على من يجرؤ من أتباع الديانتين في ألمانيا على التدخل في شئون الآخر أن يتوقع غضبا واستياء من جانب هذا الآخر وذلك كما حدث مؤخرا مع نافد كرماني الذي يحمل الجنسيتين الالمانية والايرانية وصاحب المؤلفات الألمانية عن الدين الإسلامي الذي حصل على جائزة الثقافة التي منحتها له ولاية هيسن وسط ألمانيا، تلك الجائزة التي سحبت منه لأنه "تدخل في شئون الآخر".
أما ذنبه فهو إثارة امتعاض "جيرانه" المسيحيين بحديثه الذي تعرض فيه علنا لعقيدة الصلب والفداء خلال مقال بإحدى الصحف. عندها هاجت الأنفس المسيحية وماجت وظهر من يقول: إنه مسلم يمارس النشاط الإسلامي في قلب العقيدة المسيحية.
كانت ردود فعل الكاردينال كارل ليمان رئيس مجمع الاساقفة الكاثوليك وبيتر شتاينأكر، الرئيس السابق لكنائس ولاية هيسن ومنطقة ناساو واضحة لا لبس فيها حيث ذهبا إلى أنهم لا يرغبون في اقتسام أي نوع من الجوائز مع من يحلل العقيدة المسيحية بشكل يقترب من الإساءة للذات الإلهية، خاصة إذا كانت هذه الجائزة للإشادة بدور فعال في الحوار بين الأديان.
وترى أستاذة الأديان جريت كلينكهامر أن هناك توجها متزايدا بين المسيحيين بالذات لصد المسلمين عن التطرق لنقاط بعينها في الحوار بين أصحاب الديانتين. وذهبت كلينكهامر التي تدرس الأديان في جامعة بريمن شمال ألمانيا إلى أن ممثلي الديانتين المسيحية والإسلامية يسعون من خلال الحوار لإبراز نقاط القوة في دينهملكن محرمات القرون الوسطى وما قبلها ما تزال قائمة في اذهان الطرفين
أضافت كلينكهامر على هامش الاحتفال بيوم الكنيسة الثاني والثلاثين اليوم السبت في بريمن:"غالبا ما يشعر المسلمون خلال الحوار مع المسيحيين بأنهم لن يفقدوا شيئا جراء هذا الحوار وأنهم سيكسبون فقط، سيكسبون قبولا اجتماعيا أو فرصا للمشاركة.. أما المسيحيون فيساورهم القلق من أنهم لا يمكن أن يربحوا شيئا من وراء الحوار وأن حوارهم لن يؤدي إلا إلى إعلاء قيمة الاقلية المسلمة داخل بلادهم ألمانيا".
وخلافا لنتائج الحوار على مستوى القيادات المسيحية والإسلامية فإن هناك تقدما على مستوى القاعدة بين أنصار الديانتين حيث يجرى الحوار بينهم بدون تعنت أو تشنج حسب زيلكه ليشنر المسئولة عن الحوار المسيحي الإسلامي في برنامج يوم الكنيسة والتي تلخص تجاربها خلال أحد عشر عاما من الحوار بين أتباع الديانتين بالقول:"التواصل مع المسلمين يصبح أكثر قوة وكثافة مرة بعد أخرى وهو غير إشكالي".
وأشارت ليشنر إلى أن أحد النصوص الرسمية للكنيسة البروتستانتية في ألمانيا كان له تأثير سلبي على العلاقة بين المسلمين والمسحييين في ألمانيا وهو النص الذي يحمل عنوان:"المصافحة:وضوح وعلاقة جوار" والذي صدر عام 2006 والذي طولب فيه المسلمون بالاعتراف بمبادئ الدستور الألماني كأساس للحوار مع المسيحيين بما فيها المساواة بين الرجل والمرأة وحرية اعتناق الدين.
شعرت المنظمات الإسلامية آنذاك بأن دينهم يدفع لزاوية خطأ وكان رد الفعل هجمات على رئيس المجمع البروتستانتي فولفجانج هوبر.
