كان المنزل عمليا يقع في ضاحية ريفية بفيلادلفيا ، حيث كانت زوجته فيرجينيا تغرس الأزهار، وتستقبل ضيوف زوجها بترحاب شديد على أنغام الموسيقى. يضاف إلى ذلك أن والدة زوجة بو، كانت تعيش معهما في نفس المنزل، وكانت تساعد في أعمال البيت، فضلا عن رعاية ابنتها المصابة بالسل. نظرا لطبيعة موقع المنزل في الجهة القبلية، كانت الشمس تدخل جميع حجراته لفترات طويلة من النهار، وهو عنصر مهم جدا بالنسبة للكاتب، أخذا في الاعتبار أنه في تلك الفترة السابقة على اختراع الكهرباء كانت المنازل تضاء بمصابيح الكيروسين.
ولد بو في بوسطن، ونشر أول أعماله الشعرية وهو دون الثامنة عشرة من عمره بعنوان "تيمورلنك وقصائد أخرى"، وبالرغم من ولعه بالشعر، إلا أنه حقق مكاسب أسرع وبصورة أيسر من بيع قصصه القصيرة للصحف الأدبية. سرعان ما اكتسبت كتاباته شخصية متميزة لتركز على جرائم القتل البشعة، وقصص الخيانة، والحوادث التي يروح ضحيتها فتيات شابات جميلات. "مصرع فتاة جميلة يعد بلا شك من أكثر الموضوعات شاعرية في العالم"، كتب بو عام 1846. بعد عقود من رحيله أكد واحد من كبار المتخصصين في أدب الجريمة، آرثر كوناند ويل، مبتكر شخصية شيرلوك هولمز، أن بو يعد بالفعل الرائد المؤسس لأدب الجريمة والرعب.
الظروف المأسوية التي تعرض لها بو في حياته كانت بمثابة مادة خصبة أثرت عالمه السردي. توفت أمه ضحية للسل، عندما كان طفلا لم يكمل عامين من عمره، أما والده الممثل الفاشل، فكان قد هجر الأسرة قبل قليل من رحيل الأم، يضاف إلى ذلك أن السيدة التي تبنته، فرنسيس آلين، وإبنة عمها فيرجينيا التي أصبحت فيهما بعد زوجته، توفيا ضحية هذا الوباء اللعين. أما أكثر المآسي التي تعرض لها بو فكانت رحيل أعز أصدقائه، ومكتشف موهبته، والشخصية التي يعتقد أنه كان عشيق الكاتب الأمريكي، فقد لقى حتفه أيضا نتيجة لمرض السل، بعض شهور قليلة من دخوله مصحة عقلية. مدفوعا بحاجته المستمرة إلى المال، ورغبته الدفينة في أن يصبح في يوم من الأيام مالك ورئيس تحرير صحيفة أدبية مرموقة، كان بو دائم التنقل من مسكن لمسكن. فبعد أن أقام لفترة في بالتيمور وفوردهام، وبرونكس في نيويورك، عاش الأديب ست سنوات في فيلادلفيا ، حيث تعرف على تشاليز دكينز، صاحب "أوليفر تويست"، وتبادل الرسائل مع العديد من الكتاب والشعراء مثل هنري وادسورث لونفلو وجيمس راسيل لويل.
بدأت كتابات بو تجتذب القراء بصورة فعالة وقوية منذ أن أقام في فيلادلفيا ، حيث ارتفع توزيع صحيفة " Burton's Gentleman's Magazine" الأدبية من 500 إلى 3500 نسخة بسبب نشر قصص بو في غضون شهور قليلة، مما دفع الصحيفة للتعاقد معه كمحرر بأجر ثابت قدره عشرة دولارات في الأسبوع. يذكر أنه من بين القصص التي نشرتها الصحيفة "انهيار منزل أشر"، والتي تدور حول خروج مادلين بعد وفاتها من تربتها قبل أن تلتهم النيران المنزل، وبالمثل كتب جزءا كبيرا من أشهر وأهم أعماله وهو ديوان "الغراب الأسود" في فيلادلفيا.
