عائلة روبير كفوري
في مرجعيون (100 كلم جنوب بيروت)، كما في شبعا والنبطية والخيام وغيرها ينام الناس على خبر توقيف "عميل" ويفيقون على سؤال "من اوقف اليوم؟"، ويتحدثون عن "بورصة توقيفات يومية". وبين الرواية والرواية، يعتقل مواطنون ليتبين بعد ساعات انهم ابرياء.
في شبعا الحدودية، اوقف اخيرا شخصان من العائلة نفسها. وبسرعة فائقة، بدأت التقارير تتناول تاريخهما، لا سيما ان احد افراد عائلتهما كان من المتعاملين سابقا مع اسرائيل خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان، ونسجت روايات بوليسية حول مدى تورطهما، ثم افرج عنهما.
ويعبر ريشار ج. (38 عاما) وهو يوقف سيارته قرب متجر في بلدة القليعة عن استيائه "اكاد اشعر ان كل شيء ملفق. لماذا اليوم؟ خلال تسع سنوات، لم يكشفوا شيئا، والآن فجأة لا شغل لنا الا احصاء العملاء".
لذلك، لا يريد صاحب مرآب في مرجعيون ان يكشف اسمه "فكل الناس هنا يعرفون بعضهم".
ويضيف ان "عائلات بعض الموقوفين لا تعرف شيئا عن نشاطهم، وهي غير راضية عن ادائهم، ولا نريد ان نتسبب بالضرر لها، فنحن في النهاية جيران".
تلك هي حال روبير كفوري المقيم في مرجعيون منذ 18 عاما. "اشقاؤه واهله اوادم وهو كان يبدو كذلك حتى تاريخ اعتقاله" كما يقول صاحب المرآب.
في منزل روبير كفوري غير المنجز والمؤلف من طبقتين، تقف زوجته الشابة على الشرفة وتكتفي بالقول "روبير لا علاقة له باي شيء، ونحن لا نصدق التهمة".
اما الحاجة نهى حمود (66 عاما) الجالسة في باحة منزلها المجاور في حي العريض، فتقول "الجاسوس اذا كان مذنبا، ليضره الله. واذا كان بريئا، فلترافقه السلامة".
وتضيف "هذا الحي دمر بكامله خلال حرب 2006 (بين الاسرائيليين وحزب الله)، باستثناء منزل روبير. والله اعلم!".
ويقول جار آخر "في هذا الحي، سقط شهيدان، ومنزلي دمر. واصيب ابني اصابة طفيفة، وتغير مجرى حياتي".
ويتابع "المدرسة التي كانت تعمل فيها زوجتي دمرت. الآن هي تعيش في بيروت وانا هنا ولا نلتقي الا في نهاية الاسبوع. لا اعلم ما الذي ساشعر به ان ثبت ان روبير هو من اعطى العدو احداثيات منازلنا".
ويضيف "افهم ان يتعامل المرء مع العدو خلال فترة الاحتلال. لكن ان تظهر العمالة الآن، بعد التحرير، فامر غير مقبول".
منزل ايلي الحايك الذي فر الاسبوع الماضي مع زوجته وابنائه الثلاثة عبر الحدود الى اسرائيل، فارغ ومقفل بالجنازير منذ تفتيشه على ايدي رجال الامن. والجيران مذهولون.
وتقول سيدة تقطن في منزل ملاصق "استأجر ايلي المنزل منذ حوالى سنتين ونصف. يمر قربنا فيسلم ولم يدخل يوما لا منزلنا ولا منزل اي من الجيران".
وتضيف "كنت اتبادل احيانا الكلام مع زوجته تيريز لكن دائما خارج المنزل وفي العموميات. كانوا منغلقين على انفسهم"
ايلي كان استاذ مدرسة ويعطي دروسا خصوصية. "ولم يشك احد به يوما، لا سيما انه كان معاقا (يعاني من شلل اطفال)".
ويرى احد النافذين في المنطقة من دون ان يكشف اسمه ان سبب كل ذلك "الاحكام المخففة التي صدرت على العملاء السابقين. لو علقت المشانق لما تجرأ احد على الاتصال بالعدو".
وغادر الاف اللبنانيين من اعضاء جيش لبنان الجنوبي، الميليشيا التي انشاتها اسرائيل في الجنوب في 1978، الى الدولة العبرية في اعقاب انسحاب جيشها من لبنان في العام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال، خوفا من اعمال انتقامية او من العقاب.
ويعتبر العمل لحساب اسرائيل "خيانة كبرى" قد تصل الاحكام فيه الى حد الاعدام. الا ان الملاحقات التي طالت المتعاملين الذين بقوا في لبنان جاءت مخففة اذ اخذت بالاعتبار ظروف "الاحتلال والامر الواقع".
في الغندورية المطلة على وادي الحجير او "مقبرة الميركافا"، بحسب ما يسميه اهالي المنطقة، تيمنا بمعركة جرت في 2006 بين الجنود الاسرائيليين وعناصر حزب الله خسر خلالها الاسرائيليون عددا من الآليات، الذهول يختلط بالغضب على ابن البلدة ناصر نادر.
وقد وصف المسؤولون الامنيون نادر الموقوف منذ اكثر من اسبوع ب"الصيد الثمين"، فيما الصحف تتناقل اخبار عن تورطه في تصفية "مقاومين" واعطاء معلومات عن مراكز حزبية وشخصيات.
ويقول، رئيس البلدية محمد نادر، الاخ غير الشقيق لناصر، لوكالة فرانس برس، "اذا صح ما يكتب في الصحف، فانا اتبرأ منه في الدنيا والآخرة".
