تم إقامة مول تجاري يسمى مانيوفاكتيورا وسط المصنع القديم بوزنانسكي في لودز
وتنطق لودز باللغة المحلية " وودج " وكانت منذ فترة طويلة ثاني أكبر مدينة في بولندا، وتراجعت صناعة النسيج فيها بشكل مستمر خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي ثم انهارت، وأدى فقدان الوظائف الجماعي إلى نزوح نحو مائتي ألف من سكانها، والآن صارت لودز ثالث أكبر مدينة في بولندا بعد وارسو وكراكوف.
ومثلما حدث في مدينة مانشستر الإنجليزية والتي غالبا ما تعقد المقارنات بينها وبين لودز إنبثقت حياة جديدة في المصانع القديمة المغلقة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وأصبحت هذه المصانع معالم جذب للسياح مثلما هو الحال مع القصور التي كان رجال الصناعة يعيشون فيها.
وكان أحد أهم رجال الصناعة في لودز هو كارل فيلهلم شيبلر الذي ولد في ألمانيا وصار بعد ذلك صاحب ما نسبته سبع حجم الأراضي بالمدينة وكان يعمل لديه نحو 7500 عامل، ولا يزال مصنع النسيج القديم الذي يملكه بضاحية كسيزي ملين يبدو ضخم الحجم، وكان ملحق بهذا المصنع مدرسة خاصة به وصيدلية ومستشفى.
وتوضح المرشدة السياحية آنا يوزفياك خلال جولة بالحي أن شيبلر إقترن بزوجة جيدة هي آنا فيرنر التي حصلت على مهر كبير، ويقال أنه عندما توفى شيبلر الذي أطلق عليه لقب " ملك القطن البولندي " عام 1881 قدرت ثروته بمبلغ 12 مليون روبل ( وكانت لودز في ذلك الحين تحت حكم الإمبراطورية الروسية ) ، وبالمقارنة كان عامل النسيج لديه يحصل على خمسة روبلات في الأسبوع.
وتقول يوزفياك إن رجال الصناعة كانوا يعيشون في قصور شيدت على طراز جديد مثل القصر الذي أهداه شيبلر لإبنته الكبرى ماتيلدا بمناسبة زواجها، وهذا القصر أصبح مفتوحا أمام الزوار اليوم.
وكان المنافس اللدود لشيبلر هو عملاق النسيج إسرائيل بوزنانسكي الذي شيد أكبر قصر من بين رجال الصناعة في لودز، واستغرق تشييده عشرين عاما .
وصمم داخل القصر على طراز الباروك الجديد، وبالداخل توجد قاعة للحفلات ذات سقف مرتفع ومغطى جدرانها بالمرايا التي تمتد من الأرضية حتى السقف، ويستضيف جزء من هذا القصر حاليا متحف لودز للتاريخ.
وليس بعيدا عن قصر بوزنانسكي تم إقامة مول تجاري يسمى مانيوفاكتيورا وسط المصنع القديم لبوزنانسكي، ويمكن للأسر هنا أن تستلقي على المقاعد الطويلة والتمتع بمنظر مياه النوافير، وعلى بعد بضع خطوات يجلس عمال إحدى المقاهي لتلقي قسط من الراحة تحت الظلال.
وقد يشعر الزوار بالدهشة من الطراز الإيطالي السائد ويتساءلون : " هل هذه هي بولندا حقا ؟ ". ومن بين المعالم الرائعة لمانيوفاكتيورا مركز تجاري ودار للسينما بنظام إماكس والصور المجسمة ومتحفان وملعب للكرة الطائرة الشاطئية.
وقصة صعود بوزنانسكي من الفقر إلى الثروة الهائلة تعد ضربا من الخيال حيث بدأ في بناء مصنعه عام 1872 واشتغل به نحو سبعة آلاف عامل وألحق به مصنع للغزل وآخر للصباغة والطباعة، ويحكي متحف المصنع في مانيوفاكتيورا كيف جمع بوزنانسكي ثروته على حساب صحة عماله، وأصبح الصمم هو النتيجة المحتومة للعامل الذي يعمل عدة سنوات على آلات النسيج، وكانت نوبات العمل تستمر لمدة 16 ساعة كما كان من المعتاد تشغيل الأطفال.
غير أن لودز أصبحت تتمتع بجانب مختلف الآن حيث صارت عاصمة السينما في بولندا وأطلق عليها لقب " هوليلودز "، وتعد المدرسة البولندية الوطنية للفيلم والتلفاز والمسرح في لودز التي تأسست عام 1948 أقدم مؤسسة من نوعها في أوروبا، وكان أحد عمدائها المخرج الشهير رومان بولانسكي.
