نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


أحمدي نجاد ينشر في مدونته الشخصية رسالة من سعودي يصفه فيها بالمجرم الوغد




دمشق - فراس محي الدين عبد الله - قد يبدو غريبا في الثقافة العربية السائدة أن يُدوّن رئيس الدولة ،فالتدوين بحد ذاته يعتبر مشكلة المشاكل عربيا التي تستدعي الحجب والضرب بيد من حديد لكل من تُسول له نفسه التطرق إلى الممنوعات والمحرمات وما أكثرها ولعل تلك القائمة الطويلة جعلت مدونة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من أكثر المدونات زيارة من قبل الشباب العربي المتعطش للديمقراطية والحوار والمتطلع بلهفة إلى الآخر


مدونة الرئيس الايراني احمدي نجاد المختلف علبى انتخابه
مدونة الرئيس الايراني احمدي نجاد المختلف علبى انتخابه
هؤلاء الشباب الذين باتوا يعانون داخليا ما يمكن تسميته بانفصام الشخصية السياسي فمن جهة تأتيهم وسائل الاتصالات الحديثة بسيل من الأفكار والنظم والأخبار التي تصور عالما متغيرا متحركا ومن جهة أخرى يعيشون في بلدانهم أنظمة لا تختلف كثيرا عن أنظمة العصور الوسطى في طريقة التعامل والتعاطي مع المستجدات والشعوب.
مدونة نجاد التي تحمل عنوان كتابات أحمدي نجاد الشخصية تضع لنفسها هدفا واضحا منذ البداية حيث يقول نجاد‎ "کما تعلمون فإنّ الهدف من تأسیس هذا الموقع هو إقامة علاقة ثنائیة و ‏بدون‎ ‎واسطة مع المخاطبین"
وبهذه الروح يكتب نجاد على مدونته متطرقا لشتى الموضوعات ومتميزا ببساطته وحسّه الإنساني فيحكي عن أسرته الريفية البسيطة وصعوبات الحياة في الريف أيامها ،ويسرد بعض ذكرياته في الجامعة أيام كان طالبا وكانت الحكومة العلمانية المدعومة من الغرب تتولى مقاليد الحكم ليستذكر ممارساتها القمعية وطرقها في إسكات الصوت الآخر ،كما يرد على بعض الرسائل الموجهة إليه ومنها ردّه على والدة جندي أميركي أُرسل عنوة إلى العراق فيعزيها ويصبرها ،وعموما فهو يستهل رسائله الموجهة إلى الشعب الأمريكي بعبارة إلى الشعب الأمريكي الشريف.
ونجاد المدون الذي يخصص لمدونته من وقته 15 دقيقة أسبوعيا رغم مشاغله كرئيس للدولة لا يفوته أن يتحدث عن المشاكل الداخلية كالبيروقراطية والتصرفات غير المسؤولة ،كما يتعاطى مع مسألة الحكم وأنواعه وغاياته فيقول: "تعتبر نوعية النظرة الی الحكومة عاملاً اساسياً في تحديد نوع التعامل مع ‏الناس، فاذا اعتبرنا الحكومة امتيازاً وارتزاقاً للحاكمين فعندئذ تتحول فكرة ‏الحكومة الی فرصة لاشباع الغرائز والرغبات الشخصية والجماعية والتفاخز ‏وكذلك فترة يستمتع بها الحاكمون. اما اذا كنا ننظر إلى الحكومة بأنها ‏مسؤولية يسألنا الله سبحانه وتعالی عنها وأنّها لإقامة العدل وفريضة ‏لإحقاق الحقوق العامة وخدمة للناس فعند ذلك سيكون الاهتمام منحصراً ‏في رعاية مصالح الأمّة"
ويتحدث نجاد في ذكرى ميلاد المسيح عيسى واصفا إياه بكلمة الله ويجعل من تلك المناسبة فرصة لطرح الأفكار كفلسفة خلق الإنسان المبنیة كما يرى علی أساس رقیه إلی قمة السعادة و إقامة حیاة طیبة و ازدهارجمیع المواهب و انتشار العـــدالة و المحبة فی أرجاء المعمورة و فيما بین أبناء الإنسان ويعتبر ذلك وعدا إلهيا محسوما بأن الأرض ستُملأ قسطاً و عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً و جورا ًبفعل المستکبرین و الظالمین.
وتُخصص المدونة القسم الأيمن منها لعرض بعض الرسائل المختارة الواردة إليها ورغم أن معظمها رسائل
تثني على الرئيس وسياساته الداخلية والخارجية إلا أنها تعرض بعض رسائل الانتقاد ومنها على سبيل المثال رسالة سالم محمود من السعودية التي يقول فيها موجها كلامه إلى نجاد : أسأل الله أن يقتلك شر قتلة وأن يعذبك عذابا شديدا أيها المجرم الوغد
أما لماذا تتفوق رسائل الثناء والمديح المنشورة في مدونة الرئيس الايراني المختلف على انتخابه على رسائل النقد فالمسألة لا تحتاج الى ذكاء كبير لفهمها فما نجاد في النهاية الا ابن ثقافة تضيق بالنقد وترتاح للثناء ومعسول الكلام

فراس محي الدين عبد الله
الخميس 18 يونيو 2009