نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


القوميون السوريون يقتلون السوريين






الاسبوع الماضي أعلنت قيادة الحزب القومي السوري مقتل بعض عناصرها، في قتال ضد منطقة الزارة والحصن القريبتين من قلعة الحصن. انها مفارقات القدر وسخريته ان يرفع السلاح الحزب الذي ربط اسمه بالارض السورية، في وجه الشعب السوري البطل، الذي يقاتل من أجل حريته وكرامته وتحرره. مرة أخرى يظهر الحزب القومي السوري عن فاشية ما بعدها فاشية، حيث نراه يقاتل الى جانب نظام البعث الذي اضطهد، ولمدة طويلة الحزب القومي السوري بسبب اغتيال هذا الاخير للعقيد عدنان المالكي عل يد شخص من آل مخلوف المعروفين بقوميتهم السورية، وهم بالطبع من أخوال الطاغية بشار الاسد.


 

   الحزب القومي السوري تربى على الثقافة الفاشية، حيث يستخدم حتى في رموزه حركات فاشية تتجلى برفع اليد على الطريقة الفاشية والنازية والتي استخدمته الاحزاب المتطرفة قومياً في اوروبا ويصرخون بشكل هستيري “تحيا سورية”، ويجاريهم في ذلك حزب أخر هو الحزب الالهي، حيث إستخدم هذا الحزب الاغتيال السياسي سياسة لتصفية الخصوم، فكان اغتياله لرياض الصلح وملك الاردن عبدالله الاول وعدنان المالكي وبشير جميل وليس مستبعدا ان يكونوا وراء اغتيال النائبين الكتائبيين بيار جميل وانطوان غانم لان طريقة الاغتيال هي من اساليب هذا الحزب الفاشي، ومن يدري مَن غيرهم .

   أحتل جيش كتائب الاسد لبنان، وكان الحزب القومي السوري مع الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط، وذلك قبل ان تركبه سلطة الاسد، ولذا نقل البندقية وبسرعة قصوى من عدو للبعث الى حليف، حيث استطاعت الاجهزة الامنية لجيش الاحتلال الأسدي للبنان، ان تحول هذا الحزب الى بيدق من بيادقها، وخاصة في مرحلة اسعد حردان الذي تزعم الحزب القومي في معظم فترات الاحتلال وانبطح امام محمد الغانم وغازي كنعان وجامع جامع ورستم غزالى .

   عام 2005، خرج جيش الاحتلال الأسدي وبشكل ذليل من لبنان، واصطف بالطبع مع جماعة شكرا سورية، فكان هذا الحزب في صف حزب الله ليصبح من حلفائه الاساسيين ضد الشعب اللبناني، ولقد تجلى هذا الحلف المشؤوم في قتاله ضد بيروت يوم اجتياح بيروت، في السابع من ايار 2007، حيث قاتل بيروت الى جانب الحزب الالهي، ولقد كان قتاله فاشياً شرساً وظهرت فاشيته في تدميره لمؤسسات تيار المستقبل حيث رموا في الشوارع الدكاترة والمرضى والمعاقين وحرقوا ودمروا مكاتب تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل، وهو ما يحقق هدف الحزب الالهي بقمع الحريات العامة ومنع حرية الكلمة، يومها رفرفت رايات الحزب السوداء الى جانب رايات قوى حزب الله الصفراء. بالطبع خدم هذا الحزب الفاشي النظام الفاشي الديكتاتوري الاسدي، للانتقام من الشعب اللبناني لطرده جيش الاحتلال الاسدي بشكل ذليل أثر جريمة أغتيال الرئيس رفيق الحريري.

