ويقول هوغات روزابي (18 عاما) "حين يشتد البرد، لا تعمل اصابعنا جيدا" في محاولة لتبرير نشاز العزف. ويحلم ان يعزف يوما في اوركسترا سمفونية افغانية.
والعزف على الكمان بالنسبة لهذا الفتى الافغاني الذي يرتدي الجينز هو "الاكل والشرب".
اما على ارض الواقع، فلا يمكن لموسيقيي افغانستان تحصيل لقمة العيش في بلد اتت فيه الحروب والتطرف على الثقافة الكلاسيكية وكنوز من الفن القديم واللوحات. وكانت حركة طالبان حظرت الموسيقى حين تولت الحكم في البلاد بين عامي 1996 و2001 وارغمت الكثير من الموسيقيين على الاعتزال او الهجرة.
ورغم الاطاحة بحكم طالبان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001، تكاد الالات الموسيقية التراثية تنقرض اليوم فيما غابت بشكل شبه كامل المناهج الكلاسيكية الغربية التي استقدمت الى البلاد في الاربعينيات والسبعينيات.
وتجسد "ثانوية كابول المتخصصة للموسيقى" هذا التراجع اذ نهبت المدرسة خلال الحرب الاهلية في التسعينات. ويؤكد عبد محمد المشرف على المدرسة منذ ثلاثين عاما "سرقوا كل ما فيها حتى خطوط الكهرباء كانت ساحة معركة" .
ويضيف "استخدموا آلات الطبلة كاوعية للزهور، اما آلات البيانو فاحرقوها للتدفئة ، وباعوا الالات الموسيقية المصنوعة من النحاس في باكستان وكأنها قطع خردة".
يمسك محمد بيده قطعة موسيقية صغيرة هي آخر ما تبقى من المدرسة التي ازدهرت في الثمانينيات، ويقول متحسرا "لم استطع فعل شيء لحماية المدرسة والالات الموسيقية، بكيت دما على الدمار" الذي لحق بها.
يروي احمد سرمست خبير الموسيقى والباحث في معهد "موناش آسيا" الاسترالي، الذي يقود جهود احياء الموسيقى في افغانستان في مرحلة ما بعد حكم طالبان، ان المتشددين عمدوا الى تفجير آلات البيانو الخاصة بالحفلات بواسطة القنابل اليدوية، من اجل الحصول على قطع خشب صغيرة لاستخدامها وقودا للتدفئة.
ويأسف سرمست لان المدرسة بشكلها الحالي "هي اقرب الى سجن منه الى مدرسة موسيقى". فالاروقة مظلمة والابواب متهالكة والاقفال مخلوعة. ولا يملك نحو 90 طالبا في المدرسة سوى القليل من الالات الموسيقية: 35 طالبا يتشاركون طبلة واحدة فيما يتشارك 17 آخرون آلة ساكسوفون.
رغم ذلك، يبدو ان الاوقات العصيبة انقضت بالنسبة لهذه المدرسة. فسرمست يقول انه سيتم ترميمها بدءا من الاسبوع المقبل، لتحويلها الى معهد وطني على مستوى عالمي لتدريس الموسيقى في افغانستان. ويوضح سرمست، الذي سيتولى ادارة المشروع انه يشمل اصلاح وترميم الصفوف الدراسية وبناء قاعة حفلات ووضع مناهج دراسية جديدة ذات معايير دولية.
كما سيتم استخدام مدرسي موسيقى متخصصين لتعزيز الكادر التعليمي الذي لا يزيد حاليا عن خمسة او ستة مدرسين افغان. وقد تقرر اختيار نصف الطلاب ونجوم الفن المستقبليين لافغانستان من بين اعداد كبيرة من اليتامى واطفال الشوارع الذين شردتهم الحرب.
المشروع لقي دعما من الان من حكومات مانحة ومعاهد دولية وشركات مختلفة. وتم التبرع بحوالى 200 آلة موسيقية في المانيا جاهزة للشحن الى المدرسة الافغانية. هي بداية رحلة طويلة في بلد وحدها فرقة الجيش الموسيية يمكنها عزف النشيد الوطني.
ويقول سرمست "في غضون 8 او 10 سنوات، سيكون لنا اول اوركسترا سيمفونية"، مؤكدا ان الموسيقى يمكن ان تشكل بلسما لجراح بلده الذي تمزقه الحروب والاقتتال الاتني. ويضيف "في بلد عاش 30 عاما من الحرب الاهلية، يمكن للموسيقى وللتربية الموسيقية ان تساعد الناس المتضررين نفسيا، وخصوصا الاطفال واليتامى الذين شهدوا مقتل آهلهم وتدمير بيوتهم".
ويتابع "لا احد يطعن بقدرة الموسيقى على التوحيد".
