نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


حكاية كورتاثر الرائعة ....كاتب أرجنتيني يهدي قراءه عصارة عمره بعد ربع قرن على رحيله




برشلونة - جوردي ميرو - اعتاد الأديب الأرجنتيني خوليو كورتاثر (1914-1984) أن يكرر "ليست المرة الأولى التي أكتب فيها هذه الذكريات، ولكني أحرص دائما على تمزيق الأوراق قبل الوصول إلى نهايتها، يروقني إعادة قراءة قصة حياتي الرائعة المرة تلو الأخرى، وإن كنت أفضل أن أمحو أي أثر لها".


القصة التي تحمل عنوان
القصة التي تحمل عنوان
كم نحن ممتنون لك يا خوليو كورتاثر لأنك لم تمحها. هكذا سيفكر قراء هذه السطور من القصة التي تحمل عنوان "العثور على مخطوط في متناول اليد"، للكاتب العبقري والتي لم تنشر من قبل، حيث كان محتفظا بها في منزله في باريس مع مئات الصفحات الأخرى، والتي تنشر لأول مرة العام الحالي بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله في الكتاب الذي يحمل عنوان "أوراق غير متوقعة"وهو بمثابة عصارة عمر لكاتب مولع بالتنقيح .
وقد تم طرح الكتاب الذي يقع في 450 صفحة في إسبانيا في آيار/ مايو الماضي كما تم طرحها مؤخرا في مسقط رأسه في الأرجنتين ، ليقدم صفحات من صميم إبداع كورتاثر تتناول قصصا قصيرة، أو معالجات بصياغة مختلفة لقصص منشورة بالفعل، وخطابات، فضلا عن مقدمات أعمال، وقصائد، وموضوعات من أدب الرحلات، ومقالات صحفية، وقد تم تصنيف جميع الأجناس الأدبية التي ظهرت في العمل وتبويبها وإعادة تحريرها تحت إشراف زوجته ووريثته الوحيدة أورورا برنارديث و الكاتب المتخصص في أعماله كارليس ألباريث.
يقول ألباريث عن هذا الكشف الهائل "كنا تعتقد أنه لم يعد هناك المزيد من أعمال كورتاثر، ربما بقيت هناك قصيدة وحيدة أو بضعة رسائل متبادلة مع أصدقاء، لم ترى النور بعد، ولكن خامرنا شعور بأنه بعد نشر أعماله الكاملة فيما يقرب من 35 جزءا، أن كورتاثر قد قال في النهاية كلمته الأخيرة".
ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك، ففي 23 كانون أول/ ديسمبر 2006 ، كان ألباريث في منزل برنارديث بالعاصمة الفرنسية، الذي تقاسمته زوجة الأديب الأرجنتيني مع شريك عمرها منذ عام 1956 ، "حين قالت لي أورورا لدي بضعة أوراق أريد أن أطلعك عليها.. جذبت منضدة صغيرة ذات خمسة أدراج كانت توضع بجوار الفراش، ساعدتها في فتح أحدها حيث عثرنا على حافظة أوراق".
يتابع ألباريث "بدأنا في وضع الأوراق على المنضدة العتيقة التي كتب عليها كورتاثر روايته الشهيرة "لعبة الحجلة"، من أجل تصنيف المسودات الأصلية للنصوص التي كان الكاتب يحتفظ بها في هذا المكان" مشيرا "كان يتعين علي العودة في اليوم التالي إلى برشلونة ولكني مكثت مع برنارديث حتى الثالثة صباحا .. قلت لها لا يوجد مبرر في الكون على الإطلاق يسمح بأن تظل هذه الأوراق حبيسة هذه الأدراج".
يقول الكاتب المتخصص في أدب كورتاثر "كانت هذه هي قصة ميلاد "أوراق غير متوقعة"، آخر هدية يقدمها الأديب الأرجنتيني لقرائه بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله ويتضمن جديدها فصلا آخر من رواية "كتاب مانويل" بالإضافة إلى إحدى عشر قصة قصيرة لم تنشر من قبل ضمن مجموعة "شخص يدعى لوكاس"، والمزيد من مجموعة قصص "الكرونوبيات والفامات". وحسب كورتاثر فإن الكرونوبيات، تلك المخلوقات التي قام باختراعها هو نفسه، وهي "كائنات خضراء ورطبة" مثالية وحساسة وغير منظمة، فيما الفامات صلبة ومنظمة وحكيمة.
جدير بالذكر أن نصوص الكتاب لم تأت جميعا من حافظة الأوراق بالكومود الباريسي، ولكن هناك نصوص عثر عليها في جامعة تكساس في مدينة أوستن، وهناك نصوص عثر عليها في وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) التي كان الكاتب يرسل إليها بمقالاته، وكانت تنشر بعد ذلك في العديد من المجلات في مختلف دول أمريكا اللاتينية الناطقة بلغة ثربانتس.
وهناك نصوص أخرى رفضت برنارديث التصريح بنشرها لأنه على حد قولها "لو كان كورتاثر لا يزال على قيد الحياة لما سمح بذلك".
وفي نهاية المطاف يقول ألباريث "هذا الكتاب لا يمثل نهاية رحلة الإبحار في أدب كورتاثر، نحن علي يقين من أنه ستظهر المزيد من النصوص، وعندما يطلع قراءه على هذه السطور ربما يقول بعضهم "لدي نص لمقال نشر في جواتيمالا للأديب الأرجنتيني ليس لديكم نسخة منه ومن ثم يرسلونه إلينا".
يؤكد ألباريث "إنه كتاب غير عادي يتيح للقارئ التعرف على مراحل تطور أدب كورتاثار من المرحلة الرومانسية مرورا بتأملاته في الفن والموسيقى، ثم مرحلة انخراطه في السياسة .. إنه عبارة عن لوحة كولاج ضخمة تضم مزيجا من مختلف مراحل الأديب الأرجنتيني صاحب روايات "لعبة الحجلة" و"حول اليوم في 80 عالم" و"كل النيران النار".
وينصح الكاتب المتخصص في أدب كورتاثر الذين لم يكونوا قد قرأوا أيا من أعماله ألا يبدأوا بهذا الكتاب بل عليهم البدء "بالحجلة" و"الكرونوبيات والفامات".
رشّحه مواطنه عمدة القصة القصيرة في العالم خورخي لويس بورخيس لتصدّر الحياة الأدبيّة في أميركا اللاتينيّة. فيما تمنّى أديب نوبل الكولومبي جابريل جارثيا ماركيز أن يكتب على طريقته، لأنّه الصانع الأعظم، واعتبره المكسيكي كارلوس فوينتس «فوق الجميع». ولهذا يعد الكاتب الأرجنتيني الشهير خوليو كورتاثر أحد الأعمدة الرئيسة في تيّار الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية.
لم يختلف النقاد على مكانته الأدبية، لكنّهم اختلفوا على السن المناسبة التي ينبغي أن يُقرأ بها. بعضهم حذر كبار السن من قراءته، «لأنهم لو انفعلوا فسوف تغزوهم الشكوك في كل ما عاشوه من حياتهم الماضية». ورأى آخرون أنّ سن الـ16 هي الأنسب لكي يُقرأ، لأنّ قصصه ستكون «مرشداً لهؤلاء لاختيار الطريق الصحيح في الحياة»
ترجم له بالعربية روايتان هما «الأسلحة السرية» و«لعبة الحجلة»، وترجمت له مجموعات قصصية من أشهرها "كل النيران النار" و "نهاية اللعبة" و "هنا والآن".

جوردي ميرو
الاثنين 13 يوليوز 2009