نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


حرب الصور...محاكاة الحقائق والبحث عنها




إذا كان الرسم هو التعبير عن الأشياء بالخط ،والتصوير فن توزيع الألوان فهل يمكن أن نعرّف فن التصوير الحديث بأنه محاكاة للحقائق فمنذ بدأت العين البشرية وهي العدسة الأولى بالتقاط الصور كانت لدى الإنسان رغبة في التوثيق والتخزين


حرب الصور...محاكاة الحقائق والبحث عنها
فنقش على الصخور وفي الكهوف صورا عبّر فيها عن حبه للجمال وصوّر صراعه مع الحيوانات ومغامرات الصيد لقناعته ببقاء الصورة بعد مغادرته لهذا العالم ولم يشأ أن يغادر الحياة دون أن يترك وثيقة تثبت أنه كان موجوداً ،ولم تلبث الصورة أن ارتدت رداء دينيا على جدران المعابد والمقابر الفرعونية محاولةً رسم ملامح للحياة الأخرى التي سيعيشها الإنسان بعد موته ،وعند الإغريق ازدهر التصوير على الأواني وتلك الصور هي مصدر معلوماتنا عن ذلك الفن لأن الصور الجدارية التي كانت تزين المباني قد زالت وتبعهم البيزنطيون وبرعوا بتصوير المسيح والقديسين وكانت تلك بداية الأيقونات المسيحية واشتهروا بالصور الفسيفسائية وتمثل إحدى الصورالإمبراطورة ( بيوذورا ) وحاشيتها من النساء ، وهي من أجمل ما صنع بالفسيفساء في الفن البيزنطي.
وأخذ التصوير أبعادا جديدة في الإسلام الذي انتشر في أرض اشتهرت بالفنون كسورية ومصر والمغرب واتجه المسلمون نحو زخرفة المساجد والمصاحف مع استبعاد الكائنات الحية ونسب هذا الفن للعرب (الأرابيسك)وأخذ فن التصوير عندهم مسارات متعددة تبعا للمكان الذي نشأ فيه كالفن الفارسي والتركي والأندلسي ولا يزال قصر الحمراء في غرناطة شاهداً على البراعة والإبداع وقد زين بأروع الزخارف الهندسية والنباتية الملونة بالأبيض والأزرق والأحمر والذهبي ، وهو نموذج من الفن الأندلسي العربي الذي انتقل بعد ذلك إلى ما نراه في قصر أشبيلية .
وكان من توابع كتابة المؤلفات والقصائد بخطوط جميلة ، تزيينها برسوم تمثيلية ، بريشة ناعمة مرهفة وبألوان شفافة جميلة ، وقد سمي هذا التصوير بالمنمنمات ، وازدهر هذا النوع من التصوير في دول الشرق المسلم ، أي من سورية والأناضول وحتى العراق وإيران ثم الهند،ومن أشهر المخطوطات العراقية الباقية نسخة مقامات الحريري وفيها تصوير للحياة الاجتماعية بأسلوب عربي ثم كتاب كليلة ودمنة ، وكتاب خواص العقاقير.
وفي عصرنا الحاضر عصر الصورة الفوتوغرافية والرقمية صار للصورة لغة ودلالة واستقل التصوير كفن متميز عن الرسم تقام له معارض خاصة وله محبوه ومتذوقوه في الشرق والغرب ومن أعلامه(نيوتن هيلتون)و(مارك آدمس) ،ومع كل حدث جديد في العالم تتدفق الصور ولا ننسى الحروب وما يرافقها من صور تحرك الضمير العالمي لتحكي المأساة بجزئياتها بعيدا عن التزييف الدعائي والإعلامي كما حدث في غزة وقد استُهدف مصورون كثيرون في فلسطين وغيرها وقصة مصور الجزيرة سامي الحاج أشهر من أن تحكى،ودارت في الكواليس معركة جديدة سميت حرب الصور فهل تكون الصورة خطوتنا الجريئة نحو الحقيقة الضائعة وهل يمكن أن نسمي عصرنا الذي اختزل العالم في صورعصر الصورة

فراس محي الدين عبد الله
الجمعة 6 فبراير 2009