أما المسيحيون الكاثوليك فقد كان لخطاب حبرهم الأعظم البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان في مدينة ريجنسبورج الألمانية تأثير الألغام على الحوار بين الإسلام والمسيحية وذلك عندما اقتبس مقولة تعود للقرون الوسطى عن نبي الإسلام محمد. كانت هذه المقولة كافية لإثارة غضب العالم الإسلامي وسخطه رغم أن البابا كان يقصد من ورائها أن الدين لا يتعارض مع العقل وأن كلا منهما يكمل الآخر وأن العنف الذي يمارس في الشرق الأوسط هو بمثابة إساءة لاستخدام الدين، وهي آراء يشاطره فيها معظم المسلمين.
ولكن الحوار الدولي شهد تقدما في الفترة التي تلت هذه الكلمة وحتى الآن وبدأت النباتات الخضراء والورود تنمو في طريق الحوار حيث البروفيسور هانز كونج ، عالم الأديان ورئيس مؤسسة الأخلاقيات العالمية للأديان بولاية توبينجن الألمانية أن المملكة العربية السعودية نفسها أصبحت ترى ضرورة الحوار بين الأديان.
كما كان لكارثة خطاب بابا الفاتيكان في مدينة ريجنسبورج تأثير إيجابي بما تسببت فيه من مبادرات للحوار بين الديانتين حيث أكدت 138 شخصية إسلامية في خطاب للكنائس المسيحية على الطبيعة المسالمة للأديان.
ويؤكد بيتر هينزلر رئيس مجموعة العمل بمجمع الكنائس الكاثوليكية المعنية بالحوار بين المسيحيين والمسلمين في مدينة فرانكفورت أن الحوار المسيحي الإسلامي ليس مجرد عبارات منبرية كما يرى فرانك شيرماخر رئيس مجلس إدارة صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية.
ويرى هينزلر أن للحوار الصريح بين الديانتين هدفين أساسيين وهما تبادل العلم عن الديانتين وبين أصحابهما والحديث عن التعايش بين أتباع الديانتين في ألمانيا في ظل الدستور الألماني.
ويستنكر هينزلر الطريقة التي عومل بها كرماني صاحب المؤلفات الإسلامية الذي سحبت منه جائزة الثقافة التي منحتها إياه ولاية هيسن ورأى أن هذه الطريقة "ضحت بأحد المسلمين لإرضاء الغوغاء. كما أبدى هينزلر انتقاده لسحب الجائزة من كرماني بسبب رفض ليمان و شتاينأكر.
وطالب فريدريش شورليمر الحائز على جائزة الكتاب الألمانية للسلام والقس البروتستانتي في مدينة فيتنبرج، التي شهدت الحركة التصحيحية للإصلاحي البروتستانتي مارتن لوتر بالصدق في الحوار بين المسيحيين والمسلمين قائلا:"ليس من المروءة أن يتحدث أحد الطرفين عن الآخر من وراء ظهره".
أضاف شورليمر أنه إذا كان ليمان و شتاينأكر يشعران بأن مشاعرهما المسيحية قد جرحت بشدة فإنه من الممكن أن يتقدم لهما بالاعتذار.
ورأى شورليمر أن هذه الواقعة أوضحت أن كرماني لا يعرف سوى نصف الحقيقة عن عقيدة الصلب والفداء لدى المسيحيين وأنه يفتقد لمعرفة حقيقة الإيمان بقيامة المسيح التي لا تنفصل عن صلب المسيح أما ما عدا ذلك فإن كرماني قد تطرق للحديث عن أحد المحرمات في العقيدة المسيحية.
غير أن شورليمر يحمل في جعبته أيضا رسالة غير مريحة للمسلمين حيث يرى أن الإسلام لم يصل بعد لمرحة التنوير التي مر بها الدين المسيحي ويقول:"أما المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الغربي أمثال كرماني فأنا أنتظر منهم أن يشاركوا في التنوير بما تمليه عليهم حقيقة العيش بين أظهر الأوروبيين وأن يعلنوا رفضهم لطريقة تعامل المسلمين مع قضية سلمان رشدي على سبيل المثال.
