ماذا جنيتم يا من صفقتم للقتلة والمجرمين الذين كانوا يحرقون بيوت جيرانكم وأشقائكم المزعومين في الوطن ويدفنونهم تحت الركام أو يدفعونهم إلى عرض البحار ليركبوا السفن والقوارب إلى أوروبا والدول المجاورة أو يتحولوا طعاماً للأسماك والحيتان في عرض المحيطات؟ لقد صدقتم كلمات ابن البهرزي «جرو الشام» (لم يبلغ من الحلم بعد لينال مرتبة الكلب) وهو يعدكم بـ«المجتمع المتجانس» الذي ستعيشون فيه معززين مكرمين بعد أن تتخلصوا من أخوتكم الذين صاحوا في وجه الطاغية وهم أكثر من ثلثي الشعب السوري. كل من صفق لـ«الهردبشت» الأندبوري طرطور الشام البهرزي وهو يتحدث عن تنظيف سوريا مما سماهم بالجراثيم والبكتريا هو مسؤول مثله عما وصل إليه حال سوريا والسوريين. ليتكم كنتم تعلمون أن تصفيقكم لنيرون سوريا كان مجرد مقبلات لما وصلتم إليه الآن من ذل وهوان وبؤس وفقر وأنتم تقضون الساعات على طوابير الجوع والعار كي يرمي لكم ابن البهرزي و«سنكوحته» جرجيرة الشام بفتات سرقاتهما. هل سمعتم الفنان الشبيح الركن وائل رمضان وهو يعترف بأنه حمار وابن ستين ألف حمار لأنه صفق للعصابة البهرزية ولم يركب البحر ليهرب من جحيم سوريا البهرزية مع الذين سبقوه؟ هل تسمعون أنين الشبيح العقيد بشار إسماعيل وهو يقول إنه صار يرقص أفضل من نجوى فؤاد وفيفي عبده بسبب البرد القارس وانعدام أبسط مستلزمات الحياة في ديار قرد القرداحة؟
سوريا بلد هجره معظم الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والحرفيين والمعلمين والفلاحين والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم طاقاته البشرية الخلاقة التي يقوم عليها المجتمع؟
هل شاهدتم باسم ياخور وهو يجوب شوارع دمشق ويتباكى على الليرة السورية التي صارت برخص التراب ولم تعد الألف ليرة تشتري لحاملها عرنوس ذرة مسلوقاً؟ هل سمعتم المذيعة السورية باسمة زنبقة وهي تقول للاجئين السوريين الذين هربوا من الجحيم: «كنا نحزن عليكم، لكن ندعوكم الآن أن تحزنوا علينا، لأن وضعكم أفضل من وضعنا في سوريا الأسد بعشرات المرات؟» هل شاهدتم الأسير السوري ذياب قهموز من قرية الغجر العلوية في الجولان وهو يرفض الخروج من السجن الإسرائيلي ليعيش طليقاً في سوريا البهرزي «الأسد سابقا»؟ هل سمعتم منظمي المؤتمر الخاص بعودة اللاجئين بدمشق وهم يتهامسون فيما بينهم: « كيف تريدون للاجئين أن يعودوا؟ افتحوا لنا الحدود ولن تروا سورياً واحداً يبقى في سوريا الأسد؟» هل سمعتم ذلك السوري البائس في شوارع اللاذقية وهو يقول: «إن المواطن السوري الصامد هو الذي لا يمتلك ثمن تذكرة سفر للهروب إلى موزمبيق؟»
بصراحة وكي لا أكذب عليكم: لدي رغبة جامحة بأن أقول نعم لبشار البهرزي في تمثيلية الانتخابات البهرزية الرئاسية الكوميدية الخزعبلاتية القادمة. لماذا؟ لأنني أريده أن يجثم على صدوركم لفترة أطول كي تعلموا أن الله حق، وكي تدفعوا ثمن تصفيقكم للظلم والطغيان، وكي تبقوا تحت نعال البهارزة القتلة والمجرمين واللصوص الذين يتقاتلون الآن على ثروات سوريا بينما أنتم تموتون من الجوع والبرد. لا شك أنكم شاهدتم المعارك بين رامي مخلوف وأسماء البهرزي التي «كوّشت» على كل ثروات سوريا وصارت تتقاسم معكم حبة الأرز ورغيف الخبز عبر بطاقتها الذكية. سأقول نعم لبشار كي يجعل الكهرباء حلماً بعيد المنال لكل من صفق له وكي تعلموا أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وأنكم لا تستطيعون العيش في بلد هجره معظم الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والحرفيين والمعلمين والفلاحين والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم طاقاته البشرية الخلاقة التي يقوم عليها المجتمع؟ هل سمعتم نقيب أطباء سوريا الدكتور كمال عامر وهو يقول على شاشة التلفزيون السوري إن العديد من الأطباء السوريين هاجروا إلى الصومال لأن الوضع في الصومال أفضل من سوريا البهرزية بكثير؟
اصحوا أيها الحمقى. آن الأوان أن تعلموا يا من صفقتم للبهرزي إنه يدمركم الآن كما دمر بقية السوريين عبر اجراءات التجويع والإذلال والقهر والظلم والتمييز وانتهاك الأعراض والحرمات والسطو على الممتلكات ونهب الفقراء بحيث سيموتون بالعراء كالكلاب على يد من دفعوا أبناءهم للموت من أجله. ماذا تتوقعون يا من بقيتم تحت رحمته وبسطاره وبوطه البهرزي من خير وأمل؟ يقطع عنكم الكهرباء 22 ساعة في اليوم ويبقيكم كالخفافيش في الظلام ويبيع الكهرباء للبنان والأردن ويسرق ريعها هو وأسماء البهرزي ويضعها في حساباته في الخارج. هل هذا هو أملكم ومنقذكم ومن تعولون عليه في حياة حرة كريمة؟ إنه لا يفكر إلا بأفضل الطرق لإذلالكم وقتلكم على البطيء بعد أن حرقكم في ساحات القتال للدفاع عنه. وها هو اليوم يطالبكم أن تدفعوا له البدل بالدولار وإلا سيبيع أملاككم واملاك أجدادكم بالمزاد العلني إن تمنعتم ورفضتم الموت من أجله هو وسنكوحته البهرزية؟
واليوم، لم يبق سوى زهرة شباب أبنائكم الذين ربيتموهم «كل شبر بنذر» كما يُقال، وصرفتم «دم قلوبكم» عليهم كي يموتوا من أجل عرش هذا المعتوه التافه المعوق الذليل وليتاجر بأرواحهم في حروبهم الدونكيشوتية الخاسرة ويبتزكم بالدولارات إن لم تكونوا «خدماً وحشماً» في جيش الحرامية واللصوص والبطاطا المسلوقة المنهار. لقد بلغ السيل الزبى. وإذا رضيتم بهذا الواقع فلن أقول لكم سوى: يداك أوكتا وفوك نفخ،
ولا ندري، هل نقول: اللهم شماتة بكم؟ أم اللهم لا شماتة؟
-------------
القدس العربي