نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


زينب العسال تصنف الناقدات الى تيارات وتطرح مفهوما مختلفا للنقد النسوي في أحدث كتبها




القاهرة - زينة أحمد - الى وقت قريب كان ينظر الى النقد النسوي في العالم العربي من منظور الاختلاف البيولوجي بين الجنسين ومع أن التأنيث هو الأصل لغة وابداعا فان المجتمع الذكوري بنقاده وفلاسفته وعلماء اجتماعه حاول تكريس تلك النظرة المتخلفة عن الاختلاف البيولوجي ليتحايل على الابداع النسوي الحقيقي ويقلل من انجازاته وارتباطه بقضايا مجتمعاته لكن كوكبة من الناقدات والاكاديميات الشجاعات حملن عبء الدفاع عن النقد النسوي الحقيقي ومنهن الدكتورة زينب العسال التي صدر لها حديثا كتاب يتناول احد فروع ذلك النقد والكتاب بعنوان ( النقد النسائي للأدب القصصي في مصر ) مراسلة صحيفة الهدهد الدولية بالقاهرة رصدت ما دار حول الكتاب ولخصت أبرز ما جاء فيه


غلاف الكتاب الجديد
غلاف الكتاب الجديد
مصطلح الادب النسوي غير مستقر عربيا وما يزال يثير التحفظات علي المرأة الكاتبة وكذلك الحال في النقد النسائي لابداع المراة بشكل عام الي حد وصف الكتابات التي تناولت النقد النسائي بانها "موضة " انتهت الي لاشيئ وهو ما يتفق مع النظرة الي الكتابة النسوية التي طالها كثير من الجدل .. وقد توقفت الكاتبة زينب العسال في كتابها "النقد النسائي للادب القصصي في مصر" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عند اهم التيارات النقدية التي اندرج تحتها النقد النسائي مبينة مدي اختلاط المفاهيم التي رافقت هذا المصطلح من خلال رصد لاهم التيارات النقدية التي اندرج تحتها النقد النسائي كالنقد الاجتماعي متمثلا فيما قدمته لطيفة الزيات وفريدة النقاش وكذلك النقد الثقافي وتمثله كتابات فريال غزول والنقد اللغوي وتتبناه سوسن ناجي ،ود.العسال سبق وان نالت عن موضوع الكتاب درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف من كلية دار العلوم ولاقت دراستها العديد من ردود الافعال بالوسط الثقافي العربي لما طرحته من اسئلة حول النقد النسائي وقضاياه ومفهومه واتجاهاته وتحدياته الأمر الذي دفع الكاتبة الي انجاز اصدارها حول ذات الاشكالية ،بيد ان عددا من الرؤي الادبية والنقدية قد تباينت حول الاسباب التي دفعت صاحبات الكتابات النقدية النسوية الي طرح افكارهن في هذا المجال المثير للنقاشات الجادة .

د.سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع تشير الي ان الكتاب يعد اضافة لعلم النقد الادبي متفقة مع الكاتبة في تباين الكتابات التي تناولت الاسباب الاجتماعية والاقتصادية التي اثرت في مسيرة المراة وطبيعة علاقتها بالمجتمع مؤكدة ان العسال ناقشت الجهود النقدية لكتابات وناقدات امثال عائشة التيمورية ومقالات باحثة البادية ونبوية موسى ومى زيادة وتناولت اجيالا من المبدعات في مرايا النقد مشيرة إلى ان اهتمام النقد النسائى حاليا بالحركة النسوية المصرية تبلور من خلال مسارين: الاول التزمت به هدى الصدة وسمية رمضان وهالة كمال واخريات اما المسار الاخر فقد التزمت به كل من ألفت الروبى ونبيلة ابراهيم ولحقت بهما كل من شيرين ابو النجا وسوسن ناجى وتميز هذا المسار باعتماده على النقد الثقافي بما يؤكد استقبال المجتمع لابداع المراة وفقا لاستراتيجية ثقافية تحكم تلك الصلة بينما رفضت الكاتبة التعامل مع المراة وفق الطبيعة البيولوجية ومن ثم تجسيد فكرة اعادة اكتشاف المراة والجسد ككيان منفصل عن المجتمع وتضيف الساعاتي ان الكاتبة نجحت في رصد العوامل التي اثرت في مسيرة المراة الكاتبة وابداعها منها ما هو اجتماعي ونفسي وتاريخي ما دفعها الي استخدام الاسماء المستعارة علي مر تاريخها لتفادي الاصطدام بأعراف المجتمع الذكوري مؤكدة انه لاحدود فاصلة فيما هو نسوي او ذكوري بل اصبحت الكاتبة تري الاشياء من منظورها وليس من منظور الاب او الاخ او الزوج مستشهدة برأي الكاتبة في فيرجينيا وولف في طرحها لتحول الاهتمام من الذاتي الي كل ما هو مجتمعي بحيث اصبحت رواية المرأة اكثر نقدا للمجتمع واقل تناولا لحياة الافراد الخاصة فغادرت المراة انوثتها في محاولة الي اثبات جدارتها وابداعها غير المرتبط بجنسها خاصة وان بنية المجتمع قد تجددت وارتفعت فيها الاصوات النسائية