أما ذنبه فهو إثارة امتعاض "جيرانه" المسيحيين بحديثه الذي تعرض فيه علنا لعقيدة الصلب والفداء خلال مقال بإحدى الصحف. عندها هاجت الأنفس المسيحية وماجت وظهر من يقول: إنه مسلم يمارس النشاط الإسلامي في قلب العقيدة المسيحية.
كانت ردود فعل الكاردينال كارل ليمان رئيس مجمع الاساقفة الكاثوليك وبيتر شتاينأكر، الرئيس السابق لكنائس ولاية هيسن ومنطقة ناساو واضحة لا لبس فيها حيث ذهبا إلى أنهم لا يرغبون في اقتسام أي نوع من الجوائز مع من يحلل العقيدة المسيحية بشكل يقترب من الإساءة للذات الإلهية، خاصة إذا كانت هذه الجائزة للإشادة بدور فعال في الحوار بين الأديان.
وترى أستاذة الأديان جريت كلينكهامر أن هناك توجها متزايدا بين المسيحيين بالذات لصد المسلمين عن التطرق لنقاط بعينها في الحوار بين أصحاب الديانتين. وذهبت كلينكهامر التي تدرس الأديان في جامعة بريمن شمال ألمانيا إلى أن ممثلي الديانتين المسيحية والإسلامية يسعون من خلال الحوار لإبراز نقاط القوة في دينهملكن محرمات القرون الوسطى وما قبلها ما تزال قائمة في اذهان الطرفين
أضافت كلينكهامر على هامش الاحتفال بيوم الكنيسة الثاني والثلاثين اليوم السبت في بريمن:"غالبا ما يشعر المسلمون خلال الحوار مع المسيحيين بأنهم لن يفقدوا شيئا جراء هذا الحوار وأنهم سيكسبون فقط، سيكسبون قبولا اجتماعيا أو فرصا للمشاركة.. أما المسيحيون فيساورهم القلق من أنهم لا يمكن أن يربحوا شيئا من وراء الحوار وأن حوارهم لن يؤدي إلا إلى إعلاء قيمة الاقلية المسلمة داخل بلادهم ألمانيا".
وخلافا لنتائج الحوار على مستوى القيادات المسيحية والإسلامية فإن هناك تقدما على مستوى القاعدة بين أنصار الديانتين حيث يجرى الحوار بينهم بدون تعنت أو تشنج حسب زيلكه ليشنر المسئولة عن الحوار المسيحي الإسلامي في برنامج يوم الكنيسة والتي تلخص تجاربها خلال أحد عشر عاما من الحوار بين أتباع الديانتين بالقول:"التواصل مع المسلمين يصبح أكثر قوة وكثافة مرة بعد أخرى وهو غير إشكالي".
وأشارت ليشنر إلى أن أحد النصوص الرسمية للكنيسة البروتستانتية في ألمانيا كان له تأثير سلبي على العلاقة بين المسلمين والمسحييين في ألمانيا وهو النص الذي يحمل عنوان:"المصافحة:وضوح وعلاقة جوار" والذي صدر عام 2006 والذي طولب فيه المسلمون بالاعتراف بمبادئ الدستور الألماني كأساس للحوار مع المسيحيين بما فيها المساواة بين الرجل والمرأة وحرية اعتناق الدين.
شعرت المنظمات الإسلامية آنذاك بأن دينهم يدفع لزاوية خطأ وكان رد الفعل هجمات على رئيس المجمع البروتستانتي فولفجانج هوبر.
