تحكي قصة بن طفيل قصة رضيع وضعته أمه في صندوق وألقت به إلى البحر فقذفته الأمواج إلى شاطئ جزيرة نائية، حيث وجدته ظبية فقدت رضيعها فحنت عليه وأرضعته وآوته واهتمت به حتى كبر وبدأ يشعر بتميزه عن بقية الحيوانات ويدرك أنه مختلف عنها، وفي قصة الولادة يشير البروفيسور إميليو تورنيرو الأستاذ في جامعة مدريد تخصص فلسفة إسلامية ، إلى أن ابن الطفيل قصد منها أحد شيئين إما ذاتية التناسل حيث أوجد بطل قصته في جزيرة مهجورة، أو الجانب المتعارف عليه وهو الولادة.
وقد جاء موت الظبية لتبدأ رحلة حيٍّ مع المعرفة وكانت بدايتها أين توجد النفس البشرية التي فارقت الظبية فماتت مع أن كل أعضائها موجودة، وتستمر أحداث القصة بتدخل ابن الطفيل بثقافته الطبية والفلسفية والفلكية والتعريف بالأشياء ورؤيته في ثنايا القصة بين فينة وأخرى ليضع لنا تصورا عن مسار ابن يقظان في التفكير ووصوله إلى التوحيد والإيمان بالله من خلال شواهد الوجود وإلى مرتبة الشهود من خلال التأمل والانقطاع والصوم، في محاولة منه للتوفيق بين العقل والحدس، أو الفلسفة والدين أحد أهم إشكالات الفلسفة، وقد ظهرت محاولات للمزج بينهما" الحدس والعقل" في الفلسفة الإشراقية عند الفارابي وابن سيناء والسهراوردي وهذا الأخير حاول أن يجمع منابع المعرفة الإنسانية عند الشعوب في محاولة للتقريب بين الجانب العقلي والحدسي الوجداني ، أما هذا العمل
فهو محاولة من ابن الطفيل للتوفيق بين الدين الداخلي و الفلسفة الأفلاطونية الحديثة.
وقد جاءت القصة في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول كان عبارة عن مقدمة تبدأ بصيغ وألفاظ بلاغية كجانب من جوانب الفلسفة الإسلامية، وتحدث فيها عن ابن سيناء وفلسفته وأنه أخذ أسماء أبطال قصته حي ابن يقظان وأبسال وسلامان من عمل لابن سينا واختلفا في أحداث القصة، وتحدث عن الغزالي وابن باجة وما طرحاه من رؤية فند فيها ابن باجة الغزالي حول الوجد والانتشاء وهو موضوع خاص بالتصوف الإسلامي، ومما قاله ابن باجة أن الإنسان لا يصل إلى قمة إنسانيته وسعادته إلا بالتأمل، وقد ناقش ابن طفيل أفكارا لابن ماجه في هذه المقدمة حول الفكر والحدس واختلف معه في أن الحدس ليس مثل النظر العقلي، وأن الوجد المرتبط بالحدس يحدث سعادة أكبر.
كما أشار في مقدمة قصته إلى فلسفة ابن رشد وأن اتجاهه الفلسفي أكبر ممثل للعقل، أي أن المقدمة كانت عبارة عن مناقشة لقضية العقل والحدس الوجداني عند فلاسفة المسلمين في المشرق العربي والأندلس.
أما الجزء الثاني فكانت قصة حي بن يقظان الذي عزله ابن الطفيل في جزيرة مهجورة رغبة منه كما يقول البروفيسور إميليو في أن يكون رمزا للعقل بعيدا عن أي ملابسات وضغوطات تؤثر على عمل العقل، مؤكدا على تأثره في هذه الرؤية بإحياء علوم الدين للغزالي في ارتباطه بالمحبة الإلهية ووصول بن يقظان إلى مرتبة الشهود حيث ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلبِ بشر وهو التأثر الذي يراه البعض انه يدل على أن ابن طفيل لم يطلع على كتب"المضنون به على غير أهله" للغزالي لأنها لم تصل إلى الأندلس آنذاك، ويختلف معه رأي آخر يرى ان كتب الغزالي أحرقت أيام المرابطين وبالتالي لا يستبعد اطلاع ابن طفيل عليها وتأثره بأفكار الغزالي ومنها العوامل التي تحول دون الوصول إلى مرحلة الوجد مذهب المتصوفة وهي:
1. لظلم الموجود في الأشياء.
