نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


الصومال قرن افريقيا:رئيس جديد ومستقبل غامض




حصدت الصومال، بوصفها دولة، من الفشل ما لم تحصده أي دولة أخرى على هذا الكوكب. هذا ما قالته سوزان رايس التي أصبحت سفيرة باراك أوباما لدى الأمم المتحدة، وذلك في تقرير شاركت في صياغته من إصدارات مؤسسة بروكينغز العام الماضي ومع انتخاب رئيس جديد للصومل تصبح قراءة هذا التقرير ضرورة لكل من يريد فهم ما يجري في القرن الافريقي


الصومال قرن افريقيا:رئيس جديد ومستقبل غامض
ومنذ ذلك الوقت لم تزد مشاكل الصومال إلا سوءا، حيث يوجد 1.3 مليون شخص نازح داخليا يطوفون في أرجاء البلاد باحثين عن فتات الطعام، وقد استقال رئيس البلاد الشهر الماضي وسيطرت المليشيات الإسلامية المتشددة بالفعل على المناطق الجنوبية والوسطى في الصومال، وهي مستعدة حاليا لتشديد قبضتها على العاصمة مقديشو. وقد لقي نحو 10 آلاف مدني بريء حتفهم منذ يناير 2007، فيما تتعرض السواحل لإرهاب القراصنة ودخلت الصومال الشهر الماضي عامها الـ19 من دون حكومة فعالة. والصومال من نواح كثيرة ليست دولة.
كمبادرة سياسة خارجية، فإن الصومال توفر لأوباما فرصة فريدة لرسم طريق واضح في المنطقة يأخذ بها إلى الأمام. فبعد أن دعمت إدارة بوش الغزو الأثيوبي عام 2006 الذي ساعد على الإطاحة بحكم اتحاد المحاكم الشرعية المعتدل، انحدرت الصومال نحو الحرب، وتسببت سياسة بوش في تحول نسبة أكبر من السكان إلى الراديكالية، وبشكل غير مسبوق. ولكن بإمكان أوباما، الذي يتقبل في سياسته تجاه العالم الحديث مع الأعداء، أن يغير مسار الإخفاق الذي نجم عن هذه السياسة وأن يعزز الاستقرار بإعادة التواصل مع الإسلاميين، وتحديدا المقاتلين اليافعين الذين يشكلون صفوف الشباب، وهو تنظيم إسلامي اكتسب القوة خلال العامين الماضيين ولايزال يجر الصومال إلى المزيد من الفوضى.
نافذة الفرصة المفتوحة أمام أوباما ضيقة وهشة، إلا أنه حدث في الصومال أمران يمكن أن يسهلا المهمة، أولهما أن الاحتلال الأثيوبي للصومال الذي أبغضه الناس قد انتهى. وثانيهما أن عبد الله يوسف استقال في ديسمبر من منصبه كرئيس، ممهدا الطريق لشخصيات أكثر اعتدالا وتمثيلا للناس لأن يحظوا بسلطة أكبر. بقي أن على أوباما أن يكون أكثر دقة وتحديدا عندما يضع سياسته، بعيدا عن المبالغة. فبإمكانه أن يوقف مؤقتا رحلات طائرات سي 130 العسكرية الأمريكية فوق الصومال، والتي لها وجود شبه ثابت حاليا، وبذلك يرسل إشارة مفادها أنه لن يكون من مكونات السياسة المستقبلية الرئيسية أي عنصر حربي ينفر الأشخاص الذين تحتاج أمريكا إليهم تحديدا ليجلسوا على طاولة التفاوض. ويمكن لأوباما أيضا أن يدرس إمكانية أن يشطب الشباب مؤقتا من قائمة التنظيمات الإرهابية ليثبت، كما ذكر في خطاب تنصيبه، أن أمريكا سوف تمد يدها إذا قام أعداؤها "بتخفيف قبضتهم". وهناك طريق ثالث يتمثل في الانفتاح على قنوات التفاوض الخلفي مع العدد الممكن والضروري من الفصائل المتشددة لجذبهم إلى المحادثات. ويكمن مفتاح أي استراتيجية في الوصول بهدوء إلى الشيخ حسن ظاهر أويس الذي يعد مؤسس الحركة الإسلامية في الصومال، ويتمتع على الأرجح بما يكفي من النفوذ لأن يحشد عددا من الراديكاليين لجعل أي عمل دبلوماسي يستحق العناء. وأخيرا، كما ألمحت رايس في جلسات اعتمادها في الكونغرس، فإن أمريكا تحتاج إلى صياغة نهج إقليمي يعالج النزاع الحدودي القديم بين أثيوبيا وأريتريا كجزء من خطوة تهدف إلى إنهاء عزلة الصومال.
لن يكون الأمر سهلا، فتنظيم الشباب يشكل مخاطر أمنية مباشرة للولايات المتحدة والكثير من الدول المجاورة للصومال. ولبعض قادة الجماعة المتشددين علاقات بالقاعدة. والأمر المقلق أكثر هو أن الصومال بدأت تستقطب جهاديين أمريكيين، بمن فيهم الكثير من مينيسوتا الذين سافروا إلى هناك للقتال. وهناك عدد غير معروف ربما لايزالون يتدربون في معسكرات الشباب في الجنوب، ومن غير الواضح إن كانت أهدافهم البعيدة تكمن في الصومال أو في مينيسوتا. ومع ذلك فإن من غير المريح أن يعقد أوباما الذي لايزال تحت وطأة الشكوك حيال إرثه الإسلامي، أي محادثات تصالحية مع الإسلاميين في أفريقيا في خطوته الأولى. تقول سالي هيلي الخبيرة في شؤون الصومال في تشاذام هاوس: "سيقع في مصيدة إن قام بأي شيء قد يثير حوله الاتهامات باللين مع الإرهاب".
لكن الثمرة المحتملة لهذه الاستراتيجية مغرية. لقد صاغت إدارة بوش سياسة من خلال الحوار مع أعدائها في العراق، بمن فيهم الكثير ممن قتلوا جنودا أمريكيين. وكانت النتيجة أن أصبح العراق أكثر هدوءا واستقرارا. ومع وجود حربيين بين يديه، فإن أوباما قد يحسن العمل إن استطاع أن يخمد عاصفة ناشئة في القرن الأفريقي، وكلما كان ترويض الراديكاليين أسرع، تضاءلت إمكانية استمرارهم في الانشقاق إلى فصائل من النوع الذي قد يعود بالصومال في نهاية المطاف إلى الزمن الذي كان فيه أمراء الحرب يحكمون الشوارع. يقول رشيد عابدي من فريق الصومال في مجموعة الأزمة الدولية إن البديل عن الانخراط هو أنه "مع نهاية هذا العام، قد نتحدث عما يزيد على 100 مجموعة مسلحة في الصومال". وعلى الأرجح لن يساعد أي انهيار بعد ذلك باتجاه حكم أمراء الحرب إلا على انتشار الإسلام الراديكالي في المنطقة. لذا فإنه في الوقت الذي يشك البعض في أن استراتيجية الانخراط مع الإسلاميين قد تكون محفوفة بالمخاطر، فإن الخيار الأخطر بالنسبة إلى الصومال وبقية دول القرن الأفريقي قد يكون أيضا الخيار الأفضل.
كتابة: سكوت جونسون بمشاركة جيسون مالكور في أديس أبابا

نيوزويك
الاثنين 2 فبراير 2009