نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ندوة قاهرية تناقش كتاب الدكتور عبد الحليم محمود عن موقف الأسلام من الفن والعلم والفلسفة




القاهرة -الهدهد - كانت رؤية الدكتور عبد الحليم محمود وزير الاوقاف الأسبق في جمهورية مصر العربية موضع جدل ولا تزال خصوصا من قبل عتاة المحافظين الذين ينكرون تشجيع الروح الاسلامية للآداب والفنون ويزعمون انها ضد العلم والفلسفة وقد وضع المفكر والوزير السابق كتابا حول هذه القضايا عنوانه "موقف الاسلام من الفن والعلم والفلسفة " هذا الكتاب كان مدار بحث ندوة أقامتها الهيئة العامة للكتاب في اطار خطتها لاحياء ابداعات كبار الكتاب وذلك ضمن لقاءات دورية بمناسبة الموسم الصيفي اختتمتها بندوة لمناقشة كتاب الدكتور عبد الحليم محمود الذي صدر عن سلسلة مكتبةالاسرة و يجيب عن كثير من الاسئلة المثارة حول قضايا الفن والعلم والفلسفه
ويحدد موقف الاسلام منها.


المشاركون في ندوة مناقشة كتاب الدكتور عبد الحليم محمود
المشاركون في ندوة مناقشة كتاب الدكتور عبد الحليم محمود
يتضمن الكتاب خمسة فصول تتناول موقف الدين من الفنون والشعر والقصص والروايات والتصوير والنحت والسينما وغير ذلك. ويخلص الى أن المفهوم الحقيقي للعلم في الاسلام ليس هو العلم الديني فقط، ولكنه العلم المتسع لمختلف مجالات المعرفة في الكون والانسان وما خلق الله، ولا أدل على ذلك من قول الله تعالى: «إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب
ويتناول الكتاب دائرة العلم في الاسلام، وأهداف الرسالة الاسلامية ومنزلة العلم ومكانته، وثمرة الحث على العلم، واسطورة التعارض بين الاسلام والعلم والمناهج العلمية بين الاسلام والحضارة الحديثة

الندوة شارك فيها كل من أحمد الشاذلى ود. أسامة موسى ود. طه الدسوقى حبيش ومحيى عبد الحليم ومصطفى لبيب وادار الندوة د. عبد الحميد مدكور أستاذ ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم.
الدكتور محيي الدين عبد الحليم استاذ الاعلام بجامعة الازهر أكد أن الدين الاسلامى ونصوص القرآن الكريم يحثا على طلب العلم عملا بقوله تعالي "اقرأ باسم ربك " ،"وقل رب زدنى علماً" ،على عكس ما يشاع عن الدين الاسلامى من اتهامات بدعوته الي التخلف والعودة الي عصور الجاهلية مشيرا ان الله تعالي دعانا للبحث فى الكون ومعرفة أسراره خلافا لما يردده المتزمتون من ان العلم هو العلم الدينى وما يتصل بالشريعة فقط وهذا غير صحيح لان الدين الاسلامى يدعو إلى دراسة علوم كثيرة منها الطب والفلك والطبيعة وغيرها من العلوم الإنسانية،
أما عن الفن فيوضح الكتاب موقف الدين الايجابي من الفنون والشعر والقصص والروايات والتصوير والنحت والسينما وغير ذلك ويخلص الى أن مذاهب التعبير في كل الفنون مذاهب انسانية تختلف باختلاف أحوال الناس ونظمهم ودرجة ثقافتهم، والاسلام لا يقيدها إلا من ناحية ما تعبر عنه، من ناحية الألفاظ المستخدمة في التعبير، أي أن الاسلام لا يبيح الخروج على آدابه، ويترك للمسلم بعد ذلك أن يعبر عن فكرته بالأسلوب الذي يريد، دون ان يقيده بمذهب ما، فلم يأت الاسلام بمذهب للتعبير لا يرضي غيره.

وعلى مستوى الابداع الأدبي، شعرا أو نثرا، فالأمر فيه معلق على حديث النبي صلى الله عليه وسلم «حسنه حسن وقبيحه قبيح».والشيخ عبد الحليم رفض مقولة الفن للفن مشددا علي ضرورة ان يوظف الفن لخدمة البشرية والارتقاء بالأخلاق والذوق العام فضلا عن ان هناك شعراء كان لهم الفضل فى نشر الدعوة الإسلامية عن طريق الشعر فيما تحدث الكتاب عن مواصفات الشعر الاسلامى وهى الإيمان وقول الحق والوقوف ضد الظلم .

