نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

في الردّة الأسدية الإيرانية

22/03/2025 - عبد الجبار عكيدي

لن تحكموا سورية هكذا

20/03/2025 - مروان قبلان

حكّام دمشق وأقليّات باحثة عن "حماية"

13/03/2025 - عبدالوهاب بدرخان

بَين ثورتَي 1925 و2011: كم تساوي سوريا؟

12/03/2025 - إبراهيم الجبين

التطييف وبناء الوطنية السورية

11/03/2025 - رانيا مصطفى

فلول الأسد: التجربة المرة

11/03/2025 - فايز سارة

خالد الأحمد: المستشار المنفي

10/03/2025 - عروة خليفة

الجرح الاوربي ...عميق

04/03/2025 - سوسن الأبطح

في دمشق نسيتُ الفوتوغراف

04/03/2025 - غطفان غنوم

هذا التصعيد الإسرائيلي على سورية

04/03/2025 - عبدالجبار عكيدي


*آلية دولية لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا الجديدة*





ملخص:..في أعقاب صعود النظام الإسلامي في سوريا، يتشكل في البلاد واقع جديد يحمل في طياته مخاطر وفرصا لإسرائيل في آن واحد. فقد تم دفع إيران خارج سوريا، ولكن من المتوقع أن تسعى إلى تجديد وجودها هناك، بينما تلعب تركيا دورًا محوريًا في سوريا، وهو تطور قد يؤدي إلى احتكاكات سياسية وعسكرية مع إسرائيل، وفي سيناريو متطرف، حتى إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
في الوقت نفسه، تبدو تركيا الفاعل الوحيد الذي لديه الدافع والقدرة على نشر قوات برية في سوريا، مما يجعلها قادرة على لعب دور إيجابي في تحقيق الاستقرار هناك وتقليل احتمالية نشوب أعمال عدائية بينها وبين إسرائيل.


 
إعادة بناء سوريا وتحقيق الاستقرار فيها سيتطلب موارد هائلة وتعاونًا دوليًا. ولهذا، يُقترح تقديم مبادرة للإدارة الأمريكية لإنشاء آلية دولية لإعادة إعمار سوريا تحت قيادتها. من وجهة نظر إسرائيل، فإن هذه المبادرة تهدف إلى: تقليل مخاطر الاحتكاك العسكري بين إسرائيل وسوريا. وتقييد نفوذ تركيا داخل الآلية الدولية، مما يسمح بتحقيق أقصى استفادة من مشاركتها مع تقليل المخاطر المحتملة الناجمة عنها. و الحد من خطر تجديد النفوذ الإيراني في سوريا.

من المرجح أن تؤدي مشاركة إسرائيلية علنية في هذه الآلية إلى إفشالها مسبقًا. لذلك، يُوصى بأن يقتصر الدور الإسرائيلي على طرح الفكرة أمام الإدارة الأمريكية والعمل معها لضمان تحقيق المصالح الإسرائيل

  التحدي:

تشهد سوريا واقعا جديدا عقب صعود النظام الإسلامي، الذي لا تزال ملامحه المستقبلية غير واضحة، لكنه يحمل في طياته مخاطر وفرصا لإسرائيل في آن واحد. فقد تم دفع إيران خارج سوريا، لكنها قد تسعى إلى استعادة نفوذها في البلاد. في الوقت نفسه، تلعب تركيا دورا محوريا في تشكيل سوريا الجديدة، وهو ما قد يؤدي إلى احتكاكات سياسية وعسكرية مع إسرائيل، بل حتى إلى مواجهة عسكرية في أسوأ السيناريوهات.

ومع ذلك، تُعد تركيا الفاعل الإقليمي الوحيد الذي يمتلك الدافع والقدرة على نشر قوات برية في سوريا للمساهمة في إعادة تشكيلها. ومن هذا المنطلق، يمكن لتركيا أن تلعب دورًا إيجابيًا في تقليل احتمالية اندلاع صراع بينها وبين النظام السوري الجديد، والميليشيات التابعة له، أو أي قوات أخرى في سوريا.

بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، أصبحت سوريا دولة فاشلة وممزقة. يسعى معظم الأطراف المعنية في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك إسرائيل، إلى تحقيق استقرارها، ويدركون أن ذلك يتطلب تعاونًا واسع النطاق وموارد كبيرة. ويُعد تقاطع المصالح أساسًا لهذه المبادرة المقترحة.

