لم يلتفت العالم الى علم الفيزياء مثل إلتفاتًه بعد أن حُسمت الحرب العالمية الثانية لصالح الولايات الأمريكية بفضل السلاح النووي الفتاك ، ذاك الذي دمر مدينتين يابانيتين كاملتين و حول بعض ضحاياه الى مجرد غبار في زمن لا يكاد يكون محسوس ، و لصعوبة استيعاب ما حدث ، انبرى القليل من العلماء لمحاوله تبسيط العلوم للعامة ، من هؤلاء في العالم العربي الأستاذ الدكتور محمود أحمد الشربيني و من ثم خليفتة في العلوم الاستاذ الدكتور ثروت محمود الشربيني الذي جمع تراث والده في كتاب ضخم صدر حديثا في القاهرة
منذ كسر أينشتاين نظريات الطبيعة الكلاسيكية بنسبيته الشهيرة ، و العلوم تحتاج بالنسبة للقارئ العادي الى وسيط يتمتع بعمق المعرفة العلمية إضافة الى فصاحة اللغة و قدرات خاصة على أستخدام المفردات العلمية القريبة من مخيلة المتلقي المتعطش للمعرفة العلمية دون الدخول الى قاعات المحاضرات في الكليات العلمية ، و تلك من المهام الصعبة و الشاقة التي تأخذ من وقت العالم وجهدة الكثير دون أن تعتبر إضافة علمية الى سيرته الذاتية و ملفاته العلمية أو أبحاثه المعملية ، لكنه وفي عالمنا العربي كان هناك من أعتبر هذة المهمة شرفاً يزدان به وواجب العالم نحو الناطقين بلسانه وهي تشبة زكاه المال المفروضة على من يملك تجاه من لا يملك ، من هذه الأقليه التي تحملت تلك المهمة دون كلل ، الاستاذ الدكتور محمود أحمد الشؤبيني (1908-1998) الذي حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من كلية ا لعلوم بالجامعة المصرية (القاهرة حالياً ) عام 1930 ، و بدأ مشوارة في البحث العلمي منذ ذاك التاريخ لتكون سيرته العلمية حافلة بالنجاحات و والنظريات التي أسسست لتطوير علم الفيزياء الذي يدرس في جامعات العالم اليوم ، لكنه – الشربيني – و بالتوازي مع البحث العلمي أخذ على عاتقة مهمه وضع المعرفة في متناول الجميع ، فبدأ و من العام 1932 بنشر مقالاته العلمية المبسطة في معظم المجلات العلمية الصادرة ذاك الوفت مثل العلم ، رسالة العلم ، العلم و الصناعة ، العلم و التكنولوجيا ، عالم الفكر ، عالم الغد ، كتراث الانسانية بهدف تبسيط العلوم و رفع مستوي الثقافة العلمية في الوطن العربي ، ذاك بالاضافة الى إلقاء محاضرات عامة تصب في الهدف ذاتة ، كما انه سخر ملكاته العلمية في تأليف ثلاثة من أهم المراجع العربية في علم الفيزياء و هي : علم الحرارة و الديناميكا الحرارية ، اصول علم الديناميكا الكهربائية ، أصول علو م فيزيقا الكم .
