فتكفلت «داعش» بالمهمة، وفتكت بهم وقطعت بعضهم إربا، واعتقلت أسرهم وعذبتهم، بينما افتعلت معارك مع المسلمين، الذين كفرتهم، والمسيحيين الذين أغلقت كنائسهم وحولتها إلى مكبات قمامة، واختطفت رهبانهم - كالأب باولو - وقتلت كثيرين منهم أو هجرتهم، خدمة للأسد الذي حاول اجتذابهم إلى صفه، وحين وجد أن معظمهم ليسوا في صفه، حرك «داعش»، التي نجحت في إقناعهم بأن الثورة ليست حراك حرية، بل هي حركة تكفير وتطرف يقضي على من يختلفون معه في الرأي والدين، فلا ملاذ لهم ولا حماية بغير موقف انتحاري يضعهم في صف النظام، الذي أفلح في تطويعهم عبر «داعش». واليوم، وعلى الرغم مما تبين من ارتباط «داعش» بالنظام، وما توفر من أدلة ووثائق وشهادات ضباط وجنود حول علاقاتها بمخابراته، تتذرع قطاعات واسعة من المسيحيين والعلويين بالخوف من «الثورة» كي تناهضها أو تتخذ موقفا باردا منها، وحجتها أن «داعش» تقاتل إلى جانب الثورة وهي جزء منها، وأنها تريد الشر بهم وتتطلع إلى القضاء عليهم.
لكن معركة «الجيش الحر» ضد «داعش» ما لبثت أن توقفت في مناطق عديدة، ثم وقع تطور خطير تجلى في عودتها إلى بعضها دون رد فعل منه، مع أنها كانت تقاتله في مناطق مجاورة، وتستمر في تنفيذ خطط تستهدف إفراغ المناطق التي حررها من الثورة ومنه، وتسعى للإمساك بطرق إمداده وتموينه، وتقطع أوصاله وتمنعه من القتال كتجمعات كبيرة وموحدة، وتتخلى عن مواقع حساسة تسلمها إلى جيش النظام قبل هجومه على «الجيش الحر»، وتمد النظام بكل ما لديها من معلومات عن تحركات المقاومة، وتنتزع الموارد والثروات الوطنية من وحداته وتسلم قسما منها إلى السلطة الأسدية مقابل مبالغ تمول بواسطتها حربها، التي ليست غير الوجه الآخر لحرب الأسد ضد الشعب، فلا عجب أن تتطابق أهدافهما، وأن ترميا إلى تدمير «الجيش الحر» وإرغامه على الاستسلام، بعد تفكيك وحداته أو إخضاعها لأمراء حرب باعوا ذممهم لـ«داعش»، يروعون ويقتلون المواطنين عقابا لهم على ثورتهم ضد الأسد وزبانيته.
واليوم، وبينما كان «الجيش الحر» يشن هجوما كبيرا على محاور متعددة لفك الحصار عن حمص، تدخلت «داعش» وقطعت ما استطاعت قطعه من طرق إمداده، وهاجمته من الخلف، وقدمت رشى لبعض مقاتليه مقابل تخليهم عن مواقعهم والتحاقهم بها، واحتلت قرى أجبرت سكانها على إخلائها أو هجرتهم منها. وفي النهاية، نجحت في تعطيل الهجوم وإراحة قوات النظام، المنهمكة في دفاع يائس عن مواقعها على محاور ثلاثة، والتي كانت على حافة الانهيار.
قامت «داعش» بكل ما كان عليها القيام به لإحباط عملية فك حصار حمص، وها هي تدخل في الأسبوع الماضي إلى منطقة كسب والساحل وتقيم مقرين لها فيهما، لا شك في أنها ستستخدمهما لطعن الوحدات المقاتلة هناك في الظهر، ولإثارة فتنة طائفية ستضر بالثورة وبفرص انتصار «الجيش الحر» وستخدم النظام، المحرج بسبب عجز قواته عن إحراز أي تقدم في الساحل، ولأن استعادة المناطق التي خسرها ضرورية لإقناع العلويين بقدرته على حمايتهم، وبأنه يخوض معاركه لحماية وجودهم المهدد بالإبادة على يد تنظيمات تكفرهم. بما أن مجريات المعارك كذبت ادعاءات النظام هذه، فإن دخول «داعش» إلى الساحل يصير ضروريا لارتكاب مجازر تقنع أبناءه بما فشل الأسد في دفعهم إليه: القتال حتى آخر رجل دفاعا عنه وعن نظامه، والقبول بتقسيم سوريا.
