. في الوضع الراهن الميداني والسياسي في سوريا، حيث ترجح قليلا كفة النظام العلوي، في الشق الغربي من البلد، فالحديث عن مؤتمر لنقل السلطة فعليا، هو وهم كبير، إن لم يكن أكذوبة كبرى! وقد قال سلفا وليد المعلم الموظف (السنّي) برتبة وزير خارجية لدى النظام العلوي: «لسنا ذاهبين إلى جنيف لتسليم السلطة ونقلها».
لماذا، إذن، الإلحاح الأميركي على جَرِّ «المعارضات» السياسية والمسلحة إلى جنيف. ويعمل من أجل ذلك دهاقنة الدبلوماسية الأميركية؟! جيفري فيلتمان الذي تحول فجأة من نائب لوزير الخارجية الأميركية، إلى نائب للشؤون السياسية لدى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، ذهب إلى طهران. وهندس سلفا الصفقة السرية بين أميركا وإيران، للتنازل عن القنبلة النووية لإرضاء إسرائيل، في مقابل إنقاذ نظام بشار، لإرضاء إيران.
وها هو بوتين يُحكم الصفقة، بانتزاع اعتراف ضمني من أوباما ببشار، من خلال العهدة إلى الأخير بتنفيذ اتفاق تصفية وتفكيك أسلحته الكيماوية. وفي الضغط لعقد جنيف (2)، يخاطب فيلتمان العرب بـ«الفارسية»، فيقول للمعارضات السورية المطلوب حضورها، إنها إذا لم تحضر، فهذا معناه أن يرشح الأسد نفسه مرة ثالثة لرئاسة الجمهورية في العام المقبل!
بل أقول إن انعقاد مؤتمر جنيف (2) تحت إشراف أميركا وروسيا، هو اعتراف أميركي آخر ببشار، والترخيص له بالتجديد والتمديد لنفسه، فور الانتهاء من غسل يديه الملطختين بدماء شعبه.
وهكذا، فغرض أميركا وروسيا وإيران التي تلح على حضور جنيف (كشاهد زور)، هو إيقاع المعارضات السورية، في فخ الاعتراف بنظام بشار، طالما أنها تفاوضه. وتتحدث إليه، على مائدة واحدة.
وها هو الوسيط الأخضر الإبراهيمي (74 سنة) يخاطب العرب من طهران بـ«الفارسية» أيضا بالوكالة عن فيلتمان، داعيا إلى إيفاد إيران معززةً. مكرَّمةً، إلى ليالي الأنس في جنيف، قبل أن يعرف مَنْ سيحضر أو لن يحضر، من العرب والسوريين! حسنا. يا هيك دبلوماسي مستعرب. ومخضرم. يا بلاش!
«المعارضات» السورية المتناحرة تعي معنى إحضارها بالضغط الأميركي، إلى زنزانة جنيف (2). وهي تتفادى هذا الجلب القسري، بتأجيل قرارها المرة تلو المرة. لكن عليها تحديد موقفها النهائي، في موعد قد لا يتجاوز منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حسب التوقيت «الأميركي». وهي واقعة أيضا تحت ضغط شريكاتها المعارضات «الجهادية». وهذه بدورها متسللة تزداد قوة يوما بعد يوم، ليس على حساب النظام، وإنما على حساب «المعارضات» السورية.
هل المعارضات السنِّية «الجهادية» المرتبطة بـ«القاعدة» وبامتدادها النشيط دمويا في العراق، مدعوّة إلى جنيف أيضا، أسوة بإيران راعية العنف الديني الشيعي؟! سؤال افتراضي محرج. ومضحك. ودبلوماسيا، هو سؤال استفزازي للرئيس أوباما بالذات.