و على مدى ما يقاررب ستين عاماً ، ظل الشربيني – رحمة الله – مخلصاً للبحث العلمي كعالم لا يكتفي بنقل النظريات العلمية بل صانع للفيزيقا الحديثة ، و في الوقت ذاته ظل باراً بحق المجتمع العربي علية بترجمة تلك العلوم و النظريات الى لغة الضاد في قالب من البساطة و التشويق ، فقرب للقارئ العربي نظريات : بقاء الطاقه ، تمايل الأشعة ، الحرارة ، الصوت ، بناء النواة ، القنبلة الذرية ، الضوء و الالوان ، الأشعة المظلمة و الراديوم ، نسبية أينشتين ، الفيزيقا التقليدية و الحديثة ، الفيزيقا الحيوية ، لغة الأمواج ، أشعة الليزر ، العلم والبيئة ، فييزيقا الكم ، الطاقة ، قنبلة نيوتن النظيفة ، و غيرها من النظريات العلمية التي شغلت و ما تزال تشغل المتلقى الغير متخصص و لكنه يحتاج لأن يعرف ، ففي معرض حديث الشربيني عن نظرية النسبية يقول " لا عجب أن ضاقت النسبية بالأثير وسطاً يحمل النور إلينا وفي إمكان النور أن يصل في غير وسيط ، ثم جعلت النسبية للنور مركز الامتياز فكانت ، سرعته في الفراغ مطلقة ثابته دائماً حتى لو للراصد سرعة تقارب سرعة النور ، و كذلك انكرت النسبية المركزية في العالم و جعلت كل منطقة كفيلة بقوانينها و إن تشابهت القوانين ، فقد قُدست شكل القوانين وحفظت للشكل هيكلته مهما كانت الأحوال " و كفي بهذا الاقتباس الذي يوضح بلاغة العالم الكاتب الشربيني .
للشربيي – رحمه الله – أبناء و طلاب على أمتداد الوطن العربي و العالم أجمع ، لكن الدكتور ثروت محمود احمد الشربيني يحمل أرث الشربيني الأب ليس في عشق الفيزيقا فقط و التي جعلته يحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم ثم جائزة التميز و عدد آخر من الجوائز و الأوسمة التي تمنحها الدولة المصرية لحملة لواء العلم من أبنائها ، الشربيني الابن هو استاذ الفيزياء في جامعة القاهرة ، لكنه أيضا وجد في مهمة تبيسط العلوم زكاة علمه ، فعمد الى جمع تلك المقالات التي كتبها الشربيني الأب على مدي ستين عاما لما فيها من شرح و بساطة ما يزال المتلقي يحتاجها اليوم لإستيعاب أصول النظريات العلمية لا سيما و قد تحولت تلك النظريات اليوم الى تطبيقات مثمثلة في الثورة التكنولوجية التي نشهدها كإستخدام الطاقة النووية في الطب و الصناعة و الزراعة و التعقيم و غيرها من مجالات الحياه ، و تكنولوجيا الإتصالات التي صارت سمة العصر من خلال شبكة الانترنت العنكبونية و الأقمار الصناعية و أجهرة الارسال و الاستقبال شديدة الحساسة ناهيك عن غزو الفضاء و اكتشاف أسرار الكون التي كانت تنتمي الى عالم الغيبيات الغير قابل للتداول الا من خلال الأساطير و الخرافة ، هذة التكنولوجيا المتداخله بيومياتنا و كل جوانب الحياة العصرية ، الشربيني الأبن وجد في الشروح الأولى للشربيني الأب خير إهداء لمتلقي اليوم من الأجيال الشابه لمن أن يعرف أسرار الفيزياء بلغه سهلة .
و في هذا أصدر الشربيني الإنن في وقت سابق من الشهر الحالي – يناير2009 - كتاباً ضخماً بعنوان " أحاديث في علم الفيزيقا للدكتور محمود الشربيني " و ذلك بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشربيني الاب الذي اعتبره رائداً لعلم الفيزيقا في مصر و العالم العربي ، حيث جمع الكتاب أكثر من الثلاثين مقالة علمية للشربيني الأب ، قدم للكتاب الاستاذ الدكتور محمد صالح أحمد ، عميد كلية العلوم الاسبق بجامعة الاسكندرية ، أما الشربيني الابن و الذي قام بهذا الجهد الضخم على مدى أكثر من خمس سنوات لجمع هذا التراث العلمي لحفظه و لإعادة تقديمة لقارئ اليوم ، فقد اكتفي بكتابة الاهداء الى العالم الراحل في كلمات هي الرثاء و الوفاء ، حيث قال " الى روح والدي و استاذي في علم الفيزيقا " فلا أقل و لا أدل من ذاك الاهداء .
