وتركّز تحرير الشام في حملتها بشكل أكبر على السلفيين المهاجرين، جماعات وأفراد، وباتت تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب معهم بمساعدة سلفيين مهاجرين مقربين منها ينقلون رسائلها، وذلك بدلاً من الاعتماد الكلي على الأساليب التقليدية التي كانت تتبعها ضدهم، كالملاحقات الأمنية والاعتقالات وعمليات الاغتيال.
واستخدمت تحرير الشام أسلوبها الجديد مع جماعات سلفية متعددة مؤخراً، أهمها جماعة "جنود الشام" التي يتزعمها مسلم الشيشاني وتضم أكثر من 200 مقاتل معظمهم من دول القوقاز ويتركز انتشارهم في جبال الساحل بريف اللاذقية الشمالي، والجماعة الثانية هي "جند الله" التي يتزعمها أبو حنيفة الأذري، وهي أقل عدداً من سابقتها وتنتشر أيضاَ في جبال الساحل.
وقال عضو في جماعة سلفية مستقلة ل"المدن"، إن "تحرير الشام بدأت منذ بداية العام الحالي بالتضييق على مجموعات المهاجرين المستقلة وتخيّرهم بين الانضمام إلى صفوفها أو تفكيك مجموعاتهم والجلوس في منازلهم أو الخروج إلى خارج إدلب".
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لضمان عدم ملاحقته أمنياً، أنه إذا لم تستجب الجماعات "تستخدم تحرير الشام القوة بأساليب الطغاة والمجرمين، وتحاول أن تتعامل مع كل مجموعة على حدة بعد دراسة وضعها بشكل تام وطرح طرق للتعامل معها من قبل مكاتب الدراسات الأمنية الخاصة". وقال: "لقد جاء الدور الآن على جماعة جنود الشام بقيادة مسلم الشيشاني، ولن تتوقف تحرير الشام حتى تفرغ إدلب من جماعات المستقلين المهاجرين".
ويخشى السلفيون المناهضون لتحرير الشام من استخدام زعيمها أبو محمد الجولاني لملف المهاجرين في إدلب في إبرام صفقات مع دول إقليمية وأجنبية يريد التقرب إليها لضمان بقاء مشروعه المفترض والترويج له، ولا يستبعدون تسليمه المهاجرين إلى سلطات بلادهم في صفقات سرية، بما فيها إيران وروسيا.
ويتداول السلفيون معلومات تقول إن "الجولاني يستعد لتسليم جميع قيادات القاعدة المحتجزين لديه إلى دولهم، وكان عرض ذلك على المخابرات البريطانية وأطلعهم على جميع التحقيقات والأدلة التي حصل عليها من المعتقلين لديه، ويتم الان التنسيق مع دولة عربية لتسليم أحد قادة القاعدة العرب المحتجزين لديه".
ومنذ العام 2020 تحتجز تحرير الشام في سجونها أعداداً كبيرة من السلفيين المناهضين لها يتوزعون على سجون حارم، وسجن الزنبقي في دركوش وسجن سرمدا الأمني، وسجن البادية في مدينة إدلب، إضافة إلى سجون سرية أخرى شمالي ادلب في المنطقة القريبة من الحدود السورية-التركية.
وتحوي سجون الهيئة أبوعبد الرحمن المكي أبرز قادة تنظيم "حراس الدين" التابع للقاعدة وقائد جيش الملاحم المنشق عن تحرير الشام سابقاً، إضافة إلى خلاد الجوفي والقاضي سهل الجزراوي وأبو يحيى الجزائري وفضل الله الليبي قائد جيش الساحل في تحرير الشام سابقًا وغيرهم.
ويبدو أن السلفي السعودي أبو عبد الرحمن المكي أحد أبرز قيادات الحراس المعتقل عند تحرير الشام هو من يخشى السلفيون تسليمه من قبل الجولاني للسلطات السعودية.
ويقول أحد قادة الحراس باسم مستعار في تلغرام: "وصلتنا معلومات مسربة من مصدر في الديوان العام لدى تحرير الشام بأن الأخيرة اقترحت وضع سم للشيخ أبا عبد الرحمن المكي قبيل الإفراج عنه للتخلص منه بطريقة نظيفة لا تثير الشكوك والمشاكل". ويتهم الحراس تحرير الشام باغتيال الشيخ أبو إسلام شورى وعدداً آخر من عناصرهم المعتقلين بهذه الطريقة.
------
المدن