نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


100 عام على سقاريا.. التي أرست أسس الجمهورية التركية الحديثة





حلت يوم الاثنين 13 أغسطس/آب الجاري، الذكرى المئوية الأولى لمعركة سقاريا التي تعد واحدة من أعظم معارك الأمة التركية خلال حرب التحرير والاستقلال ضد قوى الاستعمار الغربي.
100 عام على سقاريا.. الملحمة الكبرى التي أرست أسس الجمهورية التركية الحديثة (Others)

تحل يوم الاثنين 13 أغسطس/آب الجاري، الذكرى المئوية الأولى لمعركة سقاريا أو ما يعرف بالتركية بـ "حرب ساحة سقاريا (Sakarya Meydan Muharebesi)"، التي وقعت بين قوات المقاومة التركية والجيش اليوناني المحتل بالقرب من العاصمة أنقرة، والتي تعد واحدة من أعظم معارك الأمة التركية خلال حرب التحرير والاستقلال ضد قوى الاستعمار الغربي بين عامي 1919 و1923.


وتعتبر معركة سقاريا من أهم المعارك التي مهدت الطريق أمام تأسيس الجمهورية التركية الحديثة على يد المؤسس مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه بالسلاح. وصفها أتاتورك بـ"الملحمة الكبرى" نظراً للصمود الكبير للأتراك دفاعاً عن سقوط مدن وسط الأناضول بيد المحتل اليوناني، فيما أشار إسماعيل حبيب سيفوك إلى أهمية معركة سقاريا الضارية، بكونها النقطة التي أعادت الانتصارات التركية إلى السكة مجدداً بعد توقفها لقرابة 238 عاماً، بدءاً من هزيمة العثمانيين في فيينا يوم 13 سبتمبر/أيلول 1683. استمرت المعركة لمدة 22 يوماً و22 ليلة من 23 أغسطس/آب إلى 13 سبتمبر/أيلول 1921، بالقرب من ضفاف نهر سقاريا الشرقية في منطقة "بولاتلي (Polatlı)" التابعة لمدينة أنقرة. كانت المعركة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الأمة التركية، حيث فقد الجيش التركي 5 آلاف و713 شهيداً و18 ألفاً و480 جريحاً، بينما بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش اليوناني 3 آلاف و958 قتيلاً، وبلغ عدد الجرحى 18 ألفاً و955 جندياً. كما أطلق على المعركة اسم "معركة الضباط"، لكثرة عدد إصابات الضباط فيها. الفترة التي سبقت المعركة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وما نتج عنها من هزيمة لـ"قوات المحور" التي كانت الدولة العثمانية تشكل جزءاً منها إلى جانب الإمبراطورية الألمانية وحلفائها، أجبرت "دول الحلفاء" الحكومة العثمانية على القبول بتوقيع معاهدة "سيفر" في 10 أغسطس/آب 1920، والتي بشروطها القاسية والمجحفة أسست لبداية حقبة الاحتلال الغربي للأراضي التركية، والتي تزامن معها النضال الوطني التركي بقيادة أتاتورك من أجل نيل الحرية والاستقلال. وتنفيذاً لشروط المعاهدة المجحفة، قامت دول الحلفاء بتقاسم أراضي الدولة العثمانية فيما بينهم، وبنفس الطريقة التي احتلت بها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا أجزاء من الأراضي التركية، استولت اليونان على مدينة إزمير في الغرب والمدن الواقعة في شمال غرب بحر مرمرة المتمثلة بإقليم تراقيا. ولم تكتف اليونان بذلك، فوفقاً لأوامر الملك اليوناني قسطنطين، تحرك الجنرال اليوناني أناستاسيوس بابولاس بالجيوش اليونانية لاحتلال أنقرة، المدينة التي أعلنها أتاتورك عاصمةً للمقاومة التركية وأقام بها البرلمان التركي عام 1920، وذلك من أجل السيطرة عليها وإغلاق البرلمان التركي بعد إلحاق الهزيمة بالمقاومة التركية، وإجبارها على القبول بشروط معاهدة "سيفر" التي تقر بالاحتلال الغربي وتمنع جميع أشكال المقاومة. الاستعدادات التركية للمعركة بعد انتصار الجيش اليوناني المعزز بتسع فرق على قوات المقاومة التركية بقيادة عصمت إينونو على طول خط "أفيون قره حصار"- "كوتاهيا" – "إيسكي شهير" في المعارك التي