الجواب، أميركا تدرج هذه التنظيمات في دفتر الإرهاب الأسود، بحيث لا تستطيع دعوتها إلى جنيف، بأية لغة من لغات العالم. لكن أميركا دولة براغماتية. فهي عمليا تغض النظر عن «الجهاديين» المستمرين في حفر حدود دويلتهم، أو دويلاتهم الدينية، في شمال سوريا وشرقها. لكن إلى متى؟
وكذلك، فهي تغض الطرف عن الأكراد الذين منحهم بشار الجنسية السورية، ظنا منه أنهم يتكلمون الفارسية قبل العربية والكردية. فهم مستمرون أيضا في حفر دويلتهم (العلمانية)، في أقصى الشمال الشرقي من سوريا التي صار اسمها دويلة «غرب كردستان».
وها هو النظام العلوي يتأهب، بعد تحسين مواقعه في ريف دمشق، لاقتحام حوضها الشمالي الغربي (القلمون) الممتد ليلامس حوض حمص وحماه وجبال لبنان الشرقية الذي تم «تطهيره» جزئيا، باحتلال «القُصَيْر» وإحكام الحصار على الأحياء السنية في حمص وحماه، بدعم من المرتزقة الإيرانيين. والعراقيين. وحزب الله.
لا شك أن السعودية تدرك جيدا الخطر المحدق بسوريا الدولة / الشعب التي تواجه هذا المصير التقسيمي المشؤوم، على أساس مذهبي. طائفي، مُرْضٍ لإسرائيل وإيران معا. من هنا يتشكل العتب الغاضب على «ذبذبة» الدبلوماسية الأميركية.
أعود إلى مؤتمر جنيف، لأسأل: هل أميركا مقتنعة بأن بالإمكان إقناع إيران. وروسيا. ونظام الأسد، بالتخلي عن الجيش والأمن اللذين حُكمت بهما سوريا أكثر من خمسين سنة؟ أم أن المؤتمر هو في الواقع أداة، لفرض أمر واقع، أمر الدويلات السورية الطائفية والعرقية على المعارضات السورية والدول العربية؟!
إذا كان ذلك صحيحا، فهل قررت أميركا أوباما الرهان على الإسلام «الجهادي» الشيعي، في حربها الإقليمية والعالمية، على الإسلام «الجهادي» السني؟ الجواب ماثل في الواقع الميداني. فثمة ظاهرة دولية. وإقليمية جديدة، توحي بأن الدولة القومية. الدولة / الشعب، تتآكل بفعل ما أسميه «تعب المادة». تعب النسيج الاجتماعي، بفعل الفقر. البطالة. الاستبداد. الفساد. و«تمرد» الأقليات الدينية والعرقية التي تضخمت عدديا، نتيجة الكثافة السكانية. ولم تعد ترضى البقاء ضمن إطار الدولة / الشعب، تحت شعار المساواة الديمقراطية الذي جاءت به الانتفاضات والثورات العربية. وما يحدث في ليبيا. وسوريا. والعراق. واليمن. وربما مصر شاهد ودليل.
قامت العلاقات الدولية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1945) على أساس ازدهار الدولة القومية المستقلة. الدولة / الشعب. لكن ما لبثت أن تعرضت لهذا الخلل الخطير في نسيجها الاجتماعي، بعد انهيار آخر الإمبراطوريات التقليدية. الإمبراطورية السوفياتية (1989). هناك اليوم أكثر من 25 دولة في العالم، بما فيه أوروبا، تعاني من ظاهرة تعب المادة، وتمرد الأقليات.
ما يجري اليوم في أفريقيا العربية والسوداء أشد خطرا: انفصل الجنوب عن السودان. هناك نزاع في إقليم دارفور بين السود المسلمين والسودانيين الذين تجري في عروقهم دماء عربية. في الجزائر أقلية أمازيغية (بربرية) مدعومة أوروبيا. في المغرب، يشكل العرش المغربي رمزا للوحدة الوطنية بين العرب والأمازيغ. ليبيا اليوم أشبه بالصومال. ومنذ أيام قامت فيها دويلة برقة الانفصالية.
