ذاك أنّ الذين يُفاجأون يصدرون عن سذاجة تصدّق رواية الحزب عن نفسه بوص
فه مقاومة لبنانيّة، معنيّة بحماية لبنان من إسرائيل وتعدّياتها وأطماعها المفترضة.
وهذه الرواية إنّما تصلها بالواقع خيوط أوهى من خيوط العنكبوت. ذاك أنّ تصديق خرافة حزب الله عن دوره إهانة للعقل يسندها ما لا يُحصى من أحداث ووقائع.
لقد ولد حزب الله ليكون أداة إقليميّة أصلاً. ولأجل هذا الهدف توزّع النظامان الإيرانيّ والسوريّ، منذ نشأته الأولى مطالع الثمانينات، تدريبه وتسليحه وتمويله ورعايته وتأمين إمداداته. وهذا ما كان ليحصل إلاّ للوفاء بمهمّات من نوع المهمّة التي يؤدّيها اليوم في سوريّا.
لهذا يبدأ النقد من مكان آخر أكثر جذريّة، هو دور ذاك الحزب في تحطيم لبنان وتهديمه حفاظاً على المصالح الإقليميّة لكلّ من نظامي طهران ودمشق.
وعملاً بهذه "الاستراتيجيّة"، نلاحظ اليوم تحوّلاً لافتاً يستجرّه التورّط في سوريّا. فبين الانسحاب الإسرائيليّ من لبنان في 2000 واندلاع الثورة السوريّة في 2011، كان خوف اللبنانيّين ينحصر في توريط بلدهم في نزاع واحد يمكنهم تجنّبه. وبالفعل استُجلب العدوان الإسرائيليّ المدمّر على لبنان في 2006. ومع هذا لا تزال احتمالات تكراره قائمة لدواعٍ كانت طائرة أيّوب الشهيرة آخرها. لكنْ منذ 2011، ومن دون أن يقلّ الخوف الإسرائيليّ على لبنان، بدأ ينشأ خوف آخر: ذاك أنّ اعتبار سوريّا أرضاً للقتال ضدّ الشعب السوريّ، كائنة ما كانت الذرائع، قد يدفع سوريّين ولبنانيّين مؤيّدين للثورة السوريّة إلى اعتبار لبنان أرضاً للقتال ضدّ ذاك الطرف.
وهذه كارثة محقّقة يزيدها بشاعة وخطورة طغيان لونين مذهبيّين مختلفين على جبهتي الصراع السياسيّ الذي يتحوّل، في تلك الحال، نزاعاً دمويّاً مفتوحاً.
وهنا تتكشّف، للمرّة المليون، حقائق أساسيّة ثلاث:
أولاها أنّ حزب الله غير معنيّ إطلاقاً بإرادة اللبنانيّين التي يُفترض أنّ هيئاتهم التمثيليّة المنتخبة تجسّدها وتعكسها. وهذا ما بات يُحرج حتّى بعض رموز الدولة كرئيس الجمهوريّة، ممّن كانوا يُبدون قدرة مدهشة على التعايش مع التجاوز الكبير الذي يمثّله حزب الله.
والثانية أنّ مسألة مقاتلة إسرائيل لم يبق فعليّاً من طاقتها الإقناعيّة حتّى ما يقنع الأطفال. لقد بدأنا في "ما بعد حيفا" وقد ننتهي في "ما بعد حلب".
لكنّ الحقيقة الثالثة والأهمّ أنّ "استراتيجيّة" حزب الله كناية عن وصفة خراب لشعب ووطن ومنطقة. وفي "استراتيجيّة" كهذه، ستتلاحق الكوارث وتكبر مثلما تكبر كرة الثلج
وهذه الرواية إنّما تصلها بالواقع خيوط أوهى من خيوط العنكبوت. ذاك أنّ تصديق خرافة حزب الله عن دوره إهانة للعقل يسندها ما لا يُحصى من أحداث ووقائع.
لقد ولد حزب الله ليكون أداة إقليميّة أصلاً. ولأجل هذا الهدف توزّع النظامان الإيرانيّ والسوريّ، منذ نشأته الأولى مطالع الثمانينات، تدريبه وتسليحه وتمويله ورعايته وتأمين إمداداته. وهذا ما كان ليحصل إلاّ للوفاء بمهمّات من نوع المهمّة التي يؤدّيها اليوم في سوريّا.
لهذا يبدأ النقد من مكان آخر أكثر جذريّة، هو دور ذاك الحزب في تحطيم لبنان وتهديمه حفاظاً على المصالح الإقليميّة لكلّ من نظامي طهران ودمشق.
وعملاً بهذه "الاستراتيجيّة"، نلاحظ اليوم تحوّلاً لافتاً يستجرّه التورّط في سوريّا. فبين الانسحاب الإسرائيليّ من لبنان في 2000 واندلاع الثورة السوريّة في 2011، كان خوف اللبنانيّين ينحصر في توريط بلدهم في نزاع واحد يمكنهم تجنّبه. وبالفعل استُجلب العدوان الإسرائيليّ المدمّر على لبنان في 2006. ومع هذا لا تزال احتمالات تكراره قائمة لدواعٍ كانت طائرة أيّوب الشهيرة آخرها. لكنْ منذ 2011، ومن دون أن يقلّ الخوف الإسرائيليّ على لبنان، بدأ ينشأ خوف آخر: ذاك أنّ اعتبار سوريّا أرضاً للقتال ضدّ الشعب السوريّ، كائنة ما كانت الذرائع، قد يدفع سوريّين ولبنانيّين مؤيّدين للثورة السوريّة إلى اعتبار لبنان أرضاً للقتال ضدّ ذاك الطرف.
وهذه كارثة محقّقة يزيدها بشاعة وخطورة طغيان لونين مذهبيّين مختلفين على جبهتي الصراع السياسيّ الذي يتحوّل، في تلك الحال، نزاعاً دمويّاً مفتوحاً.
وهنا تتكشّف، للمرّة المليون، حقائق أساسيّة ثلاث:
أولاها أنّ حزب الله غير معنيّ إطلاقاً بإرادة اللبنانيّين التي يُفترض أنّ هيئاتهم التمثيليّة المنتخبة تجسّدها وتعكسها. وهذا ما بات يُحرج حتّى بعض رموز الدولة كرئيس الجمهوريّة، ممّن كانوا يُبدون قدرة مدهشة على التعايش مع التجاوز الكبير الذي يمثّله حزب الله.
والثانية أنّ مسألة مقاتلة إسرائيل لم يبق فعليّاً من طاقتها الإقناعيّة حتّى ما يقنع الأطفال. لقد بدأنا في "ما بعد حيفا" وقد ننتهي في "ما بعد حلب".
لكنّ الحقيقة الثالثة والأهمّ أنّ "استراتيجيّة" حزب الله كناية عن وصفة خراب لشعب ووطن ومنطقة. وفي "استراتيجيّة" كهذه، ستتلاحق الكوارث وتكبر مثلما تكبر كرة الثلج