وفي ما يشبه الصدى لمطالبة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في ذكرى "المقاومة والتحرير" في 25 ايار/مايو بالاعدام للعملاء، يقول محمد نادر "لقد مرغ كرامتنا في الوحل، وانا مستعد لاعدمه بيدي!".
في شبعا الحدودية، اوقف اخيرا شخصان من العائلة نفسها. وبسرعة فائقة، بدأت التقارير تتناول تاريخهما، لا سيما ان احد افراد عائلتهما كان من المتعاملين سابقا مع اسرائيل خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان، ونسجت روايات بوليسية حول مدى تورطهما، ثم افرج عنهما.
ويعبر ريشار ج. (38 عاما) وهو يوقف سيارته قرب متجر في بلدة القليعة عن استيائه "اكاد اشعر ان كل شيء ملفق. لماذا اليوم؟ خلال تسع سنوات، لم يكشفوا شيئا، والآن فجأة لا شغل لنا الا احصاء العملاء".
لذلك، لا يريد صاحب مرآب في مرجعيون ان يكشف اسمه "فكل الناس هنا يعرفون بعضهم".
ويضيف ان "عائلات بعض الموقوفين لا تعرف شيئا عن نشاطهم، وهي غير راضية عن ادائهم، ولا نريد ان نتسبب بالضرر لها، فنحن في النهاية جيران".
تلك هي حال روبير كفوري المقيم في مرجعيون منذ 18 عاما. "اشقاؤه واهله اوادم وهو كان يبدو كذلك حتى تاريخ اعتقاله" كما يقول صاحب المرآب.
في منزل روبير كفوري غير المنجز والمؤلف من طبقتين، تقف زوجته الشابة على الشرفة وتكتفي بالقول "روبير لا علاقة له باي شيء، ونحن لا نصدق التهمة".
اما الحاجة نهى حمود (66 عاما) الجالسة في باحة منزلها المجاور في حي العريض، فتقول "الجاسوس اذا كان مذنبا، ليضره الله. واذا كان بريئا، فلترافقه السلامة".
وتضيف "هذا الحي دمر بكامله خلال حرب 2006 (بين الاسرائيليين وحزب الله)، باستثناء منزل روبير. والله اعلم!".
ويقول جار آخر "في هذا الحي، سقط شهيدان، ومنزلي دمر. واصيب ابني اصابة طفيفة، وتغير مجرى حياتي".
ويتابع "المدرسة التي كانت تعمل فيها زوجتي دمرت. الآن هي تعيش في بيروت وانا هنا ولا نلتقي الا في نهاية الاسبوع. لا اعلم ما الذي ساشعر به ان ثبت ان روبير هو من اعطى العدو احداثيات منازلنا".
ويضيف "افهم ان يتعامل المرء مع العدو خلال فترة الاحتلال. لكن ان تظهر العمالة الآن، بعد التحرير، فامر غير مقبول".
منزل ايلي الحايك الذي فر الاسبوع الماضي مع زوجته وابنائه الثلاثة عبر الحدود الى اسرائيل، فارغ ومقفل بالجنازير منذ تفتيشه على ايدي رجال الامن. والجيران مذهولون.
وتقول سيدة تقطن في منزل ملاصق "استأجر ايلي المنزل منذ حوالى سنتين ونصف. يمر قربنا فيسلم ولم يدخل يوما لا منزلنا ولا منزل اي من الجيران".
وتضيف "كنت اتبادل احيانا الكلام مع زوجته تيريز لكن دائما خارج المنزل وفي العموميات. كانوا منغلقين على انفسهم"
ايلي كان استاذ مدرسة ويعطي دروسا خصوصية. "ولم يشك احد به يوما، لا سيما انه كان معاقا (يعاني من شلل اطفال)".
ويرى احد النافذين في المنطقة من دون ان يكشف اسمه ان سبب كل ذلك "الاحكام المخففة التي صدرت على العملاء السابقين. لو علقت المشانق لما تجرأ احد على الاتصال بالعدو".
وغادر الاف اللبنانيين من اعضاء جيش لبنان الجنوبي، الميليشيا التي انشاتها اسرائيل في الجنوب في 1978، الى الدولة العبرية في اعقاب انسحاب جيشها من لبنان في العام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال، خوفا من اعمال انتقامية او من العقاب.
ويعتبر العمل لحساب اسرائيل "خيانة كبرى" قد تصل الاحكام فيه الى حد الاعدام. الا ان الملاحقات التي طالت المتعاملين الذين بقوا في لبنان جاءت مخففة اذ اخذت بالاعتبار ظروف "الاحتلال والامر الواقع".
في الغندورية المطلة على وادي الحجير او "مقبرة الميركافا"، بحسب ما يسميه اهالي المنطقة، تيمنا بمعركة جرت في 2006 بين الجنود الاسرائيليين وعناصر حزب الله خسر خلالها الاسرائيليون عددا من الآليات، الذهول يختلط بالغضب على ابن البلدة ناصر نادر.
وقد وصف المسؤولون الامنيون نادر الموقوف منذ اكثر من اسبوع ب"الصيد الثمين"، فيما الصحف تتناقل اخبار عن تورطه في تصفية "مقاومين" واعطاء معلومات عن مراكز حزبية وشخصيات.
ويقول، رئيس البلدية محمد نادر، الاخ غير الشقيق لناصر، لوكالة فرانس برس، "اذا صح ما يكتب في الصحف، فانا اتبرأ منه في الدنيا والآخرة".
وفي ما يشبه الصدى لمطالبة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في ذكرى "المقاومة والتحرير" في 25 ايار/مايو بالاعدام للعملاء، يقول محمد نادر "لقد مرغ كرامتنا في الوحل، وانا مستعد لاعدمه بيدي!".