في حربها العالمية على الإسلام «الجهادي»، أقامت أميركا قيادة عسكرية لها في أفريقيا. إدارة أوباما التي استغنت عن الغزو بالجيوش الجرارة، تعتمد الحرب الحديثة: التجسس الإلكتروني. الخطف. الاغتيال، بفرق القتل الخاصة (الكوماندوس) التي قتلت ابن لادن. وخطفت أبا أنس الليبي، وغيرهما. وقبل كل ذلك تشن غارات بطائرة (درون) العمياء التي هجاها شاعرنا الجاهلي زهير: «مَنْ تُصِبْ تمته. ومَنْ تُخطئ. يُعَمَّرْ، فيهرمِ».
أخفقت أميركا في اعتماد الإسلام «الإخواني»، في إقامة دول دينية. أو متزمتة حليفة لها. الغريب أن أميركا أوباما ما زالت تحلم بعودة «إخوان» مرسي إلى الحكم في مصر، متجاهلة دعوة الحكم الانتقالي بالديمقراطية، وصامتة، عن تسريب جهادية «إخوان» حماس، عبر أنفاق غزة، المادة البَشَرية الجاهزة، لإقامة إمارة «جهادية» حليفة لها في سيناء.
أصل الآن إلى ما أود أن أحذر. وأنبه إليه: منذ تباين وجهات النظر الخليجية / الأميركية، بخصوص إيران. سوريا. لبنان. مصر، ألاحظ ظهور خرائط. ومقالات، في كبريات الصحف الأميركية، عن دول الخليج. وأعتقد أنها ربما للغمز والنيل، من قناة الوحدة الوطنية هناك.
تكفي الإشارة إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا دول الخليج إلى مزيد من شد أواصر الوصل والتنسيق بينها، إزاء التحولات السياسية، والأوضاع المضطربة المحيطة بالخليج.
يبقى أن أقول، باختصار، إن الجيلين الخليجيين الثاني والثالث مطالبان بتصعيد وعيهما بالخطر المحدق. والبناء على ما حققه الجيل القيادي الأول الذي أقام دولا مستقلة. مزدهرة. مستقرة، سبقت دولا عربية أقدم، تتناوشها اليوم عوامل تعب المادة، وإرهاق النسيج الاجتماعي.
وما العمل بتقلبات الرئيس باراك حسين أوباما المزاجية؟ حسبي القول: «وأنتَ عليَّ يا بروتُسْ»؟!
-----------------------
الشرق الاوسط
لماذا، إذن، الإلحاح الأميركي على جَرِّ «المعارضات» السياسية والمسلحة إلى جنيف. ويعمل من أجل ذلك دهاقنة الدبلوماسية الأميركية؟! جيفري فيلتمان الذي تحول فجأة من نائب لوزير الخارجية الأميركية، إلى نائب للشؤون السياسية لدى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، ذهب إلى طهران. وهندس سلفا الصفقة السرية بين أميركا وإيران، للتنازل عن القنبلة النووية لإرضاء إسرائيل، في مقابل إنقاذ نظام بشار، لإرضاء إيران.
وها هو بوتين يُحكم الصفقة، بانتزاع اعتراف ضمني من أوباما ببشار، من خلال العهدة إلى الأخير بتنفيذ اتفاق تصفية وتفكيك أسلحته الكيماوية. وفي الضغط لعقد جنيف (2)، يخاطب فيلتمان العرب بـ«الفارسية»، فيقول للمعارضات السورية المطلوب حضورها، إنها إذا لم تحضر، فهذا معناه أن يرشح الأسد نفسه مرة ثالثة لرئاسة الجمهورية في العام المقبل!
بل أقول إن انعقاد مؤتمر جنيف (2) تحت إشراف أميركا وروسيا، هو اعتراف أميركي آخر ببشار، والترخيص له بالتجديد والتمديد لنفسه، فور الانتهاء من غسل يديه الملطختين بدماء شعبه.
وهكذا، فغرض أميركا وروسيا وإيران التي تلح على حضور جنيف (كشاهد زور)، هو إيقاع المعارضات السورية، في فخ الاعتراف بنظام بشار، طالما أنها تفاوضه. وتتحدث إليه، على مائدة واحدة.
وها هو الوسيط الأخضر الإبراهيمي (74 سنة) يخاطب العرب من طهران بـ«الفارسية» أيضا بالوكالة عن فيلتمان، داعيا إلى إيفاد إيران معززةً. مكرَّمةً، إلى ليالي الأنس في جنيف، قبل أن يعرف مَنْ سيحضر أو لن يحضر، من العرب والسوريين! حسنا. يا هيك دبلوماسي مستعرب. ومخضرم. يا بلاش!
«المعارضات» السورية المتناحرة تعي معنى إحضارها بالضغط الأميركي، إلى زنزانة جنيف (2). وهي تتفادى هذا الجلب القسري، بتأجيل قرارها المرة تلو المرة. لكن عليها تحديد موقفها النهائي، في موعد قد لا يتجاوز منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حسب التوقيت «الأميركي». وهي واقعة أيضا تحت ضغط شريكاتها المعارضات «الجهادية». وهذه بدورها متسللة تزداد قوة يوما بعد يوم، ليس على حساب النظام، وإنما على حساب «المعارضات» السورية.
هل المعارضات السنِّية «الجهادية» المرتبطة بـ«القاعدة» وبامتدادها النشيط دمويا في العراق، مدعوّة إلى جنيف أيضا، أسوة بإيران راعية العنف الديني الشيعي؟! سؤال افتراضي محرج. ومضحك. ودبلوماسيا، هو سؤال استفزازي للرئيس أوباما بالذات.
الجواب، أميركا تدرج هذه التنظيمات في دفتر الإرهاب الأسود، بحيث لا تستطيع دعوتها إلى جنيف، بأية لغة من لغات العالم. لكن أميركا دولة براغماتية. فهي عمليا تغض النظر عن «الجهاديين» المستمرين في حفر حدود دويلتهم، أو دويلاتهم الدينية، في شمال سوريا وشرقها. لكن إلى متى؟
وكذلك، فهي تغض الطرف عن الأكراد الذين منحهم بشار الجنسية السورية، ظنا منه أنهم يتكلمون الفارسية قبل العربية والكردية. فهم مستمرون أيضا في حفر دويلتهم (العلمانية)، في أقصى الشمال الشرقي من سوريا التي صار اسمها دويلة «غرب كردستان».
وها هو النظام العلوي يتأهب، بعد تحسين مواقعه في ريف دمشق، لاقتحام حوضها الشمالي الغربي (القلمون) الممتد ليلامس حوض حمص وحماه وجبال لبنان الشرقية الذي تم «تطهيره» جزئيا، باحتلال «القُصَيْر» وإحكام الحصار على الأحياء السنية في حمص وحماه، بدعم من المرتزقة الإيرانيين. والعراقيين. وحزب الله.
لا شك أن السعودية تدرك جيدا الخطر المحدق بسوريا الدولة / الشعب التي تواجه هذا المصير التقسيمي المشؤوم، على أساس مذهبي. طائفي، مُرْضٍ لإسرائيل وإيران معا. من هنا يتشكل العتب الغاضب على «ذبذبة» الدبلوماسية الأميركية.
أعود إلى مؤتمر جنيف، لأسأل: هل أميركا مقتنعة بأن بالإمكان إقناع إيران. وروسيا. ونظام الأسد، بالتخلي عن الجيش والأمن اللذين حُكمت بهما سوريا أكثر من خمسين سنة؟ أم أن المؤتمر هو في الواقع أداة، لفرض أمر واقع، أمر الدويلات السورية الطائفية والعرقية على المعارضات السورية والدول العربية؟!
