نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الفرانكوفون يحاولون لكن ما أصعب أن تعاشر لغة موليير لتتعلمها في سلطنة دارفور




نيالا - غيوم لافاليه - يبدو موسى بطاقيته البيضاء وجلبابه الطويل ولحيته الكثيفة كداعية اسلامي ولكنه في الواقع يخصص وقته لتعليم لغة موليير الى شباب دارفور.
في شارع صغير مترب في نيالا، اكبر مدن اقليم دارفور الذي يشهد منذ ست سنوات حربا اهلية، يلعب موسى مع احمد خميس الشطرنج ويتبادلان الحديث بالفرنسية.
ويتابع حفنة من الطلاب المشهد قبل ان يعجلوا بالدخول الى قاعة صغيرة معتمة لتلقي درس اللغة الفرنسية.


تجمع رجالي امام احد مراكز نيالا عاصمة اقليم دارفور
تجمع رجالي امام احد مراكز نيالا عاصمة اقليم دارفور
ويقول ايمن عبد الرحيم وهو صيدلي شاب ذو عيون لامعة "يعتقد كثير من الناس انها مضيعة للوقت ويعتقدون ان تعلم اللغة الفرنسية غير مفيد في دارفور ولكني اقول لهم انها لغة جميلة، لغة ثقافة ولغة دولية".
ويذهب ايمن وقرابة اربعين طالبا اخر ثلاث مرات اسبوعيا الى المركز الفرنسي-السوداني لتلقى دروس مسائية في اللغة الفرنسية.
ولكل طالب منهم دوافعه، فالبعض يدرس الفرنسية حبا في المعرفة واخرون يريديون العمل في احدى المنظمات غير الحكومية الفرنسية بينما يامل البعض الاخر في الالتحاق باسرهم المقيمة في فرنسا.
وتقول امة احمد "انني احلم بالذهاب الى فرنسا".
وفي دارفور، وهي سلطنة سابقة كانت مستعمرة بريطانية قبل استقلال السودان في العام 1956، تسود اللغة العربية واللهجات المحلية وبعدهما تاتي اللغة الانكليزية، اما الفرنسية فانها تأتي في موقع متأخر خلف هذه اللغات.
غير ان ابراهيم عثمان، الذي يشاهد بانتظام محطة التلفزيون الفرنسية تى فى 5 ويسمع باهتمام الخدمة الفرنسية لاذاعة صوت اميركا، يعتقد ان "اللغة الفرنسية "تظل مهمة في دارفور لان الاقليم يجاور دولا افريقية فرانكوفونية مثل تشاد وافريقيا الوسطي".
وفي مدينة الجنينة الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التشادية يتحدث العديد من السكان الفرنسية وهي وسيلة مهمة تساهم بدرجة كبيرة في انتعاش التجارة الحدودية.
وفي بداية الحرب الاهلية، سعى العديد من اهالي دارفور لتعلم اللغة الفرنسية املا في العمل مع احدى المنظمات غير الحكومية الفرنسية او في منظمات دولية فتحت فروعا لها في الاقليم.
ويروي موسي وهو مدير المركز الفرنسي-السوداني انه "عندما بدأت المنظمات الفرنسية العمل هنا عامي 2003 و2004 كان لدينا 80 طالبا في المركز ولكن في العام 2005 ادركوا ان المنظمات الفرنسية تستخدم الانكليزية كلغة عمل وبالتالي حولوا وجهتهم وقرروا تعلم هذه اللغة".
وتقوم السلطات الفرنسية بتمويل هذا المركز الذي يحقق كذلك دخلا من المصاريف التي يسددها الطلاب وهي 25 دولارا لكل دورة تستمر شهرين.
واذا كان الطلاب يعاشرون الفرنسية ويتابعونها عبر التلفزيون يستطيعون قراءة مقالات في الصحف بعد عام، فان القليلين منهم يستطيعون التعبير عن انفسهم او التحدث بالفرنسية ويلجأ غالبيتهم الى العربية او الانكليزية للحديث بعد تبادل التحية بالفرنسية.
ويؤكد ايمن ان "تعلم الفرنسية هنا صعب للغاية لانه ليست هناك بيئة مساعدة خارج قاعة الدرس، فلا احد يتحدث هذه اللغة ولذلك فان القراءة والفهم ممكنان ولكن المشكلة هي الكلام".
وبدأت جامعة نيالا في تدريس الفرنسية والانكليزية لطلابها الذين سيكونون مدرسين في المستقبل. ولكن الاستاذ في هذه الجامعة ادم داوود يقول "ان مواردنا محدودة للغاية وينقصنا كل شئ تقريبا".
ويقول موسى بزهو ان "طلابنا مستواهم جيد جدا بالقياس على الصعوبات" التي يواجهونها.


غيوم لافاليه
الاربعاء 24 يونيو 2009