  الفكرة الرئيسية:

إنشاء آلية دولية بقيادة الولايات المتحدة، وبمشاركة تركيا، ودول الخليج (السعودية، الإمارات، قطر)، ومصر، والأردن، والدول الأوروبية الثلاث الكبرى (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، بالإضافة إلى دول غربية أخرى، والأمم المتحدة، وأي دولة أخرى، بما في ذلك روسيا، تكون مستعدة لتبني المبادئ الأساسية  للآلية المقترحة أدناه لتشكيل واستقرار سوريا.

ويجب التأكيد أن مشاركة إسرائيل في هذه الآلية من المرجح أن تؤدي إلى إفشالها منذ البداية. لذلك، من المهم أن تقتصر إسرائيل على طرح الفكرة أمام الإدارة الأمريكية والعمل معها لضمان مصالحها الحيوية.

  أهداف المبادرة
تهدف السياسة المقترحة إلى تحقيق عدد من الأهداف المهمة لأمن إسرائيل القومي:
1.استقرار سوريا وتقليل مخاطر الاحتكاك العسكري بينها وبين إسرائيل.
2.تعظيم الفوائد من مشاركة تركيا في سوريا وتقليل المخاطر المحتملة على إسرائيل.
3.الحد من مخاطر استعادة إيران لنفوذها وتمركزها في سوريا.
4.أن تكون هذه المبادرة خطوة أساسية في إطار جهد أوسع لاستقرار الشرق الأوسط بعد الحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل.

  المبادئ الأساسية
1.سوريا مستقلة، ذات سيادة وموحدة.
2.نظام سوري معتدل يحترم حقوق الإنسان لجميع مواطنيه دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس، مع وضع حل متفق عليه لضمان حقوق الأقليات.
3.انتقال تدريجي إلى الحكم الديمقراطي، بما في ذلك إجراء انتخابات، وفقًا للإمكانات العملية لسوريا.
4.منع إعادة تموضع إيران وحزب الله في سوريا.
5.ضمان ألا تشكل سوريا تهديدًا لأمن جيرانها، بما في ذلك حظر استضافة الجماعات الإرهابية، وتفكيك جميع الأسلحة غير التقليدية على أراضيها تحت إشراف دولي.
6.الحفاظ على حدود آمنة ومتفق عليها مع الدول المجاورة لسوريا – إسرائيل، الأردن، العراق، ولبنان.
7.انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا وتفكيك جميع القوى العسكرية غير الحكومية، وفقًا لوتيرة تتماشى مع عملية الاستقرار، وبالتنسيق مع الشركاء في الآلية المقترحة وبموافقة النظام.
8.تنسيق جهود إعادة الإعمار الاقتصادي لسوريا، وإعادة اللاجئين والنازحين السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم بأمان، بما في ذلك أولئك الذين لجأوا إلى تركيا ولبنان والأردن ودول الاتحاد الأوروبي.
9.إنهاء دور الآلية الدولية بناءً على طلب الحكومة السورية.

 هيكلة ومهام الآلية الدولية:

* سيتم إنشاء لجنة توجيه عليا تضم جميع الدول المشاركة في الآلية لصياغة سياساتها، تحت قيادة الولايات المتحدة وبالتنسيق مع الحكومة السورية، التي ستحتفظ بحق الفيتو على قراراتها. وستكون هناك لجان فرعية متخصصة تعمل تحت إشراف لجنة التوجيه، وتتخذ قراراتها بناءً على توجيهاتها.

* اللجان الفرعية ورئاستها:
1.الإصلاح السياسي والقضائي
تحت إشراف مجموعة الدول الثلاث الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا ).
2.الأمن (بما في ذلك تفكيك القوات العسكرية غير الحكومية)
تحت إشراف تركيا.
3.إعادة الإعمار الاقتصادي
تحت إشراف السعودية أو الإمارات.
4.شؤون اللاجئين
تحت إشراف السعودية أو الإمارات.
5.فصل القوات بين سوريا وإسرائيل
تحت إشراف الأمم المتحدة

يجوز لكل دولة عضو في الآلية الانضمام إلى أي من اللجان الفرعية والمساهمة في أنشطتها وفقًا لرغبتها.

  المزايا لإسرائيل
•إنشاء الآلية وتنفيذ مهامها سيزيد من احتمالات إعادة إعمار واستقرار سوريا معتدلة في المستقبل، لا تشكل تهديدًا عسكريًا لإسرائيل ولن تكون مصدر تهديدات تجاهها.
•تقييد الطموحات والأنشطة التركية ضمن إطار آلية دولية، بهدف تقليل تأثيرها السلبي في سوريا، مع الاستفادة من دورها الإيجابي المحتمل في المجال الأمني.
•تقليل مخاطر نشوب مواجهة دبلوماسية أو حتى عسكرية بين إسرائيل وتركيا بشأن القضية السورية.
•تقليص النفوذ المستقبلي لإيران وحزب الله في سوريا.
•ضمان استمرار وجود منطقة عازلة بين إسرائيل وسوريا، لكن من المحتمل أن يكون ذلك مشروطًا بانسحاب إسرائيل من جميع المناطق العازلة التي أقامتها بعد انهيار نظام الأسد، بما في ذلك في منطقة جبل الشيخ .