أما المسيحيون الكاثوليك فقد كان لخطاب حبرهم الأعظم البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان في مدينة ريجنسبورج الألمانية تأثير الألغام على الحوار بين الإسلام والمسيحية وذلك عندما اقتبس مقولة تعود للقرون الوسطى عن نبي الإسلام محمد. كانت هذه المقولة كافية لإثارة غضب العالم الإسلامي وسخطه رغم أن البابا كان يقصد من ورائها أن الدين لا يتعارض مع العقل وأن كلا منهما يكمل الآخر وأن العنف الذي يمارس في الشرق الأوسط هو بمثابة إساءة لاستخدام الدين، وهي آراء يشاطره فيها معظم المسلمين.
ولكن الحوار الدولي شهد تقدما في الفترة التي تلت هذه الكلمة وحتى الآن وبدأت النباتات الخضراء والورود تنمو في طريق الحوار حيث البروفيسور هانز كونج ، عالم الأديان ورئيس مؤسسة الأخلاقيات العالمية للأديان بولاية توبينجن الألمانية أن المملكة العربية السعودية نفسها أصبحت ترى ضرورة الحوار بين الأديان.
كما كان لكارثة خطاب بابا الفاتيكان في مدينة ريجنسبورج تأثير إيجابي بما تسببت فيه من مبادرات للحوار بين الديانتين حيث أكدت 138 شخصية إسلامية في خطاب للكنائس المسيحية على الطبيعة المسالمة للأديان.
ويؤكد بيتر هينزلر رئيس مجموعة العمل بمجمع الكنائس الكاثوليكية المعنية بالحوار بين المسيحيين والمسلمين في مدينة فرانكفورت أن الحوار المسيحي الإسلامي ليس مجرد عبارات منبرية كما يرى فرانك شيرماخر رئيس مجلس إدارة صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية.
ويرى هينزلر أن للحوار الصريح بين الديانتين هدفين أساسيين وهما تبادل العلم عن الديانتين وبين أصحابهما والحديث عن التعايش بين أتباع الديانتين في ألمانيا في ظل الدستور الألماني.
ويستنكر هينزلر الطريقة التي عومل بها كرماني صاحب المؤلفات الإسلامية الذي سحبت منه جائزة الثقافة التي منحتها إياه ولاية هيسن ورأى أن هذه الطريقة "ضحت بأحد المسلمين لإرضاء الغوغاء. كما أبدى هينزلر انتقاده لسحب الجائزة من كرماني بسبب رفض ليمان و شتاينأكر.
وطالب فريدريش شورليمر الحائز على جائزة الكتاب الألمانية للسلام والقس البروتستانتي في مدينة فيتنبرج، التي شهدت الحركة التصحيحية للإصلاحي البروتستانتي مارتن لوتر بالصدق في الحوار بين المسيحيين والمسلمين قائلا:"ليس من المروءة أن يتحدث أحد الطرفين عن الآخر من وراء ظهره".
أضاف شورليمر أنه إذا كان ليمان و شتاينأكر يشعران بأن مشاعرهما المسيحية قد جرحت بشدة فإنه من الممكن أن يتقدم لهما بالاعتذار.
ورأى شورليمر أن هذه الواقعة أوضحت أن كرماني لا يعرف سوى نصف الحقيقة عن عقيدة الصلب والفداء لدى المسيحيين وأنه يفتقد لمعرفة حقيقة الإيمان بقيامة المسيح التي لا تنفصل عن صلب المسيح أما ما عدا ذلك فإن كرماني قد تطرق للحديث عن أحد المحرمات في العقيدة المسيحية.
غير أن شورليمر يحمل في جعبته أيضا رسالة غير مريحة للمسلمين حيث يرى أن الإسلام لم يصل بعد لمرحة التنوير التي مر بها الدين المسيحي ويقول:"أما المسلمون الذين يعيشون في المجتمع الغربي أمثال كرماني فأنا أنتظر منهم أن يشاركوا في التنوير بما تمليه عليهم حقيقة العيش بين أظهر الأوروبيين وأن يعلنوا رفضهم لطريقة تعامل المسلمين مع قضية سلمان رشدي على سبيل المثال.