع الوجودي المستمر لفرض السيطرة على قطاعات المستقبل، بدءاً من الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الطاقة الخضراء والهندسة الحيوية. في الجامعات الأميركية، يشكّل الطلاب الدوليون 74% من طلاب الدراسات العليا في مجال الهندسة الكهربائية، و72% من طلاب علوم الكمبيوتر والمعلومات، ونصف طلاب العلوم الصيدلانية والرياضيات والإحصاءات أو أكثر. اليوم يرأس الطلاب الأجانب الذين استقروا في الولايات المتحدة أهم شركات التكنولوجيا، لذا تطرح العوائق المستمرة في نظام الهجرة مخاطر اقتصادية متزايدة وتهديدات على الأمن القومي الأميركي. الهجرة إلى الولايات المتحدة أصبحت أشبه بخطة خادعة حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور ترسّخت أزمة الهجرة الراهنة لأن الكونغرس الأميركي لم يراجع حصة المهاجرين منذ عام 1965 بسبب الخلافات المستمرة بين الحزبَين الجمهوري والديموقراطي في ملف الهجرة، كذلك، لم يراجع الكونغرس القواعد المرتبطة بالمهاجرين المتعلمين منذ عام 1990، كان إصلاح إجراءات الهجرة صعباً بما يكفي، لكن من المتوقع أن تتراجع فرص إصلاحها بدرجة إضافية خلال السنتين المقبلتَين، نظراً إلى احتمال أن يسترجع الجمهوريون سيطرتهم على مجلس النواب على الأقل خلال الانتخابات النصفية في الشهر المقبل، علماً أن الحزب الجمهوري بدأ يُعبّر عن معاداته للمهاجرين صراحةً تحت تأثير الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. على صعيد آخر، تتعدد القصص الشخصية عن الأهوال التي ترافق سوء تعامل الولايات المتحدة مع المهاجرين، لا سيما الفئة التي تطبّق جميع القوانين المفروضة عليها وتتصرف بالشكل الذي تطلبه الحكومة الأميركية. يكون معظم هؤلاء المهاجرين طلاباً أجانب ويتوقعون أن يواجهوا نظاماً بيروقراطياً بالغ التعقيد منذ وصولهم، حتى أن عقاب أبسط خطأ قد يصل إلى حد خسارة فرص التعليم والعمل والعائلة والأصدقاء، أو يمكن نقلهم إلى بلدٍ غادروه منذ سنوات أو عقود طويلة. يضطر المهاجرون الذين ينتظرون تأشيرة الإقامة لاتخاذ قرارات شخصية حول الزواج، أو الوظائف التي يتسلمونها، أو العقارات التي يشترونها، لكن يلازمهم خوف دائم من احتمال أن تدمّر الحكومة الأميركية جميع خططهم في لحظة واحدة، ويصعب أن يترك أحد وظيفة مزعجة أو قليلة الأجر، إذ يجازف الفرد في هذه الحالة بخسارة مكانته في قائمة المرشحين لنيل تأشيرة إقامة، ويبدو تعامل الحكومة مع المهاجرين وحشياً جداً، لا سيما مع من يرغبون بكل بساطة في عيش حياة كريمة في الولايات المتحدة ويحرصون على تطبيق القوانين المفروضة عليهم. على مستويات عدة، أصبحت الهجرة إلى الولايات المتحدة أشبه بخطة خادعة، حيث تتلقى الجامعات الأميركية مبالغ طائلة من الطلاب الأجانب بكل سرور، إذ يأتي معظمهم من عائلات غنية أو لا يكونون مؤهلين لنيل المساعدات المالية. تحبّذ الشركات الأميركية توظيفهم وهم يحملون تأشيرات عمل مؤقتة، لكن تُصعّب الحكومة على معظمهم عيش حياة طبيعية بعد استضافتهم، وفي هذا السياق، تكتب عالِمة الاجتماع الهندية الأميركية، راجيكا بهانداري، في كتابها الجديد America Calling: A Foreign Student in a Country of Possibility (أميركا تدعوكم: طالب أجنبي في بلد الاحتمالات): «حين يختار الطلاب الدوليون البقاء، هم يَعْلَقون في معظم الحالات داخل دوامة عميقة ومظلمة من القواعد، والتأشيرات، والتأجيلات، والمخاوف، والأسوأ من ذلك هو تشكيكهم الدائم بمستقبلهم». * إدوارد ألدين
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/2595