وأضاف الوزير أنه بناء على ذلك تم تقسيم المدينة التي تبلغ مساحتها ٥٠ هكتاراً إلى مقاسم صناعية مع مراعاة كل قسم وفصل الصناعات عن بعضها كالغذائية والكيميائية والنسيجية والهندسية، وذلك في سبيل الحد من التلوث الناتج عن كل منها.
وأكد الوزير أنه بناء على معايير عالمية تم تقسيم المدينة إلى أقسام تقدر مساحة كل قسم بـ ٥٠٠٠ متر مربع مخدم بشكل كامل كالصرف الصحي والشبكات الطرقية.
بدوره، أفاد مدير المدينة الصناعية مضر العمر لأورينت نت، بأن أهم ما يميز مدينة باب الهوى الصناعية بنيتها التحتية المتطورة، موضحا أنها تتألف من شبكة طرق معبدة بمسافة ٥٠٠٠ متر، وخط توتر عالي خاص بالمنطقة الصناعية، وشبكة صرف صحي وكبل إنترنت ضوئي ومساحات خضراء ومحطة مياه تعذي المدينة، بالإضافة إلى وجود أقسام رئيسية ضمن المدينة كمبنى الإدارة ومبنى صحي ومرآب سيارات وكازية ومطاعم ومركز إطفاء.
موقع استراتيجي
وعن أهمها اختيار موقع المدينة الصناعية، ذكر وزير الاقتصاد في حكومة الإنقاذ، أنه تم اختيار موضع المدينة بالاعتماد على نقاط قوة ثلاث وهي منطقة متوسطة بين تجمعات سكانية كثيفة مما يوفر إمداد المدينة باليد العاملة بسهولة وقربها من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا والذي سيسهل عمليات التصدير والاستيراد وإشرافها على الشبكة الطرقية الرئيسية المتمثلة في استيراد باب الهوى مما سيؤمن وصولاً آمناً ويسيراً إليها.
أهداف مدينة باب الهوى
لا شك أن إنشــاء مجمــع صناعــي متكامــل فــي المناطــق المحــررة سيســاهم فــي تنميــة هــذه المناطــق وذلــك مــن خــلال توفيــر المنــاخ المناســب لجــذب المســتثمرين للبــدء بمشــروعاتهم وتقديــم كافــة التســهيلات والخدمــات اللازمـة لنجـاح تلك المشـروعات.
وأكد وزير الاقتصاد أن من أهم الأهداف التي يجب العمل عليها من خلال هذه المدينة تشــجيع إقامــة المشــروعات الصغيـرة والمتوسـطة، والحـد من عمليــة الاســتيراد، والمســاهمة فــي توفيــر بيئــة عمــل ملائمــة لمختلــف الأنشــطة الاســتثمارية، وخلـق منـاخ اسـتثماري يشـجع المهجريــن علــى العــودة إلــى بلـــــدهم للاســــتثمـــار فيها، وتحسـيــن المســــتـــوى الـصـحــــــي للســــكـــان عــن طـــريـــق إبـعـــــاد المنـشــــــآت الـصـــــنـاعـيـــــــة عــــن
الأماكــــن المأهــــــولة بالســـكان، وتأمـــــين فــــرص عـمــــــل مباشـــرة بحـدود 15000 فرصـة عمـل وغيـر مباشرة بحدود 5000 فرصة عمل، وجذب استثمارات أجنبية وذلك لما تتميز بـه المناطـق المحررة من انخفـاض أجور اليــد العاملــة وكونــها بيئــة ناشــئة للاســتثمار وســوقاً اســتهلاكياً كبيــراً، وتحقيــق التكامــل بيــن الصناعــات عـــن طـــــريق الاســـتــفـــادة مــــن منتجـات صناعـة مـا لتكـون مـادة أولــيــــــــــة لــصــــــنــاعـــــة أخـــــــرى.
عامل تنافس جديد
ومن أهم العوامل التي تساعد على تطور الصناعات وخاصة في المناطق التي تتعرض للحروب وجود بيئة مناسبة ومستقرة، من أجل خلق المنافسة فيما بينهم وبالتالي الوصول لصناعات حديثة ومتطورة.
وأشار وائل الحلو صناعي مهجر من مدينة حلب ومقيم في إدلب في حديث لأورينت نت إلى أن المدينة الصناعية الجديدة فكرة جيدة وأشبه ما تكون بمدرسة جامعة للصناعيين تتيح لهم المنافسة الإيجابية من خلال المشاريع والتطوير الصناعي والسباق الحضاري، والذي بدوره سينعكس على المجتمع ويؤمن فرص عمل كثيرة ويؤمن حاجات مختلفة للسوق، والذي يلغي بدوره لحد كبير الاستيراد من الخارج.
وأضاف الحلو أن المدينة الصناعية لن تكون حكراً على الصناعيين الموجودين في إدلب بل ستكون وجهة جديدة لصناعيين وتجار من مختلف المناطق، ولا يستبعد الحلو أن تكون وجهة جديدة للصناعيين الهاربين من مناطق النظام.
أجواء إيجابية
وتتمتع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بعوامل عديدة من شأنها دعم الصناعة والصناعيين وتلبية حاجة السوق بين الطلب والحاجة بحسب محمد البكور نقيب الاقتصاديين في إدلب.
وقال البكور لأورينت نت أن السوق المحلية سوق خام مستهلكة بالإضافة إلى عدم وجود منافس محلي، والموقع الجغرافي وتوفر اليد العاملة وقربها وتوفر الكهرباء والمياه والخدمات الأخرى مترافقة بالتشجيع والتسهيلات الحكومية، كل هذه العوامل ستكون داعمة ومحفزة لمسيرة النجاح والتطور على المستوى الصناعي وبالتالي انتعاش الاقتصاد في المناطق المحررة.
وأضاف البكور أن هذه المشاريع محفزة وستكون جاذبة لباقي الصناعيين سواء من الداخل أو الخارج وأن المشاركة الفورية ستدرّ مرابح أكبر على الصناعيين، وأن مسألة الإقبال تتعلق بالوقت بشكل طردي، وخلال فترة زمنية محددة سيكون الإقبال أكبر.
ولفت البكور إلى أن هذه الخطوات الملموسة على الأرض سيكون لها صدى إيجابي على المستوى العام، وأهمها تحسين مؤشر الميزان التجاري وارتفاع مؤشر الناتج المحلي وتخفيض نسب البطالة وتحسين مستوى الدخل وتعزيز الترابط الصناعي المحلي وانخفاض بعض أسعار المواد، وارتفاع نسب القيمة المضافة.
يشار أن المناطق المحررة خسرت الكثير من المصانع والمعامل خلال الحملات العسكرية الأخيرة من قبل ميليشيا أسد وحليفتها روسيا، كما أن حالة عدم الاستقرار التي عاشتها المنطقة أسهمت أيضاً في تراجع الصناعات المحلية واعتماد السوق على البضائع المستوردة بشكل كامل وذلك من خلال معبر باب الهوى الذي يعد الشريان الحيوي الوحيد الذي يربط المناطق المحررة بباقي العالم.