نقرأ ضمن حكايات مشكوك في أمرها، أن نيرون، إمبراطور روما، كان عاشقاً للمسرح، وخصوصاً فن التمثيل، إذ كان يؤدي أمام أعيان بلاطه والممثلين المشاهير أدوارا ما زالت إلى الآن راسخة في تاريخ المسرح، إذ كان يلعب دور أوديب و أوريست وهرقل، تاركاً لنفسه حرية الارتجال وتغيير مجريات العرض لمتعته الشخصيّة. المقاربة الثانية تقول أن هؤلاء ليسوا بجمهور، بل جزء من “المسرحيّة” نفسها، فكلهم بشكل أو بآخر يضعون وجه الطاغية الشمعيّ، بالتالي، هم يصفقون للمؤدي ولبعضهم البعض، وهنا تظهر خطورة الخدعة التي كان يمارسها نيرون، إذ لا يمكن للجمهور أن ينتقد أي واحد من المؤدين ، لأن جميعهم يمتلكون ذات الوجه، ولا يمكن تمييز نيرون من غيره، على الخشبة بالتالي لا يمكن نعت أدائه بالمبتذل، أو السطحي أو غير المتقن، فهل من يجرؤ على أن يقول إن الرئيس/ السيد ذو أداء غير متماسك ؟ والأهم، لم أداء الممثلين كجمهور مقنع أكثر من أدائهم كممثلين في المسلسلات والمسرحيات وغيرها ؟
الإشكالية السابقة تهدد “التصديق”، ولا نقصد هنا تصديق السيد الرئيس، فنحن نعلم أنه يؤدي و نعلم أنه ذو قناع، بل نتحدث عن الجمهور من الفنانين والممثلين ممن جلسوا و شاهدوا واحتفلوا، الذين يمارسون ذات المهنة التي يقتبس منها السيد دوره، كيف يمكن لنا أن نصدقهم بعد انتهاء الحفل ؟، كيف يمكن أن نعرف متى يستعيرون قناع السيد الشمعي ومتى يتحدثون بأوجههم؟.
نطرح هذه التساؤلات بسبب اللبس الذي يعتلي المشاهد الخارجي حين يحدق بأوجه الجمهور، فمن منهم “الأصدقاء” ومن “الأعداء” ؟ ربما هذا التصنيف لا يصح في ظل الخوف والطاعة، ربما يمكن أن نسأل من منهم يصفق عن قناعة ومن منهم يصفق طاعةً فقط ؟، لكن هذه الأسئلة المرتبطة بالتصديق تقودنا إلى مفارقة مضحكة، فالبعض وحين تَصفح الصور، التبس عليهم شأن الممثل سليم كلاس، المفترض أنه توفي عام 2013، لكنه يظهر في خلفية إحدى الصور، أو ربما هو شبيه له يرتدي قناع من نوع ما.
نُفى لاحقاً وجود الممثل الميت بين الحضور، والبعض الآخر أكد أنه شبحه الذي جاء لأداء البيعة، أو ربما شبحه الذي خاف من عقاب لاحق، فحضر ليثبت أنه يمكن للموتى أيضاً أن يشاهدوا أداء الرئيس الشمعي، فواحدة من خصائص قناع الموت الجنائزي هي قدرته على العبور إلى عالم الموتى واستنهاض هممهم، ودعوتهم لحضور العرض، ففي سوريا ، الميت لا يموت مرةً واحدةً، بل يستمر في الوجود لطالما إرادة الرئيس حيّة ومسرحيته مستمرّة.
*ملاحظة: تبين حين التدقيق في الصور أن شبح سليم كلاس لم يحضر، بل من كان في الصورة هو العماد علي أصلان الذي منحه الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة “تقديراً لدوره كقائد عسكري وبطولاته كمقاتل مقدام وضابط بارع في ساحات المواجهة وعطائه المتواصل لوطنه على مدى سبعة عقود من الزمن”.
----------
درج
الإشكالية السابقة تهدد “التصديق”، ولا نقصد هنا تصديق السيد الرئيس، فنحن نعلم أنه يؤدي و نعلم أنه ذو قناع، بل نتحدث عن الجمهور من الفنانين والممثلين ممن جلسوا و شاهدوا واحتفلوا، الذين يمارسون ذات المهنة التي يقتبس منها السيد دوره، كيف يمكن لنا أن نصدقهم بعد انتهاء الحفل ؟، كيف يمكن أن نعرف متى يستعيرون قناع السيد الشمعي ومتى يتحدثون بأوجههم؟.
نطرح هذه التساؤلات بسبب اللبس الذي يعتلي المشاهد الخارجي حين يحدق بأوجه الجمهور، فمن منهم “الأصدقاء” ومن “الأعداء” ؟ ربما هذا التصنيف لا يصح في ظل الخوف والطاعة، ربما يمكن أن نسأل من منهم يصفق عن قناعة ومن منهم يصفق طاعةً فقط ؟، لكن هذه الأسئلة المرتبطة بالتصديق تقودنا إلى مفارقة مضحكة، فالبعض وحين تَصفح الصور، التبس عليهم شأن الممثل سليم كلاس، المفترض أنه توفي عام 2013، لكنه يظهر في خلفية إحدى الصور، أو ربما هو شبيه له يرتدي قناع من نوع ما.
نُفى لاحقاً وجود الممثل الميت بين الحضور، والبعض الآخر أكد أنه شبحه الذي جاء لأداء البيعة، أو ربما شبحه الذي خاف من عقاب لاحق، فحضر ليثبت أنه يمكن للموتى أيضاً أن يشاهدوا أداء الرئيس الشمعي، فواحدة من خصائص قناع الموت الجنائزي هي قدرته على العبور إلى عالم الموتى واستنهاض هممهم، ودعوتهم لحضور العرض، ففي سوريا ، الميت لا يموت مرةً واحدةً، بل يستمر في الوجود لطالما إرادة الرئيس حيّة ومسرحيته مستمرّة.
*ملاحظة: تبين حين التدقيق في الصور أن شبح سليم كلاس لم يحضر، بل من كان في الصورة هو العماد علي أصلان الذي منحه الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة “تقديراً لدوره كقائد عسكري وبطولاته كمقاتل مقدام وضابط بارع في ساحات المواجهة وعطائه المتواصل لوطنه على مدى سبعة عقود من الزمن”.
----------
درج