نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ما الذي سيفعله هادي البحرة ؟!







من سوء حظ الأستاذ هادي البحرة انه جاء لرئاسة الائتلاف في اصعب الظروف، فالائتلاف يمر بأسوأ حالاته على صعيد تركيبته الداخلية وعلى صعيد الضغوط الدولية، فهو على وشك التفكك والانهيار بعد القطيعة النهائية بين كل مكوناته والتي ستتفجر بعد عدة ايام اثناء الاجتماع المخصص لمناقشة أداء الحكومة المؤقتة، والتدخلات الدولية باتت كثيرة ومكشوفة وما رسالة السفير الإنكليزي لبعض أعضاء الائتلاف اثناء اجتماعهم الأخير واللغة التي خاطبهم بها إلّا دليلا على حجم التدخل في الشؤن الداخلية للائتلاف(أرسل السيد جون رسالة من هاتفه المحمول لخمسة من أعضاء الائتلاف ممن يعتبرون رؤساء كتل ويطلب منهم بصيغة الأمر الإبقاء على حكومة الطعمة وواصفاَ أعضاء الائتلاف بأنهم يتصرفون كمافيا)، وايضاً، تأتي رئاسة "البحرة" لأكبر جسم سياسي يمثل الثورة متزامنة مع أداء بشار الأسد للقسم وفي بداية ولايته الجديدة التي قد تستمر لسبع سنوات إذا بقي الحال على ماهو عليه.


 

تحديات كثيرة تواجه البحرة في مستهل ولايته الجديدة وكي نكون منصفين لا نستطيع أن نطلب منه حلا لكل المشاكل دفعة واحدة، فالمسألة أعقد من قدرات شخص أو مجموعة ما طالما، أن الحرب مشتعلة وأن أصدقائنا المفترضين لم يتفقوا حتى اليوم على رؤية موحدة لدعمنا، بالطريقة الفعالة والتي تساعدنا على التخلص من نظام الأسد، حتى يستطيع البحرة مواجهة كل هذه التحديات يجب عليه أولا ترتيب البيت الداخلي للائتلاف قبل الشروع في أي خطوة لاحقة، فالتجاذبات داخل أطياف الائتلاف باتت فجة وانتقلت من الغرف المغلقة الى العلن عبر صفحات الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، والتحالفات الأخيرة التي حدثت أثناء الانتخابات لن تدوم طويلاً، كتلة الصباغ تحالفت مع الجربا لدعم هادي مقابل حصولها على مقعد الأمانة العامة ومنصب نائب رئيس الائتلاف، في المقابل تحالف ميشيل كيلو مع الإخوان ومع ماتبقى من إعلان دمشق لتشكيل جبهة جديدة ضد الجربا، وستكون المعركة القادمة بين الطرفين معركة كسر عظم لأن كل من الطرفين يريد السيطرة على الحكومة!

معركة الحكومة ستكون مفصلية ولشدة الخلافات بشأنها تم تأجيل المباحثات الى اجتماع لاحق مخصص للموضوع بعد أن كان مدرجا ضمن الاجتماع السابق والذي جرى فيه انتخابات الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية.

مشاكل الائتلاف واضحة، وكل المعوقات التي تعرقل عمله وحولته الى كيان متكلس غير قادر على السير الى الأمام، باتت معروفة للجميع، تحالفات هشّة وغير متماسكة وتبعية البعض لدول بعينها ضد دول أخرى على حساب المصلحة العامة،استخدام المال السياسي بشكل علني لشراء الذمم والأصوات أثناء كل اجتماع انتخابي أو تصويب على أمر ما،المفارقة الغريبة في الأمر أن كل الخلافات فيما بينهم ليست حول رؤية سياسية او استراتيجية تتعلق بمسار الثورة وإيجاد حلول عاجلة للمتغيرات الإقليمية والدولية الحاصلة، أي إنهم كيان سياسي لايمارس السياسة أساسا حتى يصلوا لمرحلة الخلافات السياسية.

نقترح على الأستاذ هادي وضع جدول زمني محدد لخطة إصلاح الائتلاف من الداخل على ان تكون خطة واضحة المعالم وفيها استراتيجية لعمل الائتلاف والمؤسسات التابعة له كالحكومة المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم وغيرها من المكاتب التابعة له، وتوضيح صيغة العلاقة بين كل هذه المؤسسات فيما بينها وبين الائتلاف، وتوضيح صلاحيات كل جهة منعا لتضارب القرارات واستباقا لمشكلة قد تحدث كما حصل سابقا بين الحكومة والمجلس العسكري، وحتى يختبر البحرة جدية أعضاء الائتلاف في عملية الإصلاح، لماذا لا يقوم بتخفيض عدد أعضائه الى النصف؟ بما أن الائتلاف هو تحالف لقوى سياسية فيما بينها، ما المشكلة إذاً في تخفيض كل كتلة عدد أعضائها الى النصف داخل الائتلاف؟!

تخفيض عدد أعضاء الائتلاف الى النصف يساهم في تخفيف المشاكل والاحتقانات أثناء الاجتماعات الدورية، وايضا يسرع من عملية اتخاذ القرار، والأمر الأهم هو اختبار حقيقي لهذه الكتل ومعرفة مدى تماسكها وقوتها، هل هي كتل حقيقة بنيت على أسس صلبة أم انها كيانات هشة تم تشكيلها على عجل وربما اثناء جلسة سمر في أحد مقاهي اسطنبول، قرروا حينها أن يتحالفوا ويصبحوا كتلة؟!

مسألة استجلاب الدعم للثورة أكبر من قدرات الائتلاف بغض النظر عن شخص رئيسه لأنها تتعلق بخيارات ومصالح الدول الداعمة، لكن ترتيب البيت الداخلي أولوية بعد أن أدى بشار القسم وبعد إعلان الخلافة المزعومة من قبل البغدادي،إن لم يستطع هادي البحرة اتخاذ قرارات وخطوات حاسمة في هذا الاتجاه، فليترك منصبه ويستقيل ويعلن حينها بكل وضوح وشفافية للرأي العام السوي عن حيثيات استقالته واسبابها، فالاستقالة أفضل من الاستمرار دون تحقيق أي نقلة نوعية على صعيد ترتيب البيت الداخلي.

-------------------
  أورينت نت


غسان ياسين-
السبت 19 يوليوز 2014