الفيلم من إخراج الهولندي من أصل فلسطيني، هاني أبو أسعد (56 عاما)، صاحب أعمال مهمة مثل "الجنة الآن" و "عمر" وقد نال عنهما الترشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل عمل أجنبي، أخذا في الاعتبار أن الأوسكار هي جائزة محلية للسينما الأمريكية.
يدور الفيلم حول قصة مسافرين اثنين يضطرا للقيام برحلة عاجلة إلى بلتيمور، فيستأجرا طائرة خاصة لتقلهما إلى مقصدهما. تلعب وينسلت دور المصورة الصحفية اليكس مارتين، بينما يقوم إلبا بدور الطبيب الجراح د. بن باس، تتفق اليكس مع باس على تقاسم تكاليف الرحلة، وعلى التحليق بالطائرة الصغيرة، التي يقودها الطيار والتر، ويلعب دوره النجم بو بريدجز، فوق سلسلة من الجبال الوعرة.
للأسف الشديد، تصاب الطائرة بعطل فني، وتسقط محطمة فوق الجبال. يتمكن البطلان من النجاة بطبيعة الحال، فيما يلقى الطيار مصرعه، تاركا الراكبان تحت رحمة القدر في أجواء بالغة القسوة، مع قليل من الطعام والمؤون والكثير من الصعوبات. وعلى هذا النحو، يقرران الانطلاق بحثا عن مساعدة على الأمل فى النجاة وسط شتاء قارس حيث يبلغ ارتفاع الجليد عدة أمتار، مع خطورة السقوط من أعلى الجبال.
أثناء الطريق الصعب، تنشأ بين البطلين علاقة، وتتطور بصورة أكثر توثقا كلما ازدادت صعوبة الظروف، وتصاعدت حدة التوتر من خلال الأحداث، خاصة وأن سبب العجلة في قيام البطلة بهذه الرحلة، هو تلهفها للوصول إلى المدينة حيث كان من المقرر انعقاد قرانها في اليوم التالي، وهو الحدث الذي سيفوتها بكل تأكيد، وهو ما تعتبره شركة فوكس للقرن العشرين، المنتجة لـ"الجبل بيننا"، من عوامل نجاح الفيلم.
يذكر أن فكرة الفيلم طرحت للمناقشة لأول مرة عام 2012، ورشح المخرج المكسيكي خيراردو نارانخو لتنفيذه، لكن في النهاية وقع اختيار الشركة المنتجة على أبو أسعد، أخذا في الاعتبار إنجازه الفني وترشيحاته السابقة لأوسكار. عن هذه التجربة، يقول أبو أسعد أنه لم يسبق له الاشتراك من قبل في عمل رومانسي ملحمي على خلفية محاولة ناجين للبقاء على قيد الحياة. ويضيف "اعتقد أن التفاؤل وروح الأمل عنصران مهمان للبقاء على قيد الحياة، خاصة في هذه الأوقات التي يجتاح فيها القلق ويسود المشهد الدولي عدم الاستقرار" .
جرى تصوير مشاهد الفيلم في كندا، بين فانكوفر ومطارها، وفي الجبال القريبة من البرتا، وسط أجواء شديدة البرودة، كما هو متوقع في مواقف مثل التي جرى بها تصوير تلك الأحداث.
أما وينسلت، التي سبق لها تجربة الكوارث البحرية في بداية مشوراها مع "تيتانيك"، قبل عشرين عاما، فتؤكد أنه كان من الصعب عليها التكيف مع هذه الظروف المناخية والجغرافية القاسية، وتقول "العدو فوق قمم الجبال يدمر الرئتين، لم يكن بوسعي الجري. اتمتع بلياقة عالية، ولكن هذه الأجواء وهذه الظروف لم أكن مستعدة للتعامل معها على الإطلاق".
ومع ذلك، توضح وينسلت أن أكثر ما جذبها للمشاركة في هذا المشروع الفني كان تصور أن شخصين بوسعهما تقديم فيلم بكل أحداثه وتفاصيله من البداية للنهاية، فضلا عن اقتناعها وتماهيها التام مع كل الأحداث التي يتناولها الفيلم، والمواقف التي ترى أنها قد تساعد على تغيير نمط حياة أي إنسان على المستوى الشخصي، "تجربة مواقف تجعل حياتك تتغير بصورة بحيث لا تعود إلى سابق عهدها أبدا". أما عن علاقتها بشريكها في بطولة الفيلم، إدريس إلبا، والمتألق مؤخرا في أعمال مثل "البرج المظلم" و"ستار تريك"، ومسلسلات تليفزيونية مثل "لوثر" و"السلك"، تعترف النجمة البريطانية أنها تفاجأت من الاستراتيجيات التي يتمتع بها للعثور على حلول للمشاكل التي كانا يتعرضان لها، "هذا أوصلنا عند مستوى معين من أحداث الفيلم أن كل واحد منا لم يعد بوسعه الاستغناء عن الآخر". وتوضح النجمة البريطانية "إدريس وأنا جمعت بيننا كيمياء إيجابية للغاية، تفاهمنا بمنتهى البساطة وهذا ساعد على سهولة، تعود كل منا على أسلوب عمل الآخر"، معترفة بأن هناك اختلافا كبيرا بين أساليب كل منهما.
تجدر الإشارة إلى أنه كما أصبح معتادا في هوليوود، رشح أكثر من نجم ونجمة للعمل حتى استقر الاختيار على النجمين الحاليين. فبالنسبة لدور إلبا، رشح في البداية كل من مايكل فشبندر، وشارلي هانام، بطل "الملك آرثر"، أما بالنسبة لدور وينسلت، فقد تم ترشيح روزاموند بايك "جاك آرشر" و"حب وكبرياء" و"فتاة راحلة"؛ ومارجو روبي التي تألقت بعد دورها في "ذئب وولف وول ستريت"، أمام ليوناردو دي كابريو.
يقول النقاد إن التفاعل بين البطلين على الشاشة كان مذهلا، على الرغم من أن شخصياتهما تنتميان إلى عالمين مختلفين، ولكن ظروف المأساة التي جمعت بينهما وحدت قدريهما، ومكنتهما من النجاة، انطلاقا من اعتقادهما بأن الإيمان يحرك الجبال.