.
ومع هذا كله، تحدث في الجزء الثاني من سلسلة لقاءاته، عن البيان رقم واحد الذي أصدره مع زملائه في نقابة المحامين السورية مطلع الثمانينيات، وطالبوا فيه بإصلاحات سياسية شاملة، فردت عليهم جماعة “الإخوان المسلمون” ببيان ذي عنوان عريض هو: عودوا إلى جحوركم أيها المحامون! لا أقصد، الآن، المشاركة في المساجلات العنيفة التي انطلقت من حديث الأستاذ هيثم المالح عن الثائرة الديمقراطية رزان زيتونة، فبرأيي أن هذه القضية استوفت أغراضها، وزادت، ولكن العبارة الأخيرة أعادت إلى ذاكرتي حادثة جرت في الثمانينيات، أيضًا، ملخصها أن المكتب السياسي للحزب “الشيوعي السوري” (الذي يقوده المناضل رياض الترك) أراد الاشتراك في محاربة نظام حافظ الأسد بالسلاح إلى جانب “الإخوان المسلمون”، فقوبل بعبارة الازدراء ذاتها: عودوا إلى جحوركم أيها الشيوعيون. وبمصادفة قد تبدو غريبة، قرأت على “تويتر”، قبل أيام، تغريدة إخوانية حامية، أعادتني، على حد تعبير خالد العبود، إلى المربع الأول، صاغها صاحبُها على هيئة أسئلة استفزازية اتهامية، متتالية، إذ قال، دون أن يحدد هوية الناس المخاطَبين: أين كنتم عندما كانت أجهزة المخابرات الأسدية تطارد شباب “الإخوان المسلمون” وتعتقلهم؟ أين كنتم عندما كان سجن “تدمر”، وغيره من السجون الرهيبة، يغص بشباب “الإخوان المسلمون؟” (هذه الطريقة في التشكيك بنضال الآخرين ليست جديدة على الجماعة بالطبع، فالأخ ملهم الدروبي، وهو من الشخصيات الإخوانية القيادية، لخصها يوم 13 من تموز 2018 بسؤال استنكاري هو: ماذا قدم العلمانيون للثورة؟).
السؤال الآن: لماذا يضع “الإخوان المسلمون” أنفسهم في مواجهة كل مَن سواهم؟ ولماذا يريدون الاستئثار بشرف النضال ضد أنظمة الحكم سواء في سوريا أو في مختلف الدول العربية؟
يجدر بنا، في معرض الجواب، أن نقر بأن الشق الأول مما جاء في التغريدة صحيح، فحافظ الأسد نكّل بـ”الإخوان المسلمون” تنكيلًا لا مثيل له في الكون، ومَن لا يعرف حجم الفظائع اللاإنسانية التي ارتكبها زبانيته بحقهم فليقرأ كتاب “ناجٍ من المقصلة” الذي أصدره الكاتب محمد برو مؤخرًا، ولكن الأسئلة الكبيرة (الخطيرة) التي يمكن أن يوجهها السوريون إلى “الإخوان” هي: مع احترامنا لشجاعتكم وتضحياتكم الباهظة، مَن قال لكم إن الشعب السوري موافق على أسلوب إزاحة النظام بالقوة الذي بدأتموه في الثمانينيات، واستأنفتموه بعد انطلاق ثورتنا 2011؟ ومَن الذي أبلغكم أن الشعب يعادي نظام الأسد لأنه علوي؟ وأنه يريد أن يزيحه ويجلسكم مكانه؟ الشعب يريد التخلص من كل أنواع الاستبداد، ويقيم دولة ديمقراطية، فقد ملّ مشاهدة الصراع المستمر بينكم وبين العسكر القوميين منذ قرن من الزمان، وهذه هي المسألة.
السؤال الآن: لماذا يضع “الإخوان المسلمون” أنفسهم في مواجهة كل مَن سواهم؟ ولماذا يريدون الاستئثار بشرف النضال ضد أنظمة الحكم سواء في سوريا أو في مختلف الدول العربية؟
يجدر بنا، في معرض الجواب، أن نقر بأن الشق الأول مما جاء في التغريدة صحيح، فحافظ الأسد نكّل بـ”الإخوان المسلمون” تنكيلًا لا مثيل له في الكون، ومَن لا يعرف حجم الفظائع اللاإنسانية التي ارتكبها زبانيته بحقهم فليقرأ كتاب “ناجٍ من المقصلة” الذي أصدره الكاتب محمد برو مؤخرًا، ولكن الأسئلة الكبيرة (الخطيرة) التي يمكن أن يوجهها السوريون إلى “الإخوان” هي: مع احترامنا لشجاعتكم وتضحياتكم الباهظة، مَن قال لكم إن الشعب السوري موافق على أسلوب إزاحة النظام بالقوة الذي بدأتموه في الثمانينيات، واستأنفتموه بعد انطلاق ثورتنا 2011؟ ومَن الذي أبلغكم أن الشعب يعادي نظام الأسد لأنه علوي؟ وأنه يريد أن يزيحه ويجلسكم مكانه؟ الشعب يريد التخلص من كل أنواع الاستبداد، ويقيم دولة ديمقراطية، فقد ملّ مشاهدة الصراع المستمر بينكم وبين العسكر القوميين منذ قرن من الزمان، وهذه هي المسألة.