ويتطلع ميشال بيرنيكوفسكي من مركز لودز للفن إلى فوز لودز بلقب عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2016 حيث أنها مرشحة من جانب الإتحاد الأوروبي.
ومثلما حدث في مدينة مانشستر الإنجليزية والتي غالبا ما تعقد المقارنات بينها وبين لودز إنبثقت حياة جديدة في المصانع القديمة المغلقة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، وأصبحت هذه المصانع معالم جذب للسياح مثلما هو الحال مع القصور التي كان رجال الصناعة يعيشون فيها.
وكان أحد أهم رجال الصناعة في لودز هو كارل فيلهلم شيبلر الذي ولد في ألمانيا وصار بعد ذلك صاحب ما نسبته سبع حجم الأراضي بالمدينة وكان يعمل لديه نحو 7500 عامل، ولا يزال مصنع النسيج القديم الذي يملكه بضاحية كسيزي ملين يبدو ضخم الحجم، وكان ملحق بهذا المصنع مدرسة خاصة به وصيدلية ومستشفى.
وتوضح المرشدة السياحية آنا يوزفياك خلال جولة بالحي أن شيبلر إقترن بزوجة جيدة هي آنا فيرنر التي حصلت على مهر كبير، ويقال أنه عندما توفى شيبلر الذي أطلق عليه لقب " ملك القطن البولندي " عام 1881 قدرت ثروته بمبلغ 12 مليون روبل ( وكانت لودز في ذلك الحين تحت حكم الإمبراطورية الروسية ) ، وبالمقارنة كان عامل النسيج لديه يحصل على خمسة روبلات في الأسبوع.
وتقول يوزفياك إن رجال الصناعة كانوا يعيشون في قصور شيدت على طراز جديد مثل القصر الذي أهداه شيبلر لإبنته الكبرى ماتيلدا بمناسبة زواجها، وهذا القصر أصبح مفتوحا أمام الزوار اليوم.
وكان المنافس اللدود لشيبلر هو عملاق النسيج إسرائيل بوزنانسكي الذي شيد أكبر قصر من بين رجال الصناعة في لودز، واستغرق تشييده عشرين عاما .
وصمم داخل القصر على طراز الباروك الجديد، وبالداخل توجد قاعة للحفلات ذات سقف مرتفع ومغطى جدرانها بالمرايا التي تمتد من الأرضية حتى السقف، ويستضيف جزء من هذا القصر حاليا متحف لودز للتاريخ.
وليس بعيدا عن قصر بوزنانسكي تم إقامة مول تجاري يسمى مانيوفاكتيورا وسط المصنع القديم لبوزنانسكي، ويمكن للأسر هنا أن تستلقي على المقاعد الطويلة والتمتع بمنظر مياه النوافير، وعلى بعد بضع خطوات يجلس عمال إحدى المقاهي لتلقي قسط من الراحة تحت الظلال.
وقد يشعر الزوار بالدهشة من الطراز الإيطالي السائد ويتساءلون : " هل هذه هي بولندا حقا ؟ ". ومن بين المعالم الرائعة لمانيوفاكتيورا مركز تجاري ودار للسينما بنظام إماكس والصور المجسمة ومتحفان وملعب للكرة الطائرة الشاطئية.
وقصة صعود بوزنانسكي من الفقر إلى الثروة الهائلة تعد ضربا من الخيال حيث بدأ في بناء مصنعه عام 1872 واشتغل به نحو سبعة آلاف عامل وألحق به مصنع للغزل وآخر للصباغة والطباعة، ويحكي متحف المصنع في مانيوفاكتيورا كيف جمع بوزنانسكي ثروته على حساب صحة عماله، وأصبح الصمم هو النتيجة المحتومة للعامل الذي يعمل عدة سنوات على آلات النسيج، وكانت نوبات العمل تستمر لمدة 16 ساعة كما كان من المعتاد تشغيل الأطفال.
غير أن لودز أصبحت تتمتع بجانب مختلف الآن حيث صارت عاصمة السينما في بولندا وأطلق عليها لقب " هوليلودز "، وتعد المدرسة البولندية الوطنية للفيلم والتلفاز والمسرح في لودز التي تأسست عام 1948 أقدم مؤسسة من نوعها في أوروبا، وكان أحد عمدائها المخرج الشهير رومان بولانسكي.
ويتطلع ميشال بيرنيكوفسكي من مركز لودز للفن إلى فوز لودز بلقب عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2016 حيث أنها مرشحة من جانب الإتحاد الأوروبي.