بالتأكيد لم تسمع عني, فأنا واحد من اربعين مليون كردي ومن بعض الملايين الكرد الذين " اجبروا" على تعلم لغتك العربيه ليس حبا بها بل خوفا وعنفا, وارهابا وكرها. قسما انني لم اقرأ لك اي قصيده الى اليوم وبالتأكيد لن اقرأ بعد اليوم أيضا.
انا كردي ولدت في قرية كردية صغيرة في كردستان سوريا, هناك ذهبت الى المدرسه عندما كان عمري ست سنوات. منذ اليوم الاول منعنا من التحدث بلغتنا الام التي هي الكرديه, وأنا على يقين بأنه ليس لديك أدنى اطلاع عليها...
في اليوم الأول لم افتح فمي بكلمه, وكيف لي وانا لا افهم اي كلمه من لغتك ولغة اجدادك. في اليوم الثاني, اراني " المعلم " البعثي صورة تفاحه, وسألني ما اسمها, فقلت بعفويه : سيف,Sêv يعني تفاحه بالكردي. هنا جن جنون " المعلم " وصرخ بي كيف اتحدث بلغه ممنوعه. ضربني على يدي بعصا لدرجة انها تورمت, لم اكن استطع امساك القلم لايام عديده.
كانت تربيتهم لنا تربيه بعثيه عربيه أصيله, تربيه مبنيه على الإذلال والمهانه والخنوع وكسر الحب في نفوسنا. تربية الحقد وكره الجنس البشري. كانوا يحقدون علينا, كانوا يضربوننا ويهينوننا ويشتمون أمهاتنا وآبائنا بمجرد ان تحدث أحدنا كلمه باللغه الكردية. لم يكن همهم "كمعلمين " تعليمنا حب الانسان واحترام الطبيعه والعالم والعلم، بل كان همهم الأوحد إرهابنا و صهرنا في قوميتهم العربية "المجيدة" كان همهم محو لغتنا الام، وإجبارنا على التكلم فقط بلغتهم.
اليوم... وبعد مضي أربعين سنه من ذلك اليوم الذي ضربني فيه "المعلم" البعثي، لا اتفاجأ ابداً وأنا أرى أمثالك يصفون شعب كردي يزيد عن الأربعين مليون إنسان بـ "القردة" ويصف وطنهم ببلد القرود.
مجرد كلمه من ست أحرف تنقصكم تاريخاً وحاضراُ وهي تنقصك اليوم وكانت تنقص "ذاك المعلم", تلك الأحرف الستة كان يمكنها أن تغير شكل وجودكم كشعوب, كأمة عربية... لو كان لتلك الاحرف قيمة في حياتكم, تلك الستة أحرف كان على امهاتكم ان ترضعكم اياها قبل نقطة الحليب التي شربتموها.
ستة احرف تتكون منها كلمة: احترام. فيا سعدي يوسف لا انت ولا الذين سبقوك ولا الذين لحقوك يعرفون معنى الاحترام وليس لهذه الكلمه اي معنى في ارواحكم.
للفن والادب وظيفه ساميه, وظيفه روحيه واخلاقيه, فلبؤس ذلك الفن والادب عندما يصبحن اداة للحقد والغلو والكراهيه. يا سعدي يوسف كل انسان يمكنه ان يحمل معولا ويحفر حفرة, قد تكون قبرا او لزرع شجره, اما انت فيا لبؤسك وانت تحفر قبرك بيدك.
إنه لفخر لي ولنا عندما ينعت امثالك الذين يمثلون مثقفي امه اصبح وجودها عاله على العالم, اخلاقيا ووجودا, شعبنا المسالم الكردي بالقرود, فان اكون قردا, هو اشرف من ان انتمي الى ملتك وعقيدتك التي ينتمي اليها صدام حسين والبغدادي.
أن تكون كردستان في نظرك "قردستان" هو شرف لنا ونحن نرى حقيقة أن كردستان اصبحت ملاذا للعرب قبل غيرهم, ليجدوا الحمايه بعد ان ضاقت بهم سبل الحمايه من رعاع على شاكلتك وشاكلة رفاقك في داعش ...
انه شرف لكردستاننا ونحن نقف في وجه الغبار الشوفيني القومجي العرباني الاصفر الذي يتبدل تحت مسميات مره اسلاميه, ومره بعثيه وهي دائما نفس اليد التي تمسك السكين وتنحر البشر او تمسك قلما وتكتب "شعرا" .
اذ تحاول الان قتل العنفوان الكردي بتسميتك لنا بالقرده فهذه ايضا حلقه في السلسله التي بدأها زعيمك في نهاية الثمانينات عندما قام اخوانك واولاد عمومتك الصداميين حينها بقتل اكثر من مائه واثنان و ثمانون الف كردي في عمليات الانفال, وقام ابناء جلدتك بضرب حلبجه بالسيانيد والخردل, احرقتم الاخضر واليابس, قتلتم البشر والحيوان. ابناء عشيرتك كانوا يردمون الكرد احياء في حفر في نقرة السلمان, وعندما حرر البيشمركا كردستان من صدامك, يا سعيدي يوسف, القى الكرد الذين تصفهم بالقرده القبض على اكثر من عشرين الف مرتزق بعثي من ابناء عشيرتك واخوتك واولاد عمومتك, و لم يمسوهم بسوء, لقد اعطوهم طعام, و شراب وارسلوهم الى اهاليهم سالمين. لم ينحر منهم اي شخص, ولم يصلب منهم اي رجل في شوارع كردستان التي تسميها قردستان.
فيا سعدي يوسف, اذا كان الشعب الكردي ينتمي الى القرده, فانت وامتك لمن تنتمون عندما نرى اخوتك وابناء عمومتك وابناء ملتك ينحرون البشر, ويتسلون بلعب كرة القدم برؤوس البشر؟ لمن تنتمي انت وملتك وانتم تفجرون انفسكم في المدارس وفي الكنائس وفي الجوامع, تقتلون البشر والحيوان وتسيبون الاعراض ؟؟ اذا كان الكرد قرده في رأيك فمن انتم وانتم تصلبون البشر في الساحات امام اعين امهاتهم واطفالهم؟
انها ليست مأساة الشعب الكردي او اي شعب اخر عندما ينعتها احدهم ببلد القرود, بل انها مأساة تلك الامه التي يكون "ادبائها و شعرائها" على شاكلتك وثوارها على شاكلة الزرقاوي والبغدادي ويكون ابنائها ناحرين للبشر.
الشعب الكردي لم ينتج صدام ولا حافظ اسد, ولا القذافي ولا امراء السكس والدولار, الشعب الكردي انتج رجال و نساء قارعن الاجرام الفاشي البعثي الصدامي وهاهم يقارعون فلول الارهاب الاسلامي الداعشي الذي من الواضح انتميت اليه في اخر ايام حياتك البائسه. الشعب الكردي فخور بتسامحه, الشعب الكردي اعلى من ان يطاله يد مخرف في اخر ايامه الذليله البائسه.
يقال أن وجه الانسان وشكله وملامحه انما هي صورة تعكس شكل روحه, وفعلا عند النظر الى وجهك يا سعدي يوسف فأن القبح في ملامح وجهك انما هو دليل ثابت على قبح روحك, وإلا لكانت ملامح وجهك انسانيه, مليئه بالخير وحب الانسان.
ولكن هيهات لامة قوادها من أمثال صدام والقذافي وشعرائها من أمثالك وثوارها من أمثال البغدادي ان تقدم للانسانيه شي آخر غير الخراب والدمار والذل والحقد والنحر والصلب.
--------------
أورينت نت