وقد اجلت الصين نحو 200 ألف شخص من منازلهم الأربعاء، جراء فيضانات غير مسبوقة، وفق ما أعلنته السلطات المحلية، فيما تفجّرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان، جرّاء الأمطار الغزيرة.
وأعلنت سلطات مدينة تشنغتشو الواقعة في خنان أنه "أُجلِيَ حتى الساعة السابعة صباحاً في 21 يوليو/تموز، نحو 200 ألف شخص، فيما تأثّر 36 ألفاً من سكان المدينة بالكارثة".
بدورها، أكدت هيئة الأرصاد الجوية في مدينة تشنغتشو، أن ما تشهده البلاد هو "أعلى معدل يومي لتساقط الأمطار منذ 60 عاماً".
ويقود الجيش عمليات الإنقاذ في المدينة التي أغرقت الأمطار شوارعها وأنفاقها، والتي تحتضن أكثر من عشرة ملايين نسمة.
ولقي 12 شخصاً حتفهم وأصيب خمسة بجروح، جرّاء السيول التي غمرت مترو أنفاق في تشنغتشو، فيما أُنقِذَ مئات، وفق ما أعلنه مسؤولو المدينة.
من جانبه وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ الوضع بأنه "خطير جداً"، مشيراً إلى "مرحلة دقيقة" دخلتها الإجراءات الرامية إلى السيطرة على الفيضانات، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية.
وفي محاولة لاحتواء الكارثة، فجّر الجيش الصيني أمس الثلاثاء، سداً لإطلاق مياه الفيضانات التي تهدد واحدة من أكثر مقاطعاتها كثافة سكانية، بعد تصدُّعه جراء ضغط المياه المندفعة.
وتعطلت وسائل النقل والحياة العملية في جميع أنحاء مقاطعة خنان، حيث حولت السيول الناجمة عن الأمطار الشوارع إلى أنهار تتدفق بسرعة، واكتسحت السيارات وارتفعت إلى منازل الناس.
ومقاطعة خنان تُعتبر قاعدة رئيسية للصناعة والزراعة، وتضم عديداً من المواقع الثقافية والأثرية.
وتُظهِر الصور التي تنقلها وسائل الإعلام، ارتفاع المياه عند مستوى الخصر مع استمرار هطول الأمطار.
وتُعتبر الفيضانات الموسمية شائعة في الصين، لكنّ العلماء يقولون إنّ التغيّر المناخي يتسبّب في زيادة ظواهر الطقس المتطرّفة.
وعادة ما تتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل، وإجلاء آلاف السكان عن بيوتهم. لكنّ التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء الواسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية.