المخرج الأرجنتيني ماورو اندريتسي مخرج فيلم
اثنان من عناصر الميليشيات المسلحة يختبئان خلف أجمة، غير مرئيين، ولكن يسمع صوت الحديث الدائر بينهما. فجأة تعبر مدرعة أمريكية الطريق، رجل من الاثنين المختبئين يضغط زر جهاز التفجير عن بعد، يتطاير حطام السيارة في الجو، يهتفان بانتصار "الله أكبر .. الله أكبر". إنه مشهد من أحد الأفلام الوثائقية التي تروجها عناصر المقاومة المسلحة عبر الإنترنت، لإبراز أعمالها البطولية ضد العدو المحتل.
هذان النموذجان وغيرهما من الأفلام الوثائقية القصير يمثلان جزءا من مشاهد فيلم المخرج الأرجنتيني ماورو اندريتسي بعنوان "الأفلام العراقية القصيرة"، الذي يتضمن عددا من المشاهد العشوائية، فضلا عن مقاطع أخرى قام بتحميلها من شبكة الإنترنت.
وقد عرض المخرج الأرجنتيني/29 عاما/ فيلمه في العديد من المهرجانات الدولية مثل نيويورك، وطهران، وخيخون بإسبانيا ومركز بومبيدو في باريس، حيث حقق نجاحا كبيرا، ومن المقرر عرضه قريبا في أمريكا اللاتينية بدءا من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس.
يقول اندريتسي "منذ عدة عقود وهناك قضايا سياسية ودينية واقتصادية معقدة تتصارع في منطقة الشرق الأوسط، وقد وسمت هذه الصراعات العقد الأول من الألفية الجديدة، ومن ثم سيكون لها تأثير كبير على الغرب، ولهذا وجدت هذه المنطقة تستحق الدراسة والبحث".
ويوضح المخرج الأرجنتيني "الغرض من هذا العمل هو إظهار أن حرب العراق ما هي إلا حالة فنتازيا كبيرة .. أصبح الشرق الأوسط الآن حالة فنتازيا كبرى بالنسبة للغرب .. نظرا لأن كل ما تنشره الصحافة ليس إلا محض أكاذيب أو ادعاءات، إما سعيا وراء المصالح الكبرى لوسائل الإعلام العالمية أو بسبب جهل الصحفيين أنفسهم".
ولهذه الأسباب كانت جميع المشاهد التي عثر عليها المخرج بعد بحث مضن عبر الشبكة العنكبوتية مبتورة أو كانت الحوارات تحمل شريط ترجمة محرف، وفي بعض الأحيان يتم تغيير أو حذف خلفيات المشاهد التي توضح للجمهور حقيقة ما يحدث لإضفاء المزيد من الغموض.
يتابع أندريتسي "سعيت إلى التلاعب بالمواد التي عثرت عليها للخروج بشيء مختلف عن الرؤيا التي تطرحها وسائل الإعلام، كي أقدم للمتفرج الغربي صورة مختلفة عن تلك التي تفرضها عليه الميديا، في طرح صادم لها .. لم يكن غرضي توضيح الأشياء بقدر إخفاء بعضها".
على سبيل المثال لا يظهر في أي من مشاهد الفيلم ما يطلق عليهم "الانتحاريون أو الاستشهاديون" الذين يقومون بتفجير أنفسهم، لكن الفيلم يظهر تفاصيل أخرى مرتبطة مثل قيام اثنين من عناصر الميليشيات المسلحة بتعبئة صندوق فاكهة بالمتفجرات وتغطيتها بأوراق الشجر، وتحميله على دراجة بخارية ثم في ختام المشهد يودع أحدهما صاحبه وتختفي الدراجة في نهاية الطريق.
يؤكد المخرج الشاب "حاولت قدر الإمكان تفادي الاستعانة بأي من تلك المشاهد، كما لم أهتم إطلاقا بمشاهد الإعدامات "بقطع الرؤوس" الشهيرة المنتشرة على الإنترنت، أو مشاهد أخرى مثل "الجندي الأمريكي الذي يحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة لأكثر من نصف ساعة وفي النهاية تنفجر في وجهه .. وجدت أنه من الأفضل التلاعب بالعناصر الموجودة خارج الإطار وتقديم بدائل غير مباشرة بدلا من مشاهد الأشلاء المتطايرة في الجو".
يقول أندريتسي أن الفيلم عرض أيضا في بعض التجمعات الانتخابية أثناء حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بعض مدن سان فرانسيسكو، ولاقى إقبالا جماهيريا كبيرا مثلما كان الحال في جميع المناسبات التي عرض فيها في مختلف دول العالم".
ويضيف "تلقيت دعوة من سفارة العراق في طهران، حيث حمسني السفير للتصوير في العراق ولكنه قال لي ليس لدينا أموال كي نوفر لك الحماية الأمنية الكافية .. كعادة الدبلوماسيين دائما يقولون أشياء كلها مكذوبة".
