نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


عن الفتى الذي مهد الطرق





التقيت الدكتور مرات عديدة في حلب؛ في الرقة كنت أراه من بعيد؛ خلال النشاطات الثقافية العامة.
كان عندما يأتي إلى حلب، وله بيت في حلب؛ يتصل بي وضاح محيي الدين، حيث كان صديق المرحوم والده، يقول لي "الدكتور هون تعال" فأحضر حالا؛ ووالد وضاح كان مالك ورئيس تحرير جريدة كانت تصدر من حلب أيام الجرايد المستقلة.


 
 
نحن "القارين الكاتبين" عندما نقول الدكتور، دون اسم، بالرقة فهو يعني "عبد السلام" كما يسميه أهلنا. أسمع أهلي يقولون "راح.. راحت.. رحت.. راحم.. على عبد السلام" لا يطلقون عليه لقب دكتور أبدا.
وفي تراثنا الغنائي:
عبد السلام مسكّر يل رايحة مرضانة
ريت الوجع بقليبي عن قليبك ختّانة
وختانة تصغير تحبب ل خاتون المفردة التركية الدالة على المرأة ذات المكانة الرفيعة.
أهديته مجموعتي الأولى "نون الرعاة"؛ التي صدرت في 2004 التقينا بعدها؛ وكان ذلك الحين يقرأ بصعوبة وأظن بمكبرة، قال "قريت مجموعتك.. والله يا خلف أنا الشعر الحديث أقبله ولا أحبه". قلت له جادا ساخرا "والله يا دكتور أنا ما عطيتك ياها لتقراها.. أنا اعطيتك ياها لأقول عبد السلام أخذ كتابي..." فضحكنا.
كنا نجلس في الغالب في مقهى لا يرتاده المثقفون، كان يحب العزلة. سأروي سالفتين بسيطات عنه؛
ذهبت من حلب لزيارة أهلي؛ وأمي كانت تشكو من وجع دائم في أكتافها، في تلك الزيارة شفت أمي متنشطة وما تشكي. قلت لها "يمُاه اشوفك متنشطة" قالت لي "رحت على عبد السلام وضربني إبرة واعطاني إبرة ودوا.. والحمدالله طبت".
فعلا تفاجأت، فقد كان تجاوز السبعين بكثير وكنت أحسبه تقاعد. "لسع عبد السلام يحكّم؟". أي عيادته مفتوحة ويمارس الطب.. "والله يدكدك مثل الشيطان مابيه البلا". والشيطان عندنا مديح، تستخدم للمهارة والذكاء.
وفي مرة كنت جاي من السعودية إلى دمشق، وكان عملي في تجارة الجوارب ذلك الحين، وكنت أجلس في دمشق الياسمين المهدرج أيام عديدة أجهز الطلبيات من المصانع.
اتصلت بالصديقة سعاد جروس، وهي صحفية قديرة، تدرك قيمة "الكبار"، والتي أطلق عليها سرا "ربيعة الشيّاب"، اتفقنا على أن نلتقي في اليوم التالي. اتصلت في اليوم التالي معتذرة لأنها ستذهب لزيارة "الدكتور العجيلي" في المشفى.
قلت لها "خلاص نروح سوا". قالت "بس ترا منبه علي ما أبلغ حدا". قلت لها "ما عليك انت خالصة". ذهبنا، وأظن لست متأكدا، أننا اتفقنا أن تدخل قبلي بقليل..
شلونك مالونك.. غزال غزال.. قال لي "إيمت جيت من السعودية" والله اندهشت.. من يذكر تفصيلا كهذا عن شخص غير مهم في هذا العالم، وهو في هذا العمر على سرير المرض. "والله أول البارح جيت". "ومنهو ال گالك إني هين." فلم يتخل عبد السلام عن القاف الفراتية ولهجته في حديثه الشفهي. ونظر لسعاد. قلت "ترى مالها علاقة.. يعني عبد السلام بالمشفى وتريد الناس ما تدري.. الله واكبر". وكانت تلك آخر مرة أراه فيها.
-----
-فيسبوك
صفحة الكاتب

خلف علي الخلف
الجمعة 7 أبريل 2023