نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


الجمعيات النسائية اللبنانية تحاول الارتقاء بالمرأة لكنها تظل محكومة بالطوائف والأحزاب




بيروت- فاديا عازار - إذا كانت المرأة في منطقتنا قد تبوأت مناصب رفيعة في الأزمنة الغابرة جعلتها ملكة وقائدة جيوش إضافة لكونها أما وأختا وشقيقة وعاملة ، إلا أنها في زمننا الحالي أصبحت مضطرة لانتزاع أبسط حقوقها المدنية لتصبح فاعلة في المجتمع لا عنصراً مهِّمشاً.


منشور يعرف بإحدى الجمعيات النسائية اللبنانية الارمنية (جمعية صليب إعانة الأرمن).
منشور يعرف بإحدى الجمعيات النسائية اللبنانية الارمنية (جمعية صليب إعانة الأرمن).
وعمدت المرأة اللبنانية إلى تأسيس الجمعيات التي تحاول من خلالها انتزاع عدد من القوانين ، أقرت بعض حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما ساهمت بتمكينها لتصبح عنصراً اقتصادياً منتجاً، لكن هذه الجمعيات لم تخرج عن إطار الصورة الطائفية والسياسية للواقع المعيوش.

وقالت إخلاص حردان الناشطة في مجال العمل الاجتماعي لـ(د.ب.أ) "هناك نوعان من الجمعيات في لبنان: جمعيات تنموية إنمائية التي يكثر عددها ولكن بعضها يحترف العمل التنموي فقط . وجمعيات خيرية تقدم المساعدة العينية" .

وعرف لبنان النشاط النسائي قبل أن ينال استقلاله، حيث تأسست هيئة الاتحاد النسائي العربي اللبناني سنة 1929 ثم تأسست هيئة التضامن النسائي اللبناني سنة 1947.

وانعقد سنة 1952 اجتماع بين الهيئات النسائية في لبنان تقرر بعده اندماج هاتين الهيئتين ، وتأسيس المجلس النسائي اللبناني الذي كان يعرف حينها باسم " جامعة الهيئات النسائية اللبنانية " الذي قام على مبدأين ثابتين هما: أسس الوفاق الوطني، ووحدة لبنان وسيادته واستقلاله وثانيا مجتمع لبناني يتساوى فيه جميع مواطنيه، نساءً ورجالاً، بالحقوق والفرص.

وتابعت حردان " تأسست هذه الجمعيات بهدف تعزيز دور المرأة ودعمها ، في ظل مجتمع ذو طابع ذكوري، من أجل مساعدتها وتمكينها من القيام بدور فعال في المجتمع. واستقطبت العديد من الكوادر ذوي الخلفيات السياسية والعقائدية والطائفية التي استطاعت رغم كل شيء تحقيق بعض المكاسب على صعيد نيل المرأة بعض حقوقها السياسية والاجتماعية".

ويضم لبنان حالياً 166 جمعية نسائية تتوزع على الخارطة اللبنانية بمساحة 10452كم مربع تمثل تعددية الفئات السياسية والطائفية عليها، وجميعها ممثلة في المجلس النسائي اللبنانى.

وأضافت حردان " ما زال الطريق طويلاً لتحقيق المزيد من المكاسب وتمكين المرأة من القيام بدور فعال في المجتمع، فتحقيق مشاريع تنموية يحتاج الى المال الذي يتم تأمينه من مصادر ثلاثة: التمويل الذاتي ويؤمنه راعي الجمعية ( مؤسسها..، حزب ، رجل سياسي ، طائفة) ثم الصبحيات التي تقيمها الجمعيات والتي تبتغي أيضاً شرح أهداف الجمعية والإعلان عن مشاريع جديدة ، ثم التمويل الخارجي من جمعيات عالمية والذي غالباً ما يكون مشروطاً بتنفيذ مشروع يناسب سياسة تلك الجمعيات العالمية، من دون الأخذ بالاعتبار سياسة الجمعيات المحلية وأهدافها، وهنا تكمن المشكلة."

ومن الملاحظ أن الجمعيات اللبنانية اتخذت ألواناً طائفية وسياسية على شاكلة الفئات التي يتكون منها المجتمع اللبناني فكان لكل طائفة أو مذهب ديني أو سياسي، جمعياته التي تهتم برعاياه بالدرجة الأولى.

وقالت نداء الصايغ نائبة رئيسة تجمع النهضة النسائي لـ(د.ب. أ) "الهدف من إنشاء هذه الجمعية هو إعلاء شأن المرأة ثقافيا واجتماعيا وتحقيق انخراطها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وذلك عن طريق خلق فرص عمل لها تتلاءم مع أوضاعها."