يتضمن الفيلم مشاهد ونصوص تدعو المتفرج للتأمل مثل: عبارات مارك توين الشهيرة عن الحرب، مقولات عالم الاجتماع الأمريكي الشهير تشارلز رايت ميلز، أو الكاتب والعسكري البريطاني الشهير "لورانس العرب"، بالإضافة إلى مقتطفات من خطاب ديك تشيني، عندما كان يتولى منصب نائب الرئيس في عهد إدارة بوش ، حيث يؤكد "إن توريط الجنود الأمريكان في حرب أهلية في العراق سيكون بمثابة السقوط في مستنقع".
يبرز اندريتسي مدى اختلاف حرب العراق عن غيرها من الحروب ويرجع ذلك لظهور الإنترنت، بينما في الحروب السابقة لم يكن موجودا، أما الآن فالجنود يستطيعون الاتصال بأسرهم عن طريق الإنترنت، يشكون لهم من أحوالهم، كما يمكنهم التعبير عن إدانتهم لهذه الأحوال من خلال أشرطة مصورة يحملونها على الشبكة، ويعتبر الانتشار أهم مميزات الشبكة، فبمجرد أن تضع شريطا واحدا فإن انتشاره يصبح خارج السيطرة كما أن إعادة إنتاج نسخا منه تصبح بالآلاف.
ولهذا يعتبر اندريتسي فيلمه إلى حد ما تكريما للإنترنت "أي شخص يتمتع بقدر من الإنسانية يرى أن الإنترنت حرية مطلقة، يمكنها أن تكون سلاحا فتاكا في الحروب وفي السياسة. ويؤكد أن المعارك السياسية اعتبارا من الآن وفي المستقبل ستكون بين أنصار المعلوماتية وأعداءها.
ويعتبر المخرج الأرجنتيني أن الشرق الأوسط سيكون جبهة المعركة الكبرى في المستقبل "إن ما يحدث في العراق وأفغانستان و التوتر بين الهند وباكستان أشبه بحركات قطع الشطرنج، التي ستحدد نتائجها ملامح العقود الأربعة أو الخمسة القادمة من القرن الأول في الألفية الجديدة".
ويؤكد "في عالمنا هذا هناك بشر يعيشون في القرن الواحد والعشرين، وهناك أغنياء يملكون السلطة والنفوذ وهؤلاء يعيشون في القرن الثاني والعشرين، أما الفقراء فلازالوا يعيشون في ظلمات العصور الوسطى. هذه الصدام لا يقوم على أساس ديني أو ثقافي ولكنه صراع بين الأغنياء والفقراء، مما تسبب في حدوث فجوة كبيرة. وبحسب الحلول التي ستتناول هذا الصراع سنرى ما إذا كانت هذه الهوة ستضيق أم ستزداد اتساعا".
هذان النموذجان وغيرهما من الأفلام الوثائقية القصير يمثلان جزءا من مشاهد فيلم المخرج الأرجنتيني ماورو اندريتسي بعنوان "الأفلام العراقية القصيرة"، الذي يتضمن عددا من المشاهد العشوائية، فضلا عن مقاطع أخرى قام بتحميلها من شبكة الإنترنت.
وقد عرض المخرج الأرجنتيني/29 عاما/ فيلمه في العديد من المهرجانات الدولية مثل نيويورك، وطهران، وخيخون بإسبانيا ومركز بومبيدو في باريس، حيث حقق نجاحا كبيرا، ومن المقرر عرضه قريبا في أمريكا اللاتينية بدءا من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس.
يقول اندريتسي "منذ عدة عقود وهناك قضايا سياسية ودينية واقتصادية معقدة تتصارع في منطقة الشرق الأوسط، وقد وسمت هذه الصراعات العقد الأول من الألفية الجديدة، ومن ثم سيكون لها تأثير كبير على الغرب، ولهذا وجدت هذه المنطقة تستحق الدراسة والبحث".
ويوضح المخرج الأرجنتيني "الغرض من هذا العمل هو إظهار أن حرب العراق ما هي إلا حالة فنتازيا كبيرة .. أصبح الشرق الأوسط الآن حالة فنتازيا كبرى بالنسبة للغرب .. نظرا لأن كل ما تنشره الصحافة ليس إلا محض أكاذيب أو ادعاءات، إما سعيا وراء المصالح الكبرى لوسائل الإعلام العالمية أو بسبب جهل الصحفيين أنفسهم".
ولهذه الأسباب كانت جميع المشاهد التي عثر عليها المخرج بعد بحث مضن عبر الشبكة العنكبوتية مبتورة أو كانت الحوارات تحمل شريط ترجمة محرف، وفي بعض الأحيان يتم تغيير أو حذف خلفيات المشاهد التي توضح للجمهور حقيقة ما يحدث لإضفاء المزيد من الغموض.