امتدت على طول الفترة ما بين 26 يونيو/حزيران و20 يوليو/تموز 1921، قرر مصطفى كمال أتاتورك الذي جاء إلى الجبهة للاطلاع على الوضع وتولى القيادة، سحب قوات الجبهة الغربية إلى الشرق من نهر سقاريا وترك مسافة كبيرة بين القوات التركية والجيش اليوناني وواصل الدفاع من هذا الخط. وفي 3 أغسطس/آب 1921، أقالت الجمعية الوطنية التركية الكبرى رئيس الأركان العامة عصمت إينونو وعينت بدلاً منه الجنرال فوزي تشكماك، الذي كان أيضاً في منصب نائب الرئيس ونائب رئيس الأركان العامة. وأثناء خطبته التحفيزية للقوات وأفراد الشعب الذين سيقاتلون في معركة سقاريا، قال مصطفى كمال أتاتورك: "لا يوجد خط دفاع؛ هناك سطح دفاع. هذا السطح هو البلد كله. لا يمكن التخلي عن الوطن حتى يسقى كل شبر من الأرض بدماء المواطنين". وبذلك، أعطى أتاتورك الأوامر بنشر المعركة على مساحة واسعة، الأمر الذي سيسبب فصل القوات اليونانية عن مقارها ويقطع الاتصالات بينهم. انتصار تركي ساحق بينما كان الجنود اليونانيون يتقدمون نحو أنقرة، جرت إعادة تنظيم القوات التركية التي كانت في وضع حرج بعد الهزيمة في "كوتاهيا"–"إيسكي شهير"، وبعد تراجعها إلى الشرق من نهر سكاريا في 22 يوليو/تموز 1921، تموضعت القوات التركية من الجنوب إلى الشمال في انتظار القوات اليونانية التي سارت إلى موقع المعركة لمدة 9 أيام، والتي جرى تحديد مسار تحركها من قبل وحدات الاستطلاع التركية، التي أبلغت قيادة الجبهة التركية، الأمر الذي أفقد الهجوم اليوناني طابعه المهيمن. وفي يوم 23 أغسطس/آب 1921، تقابل بالمناطق التركية التي تقع في الجنوب لنهر جوك، وقد أنشأت القوات التركية مراكزاً لها في " بولاتلي" بالقرب من خط السكة الحديدية على بعد أميال قليلة شرقي نهر سقاريا، حيث كانت في أتم الاستعداد لمواجهة القوات اليونانية التي بدأت الهجوم من أجل حصار القوات التركية. وخلال الأيام الأولى، تمكن اليونانيون من السيطرة على جبل "مانغال" والتقدم باتجاه أنقرة. إلا أنه ومع اليوم السابع، وعلى الرغم من أن القوات اليونانية هاجمت جميع الجبهات تقريباً، لم تنجح عملية الحصار اليونانية نتيجةً لمواصلة القوات التركية عملية الدفاع عن مواقعها بنجاح فضلاً عن حفاظها على وحدة الجبهة من خلال صد الهجمات اليونانية. وبحلول اليوم الرابع عشر، تراجعت الهجمات اليونانية على مركز الجبهة التركية تدريجياً، تبعها شن القوات التركية هجمات بطولية لاستعادة الأراضي المفقودة. وبعد 22 يوماً و22 ليلة، والآلاف من القتلى والجرحى، انتهت ملحمة سقاريا الكبرى التي خط الأتراك خلالها بدمائهم أعظم وأهم المعارك خلال فترة النضال الوطني في 13 سبتمبر/أيلول 1921، بهزيمة قاسية ومذلة للقوات اليونانية التي تراجعت لاحقاً إلى مدينة إزمير. وعقب هذا الانتصار البطولي، زادت ثقة الأمة التركية بالقوات التركية وقادتها وزاد الأمل في التحرر والاستقلال، وأجبر دول الحلفاء التخلي عن اليونان بعد وصولهم لقناعة عدم قدرتهم فرض شروط معاهدة "سيفر" على الأتراك، الأمر الذي استدعاهم أن يوقعوا معاهدات واتفاقيات هدنة مع الجمعية الوطنية الكبرى، والتي على إثرها جرى الانسحاب من المناطق التي احتلوها، وتركوا اليونانيين عرضة للهجوم التركي الكبير في 9 سبتمبر/أيلول 1920 من أجل استعادة مدينة إزمير، آخر معاقل اليونانيين. انتصرت المقاومة التركية بعد رمي القوات اليونانية المحتلة في بحر إيجه، وتدشين مفاوضات جدية مع الدول الغربية انتهت بإعلان تأسيس الجمهورية التركية الحديثة في الـ29 من أكتوبر/تشرين الثاني 1923 بعد تمزيق معاهد "سيفر" وتوقيع معاهدة "لوزان" التي تجاهلت ما أقرته معاهدة سيفر من بنود وشروط مجحفة.

وكالات - تي ار تي
السبت 21 غشت 2021