وأضافت الصايغ "من أولويات التجمع، تأمين نوع من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي للمرأة في كل لبنان، من دون الأخذ بالاعتبار انتماءاتها الطائفية والمذهبية(على اعتبار أن التجمع يتبع سياسياً لحزب علماني) من خلال تأهيل أكبر عدد من ربات البيوت، لتصبحن منتجات في مجال الأشغال اليدوية ، وخلق لحمة بين أعضائه قد تصل إلى توحيد في وجهات النظر ، سياسيا واجتماعيا."

وناضلت المرأة اللبنانية سياسيا وحزبيا لنصرة القضايا العربية فانضمت إلى المظاهرات والإضرابات ودافعت عن الاستقلال وكان من الطبيعي بعدها أن تصر على المطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية.

وتابعت الصايغ " تشارك النسوة المنتسبات إلى التجمع بالنشاطات السياسية المختلفة بالإضافة إلى الاعتصام والتظاهر، وتشكلن كتلة ضاغطة باتجاه تحقيق بعض المطالب السياسية على الصعيد اللبناني أو العربي ، والتي تُعتبر من وجهة نظر الجهة السياسية الراعية لهذا التجمع، مطالب محقة"

يشار إلى أن أكثر من جمعية نسائية ذات صبغة طائفية رفضت التحدث عن عملها قبل استشارة قياداتها السياسية والدينية، وبعضها قال إن نشاطاتها الإعلامية مرتبطة بشهر رمضان.

واستطاعت الحركة النسائية اللبنانية على الصعيد القانوني، والمجلس النسائي اللبناني الحصول على عدد كبير من القوانين والتشريعات استرجعت من خلالها بعض حقوقها، كان أولها عام 1953 حين نالت حقها السياسي بأن تنتخِب وتنتخَب

وقالت سوسن الأحمدية، الناشطة في تجمع النهضة النسائي لـ (د ب أ) "تجربتي في التجمع قدمت لي انطلاقة اجتماعية بالإضافة إلى المردود المادي ".
وأضافت" يقوم التجمع بتحفيز المرأة على الإنتاج، من خلال تدريبها على القيام بأعمال التطريز و صناعة الحلي (عقود ، أساور...)".

وتسعى الحركة النسائية اليوم لتحديث التشريع اللبناني وتنـزيهه من أي تمييز ضد النساء وتطبيق بنود الاتفاقية الدولية لإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة ورفع التحفظات عنها، واستقطاب مزيد من مؤسّسات المجتمع المدني لدعم قضيتها.

وقالت مارلين داناكوزيان مسئولة الأشغال اليدوية في جمعية "صليب إعانة الأرمن" لـ/ د. ب. أ /"قامت هذه الجمعية الأرمنية النسائية بهدف مساعدة الفقراء ومحو الأمية والنضال من أجل أن تنال المرأة حقوقها. وهي موجهة بشكل أساسي للنساء الارمن وان كان بعض الرجال يحققون إفادة منها".
والجمعية تابعة بشكل غير مباشر لحزب الطاشناق، أكبر الأحزاب الأرمنية .

وأضافت داناكوزيان "جميع الناشطين في هذه الجمعية هن من النساء اللواتي لا يقتصر نشاطهن على تأهيل المرأة الارمنية وأحيانا غير الارمنية، لتصبح عنصراً منتجاً اقتصادياً من خلال إعدادهن لتصبحن قادرات على تحضير أصناف من المأكولات تقوم الجمعية لاحقاٍ بتسويقها . والمحافظة على التراث الارمني، عبر تأهيل عدد من النسوة الراغبات بالأعمال اليدوية ، اللواتي يقمن بتطريز الشراشف والبرادي والعباءات بطريقة رائعة"..

وتقوم الجمعية بعملية التأهيل الثقافي أيضاً، من خلال تنظيم المحاضرات حول حقوق المرأة والتوعية الجنسية والعلاقات الزوجية. مستخدمين اللغة الارمنية عموما، والعربية اذا تضمن الحضور العنصر العربي.

وتابعت داناكوزيان "تشارك المنتسبات إلى الجمعية في الانتخابات النيابية وتسعين لإنجاح مرشحي الحزب الداعم لها . وتشاركن في الاعتصامات والتظاهرات السياسية عندما يرى الحزب ذلك".

لا تخرج الجمعيات النسائية اللبنانية عن الصورة النمطية للأحزاب السياسية اللبنانية فمن كان منها طائفيا تبعته، ومن كان علمانيا حاولت تتبع مساره في الحراك الاجتماعي والسياسي، وهي في غالب الأحيان تنقاد إلى المستوى السياسي والطائفي. ومهما كانت وجهة هذا الحراك، لا بد للمرأة أن تصل إلى المكانة المناسبة التي تؤمن لها المشاركة في عملية التنمية الاجتماعية.

فاديا عازار
الخميس 13 غشت 2009