أكد العشرات من سكان فيلادلفيا أن بو كان يقيم في البداية في المنزل رقم 532 بالجادة السابعة، لينتقل بعد ذلك في أربعينيات القرن التاسع عشر إلى مقره النهائي، الذي تم إعلانه عام 1930 معلما أثريا تاريخيا. قلة الأثاث بالمنزل تزيد من صعوبة محاولة التعرف على تفاصيل الحياة اليومية لدى الكاتب أثناء إقامته بالمنزل، إلا أن القبو المظلم الذي يملأ نسيج العنكبوت أركانه، وعامود المدخنة شاهق الارتفاع قد يساعد خيال الزوار للتعرف على مصدر إلهام الكاتب لنهاية أحداث قصة القط الأسود.
يصف الروائي من خلال القصة مدى تعلق بطل القصة بالقط الأسود بلوتو الذي أهدته إليه زوجته، التي لم تكن تؤمن بمعتقدات تلك الأزمنة التي كانت تعتبر القطط السود نذر شؤم أو سحرة متنكرين. ولكن يبدو أن أحوال بطل القصة يطرأ عليها تغييرات مهمة منذ دخول هذا القط في حياته، فيبدأ في معاقرة الخمر، بسبب اعتلال مزاجه، ويتحول سلوكه إلى العنف، لدرجة أنه في نوبة هياج تحت تأثير الخمر، أقدم على انتزاع عين القط، بسبب خمشه له على سبيل المزاح. يسيطر العنف تماما على البطل حتى يقوم بشنق القط بحبل على شجرة. ولكن بعد فترة من تلك الحادثة ينتابه شعور جارف بالحنين إلى القط الأسود، فيعثر على قط أسود آخر شديد الشبه بالقط الراحل فيأخذه إلى المنزل، ولكن سرعان ما يشعر بالضجر منه وفي يوم من الأيام تحت تأثير الغضب يحاول قتله بفأس، ولكن الضربة تخطئ طريقها وتصيب زوجته في رأسها لتلقي مصرعها. في نهاية الأحداث يتحول القط الأسود إلى شاهد الإثبات الذي يرشد بموائه الشرطة عن القاتل وأين أخفى القتيلة.
"ظهرت الجثة في حالة تفسخ تام، تعلوها بقع الدم المتخثر، تنتصب واقفة أمام الجميع ... كان يربض فوق رأسها، الحيوان الأعور المرعب بعين ينطلق منها الشرار، والذي دفعني لؤمه لارتكاب جريمة القتل، وسلم موائه رقبتي لسيف الجلاد. كنت قد سويت بالوحش الشرير جدار مقبرة القبو", اختتم بو قصته بمشهد القبو المستوحى بالكامل من تفاصيل منزل فيلادلفيا.
ولد بو في بوسطن، ونشر أول أعماله الشعرية وهو دون الثامنة عشرة من عمره بعنوان "تيمورلنك وقصائد أخرى"، وبالرغم من ولعه بالشعر، إلا أنه حقق مكاسب أسرع وبصورة أيسر من بيع قصصه القصيرة للصحف الأدبية. سرعان ما اكتسبت كتاباته شخصية متميزة لتركز على جرائم القتل البشعة، وقصص الخيانة، والحوادث التي يروح ضحيتها فتيات شابات جميلات. "مصرع فتاة جميلة يعد بلا شك من أكثر الموضوعات شاعرية في العالم"، كتب بو عام 1846. بعد عقود من رحيله أكد واحد من كبار المتخصصين في أدب الجريمة، آرثر كوناند ويل، مبتكر شخصية شيرلوك هولمز، أن بو يعد بالفعل الرائد المؤسس لأدب الجريمة والرعب.
الظروف المأسوية التي تعرض لها بو في حياته كانت بمثابة مادة خصبة أثرت عالمه السردي. توفت أمه ضحية للسل، عندما كان طفلا لم يكمل عامين من عمره، أما والده الممثل الفاشل، فكان قد هجر الأسرة قبل قليل من رحيل الأم، يضاف إلى ذلك أن السيدة التي تبنته، فرنسيس آلين، وإبنة عمها فيرجينيا التي أصبحت فيهما بعد زوجته، توفيا ضحية هذا الوباء اللعين. أما أكثر المآسي التي تعرض لها بو فكانت رحيل أعز أصدقائه، ومكتشف موهبته، والشخصية التي يعتقد أنه كان عشيق الكاتب الأمريكي، فقد لقى حتفه أيضا نتيجة لمرض السل، بعض شهور قليلة من دخوله مصحة عقلية. مدفوعا بحاجته المستمرة إلى المال، ورغبته الدفينة في أن يصبح في يوم من الأيام مالك ورئيس تحرير صحيفة أدبية مرموقة، كان بو دائم التنقل من مسكن لمسكن. فبعد أن أقام لفترة في بالتيمور وفوردهام، وبرونكس في نيويورك، عاش الأديب ست سنوات في فيلادلفيا ، حيث تعرف على تشاليز دكينز، صاحب "أوليفر تويست"، وتبادل الرسائل مع العديد من الكتاب والشعراء مثل هنري وادسورث لونفلو وجيمس راسيل لويل.
