يقع مقر المتحف بوسط العاصمة، وتعتبر مقتنياته علامات على مشوار نجاح النيابة العامة منذ إقرار إعادة تنظيمها عام 1992 بموجب دستور 1991. ويتميز المبنى بلونه الأصفر، ويضم تسعة طوابق على مساحة 1500 متر مربع، وتتنوع المعروضات بصالاته بين أجهزة لاسلكي، وهواتف نقالة وحواسيب وأجهزة تسجيل، وصور وأزياء موحدة، وقطع سلاح، ومحتويات أرشيف وبرامج وخطط، وغيرها من الأدلة التي صودرت بموجب قرارات من النيابة العامة، لتعرض أمام الجمهور، مجانا، من خلال هذا المتحف الدائم الفريد من نوعه في كل أمريكا اللاتينية.
تجدر الإشارة إلى أن اختيار المعروضات تم بمعرفة وبقرار من النائب العام نفسه، المستشار نستور أومبرتو مارتينيث، سعيا منه وتحت شعار "من الشعب وللشعب ومن أجل الشعب" إلى توعية المواطنين بجهود هذه المؤسسة القضائية في مكافحة الجريمة.
يضم قسم مكافحة المخدرات، خمس قاعات فسيحة، مطلية جدرانها بالبيض، ويعلوها سقف خشبي ضخم، ولكن يبدو أن هذه المساحة الكبيرة لا تكفي لعرض كل هذه الكمية الضخمة من الأدلة المصادرة من كارتيلات المخدرات والميليشيات المسلحة والجماعات شبه العسكرية وبعض عناصر الطبقة الحاكمة الفاسدة المتورطة في هذه الأنشطة الإجرامية.
تبدأ الجولة في متحف الجريمة بشرح استرشادي عن طبيعة المؤسسة القضائية وظروف عملها والمستشارين المختلفين الذين تعاقبوا على رئاستها والعديد من وكلاء النائب العام المتميزين خلال فترة الربع قرن الماضية.
على بعد خطوات قليلة، تعرض على الجدران، مجموعة من الشيكات المصرفية صودرت في إطار ما يعرف بـ"العملية 8000"، التي أثبتت النيابة خلالها تورط الرئيس السبق ارنستو سامبر في الحصول على أموال من تجار المخدرات لتمويل حملته الانتخابية، وفي إطار العملية ذاتها أطيح ايضا بالعشرات من رجال السياسة لتورطهم في الأمر ذاته.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تقول المتحدثة باسم المتحف بالوما جيريرو "يوجد من بين المعروضات حقيبة فخمة ماركة كارتييه، صودرت من كاتب حسابات كارتيل كالي لتجارة المخدرات، التشيلي جييرمو بالوماري، بالإضافة إلى مجموعة من الشيكات المصرفية حررها رجال عصابات المخدرات إلى نواب برلمان ومسؤولين كبار بالحكومة".
تعرض الحقيبة الفاخرة فرنسية الصنع على طاولة تتوسط القاعة وتطل منها رزمة من الشيكات المصرفية الموقعة والممهورة بختم مدفوع لصالح المستفيد من المبالغ الطائلة التي لا تزال ضخمة بالرغم من مرور عدة عقود، وتلقاها العديد من رجال السياسة ليوقعوا بالرئيس الأسبق سامبر، على الرغم من ادعائه البراءة منذ التسعينيات وطوال كل هذه السنوات.
الصالة الثالثة مخصصة لتوضيح طرق وأساليب عمل عصابات تهريب المخدرات بدءا من عملية الانتاج حتى عملية الترويج والتهريب، كما يوجد نموذج مصغر لمعمل تحويل أوراق الكوكا إلى مسحوق الكوكايين، وشرح مفصل لأساليب إخفاء وتمويه المخدرات الأكثر اتباعا من قبل المهربين، وماكينات تزييف النقود.
كما يوجد بإحدى القاعات الدراجة النارية البرمائية التي كان يستخدمها بابلو اسكوبار، أشهر تاجر مخدرات في التاريخ، حيث جمع بين أسلوب روبين هود وآل كابوني، معلنا الحرب على الدولة بشتى الوسائل، ومستخدما أموال المخدرات في تشييد أحياء بالكامل للفقراء تتمتع بخدمات متكاملة من مدارس لمستشفيات وأندية وحدائق، كما اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية "عدو الشعب رقم واحد"، وكان الرئيس الأسبق رونالد ريجان يطالب الشعب الأمريكي بالتوقف عن تعاطي المخدرات، وخاصة الشباب في ميامي، التي سيطر عليها اسكوبار وأغرقها بالكوكايين خلال عقدي الثمانينيات ومطلع التسعينيات، حتى قضى عليه عام 1993، بمساعدة الاستخبارات المركزية الأمريكية. يحتفظ المتحف بسيارة الكابو الشهيرة ماركة رولز رويس بألوانها الأخضر والوردي والبنفسجي التي طالما تفاخر بها اسكوبار.
يجذب انتباه الزائرين مجموعة من أجهزة الحاسوب المحطمة تماما وزي مموه به بعض الثقوب، هذه المتعلقات تخص الزعيم السابق لجماعة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك)، فيكتور خوليو سواريز، الشهير بـ(مونو جوجوي)، الذي تم تصفيته خلال عملية عسكرية عام 2010. توضح جيريرو أن "هذا هو الزي الذي كان يرتديه مونو جوجوي، لحظة الإيقاع به، وقد تم تنظيفه بطريقة خاصة تفاديا لأية مخاطر بيولوجية"، مؤكدة أن النيابة العامة تمكنت من بحث أكثر من ستة ملايين وثيقة من أرشيف جماعة فارك.
يبرز من بين الوثائق التي أثارت انتباه المحققين، برنامج المحاسبات "أميجو كونتابلين"، والذي كان يتيح للجماعة تحديد جبهاتها وحصر مصادر أموال وممتلكات ومصادر تمويل نشاط كل منها.
خصص المتحف قسما خاصل لنشاط الجماعات شبه العسكرية، وأكثر ما يثير الانتباه في هذا القسم، هو نموذج الحافلة ماركة تويوتا، حمراء اللون التي قتل بها 12 من مسؤولي النيابة العامة منذ 28 عاما بقرية لا روتشيلا، خلال عملية نفذتها جماعات شبه عسكرية بالتآمر مع الجيش.
في آخر الجولة، يجد زوار المتحف ما يعرف بـ"جدار الفساد" موضح عليه تفاصيل تحقيقات أجريت مؤخرا كان محورها رجال سياسة وكبار مسؤولين في الدولة، استغلوا مناصبهم وحصانتهم السياسية وحصلوا على أرباح ومنافع وعقود مقاولات وعمولات على غرار ما حدث في فضيحة كونسورتيوم أودبريخت البرازيلي.
"لدينا هنا الهاتف النقال الخاص بالنائب السابق أوتو بولا، والذي حصلت النيابة منه على كافة التفاصيل والبيانات اللازمة لإدانته بتلقي رشوة تقدر بنحو أربعة ملايين دولار من قبل أودبريخت بين عامي 2013 و 2014"، توضح جيريرو.
تؤكد المتحدثة باسم المتحف أن الغرض من هذه المبادرة ليس "تمجيد الجريمة"، على العكس تماما، "إنها وسيلة لبناء الثقة بين المواطنين وهذه المؤسسة القضائية وأهدافها التي تنحصر في مكافحة الجريمة والأنشطة غير الشرعية".
من جانبه يعرب خبير المتاحف خوليان جونزاليس عن ثقته في أن هذا المتحف سيحقق هدفا جيدا يصب في صالح المجتمع من خلال إعادة بناء الحقيقة حول النزاع المسلح والعنف في كولومبيا".
تجدر الإشارة إلى أن اختيار المعروضات تم بمعرفة وبقرار من النائب العام نفسه، المستشار نستور أومبرتو مارتينيث، سعيا منه وتحت شعار "من الشعب وللشعب ومن أجل الشعب" إلى توعية المواطنين بجهود هذه المؤسسة القضائية في مكافحة الجريمة.
يضم قسم مكافحة المخدرات، خمس قاعات فسيحة، مطلية جدرانها بالبيض، ويعلوها سقف خشبي ضخم، ولكن يبدو أن هذه المساحة الكبيرة لا تكفي لعرض كل هذه الكمية الضخمة من الأدلة المصادرة من كارتيلات المخدرات والميليشيات المسلحة والجماعات شبه العسكرية وبعض عناصر الطبقة الحاكمة الفاسدة المتورطة في هذه الأنشطة الإجرامية.
تبدأ الجولة في متحف الجريمة بشرح استرشادي عن طبيعة المؤسسة القضائية وظروف عملها والمستشارين المختلفين الذين تعاقبوا على رئاستها والعديد من وكلاء النائب العام المتميزين خلال فترة الربع قرن الماضية.
على بعد خطوات قليلة، تعرض على الجدران، مجموعة من الشيكات المصرفية صودرت في إطار ما يعرف بـ"العملية 8000"، التي أثبتت النيابة خلالها تورط الرئيس السبق ارنستو سامبر في الحصول على أموال من تجار المخدرات لتمويل حملته الانتخابية، وفي إطار العملية ذاتها أطيح ايضا بالعشرات من رجال السياسة لتورطهم في الأمر ذاته.
في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تقول المتحدثة باسم المتحف بالوما جيريرو "يوجد من بين المعروضات حقيبة فخمة ماركة كارتييه، صودرت من كاتب حسابات كارتيل كالي لتجارة المخدرات، التشيلي جييرمو بالوماري، بالإضافة إلى مجموعة من الشيكات المصرفية حررها رجال عصابات المخدرات إلى نواب برلمان ومسؤولين كبار بالحكومة".
تعرض الحقيبة الفاخرة فرنسية الصنع على طاولة تتوسط القاعة وتطل منها رزمة من الشيكات المصرفية الموقعة والممهورة بختم مدفوع لصالح المستفيد من المبالغ الطائلة التي لا تزال ضخمة بالرغم من مرور عدة عقود، وتلقاها العديد من رجال السياسة ليوقعوا بالرئيس الأسبق سامبر، على الرغم من ادعائه البراءة منذ التسعينيات وطوال كل هذه السنوات.
الصالة الثالثة مخصصة لتوضيح طرق وأساليب عمل عصابات تهريب المخدرات بدءا من عملية الانتاج حتى عملية الترويج والتهريب، كما يوجد نموذج مصغر لمعمل تحويل أوراق الكوكا إلى مسحوق الكوكايين، وشرح مفصل لأساليب إخفاء وتمويه المخدرات الأكثر اتباعا من قبل المهربين، وماكينات تزييف النقود.
كما يوجد بإحدى القاعات الدراجة النارية البرمائية التي كان يستخدمها بابلو اسكوبار، أشهر تاجر مخدرات في التاريخ، حيث جمع بين أسلوب روبين هود وآل كابوني، معلنا الحرب على الدولة بشتى الوسائل، ومستخدما أموال المخدرات في تشييد أحياء بالكامل للفقراء تتمتع بخدمات متكاملة من مدارس لمستشفيات وأندية وحدائق، كما اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية "عدو الشعب رقم واحد"، وكان الرئيس الأسبق رونالد ريجان يطالب الشعب الأمريكي بالتوقف عن تعاطي المخدرات، وخاصة الشباب في ميامي، التي سيطر عليها اسكوبار وأغرقها بالكوكايين خلال عقدي الثمانينيات ومطلع التسعينيات، حتى قضى عليه عام 1993، بمساعدة الاستخبارات المركزية الأمريكية. يحتفظ المتحف بسيارة الكابو الشهيرة ماركة رولز رويس بألوانها الأخضر والوردي والبنفسجي التي طالما تفاخر بها اسكوبار.
يجذب انتباه الزائرين مجموعة من أجهزة الحاسوب المحطمة تماما وزي مموه به بعض الثقوب، هذه المتعلقات تخص الزعيم السابق لجماعة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك)، فيكتور خوليو سواريز، الشهير بـ(مونو جوجوي)، الذي تم تصفيته خلال عملية عسكرية عام 2010. توضح جيريرو أن "هذا هو الزي الذي كان يرتديه مونو جوجوي، لحظة الإيقاع به، وقد تم تنظيفه بطريقة خاصة تفاديا لأية مخاطر بيولوجية"، مؤكدة أن النيابة العامة تمكنت من بحث أكثر من ستة ملايين وثيقة من أرشيف جماعة فارك.
يبرز من بين الوثائق التي أثارت انتباه المحققين، برنامج المحاسبات "أميجو كونتابلين"، والذي كان يتيح للجماعة تحديد جبهاتها وحصر مصادر أموال وممتلكات ومصادر تمويل نشاط كل منها.
خصص المتحف قسما خاصل لنشاط الجماعات شبه العسكرية، وأكثر ما يثير الانتباه في هذا القسم، هو نموذج الحافلة ماركة تويوتا، حمراء اللون التي قتل بها 12 من مسؤولي النيابة العامة منذ 28 عاما بقرية لا روتشيلا، خلال عملية نفذتها جماعات شبه عسكرية بالتآمر مع الجيش.
في آخر الجولة، يجد زوار المتحف ما يعرف بـ"جدار الفساد" موضح عليه تفاصيل تحقيقات أجريت مؤخرا كان محورها رجال سياسة وكبار مسؤولين في الدولة، استغلوا مناصبهم وحصانتهم السياسية وحصلوا على أرباح ومنافع وعقود مقاولات وعمولات على غرار ما حدث في فضيحة كونسورتيوم أودبريخت البرازيلي.
"لدينا هنا الهاتف النقال الخاص بالنائب السابق أوتو بولا، والذي حصلت النيابة منه على كافة التفاصيل والبيانات اللازمة لإدانته بتلقي رشوة تقدر بنحو أربعة ملايين دولار من قبل أودبريخت بين عامي 2013 و 2014"، توضح جيريرو.
تؤكد المتحدثة باسم المتحف أن الغرض من هذه المبادرة ليس "تمجيد الجريمة"، على العكس تماما، "إنها وسيلة لبناء الثقة بين المواطنين وهذه المؤسسة القضائية وأهدافها التي تنحصر في مكافحة الجريمة والأنشطة غير الشرعية".
من جانبه يعرب خبير المتاحف خوليان جونزاليس عن ثقته في أن هذا المتحف سيحقق هدفا جيدا يصب في صالح المجتمع من خلال إعادة بناء الحقيقة حول النزاع المسلح والعنف في كولومبيا".