ظل البحر الأحمر منذ القدم معبراً دولياً بالغ الأهمية للتجارة والتواصل والأنشطة العسكرية. وقد ورد ذكره في التوراة باسم "بحر النباتات القصبية"، وسماه الرومان واليونانيون "البحر الأريتري" بمعنى البحر الأحمر، وأسماه العرب "بحر اليمن"، وعُرف كذلك ببحر "القلزم" إشارة لميناء قديم يقع عليه شمال مصر. وأنشأ البيزنطيون عندما حكموا مصر نقطة للجمارك في جزيرة تيران التي تقع في الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وكان من أهداف حملة نابليون بونابرت على مصر التحكم في الملاحة بالبحر الأحمر.
ونشأت على سواحل البحر الأحمر وبالقرب منه حضارات وممالك سادت لفترات طويلة كحضارات "أكسوم" في إثيوبيا وإريتريا الحاليتين، ومملكة سبأ في اليمن وحضارة بنط في الصومال. كما استخدمه المصريون القدماء والنوبيون شمال السودان للتجارة مع الصومال وشرق أفريقيا والهند. وأدى البحر الأحمر دوراً في تاريخ الإسلام، حيث عبره المهاجرون الأوائل إلى الحبشة هرباً من اضطهاد قريش، ووضعوا بذلك البذرة الأولى لانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، قبل الفتوحات الإسلامية لمصر وشمال أفريقيا لاحقاً.
بافتتاح قناة السويس عام 1896، صار البحر الأحمر أحد معابر التجارة الدولية، وأصبحت القوى الدولية المتنافسة تسعى للسيطرة على أهم معابره الاستراتيجية للتحكم في حركة الملاحة به. وحالياً يقدر حجم التجارة عبر البحر الأحمر بحوالي 13% من مجمل التجارة الدولية، وينقل عبره حوالي 3 ملايين ونصف مليون برميل من النفط يومياً من الخليج إلى الأسواق الدولية.
تطلّ على الجانب الشرقي من البحر الأحمر 4 دول هي: اليمن، والسعودية، والأردن، وإسرائيل، و5 دول على الجانب الغربي منه، وهي: الصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، ومصر. تعد مصر صاحبة أطول ساحل على البحر بما في ذلك قناة السويس وخليج العقبة، إذ يبلغ طوله حوالي 1200 ميل، تليها السعودية بحوالي 1100 ميل، ثم إريتريا التي تملك ساحلاً بطول 1000 ميل، إلى جانب عدد من الجزر المهمة يبلغ طول شواطئها مجتمعة حوالي 1100 ميل، بينما تنحصر شواطئ الأردن وإسرائيل على البحر الأحمر علي ميناءَي العقبة وإيلات على خليج العقبة.
---------------
مركز ابعاد