بدأت كتابات بو تجتذب القراء بصورة فعالة وقوية منذ أن أقام في فيلادلفيا ، حيث ارتفع توزيع صحيفة " Burton's Gentleman's Magazine" الأدبية من 500 إلى 3500 نسخة بسبب نشر قصص بو في غضون شهور قليلة، مما دفع الصحيفة للتعاقد معه كمحرر بأجر ثابت قدره عشرة دولارات في الأسبوع. يذكر أنه من بين القصص التي نشرتها الصحيفة "انهيار منزل أشر"، والتي تدور حول خروج مادلين بعد وفاتها من تربتها قبل أن تلتهم النيران المنزل، وبالمثل كتب جزءا كبيرا من أشهر وأهم أعماله وهو ديوان "الغراب الأسود" في فيلادلفيا.
أكد العشرات من سكان فيلادلفيا أن بو كان يقيم في البداية في المنزل رقم 532 بالجادة السابعة، لينتقل بعد ذلك في أربعينيات القرن التاسع عشر إلى مقره النهائي، الذي تم إعلانه عام 1930 معلما أثريا تاريخيا. قلة الأثاث بالمنزل تزيد من صعوبة محاولة التعرف على تفاصيل الحياة اليومية لدى الكاتب أثناء إقامته بالمنزل، إلا أن القبو المظلم الذي يملأ نسيج العنكبوت أركانه، وعامود المدخنة شاهق الارتفاع قد يساعد خيال الزوار للتعرف على مصدر إلهام الكاتب لنهاية أحداث قصة القط الأسود.
يصف الروائي من خلال القصة مدى تعلق بطل القصة بالقط الأسود بلوتو الذي أهدته إليه زوجته، التي لم تكن تؤمن بمعتقدات تلك الأزمنة التي كانت تعتبر القطط السود نذر شؤم أو سحرة متنكرين. ولكن يبدو أن أحوال بطل القصة يطرأ عليها تغييرات مهمة منذ دخول هذا القط في حياته، فيبدأ في معاقرة الخمر، بسبب اعتلال مزاجه، ويتحول سلوكه إلى العنف، لدرجة أنه في نوبة هياج تحت تأثير الخمر، أقدم على انتزاع عين القط، بسبب خمشه له على سبيل المزاح. يسيطر العنف تماما على البطل حتى يقوم بشنق القط بحبل على شجرة. ولكن بعد فترة من تلك الحادثة ينتابه شعور جارف بالحنين إلى القط الأسود، فيعثر على قط أسود آخر شديد الشبه بالقط الراحل فيأخذه إلى المنزل، ولكن سرعان ما يشعر بالضجر منه وفي يوم من الأيام تحت تأثير الغضب يحاول قتله بفأس، ولكن الضربة تخطئ طريقها وتصيب زوجته في رأسها لتلقي مصرعها. في نهاية الأحداث يتحول القط الأسود إلى شاهد الإثبات الذي يرشد بموائه الشرطة عن القاتل وأين أخفى القتيلة.
"ظهرت الجثة في حالة تفسخ تام، تعلوها بقع الدم المتخثر، تنتصب واقفة أمام الجميع ... كان يربض فوق رأسها، الحيوان الأعور المرعب بعين ينطلق منها الشرار، والذي دفعني لؤمه لارتكاب جريمة القتل، وسلم موائه رقبتي لسيف الجلاد. كنت قد سويت بالوحش الشرير جدار مقبرة القبو", اختتم بو قصته بمشهد القبو المستوحى بالكامل من تفاصيل منزل فيلادلفيا.