في الغرفة الباردة المظلمة، يشد الفتى الافغاني الاخر رامين شكوا على عنق الكمان، قائلا "الموسيقى جيدة لابعاد الحزن...". وهو يحلم شأنه في ذلك شأن روزابي، بان يصبح يوما عضوا في اول اوركسترا سمفونية افغانية
والعزف على الكمان بالنسبة لهذا الفتى الافغاني الذي يرتدي الجينز هو "الاكل والشرب".
اما على ارض الواقع، فلا يمكن لموسيقيي افغانستان تحصيل لقمة العيش في بلد اتت فيه الحروب والتطرف على الثقافة الكلاسيكية وكنوز من الفن القديم واللوحات. وكانت حركة طالبان حظرت الموسيقى حين تولت الحكم في البلاد بين عامي 1996 و2001 وارغمت الكثير من الموسيقيين على الاعتزال او الهجرة.
ورغم الاطاحة بحكم طالبان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001، تكاد الالات الموسيقية التراثية تنقرض اليوم فيما غابت بشكل شبه كامل المناهج الكلاسيكية الغربية التي استقدمت الى البلاد في الاربعينيات والسبعينيات.
وتجسد "ثانوية كابول المتخصصة للموسيقى" هذا التراجع اذ نهبت المدرسة خلال الحرب الاهلية في التسعينات. ويؤكد عبد محمد المشرف على المدرسة منذ ثلاثين عاما "سرقوا كل ما فيها حتى خطوط الكهرباء كانت ساحة معركة" .
ويضيف "استخدموا آلات الطبلة كاوعية للزهور، اما آلات البيانو فاحرقوها للتدفئة ، وباعوا الالات الموسيقية المصنوعة من النحاس في باكستان وكأنها قطع خردة".
يمسك محمد بيده قطعة موسيقية صغيرة هي آخر ما تبقى من المدرسة التي ازدهرت في الثمانينيات، ويقول متحسرا "لم استطع فعل شيء لحماية المدرسة والالات الموسيقية، بكيت دما على الدمار" الذي لحق بها.
يروي احمد سرمست خبير الموسيقى والباحث في معهد "موناش آسيا" الاسترالي، الذي يقود جهود احياء الموسيقى في افغانستان في مرحلة ما بعد حكم طالبان، ان المتشددين عمدوا الى تفجير آلات البيانو الخاصة بالحفلات بواسطة القنابل اليدوية، من اجل الحصول على قطع خشب صغيرة لاستخدامها وقودا للتدفئة.
ويأسف سرمست لان المدرسة بشكلها الحالي "هي اقرب الى سجن منه الى مدرسة موسيقى". فالاروقة مظلمة والابواب متهالكة والاقفال مخلوعة. ولا يملك نحو 90 طالبا في المدرسة سوى القليل من الالات الموسيقية: 35 طالبا يتشاركون طبلة واحدة فيما يتشارك 17 آخرون آلة ساكسوفون.
رغم ذلك، يبدو ان الاوقات العصيبة انقضت بالنسبة لهذه المدرسة. فسرمست يقول انه سيتم ترميمها بدءا من الاسبوع المقبل، لتحويلها الى معهد وطني على مستوى عالمي لتدريس الموسيقى في افغانستان. ويوضح سرمست، الذي سيتولى ادارة المشروع انه يشمل اصلاح وترميم الصفوف الدراسية وبناء قاعة حفلات ووضع مناهج دراسية جديدة ذات معايير دولية.
كما سيتم استخدام مدرسي موسيقى متخصصين لتعزيز الكادر التعليمي الذي لا يزيد حاليا عن خمسة او ستة مدرسين افغان. وقد تقرر اختيار نصف الطلاب ونجوم الفن المستقبليين لافغانستان من بين اعداد كبيرة من اليتامى واطفال الشوارع الذين شردتهم الحرب.
المشروع لقي دعما من الان من حكومات مانحة ومعاهد دولية وشركات مختلفة. وتم التبرع بحوالى 200 آلة موسيقية في المانيا جاهزة للشحن الى المدرسة الافغانية. هي بداية رحلة طويلة في بلد وحدها فرقة الجيش الموسيية يمكنها عزف النشيد الوطني.
ويقول سرمست "في غضون 8 او 10 سنوات، سيكون لنا اول اوركسترا سيمفونية"، مؤكدا ان الموسيقى يمكن ان تشكل بلسما لجراح بلده الذي تمزقه الحروب والاقتتال الاتني. ويضيف "في بلد عاش 30 عاما من الحرب الاهلية، يمكن للموسيقى وللتربية الموسيقية ان تساعد الناس المتضررين نفسيا، وخصوصا الاطفال واليتامى الذين شهدوا مقتل آهلهم وتدمير بيوتهم".
ويتابع "لا احد يطعن بقدرة الموسيقى على التوحيد".
في الغرفة الباردة المظلمة، يشد الفتى الافغاني الاخر رامين شكوا على عنق الكمان، قائلا "الموسيقى جيدة لابعاد الحزن...". وهو يحلم شأنه في ذلك شأن روزابي، بان يصبح يوما عضوا في اول اوركسترا سمفونية افغانية