هذا الكتاب المعبر عن قيمة الوفاء من جيل العلماء الى الجيل الذي سبقه ، يمثل أيضا إضافة الى المكتبة العلمية العربية التى تشتاق لمثل هذه الإضافات القيمة ، فهو مرجع في شرح العلوم يحتاجه الطالب الجامعي و الاستاذ الجامعي غير المتخصص ، و هو في ذات الوفت يحمل قيمة معنوية عالية لكونه الوفاء من العالم الفيزيائي الابن الى العالم الفيزيائي الأب .
منذ كسر أينشتاين نظريات الطبيعة الكلاسيكية بنسبيته الشهيرة ، و العلوم تحتاج بالنسبة للقارئ العادي الى وسيط يتمتع بعمق المعرفة العلمية إضافة الى فصاحة اللغة و قدرات خاصة على أستخدام المفردات العلمية القريبة من مخيلة المتلقي المتعطش للمعرفة العلمية دون الدخول الى قاعات المحاضرات في الكليات العلمية ، و تلك من المهام الصعبة و الشاقة التي تأخذ من وقت العالم وجهدة الكثير دون أن تعتبر إضافة علمية الى سيرته الذاتية و ملفاته العلمية أو أبحاثه المعملية ، لكنه وفي عالمنا العربي كان هناك من أعتبر هذة المهمة شرفاً يزدان به وواجب العالم نحو الناطقين بلسانه وهي تشبة زكاه المال المفروضة على من يملك تجاه من لا يملك ، من هذه الأقليه التي تحملت تلك المهمة دون كلل ، الاستاذ الدكتور محمود أحمد الشؤبيني (1908-1998) الذي حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من كلية ا لعلوم بالجامعة المصرية (القاهرة حالياً ) عام 1930 ، و بدأ مشوارة في البحث العلمي منذ ذاك التاريخ لتكون سيرته العلمية حافلة بالنجاحات و والنظريات التي أسسست لتطوير علم الفيزياء الذي يدرس في جامعات العالم اليوم ، لكنه – الشربيني – و بالتوازي مع البحث العلمي أخذ على عاتقة مهمه وضع المعرفة في متناول الجميع ، فبدأ و من العام 1932 بنشر مقالاته العلمية المبسطة في معظم المجلات العلمية الصادرة ذاك الوفت مثل العلم ، رسالة العلم ، العلم و الصناعة ، العلم و التكنولوجيا ، عالم الفكر ، عالم الغد ، كتراث الانسانية بهدف تبسيط العلوم و رفع مستوي الثقافة العلمية في الوطن العربي ، ذاك بالاضافة الى إلقاء محاضرات عامة تصب في الهدف ذاتة ، كما انه سخر ملكاته العلمية في تأليف ثلاثة من أهم المراجع العربية في علم الفيزياء و هي : علم الحرارة و الديناميكا الحرارية ، اصول علم الديناميكا الكهربائية ، أصول علو م فيزيقا الكم .
و على مدى ما يقاررب ستين عاماً ، ظل الشربيني – رحمة الله – مخلصاً للبحث العلمي كعالم لا يكتفي بنقل النظريات العلمية بل صانع للفيزيقا الحديثة ، و في الوقت ذاته ظل باراً بحق المجتمع العربي علية بترجمة تلك العلوم و النظريات الى لغة الضاد في قالب من البساطة و التشويق ، فقرب للقارئ العربي نظريات : بقاء الطاقه ، تمايل الأشعة ، الحرارة ، الصوت ، بناء النواة ، القنبلة الذرية ، الضوء و الالوان ، الأشعة المظلمة و الراديوم ، نسبية أينشتين ، الفيزيقا التقليدية و الحديثة ، الفيزيقا الحيوية ، لغة الأمواج ، أشعة الليزر ، العلم والبيئة ، فييزيقا الكم ، الطاقة ، قنبلة نيوتن النظيفة ، و غيرها من النظريات العلمية التي شغلت و ما تزال تشغل المتلقى الغير متخصص و لكنه يحتاج لأن يعرف ، ففي معرض حديث الشربيني عن نظرية النسبية يقول " لا عجب أن ضاقت النسبية بالأثير وسطاً يحمل النور إلينا وفي إمكان النور أن يصل في غير وسيط ، ثم جعلت النسبية للنور مركز الامتياز فكانت ، سرعته في الفراغ مطلقة ثابته دائماً حتى لو للراصد سرعة تقارب سرعة النور ، و كذلك انكرت النسبية المركزية في العالم و جعلت كل منطقة كفيلة بقوانينها و إن تشابهت القوانين ، فقد قُدست شكل القوانين وحفظت للشكل هيكلته مهما كانت الأحوال " و كفي بهذا الاقتباس الذي يوضح بلاغة العالم الكاتب الشربيني .