•مخاطر محتملة :
قد تطالب بعض الدول المشاركة في الآلية الدولية بإدراج قضية هضبة الجولان والقضية الفلسطينية ضمن المبادئ الأساسية للآلية، وهو ما يتطلب تنسيقًا وثيقًا مع الولايات المتحدة، باعتبارها الدولة القائدة للآلية، لضمان إحباط أي محاولة لطرح هذه القضايا.

  المزايا لسوريا
•الاعتراف (على الأقل بحكم الأمر الواقع) بالنظام الجديد ومصالحه.
•ضمان سيادة سوريا واستقلالها.
•خلق التزام دولي وإقليمي متزايد باستقرار سوريا وإعادة إعمارها.
•منح سوريا حق النقض (الفيتو) داخل الآلية الدولية، ولكن مع تقييد معين لحرية العمل بسبب الحاجة إلى التنسيق مع الآلية.
•تأسيس العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة والدول الغربية.
•استئناف العلاقات مع الدول العربية والعودة إلى العالم العربي.

 المزايا لتركيا
•الاعتراف بمصالحها ودورها في سوريا، بما في ذلك الدور العسكري.
•تقاسم عبء استقرار سوريا.
•إعادة اللاجئين إلى سوريا.
•منع قيام كيان كردي مستقل في سوريا.
•الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بشكل عام.
•العيب – تقليص حرية تحركها بصفتها الفاعل الأجنبي الرئيسي في سوريا حالياً.

  المزايا للدول العربية ( السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر)

•استقرار سوريا.
•تقليل الخطر الحقيقي لنشوء تنافس بين دول الخليج المختلفة في إطار جهود إعادة الإعمار في سوريا.
•الحد من النفوذ المتزايد لتركيا وقطر في سوريا (وهو عيب بالنسبة لهما).
•تقليل أو منع خطر تجدد الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا.
•العيب (بالنسبة لمصر والأردن) – استقرار نظام إسلامي.

  المزايا للولايات المتحدة
•الآلية المقترحة ستساعد في تعزيز خطة واسعة النطاق لاستقرار الشرق الأوسط من خلال تعزيز الجهات المعتدلة وإضعاف العناصر المزعزعة للاستقرار، تحت النفوذ الأمريكي.
•تقليل خطر حدوث أزمة دولية قد تعرقل قدرة الرئيس ترمب على دفع القضايا ذات الأولوية الأعلى وفقًا لرؤيته.
•استقرار سوريا سيتماشى مع الجهود العامة لزيادة الضغط على إيران واحتوائها.
•استقرار سوريا من خلال آلية دولية بقيادة الولايات المتحدة سيحقق للرئيس ترمب إنجازًا مبكرًا في ولايته دون الحاجة إلى استثمار موارد أمريكية كبيرة.

 توصيات السياسة – إسرائيل

•إطلاق حوار فوري مع إدارة ترمب لإقناعها بقيادة إنشاء الآلية الدولية لتصميم واستقرار سوريا، خاصةً أن الرئيس لا يمنح أهمية كبرى لسوريا، حيث يركز جدول أعماله بشكل أساسي على القضايا الداخلية وقضايا السياسة الخارجية ذات الأولوية العليا.

•يجب التأكيد على أن هذا الاقتراح يُعد جزءًا من الاستراتيجية الواسعة التي يقودها الرئيس لتحقيق استقرار المنطقة، وإنشاء هيكل أمني إقليمي، واحتواء إيران وإضعافها، وتعزيز عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل.

•ينبغي النظر إلى الخطة المقترحة كجزء من سياسة شاملة لاستقرار الجبهة الشمالية، وبالتالي محاولة إقناع الإدارة الأمريكية بتوسيعها لتشمل لبنان أيضًا، سواءً كفكرة مستقلة أو كآلية مشتركة للمنطقتين.

•بالتوازي، ومن دون ارتباط مباشر، يجب البدء في حوار فوري وسري مع تركيا للحد من احتمالات التصعيد بينها وبين إسرائيل في سوريا، وفي هذا الإطار، إنشاء آلية أو قناة للتنسيق بين القدس وأنقرة.
 

ورقة سياسيات معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
السبت 22 مارس 2025