نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الكتاتيب تنتشر بكثرة في السنغال وبعض التلاميذ يضطرون للتسول




داكار/سانت لويس - ايفا كرافتسيك- تتعالى أصوات الأطفال الصغار في الفصول الدراسية التي تتخذ أشكالا غير معتادة وهم يتلون سويا القرآن في الكُتاب الذي يطلق عليه في السنغال اسم الدارة.


الشيخ تيداياني تالا يجلس مع تلاميذه داخل أحد الكتاتيب.
الشيخ تيداياني تالا يجلس مع تلاميذه داخل أحد الكتاتيب.
ويردد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وعشرة أعوام آيات القرآن في حين تجلس الفتيات في الفصل المجاور لهم والخجل يبدو على وجوه بعضهن في حين تبتسم شفا البعض الآخر من الفتيات اللاتي ترتدين غطاء الرأس.
ويحاول الأطفال كتابة آيات القرآن على لوحات خشبية موجودة أمامهم. ولا يستطيع هؤلاء الأطفال قراءة الحروف العربية
وتعتبر دارة الشيخ تيداياني تالا استثناء للسائد في هذه الكتاتيب من عدة أوجه فالشيخ يقبل أيضا الفتيات لتعلم القرآن. ومعظم الدارسين من الأطفال الذين يقطنون في المناطق المجاورة.
وهناك بعض الأطفال الذين لا يذهبون إلى الكُتاب فحسب بل إنهم يدرسون أيضا بالمدارس الحكومية التي يتعلمون فيها القراءة والكتابة واللغة الفرنسية مقابل مصاريف دراسية.

ولكن هذا لا يمنع أن الكثير من رواد الكتاتيب في السنغال ودول أخرى في غرب أفريقيا ليس لديهم إمكانية للدراسة في المدارس الحكومية ولذلك فإن الكتاب هو المؤسسة التعليمية الوحيدة المتاحة أمامهم.
وحتى لو لم يتمكن الآباء من دفع المصاريف الدراسية لأطفالهم فإن"رجل الدين ملزم باستقبال الأطفال وتعليمهم وتقديم الرعاية لهم وتحمل مسئولية إقامتهمالأمر الذي أدى إلى مشكلات اجتماعية متزايدة.

ويقول جون ماري كوليبي من منظمة"اندا" لحماية الأطفال:"تبين لنا في السنوات الأخيرة أن الجزء الأكبر من أطفال الشوارع المتسولين هم من طلبة الكتاتيب".
ويضيف كوليبي:"يرسل الكثير من رجال الدين المسئولين عن الكتاتيب الأطفال للتسول أو العمل بهدف توفير مصاريف الحياة أو التعليم.

وغالبا ما يكون مستقبل هؤلاء الطلبة أبعد ما يكون عن المزدهر فعلى الرغم من أنهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب إلا أنهم لا يجيدون القراءة أو الكتابة.

وخلصت دراسة أعدتها منظمة"كاريتاس" في العديد من المدن في غرب أفريقيا إلى نتيجة مشابهة تؤكد أن"عمل الأطفال وعدم وجود ظروف صحية مناسبة داخل الكتاتيب التي لا تخضع لمراقبة الدولة" تعد مشكلة حقيقية بالإضافة إلى مشكلة أخرى تتمثل في مخاطر إضفاء الطابع المتطرف على تفكير هؤلاء الطلبة.

ويقول تالا:"لا أرى أي تعارض بين القرآن والتربية الحديثة عن طريق محاضرات اللغة الفرنسية" كما أن سيرجينا موسى سو المسئول عن أحد الكتاتيب في مدينة سانت لويس يرسل أبناءه إلى المدارس العادية ويحرص إلى جانب ذلك على تعليمهم القرآن

وبفضل التبرعات التي يتقدم بها الطلبة السابقون تمكن سو من حماية تلاميذه من التسول كما يعطي الفرصة لتلاميذه للعيش مع أسرهم نظرا لأن الحنين إلى مسقط الرأس قد يكون أصعب من الفقر والبؤس والجوع بالنسبة للكثير من التلاميذ. ويقول التلميذ سيد/ثمانية أعوام/:"أفتقد أمي بشدة وشقيقي الأصغر

ويجلس نحو 40 تلميذا فوق حصيرة يرتدي بعضهم ملابس ممزقة ويعلقون متعلقاتهم على مسامير يبدو عليها الصدأ.
ويدرس الأطفال في هذه الغرفة التي تنبعث منها الرائحة الكريهة كما ينامون ويأكلون بداخلها أيضا.

أما سيد سال فقد أقام دارته في منزل صغير في مدينة سانت لويس في "مكان استراتيجي" بين اثنين من محلات بيع الهدايا التذكارية.

وينفي سالالذي يبدو عليه الرخاء على العكس من تلاميذه، إرسال التلاميذ للتسول ولكن بعد ساعات قليلة من نهاية حلقات الدراسة يمكن رؤية الكثير من الأطفال في شوارع المدينة القديمة يحملون في أيديهم الأكواب المعدنية ويطلبون من المارة بعض الفرنكات.

ايفا كرافتسيك
الاحد 26 يوليوز 2009