2. النور الشديد الذي يبهر فيعمي عن حقيقة الشيء.
3. ألفت الأشياء والأحداث تكون حائلا في الوصول إلى حقيقتها وإلى حالة الوجد. وهي أفكار لأبي حامد الغزالي التي أعتبرها المستشرق الإسباني إميليو أحد مصادر قصة ابن الطفيل.
الصورة : رسم تخيلي لابن طفيل
وقد جاء موت الظبية لتبدأ رحلة حيٍّ مع المعرفة وكانت بدايتها أين توجد النفس البشرية التي فارقت الظبية فماتت مع أن كل أعضائها موجودة، وتستمر أحداث القصة بتدخل ابن الطفيل بثقافته الطبية والفلسفية والفلكية والتعريف بالأشياء ورؤيته في ثنايا القصة بين فينة وأخرى ليضع لنا تصورا عن مسار ابن يقظان في التفكير ووصوله إلى التوحيد والإيمان بالله من خلال شواهد الوجود وإلى مرتبة الشهود من خلال التأمل والانقطاع والصوم، في محاولة منه للتوفيق بين العقل والحدس، أو الفلسفة والدين أحد أهم إشكالات الفلسفة، وقد ظهرت محاولات للمزج بينهما" الحدس والعقل" في الفلسفة الإشراقية عند الفارابي وابن سيناء والسهراوردي وهذا الأخير حاول أن يجمع منابع المعرفة الإنسانية عند الشعوب في محاولة للتقريب بين الجانب العقلي والحدسي الوجداني ، أما هذا العمل
فهو محاولة من ابن الطفيل للتوفيق بين الدين الداخلي و الفلسفة الأفلاطونية الحديثة.
وقد جاءت القصة في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول كان عبارة عن مقدمة تبدأ بصيغ وألفاظ بلاغية كجانب من جوانب الفلسفة الإسلامية، وتحدث فيها عن ابن سيناء وفلسفته وأنه أخذ أسماء أبطال قصته حي ابن يقظان وأبسال وسلامان من عمل لابن سينا واختلفا في أحداث القصة، وتحدث عن الغزالي وابن باجة وما طرحاه من رؤية فند فيها ابن باجة الغزالي حول الوجد والانتشاء وهو موضوع خاص بالتصوف الإسلامي، ومما قاله ابن باجة أن الإنسان لا يصل إلى قمة إنسانيته وسعادته إلا بالتأمل، وقد ناقش ابن طفيل أفكارا لابن ماجه في هذه المقدمة حول الفكر والحدس واختلف معه في أن الحدس ليس مثل النظر العقلي، وأن الوجد المرتبط بالحدس يحدث سعادة أكبر.
كما أشار في مقدمة قصته إلى فلسفة ابن رشد وأن اتجاهه الفلسفي أكبر ممثل للعقل، أي أن المقدمة كانت عبارة عن مناقشة لقضية العقل والحدس الوجداني عند فلاسفة المسلمين في المشرق العربي والأندلس.
أما الجزء الثاني فكانت قصة حي بن يقظان الذي عزله ابن الطفيل في جزيرة مهجورة رغبة منه كما يقول البروفيسور إميليو في أن يكون رمزا للعقل بعيدا عن أي ملابسات وضغوطات تؤثر على عمل العقل، مؤكدا على تأثره في هذه الرؤية بإحياء علوم الدين للغزالي في ارتباطه بالمحبة الإلهية ووصول بن يقظان إلى مرتبة الشهود حيث ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلبِ بشر وهو التأثر الذي يراه البعض انه يدل على أن ابن طفيل لم يطلع على كتب"المضنون به على غير أهله" للغزالي لأنها لم تصل إلى الأندلس آنذاك، ويختلف معه رأي آخر يرى ان كتب الغزالي أحرقت أيام المرابطين وبالتالي لا يستبعد اطلاع ابن طفيل عليها وتأثره بأفكار الغزالي ومنها العوامل التي تحول دون الوصول إلى مرحلة الوجد مذهب المتصوفة وهي:
1. لظلم الموجود في الأشياء.
2. النور الشديد الذي يبهر فيعمي عن حقيقة الشيء.
3. ألفت الأشياء والأحداث تكون حائلا في الوصول إلى حقيقتها وإلى حالة الوجد. وهي أفكار لأبي حامد الغزالي التي أعتبرها المستشرق الإسباني إميليو أحد مصادر قصة ابن الطفيل.
الصورة : رسم تخيلي لابن طفيل