ثمة آلية جلية لسير التعاون بين النظام و«داعش»، فعندما يحقق انتصارات، تنتشر هي وتوطد أقدامها في أماكن لم يسبق لها أن كانت فيها. وحين تحل به الهزائم، كما يحدث منذ بعض الوقت، تسارع إلى شن عمليات عسكرية مكثفة في أماكن وجهات كثيرة لتخفيف الضغط عنه ومساعدته على الصمود في وجه من يقاتلونه. لذلك، يعتبر السماح بعودتها إلى المناطق التي تم طردها منها ضربا من انتحار وطني وعسكري، لما تحمله من مخاطر على وجود وطننا وشعبنا، وبالنظر إلى أن استكمال طردها من بلادنا مسألة تتخطى السياسة، تحتم مواجهتها تضافر قوانا وتوحيد قدراتنا والعمل ضدها بروح المبادرة والإقدام. بغير هذا، سيضيع ما تبقى من ثورتنا، وسنكون ضحايا تهاوننا وضعفنا في لحظة مفصلية نحتاج فيها إلى أقصى قدر من الحزم والحسم، كي لا تطعننا «داعش» في ظهورنا، بينما ينهمر رصاص النظام كالمطر على صدورنا!
لكن معركة «الجيش الحر» ضد «داعش» ما لبثت أن توقفت في مناطق عديدة، ثم وقع تطور خطير تجلى في عودتها إلى بعضها دون رد فعل منه، مع أنها كانت تقاتله في مناطق مجاورة، وتستمر في تنفيذ خطط تستهدف إفراغ المناطق التي حررها من الثورة ومنه، وتسعى للإمساك بطرق إمداده وتموينه، وتقطع أوصاله وتمنعه من القتال كتجمعات كبيرة وموحدة، وتتخلى عن مواقع حساسة تسلمها إلى جيش النظام قبل هجومه على «الجيش الحر»، وتمد النظام بكل ما لديها من معلومات عن تحركات المقاومة، وتنتزع الموارد والثروات الوطنية من وحداته وتسلم قسما منها إلى السلطة الأسدية مقابل مبالغ تمول بواسطتها حربها، التي ليست غير الوجه الآخر لحرب الأسد ضد الشعب، فلا عجب أن تتطابق أهدافهما، وأن ترميا إلى تدمير «الجيش الحر» وإرغامه على الاستسلام، بعد تفكيك وحداته أو إخضاعها لأمراء حرب باعوا ذممهم لـ«داعش»، يروعون ويقتلون المواطنين عقابا لهم على ثورتهم ضد الأسد وزبانيته.
واليوم، وبينما كان «الجيش الحر» يشن هجوما كبيرا على محاور متعددة لفك الحصار عن حمص، تدخلت «داعش» وقطعت ما استطاعت قطعه من طرق إمداده، وهاجمته من الخلف، وقدمت رشى لبعض مقاتليه مقابل تخليهم عن مواقعهم والتحاقهم بها، واحتلت قرى أجبرت سكانها على إخلائها أو هجرتهم منها. وفي النهاية، نجحت في تعطيل الهجوم وإراحة قوات النظام، المنهمكة في دفاع يائس عن مواقعها على محاور ثلاثة، والتي كانت على حافة الانهيار.
قامت «داعش» بكل ما كان عليها القيام به لإحباط عملية فك حصار حمص، وها هي تدخل في الأسبوع الماضي إلى منطقة كسب والساحل وتقيم مقرين لها فيهما، لا شك في أنها ستستخدمهما لطعن الوحدات المقاتلة هناك في الظهر، ولإثارة فتنة طائفية ستضر بالثورة وبفرص انتصار «الجيش الحر» وستخدم النظام، المحرج بسبب عجز قواته عن إحراز أي تقدم في الساحل، ولأن استعادة المناطق التي خسرها ضرورية لإقناع العلويين بقدرته على حمايتهم، وبأنه يخوض معاركه لحماية وجودهم المهدد بالإبادة على يد تنظيمات تكفرهم. بما أن مجريات المعارك كذبت ادعاءات النظام هذه، فإن دخول «داعش» إلى الساحل يصير ضروريا لارتكاب مجازر تقنع أبناءه بما فشل الأسد في دفعهم إليه: القتال حتى آخر رجل دفاعا عنه وعن نظامه، والقبول بتقسيم سوريا.
ثمة آلية جلية لسير التعاون بين النظام و«داعش»، فعندما يحقق انتصارات، تنتشر هي وتوطد أقدامها في أماكن لم يسبق لها أن كانت فيها. وحين تحل به الهزائم، كما يحدث منذ بعض الوقت، تسارع إلى شن عمليات عسكرية مكثفة في أماكن وجهات كثيرة لتخفيف الضغط عنه ومساعدته على الصمود في وجه من يقاتلونه. لذلك، يعتبر السماح بعودتها إلى المناطق التي تم طردها منها ضربا من انتحار وطني وعسكري، لما تحمله من مخاطر على وجود وطننا وشعبنا، وبالنظر إلى أن استكمال طردها من بلادنا مسألة تتخطى السياسة، تحتم مواجهتها تضافر قوانا وتوحيد قدراتنا والعمل ضدها بروح المبادرة والإقدام. بغير هذا، سيضيع ما تبقى من ثورتنا، وسنكون ضحايا تهاوننا وضعفنا في لحظة مفصلية نحتاج فيها إلى أقصى قدر من الحزم والحسم، كي لا تطعننا «داعش» في ظهورنا، بينما ينهمر رصاص النظام كالمطر على صدورنا!