للشربيي – رحمه الله – أبناء و طلاب على أمتداد الوطن العربي و العالم أجمع ، لكن الدكتور ثروت محمود احمد الشربيني يحمل أرث الشربيني الأب ليس في عشق الفيزيقا فقط و التي جعلته يحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم ثم جائزة التميز و عدد آخر من الجوائز و الأوسمة التي تمنحها الدولة المصرية لحملة لواء العلم من أبنائها ، الشربيني الابن هو استاذ الفيزياء في جامعة القاهرة ، لكنه أيضا وجد في مهمة تبيسط العلوم زكاة علمه ، فعمد الى جمع تلك المقالات التي كتبها الشربيني الأب على مدي ستين عاما لما فيها من شرح و بساطة ما يزال المتلقي يحتاجها اليوم لإستيعاب أصول النظريات العلمية لا سيما و قد تحولت تلك النظريات اليوم الى تطبيقات مثمثلة في الثورة التكنولوجية التي نشهدها كإستخدام الطاقة النووية في الطب و الصناعة و الزراعة و التعقيم و غيرها من مجالات الحياه ، و تكنولوجيا الإتصالات التي صارت سمة العصر من خلال شبكة الانترنت العنكبونية و الأقمار الصناعية و أجهرة الارسال و الاستقبال شديدة الحساسة ناهيك عن غزو الفضاء و اكتشاف أسرار الكون التي كانت تنتمي الى عالم الغيبيات الغير قابل للتداول الا من خلال الأساطير و الخرافة ، هذة التكنولوجيا المتداخله بيومياتنا و كل جوانب الحياة العصرية ، الشربيني الأبن وجد في الشروح الأولى للشربيني الأب خير إهداء لمتلقي اليوم من الأجيال الشابه لمن أن يعرف أسرار الفيزياء بلغه سهلة .
و في هذا أصدر الشربيني الإنن في وقت سابق من الشهر الحالي – يناير2009 - كتاباً ضخماً بعنوان " أحاديث في علم الفيزيقا للدكتور محمود الشربيني " و ذلك بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشربيني الاب الذي اعتبره رائداً لعلم الفيزيقا في مصر و العالم العربي ، حيث جمع الكتاب أكثر من الثلاثين مقالة علمية للشربيني الأب ، قدم للكتاب الاستاذ الدكتور محمد صالح أحمد ، عميد كلية العلوم الاسبق بجامعة الاسكندرية ، أما الشربيني الابن و الذي قام بهذا الجهد الضخم على مدى أكثر من خمس سنوات لجمع هذا التراث العلمي لحفظه و لإعادة تقديمة لقارئ اليوم ، فقد اكتفي بكتابة الاهداء الى العالم الراحل في كلمات هي الرثاء و الوفاء ، حيث قال " الى روح والدي و استاذي في علم الفيزيقا " فلا أقل و لا أدل من ذاك الاهداء .
هذا الكتاب المعبر عن قيمة الوفاء من جيل العلماء الى الجيل الذي سبقه ، يمثل أيضا إضافة الى المكتبة العلمية العربية التى تشتاق لمثل هذه الإضافات القيمة ، فهو مرجع في شرح العلوم يحتاجه الطالب الجامعي و الاستاذ الجامعي غير المتخصص ، و هو في ذات الوفت يحمل قيمة معنوية عالية لكونه الوفاء من العالم الفيزيائي الابن الى العالم الفيزيائي الأب .