إذا كان ذلك صحيحا، فهل قررت أميركا أوباما الرهان على الإسلام «الجهادي» الشيعي، في حربها الإقليمية والعالمية، على الإسلام «الجهادي» السني؟ الجواب ماثل في الواقع الميداني. فثمة ظاهرة دولية. وإقليمية جديدة، توحي بأن الدولة القومية. الدولة / الشعب، تتآكل بفعل ما أسميه «تعب المادة». تعب النسيج الاجتماعي، بفعل الفقر. البطالة. الاستبداد. الفساد. و«تمرد» الأقليات الدينية والعرقية التي تضخمت عدديا، نتيجة الكثافة السكانية. ولم تعد ترضى البقاء ضمن إطار الدولة / الشعب، تحت شعار المساواة الديمقراطية الذي جاءت به الانتفاضات والثورات العربية. وما يحدث في ليبيا. وسوريا. والعراق. واليمن. وربما مصر شاهد ودليل.
قامت العلاقات الدولية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1945) على أساس ازدهار الدولة القومية المستقلة. الدولة / الشعب. لكن ما لبثت أن تعرضت لهذا الخلل الخطير في نسيجها الاجتماعي، بعد انهيار آخر الإمبراطوريات التقليدية. الإمبراطورية السوفياتية (1989). هناك اليوم أكثر من 25 دولة في العالم، بما فيه أوروبا، تعاني من ظاهرة تعب المادة، وتمرد الأقليات.
ما يجري اليوم في أفريقيا العربية والسوداء أشد خطرا: انفصل الجنوب عن السودان. هناك نزاع في إقليم دارفور بين السود المسلمين والسودانيين الذين تجري في عروقهم دماء عربية. في الجزائر أقلية أمازيغية (بربرية) مدعومة أوروبيا. في المغرب، يشكل العرش المغربي رمزا للوحدة الوطنية بين العرب والأمازيغ. ليبيا اليوم أشبه بالصومال. ومنذ أيام قامت فيها دويلة برقة الانفصالية.
في حربها العالمية على الإسلام «الجهادي»، أقامت أميركا قيادة عسكرية لها في أفريقيا. إدارة أوباما التي استغنت عن الغزو بالجيوش الجرارة، تعتمد الحرب الحديثة: التجسس الإلكتروني. الخطف. الاغتيال، بفرق القتل الخاصة (الكوماندوس) التي قتلت ابن لادن. وخطفت أبا أنس الليبي، وغيرهما. وقبل كل ذلك تشن غارات بطائرة (درون) العمياء التي هجاها شاعرنا الجاهلي زهير: «مَنْ تُصِبْ تمته. ومَنْ تُخطئ. يُعَمَّرْ، فيهرمِ».
أخفقت أميركا في اعتماد الإسلام «الإخواني»، في إقامة دول دينية. أو متزمتة حليفة لها. الغريب أن أميركا أوباما ما زالت تحلم بعودة «إخوان» مرسي إلى الحكم في مصر، متجاهلة دعوة الحكم الانتقالي بالديمقراطية، وصامتة، عن تسريب جهادية «إخوان» حماس، عبر أنفاق غزة، المادة البَشَرية الجاهزة، لإقامة إمارة «جهادية» حليفة لها في سيناء.
أصل الآن إلى ما أود أن أحذر. وأنبه إليه: منذ تباين وجهات النظر الخليجية / الأميركية، بخصوص إيران. سوريا. لبنان. مصر، ألاحظ ظهور خرائط. ومقالات، في كبريات الصحف الأميركية، عن دول الخليج. وأعتقد أنها ربما للغمز والنيل، من قناة الوحدة الوطنية هناك.
تكفي الإشارة إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا دول الخليج إلى مزيد من شد أواصر الوصل والتنسيق بينها، إزاء التحولات السياسية، والأوضاع المضطربة المحيطة بالخليج.
يبقى أن أقول، باختصار، إن الجيلين الخليجيين الثاني والثالث مطالبان بتصعيد وعيهما بالخطر المحدق. والبناء على ما حققه الجيل القيادي الأول الذي أقام دولا مستقلة. مزدهرة. مستقرة، سبقت دولا عربية أقدم، تتناوشها اليوم عوامل تعب المادة، وإرهاق النسيج الاجتماعي.
وما العمل بتقلبات الرئيس باراك حسين أوباما المزاجية؟ حسبي القول: «وأنتَ عليَّ يا بروتُسْ»؟!
-----------------------
الشرق الاوسط