   منذ قيام الحراك الثوري في سورية والحزب القومي السوري يقاتل ضد الشعب السوري، في البداية متلطياً بكتائب الى جانب كتائب البعث وحزب الله اللبناني وحركة أمل، ولقد شكل القوميون السوريون في سورية العصب الاساسي للمليشيات التشبيحية تحت أي مسمى كان، من لجان الدفاع الوطني الى جيش الدفاع الوطني، على غرار جيش الدفاع الاسرائيلي، وهذا الجيش كان عبارة عن حثالة المجتمع السوري وخاصة المتواجدين في منطقة وادي النصارى حيث شكل الفاشي بشر اليازجي كتائب تدافع عن النظام وترعب القرى المجاورة، وبشكل لا أخلاقي، مدعيا بأنه يحمي المسيحيين بينما في الحقيقة هو يحمي النظام وهو يتصرف كقومي سوري وليس كمسيحي .

   حتى تاريخ انكشاف الدور الطائفي للقوى الشيعوية اللبنانية – العراقية – الايرانية – السورية، كان الدور القومي السوري غير معروف للكثيرين، ولكن في حوادث مدينة صدد السريانية أنكشف هذا الدور بشكل بارز، ففي البداية اعتقد الكثير من المسيحويين بأن حوادث صدد هي اضطهاد للمسيحيين، وصول ايميل من احد القوميين السوريين، بأن رايات الحزب السوداء وزوبعته تقاتل وتستعيد ساحة صدد. كان الايميل فرحاً لرفرفة الرايات السود القومية السورية في بعض ساحات بعض القرى والمدن ومن المؤسف ان نقول بانها ذات اغلبية مسيحية، كان هذا هو الخبر والذي دفعني الى التفتيش وراء الخبر حيث سئلت العديد من الاصدقاء والمعارف من قرى فيروزة وزيدل والحفر والمسكنة، وهي قرى مجاورة لصدد، فيما اذا كان هناك تواجد حزبي للقوميين السوريين، واتذكر ردة فعل احد الاصدقاء الذي اكد لي بكلمة أوف بأن تعدادهم في صدد كبير، يومها توصلت الى نتيجة بأن ما حدث في صدد هو صراع سياسي وليس اضطهاد للمسيحيين والسريان منهم بشكل خاص. يومها كانت راية سوداء تقابل راية سوداء أخرى الاولى عليها الزوبعة والثانية كلمة لا الله الا الله، وبقناعتي لا فرق بينهم لآن كلاهما متطرف وارهابي.

  منذ ستة اشهر قتل اناس ابرياء نتيجة مواقف متشنحة واستفزازية من الكتائب القومية السورية، التي سببت قتل الابرياء، حيث أعلن عن مقتل بعض عناصر جيش الدفاع الوطني وأعطي من قتل من هذه العناصر رتب شرف عسكرية، يومها لم يعلن القوميين السوريين بأنهم من اعضائه. الاسبوع الماضي حاول اهالي الحصن خرق الحصار المفروض عليهم وقد قتل العديد من العناصر المُحاصِرة، اعلن القوميين السوريين بأنهم من اعضاء حزبهم ولقد قضوا في “واجبهم القومي” على غرار “الواحب الجهادي” لحزب الله، كاشفين بذلك بانهم يقاتلون ومن مدة طويلة ضد الشعب السوري، ومن الملاحظ بأن هؤلاء هم من المغرر بهم كونهم صغار السن وايضا منسبين جدد الى الحزب الفاشي القومي السوري.

  نحن كسوريون مسيحيون نسعى من أجل السلام في سورية نعلن، بأن القوميين السوريين المنتمين الى الطوائف المسيحية لا علاقة للمسيحيين بهم، لان حربهم هي حرب عصبوية حزبوية قوموية سوروية، ونحن لن نقبل ان يتحمل مسيحيو وادي النصارى وزر رعونة وفاشية القوميين السوريين في المنطقة، لذا نتمتى على أهالي المنطقة من المضامين من العدوان الاسدي – القومي السوري بأن لا يحملوا مسيحيي المنطقة كون بشر اليازجي وعصابته مسيحيين والمسيحية منهم براء.
----------------
: كلنا شركاء


بهنان يامين
الخميس 6 فبراير 2014