وتسوق د الساعاتي نماذج اسحضرتها الكاتبة التفاتا للنقد النسائي لظاهرة كتابة المرأة للرواية التاريخية كظاهرة عالمية كان لها صداها لدي الكاتبات المصريات فتقول العسال: حينما تكتب المرأة الرواية التاريخية فهي تنفي بذلك مقولة ان المراة لاتجيد الا الكتابة عما تعرفه من خبرات وتجارب حياتية خاصة مؤكدة ان اكتشاف النساء لتاريخهن يمثل اداة للتغيير اضافة الي تقديم دور تثقيفي للرجل والمراة معا لاضفاء اهمية علي ابداعاتهما.

د محمد شبل الكومي استاذ النقد لفت في "ندوة نقدية "حول الكتاب الي اهميته كانطلاقة للحركة النقدية السائدة في مصر في اعتماده علي كتابات نقدية مصرية وطرحه لفكرة وجود الادب النسوي من عدمه كذلك ميزت الكاتبة بين اربعة انماط نقدية هي: نقد اللغة والنقد الثقافي والنقد النفسي والنقد البيولوجي مستعينه بنماذج غربية مثل سيمون دي بوفوار التي انتهجت المنهج الوجودي وفرجينيا وولف التي قالت بالفروق البيولوجية بين الرجل والمراة وخلصت الي ان النقد المصري اتجه الي اللغة والثقافة موضحة ان الحركة النقدية النسائية في مصر صارت اكثر نضجا ويضيف شبل ان الكتاب يتناول فكرة انسحاب المراة من تناول القضايا الاجتماعية الي السيرة الذاتية بسبب غياب المشروع القومي الذي اصبح صعب المنال في عصر ما بعد الحداثة فابتعدت عن القضية الاجتماعية وانطلقت تكتب للتاريخ في محاولة منها ان تجد لها دورا لتستعيد حقها في الكتابة من وجهة نظر نسائية .

ويقول الناقد د سعد ابو الرضا ان الكتاب رصد حركة النقد النسائي في الغرب واهم تطوراته وانتكاساته كما يكشف عن اهم الرائدات في هذا الاتجاه كما يجمع في دقة الجانب النظري والتحليلي مشيرا ان الكاتبة تمتلك من الاليات النقدية ما ساهم في اثراء الكتاب مثل الموازنه بين الاراء المتعددة واستجلاء بواعثها كما جمعت مادة علمية ضخمة معتمدة علي 152 مصدر عربي ومترجم وهيمنت علي المادة ووظفتها خير توظيف ويفند د ابو الرضا فصول الكتاب مستعرضا الفصل الاول الذي تحدث عن اشكالية المصطلح والذي انتهت فيه الكاتبة الي التبشير بالتغير في موقف المراة حيث ان اساس فكرة النقد النسائي نبعت من مطالبة المراة في الغرب بكثير من حقوقها المحرومة منها وانتقلت الفكرة لدينا بنفس الطريقة علي ان يكون الادب وسيلة للدفاع عن المراة في ظل ماعانته وتعانيه من قهر علي اصعدة عدة وفي الفصل الثاني انتقلت الي مناقشة اراء الناقدات اللاتي تناولن كثير من القصص عن معاناة المراة وفي الفصل الثالث تحدثت الكاتبة عن الكتابة النسوية في منتصف القرن العشرين وكانت اكثر نضجا بسبب اشتراك الاكاديميات مع غيرهن في قراءة الاعمال القصصية وكشف ما يطرح مواقفهن من الرجل وتتكامل رؤيتها في الفصل الرابع عارضة للاعمال التي كتبها الرجال عن المراة اما الفصل الخامس ناقش الصورة والذات في السرد النسائي وتناولت فيه الكثير من الاعمال القصصية التي وازنت فيها بين ما تتناوله الكاتبة في قصصها وصورة المجتمع وكشفت ان هناك انفصالا لاختلاف الصورة بما اثر في لغة القصة ذاتها وفي الفصل السادس تعرض الكتاب لاتجاهات النقد النسائي في مصر مثل الاتجاه اللغوي المعتمد علي دراسة النص والاتجاه النفسي المعتمد علي توظيف النقاد لتحليل الاعمال القصصية اعتمادا علي منطق فرويد الذي كان يعتبر المراة ناقصة بفضل الاختلاف البيولوجي اما الفصل الاخير خلص الي ان المراة الكاتبة قادرة علي كتابة الرواية التاريخية


د . زينب العسال
د . زينب العسال
ويضيف محمد شبل الكومي:تصدت زينب العسال لحركة النقد النسوي في الدول العربية مثل استشهادها بكتاب المراة واللغة لعبد الله الغزامي 1996 وانتهت الي فكرة سوسن ناجي في اتفاقها مع الاول في ان شخصية المراة استطاعت تحديد لغتها ومفاهيمها الخاصة وفي ذات السنه ظهر كتاب اللغة واختلاف الجنسين لاحمد مختار عمر الذي اشار الي تحييد فكرة الاختلاف الجنسي حتي لاتحدث مصادرة علي حريةالمراة اما د محمد عبد المطلب رد علي الغزامي في كتاب بلاغة السرد النسوي اكد ان الاصل هو التانيث وليس التذكير وان الابداع هو امرأة في الاصل لاسباب كثيرة .
اما الشاعر والكاتب اسامة عفيفي طالب بضرورة ترجمة الكتاب الي اللغة الانجليزية باعتباره مرجعا بحثيا ودراسة للنقد النسائي بوجه عام مشيرا الي ان الكتاب قدم دراسة حيادية للمشهد الابداعي للمراة المصرية تماست فيه مع الايديولوجي والاجتماعي ونسجت صورة وصفية دقيقة لمشهد كان مبعثرا من قبل الكتاب مؤكدا ان الكتاب يطرح اسئلة هامة حول قضية المراة وهي قضية النخبة في التباسها خاصة والصراع الاجتماعي مرتبط بصعود الطبقة الوسطي المصرية ومحاولة تمصير المجتمع وفرض طبقات اجنبية دخيلة في فترات هامة من تاريخ مصر ولازال الجدل قائما حول تلك الاشكالية "زرع ثقافة الغرب في المجتمع العربي" كما تطرح الكاتبة رؤية حول الابداع الذي يسبق النقد ومفهوم النقد اللغوي للمراة الذي اصبح ضعيفا بسبب شائعات نقدية تتحدث عن ذكورة اللغة منتهيا الي ان الكتاب يقدم صياغة جادة لموضوعات مرتبطة بالنقد النسائي في مصر حيث نجحت الكاتبة في تقسيم الموضوعات في جرأة تحسب لها ابتعدت فيها عن حضور الذات الكاتبةو ظهر ذلك من خلال الاختصارات الطويلة والمزج بين ما هو اجتماعي وايديولوجي وفلسفي فضلا عن البحث الموضوعي المبني علي منهج علمي .







زينة احمد
الثلاثاء 14 يوليوز 2009