الفيلق الثاني
وعلى الأغلب سيتوجه فحام، المعروف باسم "أبو العز أريحا"، إلى الفيلق الثاني، الذي بات اليوم ملجأ للقوى والقادة المعادين لهيئة تحرير الشام، بعد التقارب الذي تزايد خلال العامين الماضيين، بين الهيئة والفيلق الأول، وبينها وبين الجبهة الشامية، التي لطالما اعتُبرت العمود الفقري للفيلق الثالث، قبل أن تعصف بها الانقسامات.
وعلى الرغم من وجود مكونات مناهضة لأي تقارب مع تحرير الشام في الفيلق الثالث، مثل "جيش الاسلام"، و"تجمع فاستقم كما أمرت"، إلا أن وجود التشكيل الذي يقوده فحام، في إعزاز، معقل الجبهة الشامية، يشكل عامل ضغط إضافياً.
التشكيل الذي يضم نحو 800 مقاتل، التحق بالجبهة الشامية في 2021، بعد نفيه من قبل هيئة تحرير الشام، إثر القتال الدامي الذي خاضته ضد حركة أحرار الشام، عندما كان أبو العز أريحا، أحد قادتها.
ورغم عودة العديد من قادة الحركة للعمل في إدلب، بعد القبول بشروط زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، بل والانضواء تحت قيادته، إلا أن فحام حافظ على موقفه الحاسم، وكان أحد أبرز المشاركين في القتال الشرس لمنع محاولات الهيئة اقتحام إعزاز، العام 2022.
ورغم أن الجولاني نجح في تحقيق اختراق كبير في الجبهة الشامية قبل ذلك بوقت طويل، إلا أنه ومنذ عودة كتلة تل رفعت، بقيادة حسن عساف (أبو توفيق)، إلى الفصيل قبل أشهر، ازدادت التوترات بين المناوئين للتحالف مع الجولاني وبين المؤيدين لهذا التوجه.
السبب الأساسي للخلاف
السبب الأساسي للخلاف
المؤيدون لموقف علاء فحام، يتهمون التكتل الداعم للتقارب مع تحرير الشام، بالضغط عليه من أجل دفعه للرحيل، خصوصاً أن عناصره يرابطون على أهم موقع في إعزاز، وهو جبل برصايا. ويقولون إن الجولاني وضع إبعاده عن المدينة، على رأس مطالبه من أجل القبول بالتحالف مع الجبهة الشامية.
لكن مصدراً من قيادة الجبهة أبلغ "المدن"، أن سبب خروج تشكيل فحام من الشامية، هو الخلاف على الكتلة المالية وتوزيعها.
وقال المصدر إن التشكيل يحصل على رواتب شهرية عن 800 عنصر، 500 منهم في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب وريفها، وأن فحام رفض أكثر من مرة نقلهم إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني، ما أدى إلى هذا الخلاف الذي انتهى الأحد الماضي، بالاتفاق على مغادرته الفصيل.
وبينما فضّل فحام تأجيل الحديث حول أسباب الخلاف والخروج من الجبهة الشامية، نفت مصادر مطلعة المعلومات التي تحدثت عن وجود عناصر تابعين للتشكيل الذي يقوده في إدلب.
الخلاف مع الجولاني
الخلاف مع الجولاني
وأكدت المصادر لـ"المدن"، أن "هناك خلافاً إيديولوجياً وسياسياً عميقاً ومتجذراً بين الطرفين، بالإضافة إلى عداء شخصي مستحكم بينه وبين الجولاني، يمنع حتى مجرد القبول بأقل من ذلك"، مشددة على أن "هيئة تحرير الشام لا يمكن أن تقبل بوجود عنصر واحد يتبع لفحام في مناطقها".
أمر يرجحه أحمد قربي، الباحث في "مركز الحوار السوري" للدراسات، الذي يرى أن ما حدث لم يكن مفاجئاً، بالنظر إلى طبيعة التباينات في المواقف داخل الجبهة الشامية.
وأكد قربي لـ"المدن"، أنه ومنذ أكثر من عام، والجبهة الشامية تزداد اقتراباً من تحرير الشام، بعد انفراط عقد تحالف الجولاني مع قادة "القوة المشتركة"، الأمر الذي وضع المناوئين لهذا التقارب من قادة الجبهة، في موقف ضعيف.
ويذكّر قربي بالحادثة التي وقعت بين مقاتلين من الفصيل الذي يقوده فحام، وبين زملاء لهم من فصيل عاصفة الشمال، أحد مكونات الجبهة الشامية أيضاً، حيث قُتل ثلاثة من عناصره، وتم الاستيلاء على جزء من أسلحة الفصيل، لتضيف مزيداً من التأزم الذي لم تنجح كل محاولات حلّه خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وعليه، يرى قربي أن قرار فحام الخروج من الشامية يعتبر طبيعياً، كما أنه يأتي في توقيت تتسارع فيه عملية الفرز والاصطفاف بين فصائل الجيش الوطني، إذ من المتوقع أن يقود فحام عناصره إلى الفيلق الثاني، الذي يقوده فهيم عيسى المقرب من تركيا.
-------
المدن
-------
المدن