أدولف هتلر
فبطل الرواية كارل شميت (1888-1985) هو فيلسوف، سياسي، وعالم قانون ألماني ساند النطام النازي بعد وصوله إلى الحكم عام 1933 فعندما وصل النازيون إلى السلطة في برلين كان عليه أن يختار أن يكون معهم أو ضدهم، إنها هي قصة رجل القانون الذي استطاع أن يضفي على شخصية هتلر البربرية الوحشية طابعا انسانيا، وكان مثل هاملت حينما كان عليه أن يواجه إختيارا مصيريا وربما مثل فاوست الذي قرر أن يبيع روحه للشيطان مقابل تحقيق احلامه.
وقد حصلت رواية بينيوت الصادرة عن دار نشر "اسباسا كالبى" عام 2009 بعنوانها المميز والمثير"عناصر العالم"، على جائزة الربيع "بريمابيرا" في مجال النشر نظرا لانها تاخذ القارىء في مغامرة رائعة من السرد المكثف تصل إلى 600 صفحة من الاحداث والمذابح.
وتدور القصة حول التقلبات الشخصية والمزاجية لكارل شميت بطل الرواية وهو استاذ مثقف نشأ في خضم النازية ليصبح رجل القانون رقم 1 في النظام الذي نجح في تفكيك الديمقراطية المهزومة في حكم جمهورية وايمر الالمانية.
وكان العمال والجنود الألمان قد ثاروا فيتشرين ثان/نوفمبر عام 1918، احتجاجًا على استمرار الحرب العالمية الاولى ونتيجة لتلك الثورات في المدن الألمانية تم الإعلان عن نظام جمهوري في ألمانيا وفر الإمبراطور ولهلم الثاني إلى هولندا. وفي كانون ثان/يناير 1919 تم انتخاب جمعية وطنية عقدت أول اجتماعاتها في وايمر، وأصبحت الجمهورية الجديدة معروفة باسم جمهورية وايمر. وكانت جمهورية وايمر ضعيفة منذ بدايتها، فقد كان أكثر الألمان الذين لهم أهمية مازالوا موالين للإمبراطورية.
يقول بينيوت إن الرواية تعالج مدى الذنب الانساني في شخصية كارل شميت: ذلك المشهد السياسي الذي جاء بمسحة من النازية وعداء واضح للسامية، ممزوجا بنوازعه الانسانية وضعفه وشعوره بالذنب، لأنه كان أولا واخيرا انسانا.
وتتيح الرواية للقارئ فرصة التعرف على الانحرافات الداخلية للفيلسوف، الذي يفكر لوهلة أنه بريء وأن الظروف المحيطة هي التي دفعته إلى ذلك وأنه لم يكن هناك سبيل آخر وفي لحظات أخرى يرى أنه اختار قراره عن ارادة حرة.
ويرى المؤلف في النهاية وبعد هذه الجولة في تقلبات النفس البشرية أنه لا بد ان يكون هناك تقييم ذاتي.
ولعل بينيوت المتابع جيدا للسينما يعرف أن الاتجاه السائد حاليا في الروايات السينمائية المعاصرة قائم على فكرة الجانب الانساني في الوحش، ويظهر ذلك في اعمال مثل فيلم السقوط عن "آخر أيام هتلر" للمخرج الالماني اوليفر هيرشبيجل او الفيلم الامريكي "عملية فالكيريا" الذي جسد فيه توم كروز شخصية كلاوس شتاوفنبرج الكولونيل الالماني الذي حاول اغتيال هتلر وهي حركة تمرد من داخل النظام النازي نفسه
ويقول بينيوت "بعيدا عن فكرة الخير والشر ولا نعني بذلك اننا نقلل من أهمية الفكرة ولكننا في الوقت ذاته نحاول أن نفهم دون تحيز ليس لمنحه حكما بالبراءة بل لتقييمه دون احكام مسبقة".
ولعل روعة الرواية تكمن في ذلك المزج بين التاريخ النفسي لشخصيات الرواية والوقائع التاريخية وهو ما يتجلى في المام بينيوت الكبير بتفاصيل تاريخ المانيا على مدار احداث الرواية.
وقد اكتسب بينيوت هذه المعرفة الواسعة في الفترة التي قضاها في المانيا عندما كان يعد رسالة الدكتوراة عن الفيلسوف الالماني كارل شميت.
يطرح بينيوت في كتابه وقائع حقيقية تتمثل في المراحل التاريخية التي مر بها هتلر منذ وصوله للسلطة وحتى فشله على الجبهة الروسية وانهيار حلمه في تكوين الامبراطورية ويمزج هذه الوقائع بتفاصيلها الدقيقة بالتفاصيل الخيالية الادبية لشخصية كارل شميت المؤيد للنظام النازي أثناء مجده وطريد العدالة في فترة ما بعد الحرب وملابسات محاكمته من قبل العدالة الامريكية.
وقد حصلت رواية بينيوت الصادرة عن دار نشر "اسباسا كالبى" عام 2009 بعنوانها المميز والمثير"عناصر العالم"، على جائزة الربيع "بريمابيرا" في مجال النشر نظرا لانها تاخذ القارىء في مغامرة رائعة من السرد المكثف تصل إلى 600 صفحة من الاحداث والمذابح.