ومن جانبه لفت د طه الدسوقى استاذ العقيدة والاديان بكلية اصول الدين قائلا : لا يمكن الفصل بين نهضة أمة وتطورها علمياً، وطبيعة موقفها ورؤيتها العقائدية والدينية والفلسفية تجاه العلم والمعرفة، إذ أن هذا الموقف وهذه الرؤية الدينية تشكل بصورة دائمة حافزاً يوجه حركة المجتمع، كما تحدد مجالات وحدود وطبيعة العلم والمعرفة المطلوبة وفق تصور هذا الدين أو هذه العقيدة، وهذا ما حدث تاريخياً وفكرياً في علاقة الإسلام بالعلم، والنهضة العلمية التي عرفها تاريخ العالم الإسلامي، واضاف: عندما تحدث الكاتب عن الفن تحدث عن الفن الاسلامى وهو من وجهة نظره يرجع الي أسلوب العرض وموائمته مع ما يحثنا عليه ديننا الحنيف من بث للفضائل والسلوكيات الحميدة بغض النظر عن الاداة الموصلة الي هذا ،ولم يوافق الشيخ عبد الحليم على شعار الفن للفن ،وهى وجهة نظر يونانية،ولكن الفن لغيره كما تقول نظرية "الكهف" لأفلاطون ومفاداها أن الإنسان إذا جلس أمام فوهة كهف والشمس خلفه ومر الإنسان من خلفه سيظهر خياله أمامه وبذلك الإنسان فى الخلف هو الحقيقة أما الظل الذي أمامه هو الخيال فالمرحلة الأولى هى المثل والمرحلة الثانية هى الخيالات ويرى أفلاطون أن هناك شئ ثالث هو تصوير الخيالات وهكذا المرحلة الأولى هى الحقيقة والثانية هى التعبير عن هذه الحقيقة والذى يعبر عنها هو الفن كما يرى الشيخ عبد الحليم في كتابه أن الفن إذا تحدث عن الإنسان كقيمة عالية لها أهميتها يصير فنا إسلاميا فهو أسلوب تقديم وتصوير ما يجب أن يكون عليه الفن وهنا يكون قد حقق هدفه فيما شدد الكتاب علي أن الفن يجب ان يحاصر وينحصر كى ينضبط على الموقف الذى يتوائم والرؤية الإسلامية له .

د.احمد الشاذلى قال :ربط الشيخ عبد الحليم محمود بين العلم والفلسفة والتصوف انطلاقا من فرضية عدم حاجتنا الي الدفاع عن ديننا الاسلامي امام هجوم قائم علي الجهل بنظرية الإسلام كدين وهي نظرية جامعة لكل الجوانب المادية والروحية وتكتسب قداسة عن النظريات الأخرى وهذا يفسر استمرارها وعدم فنائها بوفاة الرسول ،صلى الله عليه وسلم ، ولكنها تزداد انتشارا حتى يومنا هذا.
وعن الفن فقد اختار الشيخ بعض الجوانب منها الشعر والأدب متمثلا في فن الكلمة المنبثق من جنباته الادب والشعر الذي نستنبط منه فنون اخري مثل التصوير والموسيقى ،كما أن الإسلام لم ينه عن الشعر وإنما عن الغواية فى الشعر وكان هناك بعض الصحابة يهتمون بالشعر مثل كعب بن زهير" كما ازدهر الشعر فى عهد الدولة العباسية والدولة لأموية وتربع على عرشها.

ويضيف الشاذلي يشير الكتاب الي ان الإسلام يدعو للجمال ،والقرآن الكريم ويحثنا فى كثير من آياته للنظر الي السماء والمصابيح التى تزينها كما ان هناك ربط آخر بين الجمال والمنفعة في الاسلام فالإسلام لا يدعو للجمال لغاية مجردة بل للجمال النفعى ومن هذا المنطلق زينت المساجد فنجدها تحف فنية رائعة ،وكذلك النقوش على السيوف والقلاع والكتب الإسلامية وكل ما يتعلق بالحياة الإنسانية وما بها من صور جمالية ،والإسلام لم ينه عن التصوير والزركشة فالآيات القرآنية فيها تصوير لحركة الأرض وتعاقب الليل والنهار ومليئة بالصور الجمالية التى تؤدى للإيمان .

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

كما ان القرآن الكريم زاخر بالموسيقي الداخلية في كلماته وتنغيمها المحبب الي اذن السامعين ، فضلا عن التراتيل الايمانية والآذان جميعها تحوي جرسا موسيقيا مستحبا بما يؤكد عدم تعارض تعاليم الدين الاسلامي مع الفنون باشكالها المختلفة ما دامت لا تحض علي رزيلة او تثير رغبات غير مستحبة .

اما د.مصطفى لبيب قال: الكتاب تعامل مع 3 أنساق كبيرة منفصلة عن بعضها "الفن ،العلم ،الفلسفة".ساعيا الي تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن علاقة العلم بالدين فالدين عقيدة وتشريع واخلاق أما العلم مهمته الكشف عن طبيعة الأشياء و الشيخ عبد الحليم محمود دافع عن مكانة العلم فى الإسلام فالاسلام تحدث عن العلم وليس فى العلم الذي هو من صنع العلماء عبر التاريخ كما ان الإسلام يدعو إلى صناعة العلم ويدعو الإنسان لان يتعلم وليس العلم فقط هو العلم الطبيعى أو المادى ولكن هناك علوم أخرى إنسانية لها علاقة بالعلم مثل السياسة والاقتصاد.



زينة احمد
الجمعة 31 يوليوز 2009