يتابع أندريتسي "سعيت إلى التلاعب بالمواد التي عثرت عليها للخروج بشيء مختلف عن الرؤيا التي تطرحها وسائل الإعلام، كي أقدم للمتفرج الغربي صورة مختلفة عن تلك التي تفرضها عليه الميديا، في طرح صادم لها .. لم يكن غرضي توضيح الأشياء بقدر إخفاء بعضها".
على سبيل المثال لا يظهر في أي من مشاهد الفيلم ما يطلق عليهم "الانتحاريون أو الاستشهاديون" الذين يقومون بتفجير أنفسهم، لكن الفيلم يظهر تفاصيل أخرى مرتبطة مثل قيام اثنين من عناصر الميليشيات المسلحة بتعبئة صندوق فاكهة بالمتفجرات وتغطيتها بأوراق الشجر، وتحميله على دراجة بخارية ثم في ختام المشهد يودع أحدهما صاحبه وتختفي الدراجة في نهاية الطريق.
يؤكد المخرج الشاب "حاولت قدر الإمكان تفادي الاستعانة بأي من تلك المشاهد، كما لم أهتم إطلاقا بمشاهد الإعدامات "بقطع الرؤوس" الشهيرة المنتشرة على الإنترنت، أو مشاهد أخرى مثل "الجندي الأمريكي الذي يحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة لأكثر من نصف ساعة وفي النهاية تنفجر في وجهه .. وجدت أنه من الأفضل التلاعب بالعناصر الموجودة خارج الإطار وتقديم بدائل غير مباشرة بدلا من مشاهد الأشلاء المتطايرة في الجو".
يقول أندريتسي أن الفيلم عرض أيضا في بعض التجمعات الانتخابية أثناء حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بعض مدن سان فرانسيسكو، ولاقى إقبالا جماهيريا كبيرا مثلما كان الحال في جميع المناسبات التي عرض فيها في مختلف دول العالم".
ويضيف "تلقيت دعوة من سفارة العراق في طهران، حيث حمسني السفير للتصوير في العراق ولكنه قال لي ليس لدينا أموال كي نوفر لك الحماية الأمنية الكافية .. كعادة الدبلوماسيين دائما يقولون أشياء كلها مكذوبة".
يتضمن الفيلم مشاهد ونصوص تدعو المتفرج للتأمل مثل: عبارات مارك توين الشهيرة عن الحرب، مقولات عالم الاجتماع الأمريكي الشهير تشارلز رايت ميلز، أو الكاتب والعسكري البريطاني الشهير "لورانس العرب"، بالإضافة إلى مقتطفات من خطاب ديك تشيني، عندما كان يتولى منصب نائب الرئيس في عهد إدارة بوش ، حيث يؤكد "إن توريط الجنود الأمريكان في حرب أهلية في العراق سيكون بمثابة السقوط في مستنقع".
يبرز اندريتسي مدى اختلاف حرب العراق عن غيرها من الحروب ويرجع ذلك لظهور الإنترنت، بينما في الحروب السابقة لم يكن موجودا، أما الآن فالجنود يستطيعون الاتصال بأسرهم عن طريق الإنترنت، يشكون لهم من أحوالهم، كما يمكنهم التعبير عن إدانتهم لهذه الأحوال من خلال أشرطة مصورة يحملونها على الشبكة، ويعتبر الانتشار أهم مميزات الشبكة، فبمجرد أن تضع شريطا واحدا فإن انتشاره يصبح خارج السيطرة كما أن إعادة إنتاج نسخا منه تصبح بالآلاف.
ولهذا يعتبر اندريتسي فيلمه إلى حد ما تكريما للإنترنت "أي شخص يتمتع بقدر من الإنسانية يرى أن الإنترنت حرية مطلقة، يمكنها أن تكون سلاحا فتاكا في الحروب وفي السياسة. ويؤكد أن المعارك السياسية اعتبارا من الآن وفي المستقبل ستكون بين أنصار المعلوماتية وأعداءها.
ويعتبر المخرج الأرجنتيني أن الشرق الأوسط سيكون جبهة المعركة الكبرى في المستقبل "إن ما يحدث في العراق وأفغانستان و التوتر بين الهند وباكستان أشبه بحركات قطع الشطرنج، التي ستحدد نتائجها ملامح العقود الأربعة أو الخمسة القادمة من القرن الأول في الألفية الجديدة".
ويؤكد "في عالمنا هذا هناك بشر يعيشون في القرن الواحد والعشرين، وهناك أغنياء يملكون السلطة والنفوذ وهؤلاء يعيشون في القرن الثاني والعشرين، أما الفقراء فلازالوا يعيشون في ظلمات العصور الوسطى. هذه الصدام لا يقوم على أساس ديني أو ثقافي ولكنه صراع بين الأغنياء والفقراء، مما تسبب في حدوث فجوة كبيرة. وبحسب الحلول التي ستتناول هذا الصراع سنرى ما إذا كانت هذه الهوة ستضيق أم ستزداد اتساعا".