وتدور القصة حول التقلبات الشخصية والمزاجية لكارل شميت بطل الرواية وهو استاذ مثقف نشأ في خضم النازية ليصبح رجل القانون رقم 1 في النظام الذي نجح في تفكيك الديمقراطية المهزومة في حكم جمهورية وايمر الالمانية.
وكان العمال والجنود الألمان قد ثاروا فيتشرين ثان/نوفمبر عام 1918، احتجاجًا على استمرار الحرب العالمية الاولى ونتيجة لتلك الثورات في المدن الألمانية تم الإعلان عن نظام جمهوري في ألمانيا وفر الإمبراطور ولهلم الثاني إلى هولندا. وفي كانون ثان/يناير 1919 تم انتخاب جمعية وطنية عقدت أول اجتماعاتها في وايمر، وأصبحت الجمهورية الجديدة معروفة باسم جمهورية وايمر. وكانت جمهورية وايمر ضعيفة منذ بدايتها، فقد كان أكثر الألمان الذين لهم أهمية مازالوا موالين للإمبراطورية.
يقول بينيوت إن الرواية تعالج مدى الذنب الانساني في شخصية كارل شميت: ذلك المشهد السياسي الذي جاء بمسحة من النازية وعداء واضح للسامية، ممزوجا بنوازعه الانسانية وضعفه وشعوره بالذنب، لأنه كان أولا واخيرا انسانا.
وتتيح الرواية للقارئ فرصة التعرف على الانحرافات الداخلية للفيلسوف، الذي يفكر لوهلة أنه بريء وأن الظروف المحيطة هي التي دفعته إلى ذلك وأنه لم يكن هناك سبيل آخر وفي لحظات أخرى يرى أنه اختار قراره عن ارادة حرة.
ويرى المؤلف في النهاية وبعد هذه الجولة في تقلبات النفس البشرية أنه لا بد ان يكون هناك تقييم ذاتي.
ولعل بينيوت المتابع جيدا للسينما يعرف أن الاتجاه السائد حاليا في الروايات السينمائية المعاصرة قائم على فكرة الجانب الانساني في الوحش، ويظهر ذلك في اعمال مثل فيلم السقوط عن "آخر أيام هتلر" للمخرج الالماني اوليفر هيرشبيجل او الفيلم الامريكي "عملية فالكيريا" الذي جسد فيه توم كروز شخصية كلاوس شتاوفنبرج الكولونيل الالماني الذي حاول اغتيال هتلر وهي حركة تمرد من داخل النظام النازي نفسه
ويقول بينيوت "بعيدا عن فكرة الخير والشر ولا نعني بذلك اننا نقلل من أهمية الفكرة ولكننا في الوقت ذاته نحاول أن نفهم دون تحيز ليس لمنحه حكما بالبراءة بل لتقييمه دون احكام مسبقة".
ولعل روعة الرواية تكمن في ذلك المزج بين التاريخ النفسي لشخصيات الرواية والوقائع التاريخية وهو ما يتجلى في المام بينيوت الكبير بتفاصيل تاريخ المانيا على مدار احداث الرواية.
وقد اكتسب بينيوت هذه المعرفة الواسعة في الفترة التي قضاها في المانيا عندما كان يعد رسالة الدكتوراة عن الفيلسوف الالماني كارل شميت.
يطرح بينيوت في كتابه وقائع حقيقية تتمثل في المراحل التاريخية التي مر بها هتلر منذ وصوله للسلطة وحتى فشله على الجبهة الروسية وانهيار حلمه في تكوين الامبراطورية ويمزج هذه الوقائع بتفاصيلها الدقيقة بالتفاصيل الخيالية الادبية لشخصية كارل شميت المؤيد للنظام النازي أثناء مجده وطريد العدالة في فترة ما بعد الحرب وملابسات محاكمته من قبل العدالة الامريكية.
الفيلسوف كارل شميت
ويعترف المؤلف أنه لجأ إلى أسلوب سرد توافقي سهل وبسيط من اجل الوصول إلى القطاع الاكبر من القراء دون استعراض أي مهارات سردية مبالغ فيها
يرى بينيوت ان ماساة أوروبا وتاريخها أمر لا يمكن حصره، لذا لا يزال هناك العديد من الاسئلة التي ليس لها اجابة في تاريخ أوروبا الحديث وهي تشبه في ماساتها قصة هاملت أمير الدنمارك حيث يرمز به إلى بطل الرواية في حين تبقى كل صراعاته مع أمه التي تمثلها مجازا وطنه المانيا وهو ما يمكن ان ينطبق على الكثير فهي قصة الضوء والظلام في آن واحد او يمكن القول انها قصة الوحش داخل الانسان.
يرى بينيوت ان ماساة أوروبا وتاريخها أمر لا يمكن حصره، لذا لا يزال هناك العديد من الاسئلة التي ليس لها اجابة في تاريخ أوروبا الحديث وهي تشبه في ماساتها قصة هاملت أمير الدنمارك حيث يرمز به إلى بطل الرواية في حين تبقى كل صراعاته مع أمه التي تمثلها مجازا وطنه المانيا وهو ما يمكن ان ينطبق على الكثير فهي قصة الضوء والظلام في آن واحد او يمكن القول انها قصة الوحش داخل الانسان.